المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عَـيني دَواةُ الحـرفِ


حسن زكريا اليوسف
12-30-2023, 12:51 PM
عَـيني دَواةُ الحـرفِ


شُــقّـي عـلـيـها يا حُــروفُ جُــيـوبا
والْـطُــمْ عـلـيـها يـا دمـي مَـسـكـوبا

أُمّــي الـتـي مِـنـها تَــغــارُ كَــواكِــبٌ
وتَـرومُ مـنهـا المُــعـصِـراتُ طُــيـوبا

بَـــــدرٌ مُــحَـــيَّـاهـا وعِـــطـــرٌ كَـــفُّــهـا
والقلبُ طُهـرُ نَـدىً فليـس مَشـوبا

الكـونُ كـانَ إذا تبسَّـمَـتِ انـتــشـى
أمـسـى كَــئــيـــبـاً بَـعــدَها مَــنــكــوبـا

أنفـقـتِ عمـرك في مكـابـدة ااشَّـقا
والـصَّـبــرُ ذَلَّـلَ عـاصِـفـاً وعَـصـيـبا

أُمَّــاهُ مَـحـضَ مَــرارةٍ عُــمــري غـدا
بَـعــدَ الــفِــراق وقـد بِـلَغــتِ غُــروبا

أشقى بحَـسْـراتِ ابتعـادي مُـرغَـماً
وأُلِــحُّ في جَــــلْــــدِ الأنـــا تَــعـــذيــبـا

والــقــلـبُ شَــحَّ عَـبــيـرُه ، وورودُهُ
يَــروي مُـحـيّــاهــا المَـــآلَ شُــحُــوبا

يَـنـقَــضُّ شُـــذَّاذُ المــواجــعِ كُـــلَّــمـا
جَـــنَّـــتْ ريـاحُ الـذِّكــريـاتِ هُـــبــوبا

طِــفــلاً أمـامَــكِ ما أزالُ وإنْ غَــــزَا
شَـيـبٌ ويُغـريني احـتضـانُكِ طِـيـبا

إنّي خَـفـضـتُ لـكِ الجَــنـاحَ تَـذلُّـلاً
هَـيـهـات أنـســى أو أعُـــقَّ حَـلـيـبا

أنّى اتَّجهتُ وفي المَنامِ وصَحوتي
يَخـتـالُ طَـيــفُــكِ مُــشــرِقـاً مَـهـيـوبا

وبمَـسـمَـعـي نَـهـرُ الحَـديـثِ مُخَـلَّـدٌ
يـجــري فُـــراتــاً صَـــافــيــاً وعَــــذوبا

إلاكِ مَـنْ يَمحــو صَـحـائفَ زَلَّــتي
عَفواً، ويَسـتُرُ ما اسـتطاعَ عُيوبا !

مَـنْ أسـتريحُ ــ إذا تعِـبتُ ــ بظـلِّه
وبـصَـــدره عَـــنّـي يَـصُـــدُّ خُــطــوبا !

مَـنْ أقـتـفي أثـرَاً لِـخَـطـو ِ ضِيـائهِ
في الحـالكـاتِ العــاصِـبـاتِ دُروبا !

فَرَحي الذي بِحَنانِ لَهفَتِكِ احتمى
مُـلـقىً بـبُـعـدِكِ في الـعَـرا مَصلـوبا

نَـفْـسي تَـعَــافُ مِـنَ الحـيـاةِ مَـلَـذَّةً
ويَـظَــلُّ فِــــنــجـانُ الــهَــنـا مَــقــلـوبا

أوَكـيف تُـزهِـرُ في شِفـاهي بسـمةٌ
ما دامَ نُـورُك في الـثَّـرى مَحجـوبا !

عَـيني دَواةُ الحرفِ يَهطِل غَــيثُها
دَمــعــاً يُـحـيـلُ المُـقـفِــراتِ عَـشــيـبا

طُــوبــى لـقــبـرٍ فـيـه تـرقُـــدُ جَـــنَّـــةٌ
تروي الـتُّـرابَ بِـعِـطـرهـا مَـصــبـوبا

يَجني إذا ما الموتُ عَـزَّ بموطـنٍ
خَيـرَ المَـثــوبةِ مَنْ يَـمـوتُ غَـريبا

مـا زال فـي تلك الـدِّيــار لـنـا شَـذاً
يَـأبــى وإنْ نَأَتِ الجُـســومُ نُـضـوبا

أُمّي التي احتَفتِ السَّماءُ بروحِها
ولـهـا الـنُّـجــومُ تَـبَــرَّجَــتْ تَـرحـيــبا

في جَـنَّةِ الفـردوسِ تحت ظلالها
يـا ربِّ أكــرمْــنـي بـهـا مَـصــحــوبا
=================
مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي
ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف

https://www.youtube.com/watch?v=6T8TZ9NnWNg

رشا عرابي
01-22-2024, 02:46 AM
وكيفَ لا تبكي السطور والفقيدة ( جنة)...!
الشعر ما أوجع
وها قد أَوجعت ~

قايـد الحربي
01-22-2024, 07:05 PM
:
:

حين ينبض حسن بأمّه ، لا يبقى للقلوب إلا الحب ،
أما الشعر فهو كفيلٌ به.

خالد صالح الحربي
01-26-2024, 09:42 AM
:
شكرًا لما أرقت ..
وقرأنا وارتقينا ..
🌹

سيرين
03-27-2024, 12:24 PM
يظل مقامها مقدسا يخشع له القلم حين الحديث عنها
رحمها ربي وكل ام واراها الثرى
ويظل البر بهن موصولا بالدعاء والعمل الصالح
شاعرنا دمت غدقا و لقلمك التحية
لا حرمنا ابداعه
ولروحك الطمأنينة

،،