تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الشرف بين اللصوص


منى آل جار الله
04-02-2025, 03:57 AM
الشرف بين اللصوص: حينما يصنع الذئب قانون الغابة
يُروى أن قاطع طريق شهير، بعد سنوات من ممارسته لسرقة القوافل ونهب المسافرين، قرر أن يتوب… لكن توبته لم تكن إلى الله، بل إلى ميثاق شرف ابتكره بنفسه، حيث قرر أن يسرق فقط من الأغنياء الجشعين، ويترك للفقراء قوتهم الهزيل. ولدهشته العظيمة، بدأ الناس يصفونه بـ"اللص النبيل"، رغم أنه لم يكفّ يومًا عن السرقة.
في أحد الأيام، أمسك برجل كان قد سرق منه سابقًا، فوجده يسرق بدوره! فصاح به: "أما تستحي؟"، فردّ الرجل: "تعلمت منك أن اللصوص قد يملكون شرفًا!" عندها، انتفض صاحبنا غاضبًا، ووضع قوانين جديدة: "لا تسرق الضعيف، لا تخدع شريكك، ولا تخن العهد مع باقي اللصوص!"
وهكذا، صار للصوص شرفهم الخاص، الذي لم يمنعهم من سرقة الناس، لكنه قيدهم ببعض القواعد الأخلاقية التي تجعلهم "لصوصًا محترمين".
الشرف كحيلة أخلاقية
يبدو أن مفهوم الشرف، في بعض الأوساط، لا يعتمد على الفضيلة، بل على التواطؤ. فهو عند بعض اللصوص يعني عدم سرقة بعضهم البعض، لكنه لا يمنعهم من نهب الآخرين. وعند السياسيين، قد يعني الوفاء لحلفائهم، لكنه لا يشمل الصدق مع شعوبهم. وعند بعض رجال الأعمال، يعني الالتزام بالعقود مع الكبار، بينما يسحقون الصغار بأحكام جائرة.
في النهاية، نحن أمام مفارقة ساخرة: الجميع يتحدث عن الشرف، لكن كل فئة تصيغه وفق مقاسها، وكأننا أمام "ماركة مسجلة" تُخاط بحسب احتياجات السوق الأخلاقية!
حينما يصبح الذئب قاضيًا
في حكاية أخرى، يقال إن مجموعة من الذئاب اجتمعت ذات يوم لتناقش "أخلاقيات الافتراس"، وقررت بالإجماع أن أكل الفرائس الصغيرة يعدّ تصرفًا غير أخلاقي، بينما يجوز افتراس الحيوانات الكبيرة لأنها "تحدٍ مشروع"!
ومنذ ذلك اليوم، أصبحت الذئاب تهاجم الفرائس الضخمة، لكنها تعتذر للفرائس الصغيرة قبل أن تقتلها، في لفتة أخلاقية نبيلة.
أليس هذا ما نراه اليوم؟ حينما يضع اللصوص قوانين الشرف، وحينما يتحدث المحتالون عن النزاهة، وحينما يُنصب الذئب نفسه قاضيًا ليحاكم الغنم على سرقة العشب!
نهاية مفتوحة… كالضمائر المتحولة
قد تسألني الآن: هل هناك شرف حقيقي، أم أن كل شرف هو مجرد كذبة متفق عليها بين جماعة ما؟ ربما تكون الإجابة في تصرف بسيط: حينما تجد لصًا يوبّخ لصًا آخر لأنه خدعه، أو مسؤولًا يندد بالفساد وهو يمارسه، أو رجلًا يطالب بالعدالة وهو يلتهم حقوق غيره… عندها فقط، ستدرك أن الشرف بين اللصوص لم يكن يومًا أكثر من "اتفاقية عدم خيانة"، لا علاقة لها بالمبدأ، بل فقط بحماية المصالح المشتركة!
أما أنت، فلك أن تختار… هل تنضم إلى اللصوص لتتعلم شرفهم، أم تكتفي بالمشاهدة من بعيد، ضاحكًا على المشهد العبثي الذي نعيشه جميعًا؟

