تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المقال الذي لا يحتمل الردود


منى آل جار الله
04-03-2025, 08:02 PM
في عالمٍ تُعاد فيه كتابة الحقائق وفقًا لمصالح أصحاب النفوذ، ويتحول الرأي إلى سلاح يُشهر في وجه من يجرؤ على التفكير بصوتٍ عالٍ، هناك مقالات تُكتب لتُناقش، وأخرى تُكتب لتُهاجم، لكن هذا المقال تحديدًا… لا يحتمل الردود.
ليس لأنه يطرح أفكارًا غير قابلة للنقاش، بل لأنه يكشف عن مسلّماتٍ لطالما تجاهلها الجميع، إما خشيةً من المواجهة أو هروبًا من الاعتراف بها. إنه ليس استعراضًا للأحداث، ولا محاولةً لصياغة مواقف دبلوماسية، بل هو جرس إنذار يُقرع في فضاءٍ يعجّ بالصمت المخيف.
حين تصبح الحقيقة عبئًا
في السياسة، كما في الحياة، ليس الخطر الحقيقي في الكذب، بل في لحظة يصبح فيها قول الحقيقة عملاً غير ضروري، وغير مُجدٍ، بل وربما مضرًا. في تلك اللحظة، لا يعود السؤال: "ماذا حدث؟"، بل "من يملك حق السرد؟"، لأن من يتحكم في الرواية يحدد الحقيقة، ولو كانت منقوصة أو مشوّهة.
نحن اليوم أمام واقع لا يعترف بالحقائق المطلقة، بل بالأصوات الأعلى. النقاش لم يعد بحثًا عن الصواب، بل صراعًا على من يملك المنصة الأكبر، ومن يُمسك بخيوط اللعبة الإعلامية، ومن يُعيد صياغة التاريخ وفق أجندته الخاصة.
الجدل العقيم: استراتيجية الصراع الجديدة
لعل أكثر الأسلحة فتكًا في زمننا هذا ليس القمع المباشر، بل إغراق الحقيقة في بحرٍ من الجدالات العقيمة، حيث لا تُرفض الفكرة، بل يتم استهلاكها حتى تفقد قيمتها، فلا تعود قضيةً ذات أولوية، بل مجرد "وجهة نظر" تُطرح وسط زخمٍ من الأصوات المتضاربة.
حين يطالب البعض بالإصلاح، يأتي الرد: "ما هو تعريف الإصلاح؟"، وحين يُكشف عن فساد، يكون الجواب: "أليس الجميع فاسدًا؟"، وحين يُطرح حلٌّ منطقي، يتحول النقاش إلى سؤال عن التفاصيل الهامشية، حتى تتلاشى الفكرة الأصلية في متاهةٍ من التشكيك والالتفاف اللفظي.
لماذا لا يحتمل هذا المقال الردود؟
لأن الردود، في كثير من الأحيان، ليست أكثر من هروبٍ من الاعتراف، أو محاولةٍ لتمييع الوضوح بتعقيداتٍ مصطنعة. لأن هناك لحظات لا يكون فيها المطلوب هو الحوار، بل الوقوف أمام المرآة، والاعتراف بحجم التشوهات التي أصابت المشهد.
هذا المقال لا يُطلب أن يُوافق عليه أو يُرفض، لا يحتاج إلى تحليل أو تفنيد، لأنه ببساطة ليس رأيًا يُناقش… بل حقيقةً يعرفها الجميع، لكن قليلون فقط من يملكون الجرأة للاعتراف بها.

"السياسة فنُّ أن تقول للناس ما يريدون سماعه، ثم تفعل ما يجب فعله."

سيرين
04-12-2025, 08:11 PM
هناك لحظات لا يكون فيها المطلوب هو الحوار، بل الوقوف أمام المرآة، والاعتراف بحجم التشوهات التي أصابت المشهد.

تبارك الله
ما اروعك قلما وفكرا واسلوب في تناول الفكرة
رغم دسامتها بأسلوب شيق ممتع مبهر
من زمان اعشق قلمك وحرفك وفلسفتك
شكرا بلا حد اديبتنا المبدعه منى ال جار الله
وامنيتي الا تغيب اطروحاتك المبهرة
دوما في انتظارها
مودتي والياسمين

،،

ندى يزوغ
04-19-2025, 08:26 PM
أولا المقال دسم يا منى كما عبرت سيرين عن ذلك ...!
و الطبيب منع عني تناول السكر و كل الأطعمة التي ترفعه ،
لكني لن ألتزم بالحمية اليوم و سأحاول تناول قطعة صغيرة من الشكولاته و كوب قهوة خفيف، رغم أنه ممنوع عني أيضا في هذا الوقت المتأخر .. لكي أقرأ باستمتاع هذا العسل ..بدون مجاملة طبعا ..
سأعيد قراءة مقالك بتمعن ..

ندى يزوغ
04-19-2025, 08:37 PM
تعليق مختصر على المقال:

منى،
أنتِ لا تكتبين، بل تُشهِرين الحقيقة كمرآة في وجه الزيف. في زمنٍ تُمتهن فيه الحِيَل الخطابية وتُخرَس فيه الأصوات الحرة، يأتي مقالكِ كصرخة وعي لا تهادن، وكأنه يقظَة فكر وسط نومٍ جماعي.

في سطوركِ نكهة استثنائية: وضوح شجاع، عمق تحليلي، ونَفَسٌ فلسفي يعري بنية الخطاب السائد ويُقلب اللعبة على أصحاب المنصات. أنت لا تنتقدين، بل تعرّين آليات التعتيم وتكشفين عن مواطن التواطؤ الإعلامي والسياسي بذكاء نادر.

كلماتك المفاتيح — الصوت، المنصة، الحق في السرد، بحر الجدالات، المرآة — تَضْرب في الصميم، وتُحوّل المقال إلى موقف لا يقبل التجاهل.

رجاءً لا تتواني عن الكتابة، لأنكِ تطرُقين أبوابًا قلّ من يتجرأ على الاقتراب منها. العالم بحاجة لحروفكِ… لأنها لا تواسي، بل تُوقظ.

منى آل جار الله
04-21-2025, 05:25 PM
هناك لحظات لا يكون فيها المطلوب هو الحوار، بل الوقوف أمام المرآة، والاعتراف بحجم التشوهات التي أصابت المشهد.

تبارك الله
ما اروعك قلما وفكرا واسلوب في تناول الفكرة
رغم دسامتها بأسلوب شيق ممتع مبهر
من زمان اعشق قلمك وحرفك وفلسفتك
شكرا بلا حد اديبتنا المبدعه منى ال جار الله
وامنيتي الا تغيب اطروحاتك المبهرة
دوما في انتظارها
مودتي والياسمين

،،

حتى الصمت، حين يُفْهَم، يصبح أعلى أشكال الإجابة
أهلا بحجم الكون ي جميلة:34:

منى آل جار الله
04-21-2025, 05:26 PM
أولا المقال دسم يا منى كما عبرت سيرين عن ذلك ...!
و الطبيب منع عني تناول السكر و كل الأطعمة التي ترفعه ،
لكني لن ألتزم بالحمية اليوم و سأحاول تناول قطعة صغيرة من الشكولاته و كوب قهوة خفيف، رغم أنه ممنوع عني أيضا في هذا الوقت المتأخر .. لكي أقرأ باستمتاع هذا العسل ..بدون مجاملة طبعا ..
سأعيد قراءة مقالك بتمعن ..

لروحك السلام ي جميلة :icon20: