تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هلوسات شاعرة ..!


نوف الناصر
07-02-2024, 06:23 AM




[ ‏هلوسات شاعرة ]


( 1 )



‏حين التقينا
‏أمطرني شعراً وحرفاً
‏بللني بهما ..
‏أضعت مظلتي عمداً
‏وأنا كذلك ألهمته
‏و أغويت حرفه وأمطرته
‏لم يكن يحمل مظلة
‏كان كلانا مبللاً !
‏وكنت مبتهجة كطفلة تحاول الإمساك بحبات المطر
‏رغم إصابتي بزكام الكتابة
‏لم أتناول الدواء
‏المرض الوحيد الذي أحببت .



.

نوف الناصر
07-02-2024, 06:27 AM





[ ‏هلوسات شاعرة ]


‏( 2 )



‏كنا نجوب طرقات الشعر
‏وأزقة الشعور
‏و كلما لمحنا جداراً كتبنا عليه
‏كأنما تلك الجداريات ديوان شعر
‏تشاركنا الجدران .. والضحكات .. والمشاجرات !
‏نجلس أحياناً على الرصيف نرتشف الصمت المر
‏وأحياناً تحت الشجرة نعدّ العصافير
‏ونتساءل لمَ لا تغرّد ؟! هل سرقنا ( غنائها ) شعراً !!
‏كان الطريق مزهراً تحت قدميْ
‏كنت سعيدةً .. أركض .. وأرقص ( حافية القدمين )
‏كأغنية في حنجرة ( كاظم الساهر )
‏وقصيدة في ديوان ( نزار قباني )
‏لكنه ألقى في طريقي
‏الاسئلة المفخخة
‏والاتهامات المبهمة
‏والفضول الموارب
‏حاصرني بعض الشيء
‏حجب عني بعضاً من الهواء
‏شعرت بالاختناق
‏حاولت أن أُلمّح له بأن يفتح النافذة
‏فأغلقَ الستارة
‏أرادني أن أتأنق وأتزين كما يليق بـ (ملهمة ) ..
‏ أحضّر له عشاء الشعر وأنتظره وأنا بكامل أناقتي !
‏كان يجب أن نسرق اللقاءات السرية
‏كما يفعل العشاق
‏لا أن تسرقنا
‏لم نكن عشاق .. ولن نكون
‏كنا شعراء
‏والشعراء لايعشقون .


.

نوف الناصر
07-02-2024, 06:29 AM




[ ‏هلوسات شاعرة ]


( 3 )



ابتعدتُ قريباً !
‏حين أغضب أو أستاء
‏أبتعد حتى أهدأ
‏أنسحب حتى أتنفس أكبر قدر من الأكسجين ومن ثم أعود تملؤني الحياة بنضارتها .. فأوزع البهجة كأطواق ورد
‏لذا هربت
‏أقفلت الأبواب والنوافذ
و‏انزويت
‏لم يتفهم .. !!
‏وحين عدت كنت أحمل طوق ورد
‏لم أجده
‏وذبل الورد!



نوف الناصر
07-02-2024, 06:32 AM




[ ‏هلوسات شاعرة ]


( 4 )



استسلم سريعاً
‏وأنا لا يستهويني المستسلمين
‏لم يقاتل من أجل حرفي
‏من أجل ( ملهمته )
‏لم يذخر بندقية الشعر ليرديني بهِ
‏كان صدري لوح رماية لرصاصاته الطائشة
‏لكنه استسلم
‏سلّم ذخيرته ورحل ..



نوف الناصر
07-15-2024, 08:15 AM




[ ‏هلوسات شاعرة ]


( 5 )



‎كتبتُ ذات مرة..

‎أجيد الاختباء جيداً
‎‏فالبحث عني أشبه بمتاهة
‎‏وأنت رجل سريع الملل

.
.
.
‎لاتبحث عني..!
‎حين يضيق بي المخبأ سأفتح الباب
‎سأسرق أول نسمة هواء وأخبئُها في صدري
‎سأقبّل أول شعاع شمس يلامس وجهي
‎سأجلس في الخارج أنتظرك
‎كرسيك الفارغ أمامي
‎وقدح الأسبريسو خاصتك أمامه
.
.
‎لا تتأخر كي لايبرد
‎ويبرد اللقاء
‎والمشاعر
‎والشِعر
.
.
‎الـ
‎شِّـ
‎عـ
‎ر
‎تلك الحلوى التي نتقاسمها في كل لقاء
‎معه لا نشعر بمرارة الحياة
‎بل نُحاصر تلك المرارة في حروفه
‎ونحيلها أشطراً..
‎لتولد .. قصيدة ..!