منى آل جار الله
04-03-2025, 12:36 AM
عمّ الصمت، وتبادل الحاضرون النظرات. ثم استأنف الشيخ حديثه بلهجة صارمة:
• "من اليوم، يحرم علينا سرقة بعضنا البعض!"
• "لا يجوز الكذب فيما بيننا، لكن يجوز على الآخرين!"
• "نقسم الغنائم بعدل، لأن الظلم داخل الجماعة يهدد تماسكها!"
• "إذا خان أحدنا العهد، فعقوبته أن يصبح خارج الميثاق، أي أنه يصبح حلالًا لنا كما هم الآخرون!"
وهكذا، دوّن اللصوص "ميثاق الشرف"، ووضعوا عليه بصماتهم الملطخة، لا بالحبر، بل بآثار الجرائم التي ارتكبوها.
المفارقة العجيبة
الميثاق لم يُحرّم السرقة، بل وضع قواعد لتنظيمها. لم يُلزم بالصدق، بل قنّن الكذب. لم ينصّ على النزاهة، بل حدّد متى تكون الخيانة مقبولة ومتى تُعدّ خطيئة.
أليس هذا ما نراه اليوم؟
• الساسة يسرقون باسم القانون، لكنهم يعاقبون من يسرق خارج إطاره.
• التجار يرفعون الأسعار بلا رحمة، لكنهم يحاضرون عن "أخلاقيات السوق".
• الكبار يحتكرون الثروات، لكنهم يعظون الفقراء بالصبر والأمانة.
حين يصبح الشرف صناعة انتقائية
في النهاية، لم يكن الشرف بين اللصوص أكثر من عقد اجتماعي بين جماعة قررت أن تسرق دون أن تسرق من بعضها. إنه ليس شرفًا بالمعنى الأخلاقي، بل هو مجرد استراتيجية للبقاء، تمامًا كما تفعل الذئاب عندما تصطاد في مجموعات لكنها لا تفترس أفراد قطيعها.
إنه "الشرف" الذي تحكمه المصالح، والذي يتبخر بمجرد اختلافها. فإذا أردت أن تفهم كيف يعمل العالم، لا تبحث عن الحقيقة، بل ابحث عن ميثاق اللصوص، فهناك ستجد القواعد الحقيقية التي تحكم اللعبة

منى آل جار الله
04-03-2025, 12:38 AM
( هذي المساحة محرمة على الشرفاء )

سيرين
04-05-2025, 12:16 PM
اصبحت اللصوصية اسلوب حياه للاسف واقعنا المزري
فقد المصداقية كما لو اصبح يحكمنا قانون الغاب
حكموا اللص حكم الاوطان واصبح حليف الاعداء
يتشدقون بما ليس فيهم ويستحلون زاد غيرهم
تجسيد وإسقاط حاك مانحياه في كل مكان
المصلحه والغاية هو ميثاقهم
لا عدالة ولا ضمير فعلا مشهد عبثي ولا خيار غير الفرجه او الانضمام لهم
مبهرة تبارك الله اديبتنا المبدعة منى ال جار الله
انتظر دوما جديدك قلم مبدع واسلوب فلسفي ادبي وتناول ليس بنمطي
مما يجذب القاريء وتوصيل هدف الفكره بإحترافية
قالوا ،،
عند وفاة ( دهم بن عسقلة) كبير اللصوص في العهد العباسي، كتب وصية لأتباعه من السارقين والحرامية، ومما قال في وصيته:
لا تسرقوا إمرأة ولا جاراً ولا نبيلاً ولا فقيراً وإذا غُدر بكم فلا تغدروا بهم، وإذا سرقتم بيتاً فاسرقوا نصفه واتركوا النصف الآخر؛ ليعتاش عليه أهله ولا تكونوا مع الأنذال.

عندما قرأ هذا احد العراقيين قال :
لروحك السكينة ياكبير اللصوص، الذين من بعدك خانوا الوصية وأخذوا الأخضر واليابس ولم يتركوا شيء.!!

فعلا اللصوص بالماضي كان يحكمهم بعض المباديء
اما الان انتزعت كل معالم الانسانية وتعدت جرائمهم الخيال

شكرا اديبتنا المبدعه منى فالكلمات لكمات علها تفيقهم من الغفلة
باقات ود وامتنان


،،

منى آل جار الله
04-23-2025, 09:05 PM
اصبحت اللصوصية اسلوب حياه للاسف واقعنا المزري
فقد المصداقية كما لو اصبح يحكمنا قانون الغاب
حكموا اللص حكم الاوطان واصبح حليف الاعداء
يتشدقون بما ليس فيهم ويستحلون زاد غيرهم
تجسيد وإسقاط حاك مانحياه في كل مكان
المصلحه والغاية هو ميثاقهم
لا عدالة ولا ضمير فعلا مشهد عبثي ولا خيار غير الفرجه او الانضمام لهم
مبهرة تبارك الله اديبتنا المبدعة منى ال جار الله
انتظر دوما جديدك قلم مبدع واسلوب فلسفي ادبي وتناول ليس بنمطي
مما يجذب القاريء وتوصيل هدف الفكره بإحترافية
قالوا ،،
عند وفاة ( دهم بن عسقلة) كبير اللصوص في العهد العباسي، كتب وصية لأتباعه من السارقين والحرامية، ومما قال في وصيته:
لا تسرقوا إمرأة ولا جاراً ولا نبيلاً ولا فقيراً وإذا غُدر بكم فلا تغدروا بهم، وإذا سرقتم بيتاً فاسرقوا نصفه واتركوا النصف الآخر؛ ليعتاش عليه أهله ولا تكونوا مع الأنذال.

عندما قرأ هذا احد العراقيين قال :
لروحك السكينة ياكبير اللصوص، الذين من بعدك خانوا الوصية وأخذوا الأخضر واليابس ولم يتركوا شيء.!!

فعلا اللصوص بالماضي كان يحكمهم بعض المباديء
اما الان انتزعت كل معالم الانسانية وتعدت جرائمهم الخيال

شكرا اديبتنا المبدعه منى فالكلمات لكمات علها تفيقهم من الغفلة
باقات ود وامتنان


،،
يكفيني عروجك ع متصفحي ...:34: