تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حياتنا وعمرنا...


إبراهيم عبده آل معدّي
08-11-2024, 07:44 AM
تمر بنا الدنيا فنكون أطفالًا نتشبث بيدي والدينا وأجسادهما طول حياتنا ، وننظر إليهما ونقول في أنفسنا : هؤلاء لايمكن أن يموتا ! ثم نكبر ونراهم يكبران ، ونتزوج فلا نبات عندهما ، وكلما عدناهما نقبل أيديهما وأقدامهما ورأسهما حبًا وولعًا وخوفًا عليهما ، ثم يرزقنا الله بالأبناء فيكبرون وننظر إلى والدينا ونراهما يكبران أكثر ، ويعتريهما الضعف والمرض ، ويضعف سمعهما ، ويتأثر نظرهما ، وتخور قواهما ، وبحتاجان للمستشفى أكثر ، وقلبنا يرتجف عليهما ، ونظل في خوف وقلق ودعاء ، ونحن نبعد عن خاطرنا فكرة أن يأتي يوم دون وجودهما ، ونكبر نحن وأبنائنا يشبون ثم نتناقل أحدهما للمستشفى كثيرًا حتى يذهب الأب لرحمة الله فينكسر الظهر ، ونتوه في دواخلنا مسلمين الأمر للع ومسترجعين بإنا لله وإنا إليه راجعون
تحزن الأم عن افتقاد الصاحب والأهل الزوج والحبيب ، فنبات قلقين على الغالية وحزنها ، وتذكرها له ، وإيمانها بقضاء الله وقدره ، فتسأل عنا ونأتيها ونسأل عنها ونقبل يديها ، وحتى اشتمامنا لرأسها أصبح موجعًا على الرغم من رائحة الحنان والرحمة والأمان ثم تذهب روحها لبارئها وحبيبها الذي تحبه وتلهج بذكره ؛ لتجد نفسك رغم كبرك أنك بت وحيدًا لم يعد معك إلا الله سبحانه ، تفتقد نصح الأب الدائم ، ودعاء الأم الذي لاينقطع فتسير بقية حياتك في غربة ، وتوهان . تدعي لهما ، تسترجع ذكراهما ، يرزقك الله بهما في المنام فتفرح ، ثم تقوم فلاتجدهما ، فتتجدد الأحزان ، وتتذكرك الدموع .
ثم نكبر نحن وتظهر علينا علامات التقدم في العمر ، ونكثر من الدعاء ببر أبنائنا لنا ، ونسأل الله ألا نتعبهم ، ولانقلقهم علينا ، ونغدو لانتحمل تصاريف الحياة أكثر من ذي قبل ، وكلما تقدمنا في العمر كثرت جلستنا في البيت ، وقل خروجنا ، وبتنا مريد الهدوء أكثر ، وبتنا نريد أبناءنا بجانبنا ألصق ، وبتنا نتعمق في قراءتنا للقرآن الكريم ونصل لمعاني لم تكن تأتينا في شبابنا ، بل ونشعر بالآيات الكريمة كما لم نشعر بها من قبل .
فاللهم احسن خاتمتنا ، وارحمنا واغفر لنا إذا صرنا إلى ماصار إليه والدينا ، آمين .

سيرين
08-12-2024, 10:02 AM
انها رسالة الحياه نتسلمها لنسلمها لمن بعدنا
هكذا تمضي ولا يسعنا الا الدعاء بحسن الخاتمة
إضاءة ودعوة وتذكرة للغافلين
سلم الفكر والمداد كاتبناالالق ابراهيم عبده ال معدي
تحية وتقدير

،،

إبراهيم عبده آل معدّي
09-23-2024, 02:48 PM
انها رسالة الحياه نتسلمها لنسلمها لمن بعدنا
هكذا تمضي ولا يسعنا الا الدعاء بحسن الخاتمة
إضاءة ودعوة وتذكرة للغافلين
سلم الفكر والمداد كاتبناالالق ابراهيم عبده ال معدي
تحية وتقدير

،،
نعم هذه هي سنة الله
سلمتِ سيرين ، وبالير غنمتٍ

اعتذر عن التأخر في الرد