‎ألم أُخبرك
‎بأنني حين وُلدت
‎وُلدت قصيدة في الجانب الآخر من العالم !
‎مازلت أبحث عنها
‎لم نلتق بعد !

‎يُقال بأنها لديك
‎هل سأقرأُها يوماً ؟!



نوف الناصر
07-20-2024, 06:06 AM



حين قرأت حروفي ؟!
هل خبأتهم في خزائن صدرك ؟!
هل أعدت كتابتهم على جدران قلبك ؟!
‏إن فعلت لن يضنيك الغياب
‏ستكون الزاد لأيامك الجائعة
‏ستقضم حرفاً كلما جعت ..!



نوف الناصر
07-21-2024, 09:39 AM



الناقد الداخلي لدي مزعج جداً .. يملأُ رأسي بهلوسات شعرية تؤلمه .. يحاول إقناعي بأن مايفعله أمرٌ جيد إن أردت التميز .. وبأن البحث عن التميز والنأي عن العادية هو مايفعله جميع الشعراء .. حتى يقنعني بأنه هاجس الشاعر الحقيقي.!
‏وأظن بأنني شاعرة حقيقية .. لا أعلم ربما ..!!
‏لستُ مخوُلة لتصنيفي .. أم أنه يجب أن نكتب الشعر الحقيقي فقط دون انتظار أن نوضع في خانة .. قد تضيق الخناق علينا .. وتقيّدنا ..!
لا أبحث عن خانات .. أريد أن أكتب الشعر فقط .. أتنفسه .. أتناوله كوجبة يومية .. أرتشفه كقهوة صباحية .. رغم أنني لا أشرب القهوة .. لا أعيش في خيالات صوت فيروز وقهوة الصباح كما يدّعي بعض الشعراء..! بالرغم من أن صوت فيروز يسكن ذائقتي .. وأنا أسكن حنجرتها كأغنية ( كما كتبتُ يوماً ما ).
‏أظن بأنني أضعت ماكنت أتحدث عنه !! لا أعلم كيف وصلت إلى ( مفرق ) فيروز ومقهى الرحابنة..!!
‏نعم كنت أتحدث عن الشعر الحقيقي .. والشاعر الحقيقي .. والهاجس الملقى على عاتقهِ .. ‏( التميز ) تحديداً .
‏أن يكون فارقاً .. محلقاً .. لاتحده فضاءات..!
أظن بأنني أجيد الطيران .. أحب أن أربّي العصافير في نصوصي .. وأن أصنع من أبياتي أغصاناً لها .. لذا أسميت نفسي ( عصفورة الشعر ) ..

‏(عصفورة الشعر) لا صار الشعور أغصان
‏الغصن يورق وانا للشعر …… عصفورته

‏والعصفور طائر .. لذا أجيد التحليق .. رغم ( فوبيا ) المرتفعات ..!
‏هل من اللائق أن يلقّب الشاعر نفسه !! لا أعلم !! لم يكن لقباً بقدر ماكان حبًّا للعصافير .. ذلك المخلوق الصغير الرقيق .. أشعر بأنه يشبهني كثيراً .. يبدو أنني ثرثرتُ كثيراً .. أرجو أن تكون ثرثرتي أشبه بـ ( الزقزقة ) .. وأن حرفي أشبه بـ ( الغناء ) .. وأن أكون شاعرة متميزة .. بالرغم من أنني لا أجيد الغناء في الواقع .. بل غنائي أقرب للنشاز .. وأرجو أن يكون عذباً شعرياً .. أرجو ذلك .. !
‏دعوني أحلم بأنني أغني على مسرح الكونسيرفتوار الشعري .. وأن غنائي شعراً سرق الدهشة من أسماعهم .. وبأنني أصبحت شاعرة حقيقية .. ربما حينها سأقرص ذراعي كي أتأكد من ذلك .. !
‏الأحلام مباحة
‏أليس كذلك ؟!!


نوف الناصر
07-22-2024, 11:59 AM


كنت أعد الخطوات عند عتبة الليل حتى آخر حدود الصباح..
أملأ الطريق بالأحاديث المتراكمة على أرفف صدري..
أتبادل النكات مع حجارة الطريق
وأركلها أحياناً..
أقطف وردة حمراء كلون الشفق وأضعها في شعري..
أتوقف عند مقهى السهر .. أحتسي فنجاناً من شِعر .. وأنتشي
أشعر بأنني على مايرام فـ أبدأ بالكتابة..
ألتقط الأحرف المتناثرة كخرزات في ذهني في محاولة لصنع قلادة أزين بها عنق قصيدتي حتى تغدو أنثى تغوي الذائقة..
ألمح وجهاً يحدق بي في الطاولة المجاورة
أرتبك قليلاً وأتجاهله
وأعود لفنجان الشعر
: ( هل مازال يحدق بي؟! )
سريعاً أحرك حدقتيْ عينيْ باتجاهه ..
مازالت بوصلة عينيه تشير نحوي !!
وكأنني جهة خامسة !
وكأنما يحاول أن يمرّر لي الدعوة لاحتساء الشعر معاً على ذات الطاولة ..
زاد ارتباكي ..!
نبضات قلبي تكاد تشق صدري لفرط ضجيجها.!
تتسارع وتيرة أنفاسي وأخشى أن ينفد الأكسجين .. فأختنق.!
ألتفتُ نحوه بملامح جامدة يشوبها بعض الارتباك..
كان مبتسماً بوجهٍ حزين..
عيناه نافذتان لعالم بائس يسكنه وحده
أخشى أن أقبل دعوته .. وأن أفتحهما
ولا أجد شمساً خلفهما.!
أخشى أن أحتسي فنجان شعرٍ معه فيندلق على قلبي وليس لدي قلب آخر في خزانتي.!
أخشى أن أجلس على طاولته ويتشبث بي الكرسي ولا يفلتني.!
أخشى أن يمسك بيدي ويضعها على صدره ليُسمعني قصيدة حروفها نبضه
وأن لا تروق لي.!
أخشى أن يتعلق بعنق قصيدتي كطفل وأعجز عن التربيت على ظهره لأن يدي تمسك بفنجان الشعر.!
أخشى أن نحاول كتابة قصيدة فنكسرها .. وأكسره .. فينكسر قلبي .. !
لذا سأبقى جالسة أكمل فنجاني وأكتب
ومن ثم أمضي نحو عتبة النهار دون أن ألتفت للخلف ..



نوف الناصر
08-12-2024, 10:25 AM



سأجلس بعيداً هناك..
ألوّح لك كلما التفتّ نحوي ..
أرسل بضعة رسائل زاجلة من حين لآخر..
وحين تتخفف قليلاً ممن حولك .. وترغب بالهدوء .. ستجدني في فراغك ..
أصنع طائرة ورقية من أحاديث .. وشعر ..
أجري نحوك فيما تطير فوق رأسي تلامس الغيوم
سأحرص بأن تسرق لك بعضاً من مطر ..
فقط عدني أن لا تحمل مظلة في ذلك اليوم .


نوف الناصر
03-02-2025, 01:36 AM




التزاحم لا يغويني للاندفاع نحوه
أن أختار مساحة تُشعرني بالأمان وأجلس بها برفقة مزاجيتي لأكتب ما يمليه علي إحساسي أمر يبعث على الرضا
لاهاجس يقلقني ,, ولا شيء يستحق القلق لأجله ومن أجله ..!
أكتب فقط لأن الكتابة تمنحني ذلك الشعور اللذيذ والذي يبعث على النشوة والسعادة
إثبات شاعريتي أمام الآخرين لا بأس بهِ .. ولكن ليس لحد أن يتحول إلى هاجسٍ مقلقٍ
الشاعر الحقيقي يكتب لنفسه أولاً ومن ثم يشارك الآخرين بهجة ولادة نصوصه .


نوف الناصر
03-05-2025, 05:37 AM



‏بما أنني بين قدّين ..
‏قد الغيم و قد المساء
‏ومابينهما يقف قدّي

‏سأغتسل بالغيم ..
‏ومن ثم أرتدي بياضه
‏وأجلس هناك أحدق بالسماء
‏وأعيد ترتيب الغيوم بما يتلاءم وفستاني الأبيض
‏أنمنمها على طرفه


‏يـ مخيّط الغيم شالٍ يلمس متوني
‏من نمنم الحرف باطرافه مثل ترتر؟!


‏سأسرق المطر وأخبئه في صدري
‏ستحاول سرقته
‏سأمطرك بالشعر بدلاً منه
‏ستبتسم وترتوي

‏و حين يأتي المساء
‏سأعجنه وأخبزه كرغيف وأطعمك إياه بيدي
‏وستبتسم و تشبع
‏وتغفو كطفل
‏سأفرش لك غيمة وأغني لك تهويدة شعرية


‏كنت اغنيلك في كل ليلة " دللو يالولد يابني دللو "
لين تتثاوب على صوتي وتنام


‏سأغطيك بغيمة أخرى
‏ستنام بسلام
‏وحين تصحو ستجده مجرد حلم لا أكثر


‏•