المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مطرٌ على نافذة القلب!


جهاد غريب
05-04-2025, 10:35 PM
:
حُبُّك...
كَصَوتِ المَطرِ عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الطُّفُولَةِ،
حِينَ نُخْفِي الأَسْرَارَ تَحْتَ الوِسَادَة،
وَنَحْلُمُ أَنَّ السَّمَاءَ تُجِيبُ دُعَاءَ القُلُوبِ الصَّغِيرَة.

حُبُّك...
كَشَمْسِ الصَّبَاحِ عَلَى زُجَاجِ قَلْبِي،
تَنْسَابُ دِفْئًا... كَرَائِحَةِ القَهْوَةِ بَيْنَ يَدَيَّ،
تَمْتَدُّ نَحْوَ أَطْرَافِ رُوحِي،
وَتَسْكُنُ جُمْلَةَ الفَرَحِ المُؤَجَّلِ فِي صَدْرِي.

حُبُّك...
يُنَادِينِي بِاسْمِكَ، كُلَّمَا
اِهْتَزَّتْ قِطْرَةُ نَدَى عَلَى زُجَاجِ النَّافِذَة،
كَأَنَّ الصَّبَاحَ يُشِيرُ لِي:
"هُنَاكَ مَنْ يُحِبُّكَ فِي غِيَابِكَ".

حُبُّك...
هِبَةُ الرَّبِّ،
أَضُمُّهُ كَمُذَكِّرَاتِي القَدِيمَة،
أُدَوِّنُ فِيهَا كُلَّ يَوْمٍ:
"اليَوْمَ أَحْبَبْتُكَ أَكْثَرَ مِنْ أَمْسِ،
وَغَدًا سَأُضِيءُ لَكَ مِصْبَاحًا جَدِيدًا
فِي الزَّاويَةِ الَّتِي تُحِبُّ".

أَقْرَأُهَا فِي صَمْتِ اللَّيْلِ،
حِينَ تَتَسَاقَطُ الحُرُوفُ كَنَجْمَةٍ
تَتَرَاقَصُ عَلَى طَبَقِ السُّكُونِ،
فَتُصْبِحُ ذَرَّاتٍ مِنْ نُورٍ،
تَحْمِلُهَا أَجْنِحَةُ الفَجْرِ
إِلَى نَافِذَتِكَ...
وَأَبْقَى أُنَادِيكَ بِنَبْضِ القَصِيدَة.

جهاد غريب

عبدالإله المالك
05-05-2025, 07:53 PM
أنت تعلم الحب كيف يحب
حييت يا جهاد غريب

عَلاَمَ
05-06-2025, 02:22 AM
.


الحُب !
إذَّا قَفز فَوق ظَواهِر الحَقيقة
فَزَع إلىّ عَينيك
كي يَصِل مَطلُّك بالأُفُق ..



استاذي الفاضل
شكرًا جزيلاً لهذه اللوحة المُبهجة

عُمق
05-07-2025, 01:42 AM
نقطة ضوء في هدنة الليل كلما أغلقت نافذة القلب نقرتها قطرة حنين .
تجربة حبّ تتماهى مع مظاهر الطبيعة وأصداء الطفولة والحنين
"مطرٌ على نافذة القلب"
لحظة حنينة وتأمل
وربما فرح مشوب بالشجن
فاصل بين العزلة والتواصل .
تواصل خفي حوّل الحروف إلى نور
وتُرسل عبر "أجنحة الفجر" إلى نافذته .
الحب شعور يُعاش كما تُعاش لحظات الصباح
هطول المطر صمت الليل ورائحة القهوة
دعاء ونداء ومصباح يُضاء كل يوم في ’ الزاوية التي يحب ’

بوحٌ شفيف هو الحرف حين يغدو نفسًا دافئًا على زجاج الروح
يهمس كقطرة ضوء تتسلّل من نافذة الغيم .
تغزل من الحنين وشاحًا وتتركه على كتف اللحظة .

جهاد غريب
07-01-2025, 11:50 PM
يا عبدالإله،

تعليقك هذا، رغم اختصاره، يحمل من الدهشة والامتنان ما لا تسعه الصفحات،
ففي جملة واحدة، قلبتَ موقع الشاعر،
وجعلتني لوهلةٍ أبدو كأني لست من كتب عن الحب…
بل من تعلّم الحب كيف يكون.


***

قولك:
"أنت تعلم الحب كيف يحب"
هو تشبيهٌ ساحر، فيه من البلاغة ما يجعل الحرف يُحرج من نفسه،
وكأنّ الحب كان طفلًا تائهًا… حتى دللته القصيدة.


وما أجمل أن تكون القصيدة، في عيون قارئ مثل عبدالإله،
دليلًا، لا على الحرف فقط، بل على النبض الحقيقيّ خلفه.

***

حييتَ، يا من ترى المعاني لا بعيون العقل، بل ببصيرةٍ تعرف لغة القلب.
وشكرًا لك، لأنك لا تُعلّق لتُكثِر، بل لتَضع نقطة ضوء في صدر القصيدة…
تكفيها لتبتسم.

جهاد غريب
07-01-2025, 11:56 PM
يا عَلَامَ،

كلماتكِ أشبه بنقطة ماءٍ سقطت على زجاج القصيدة،
شفّافة، لكنها تُعيد تشكيل الرؤية من الداخل،
وتجعل من المعنى انعكاسًا جديدًا لما كُتب.

***

قولكِ:
"الحُب إذا قفز فوق ظواهر الحقيقة..."
كأنكِ تصفين لحظة نادرة،
تلك اللحظة التي لا يعود فيها الحب مجرّد شعور،
بل قوّة كونية تهرع إلى العيون، كي تربطنا بالسماء.


فـ "يفزع إلى عينيك"،
يا له من تعبير شفيف، فيه رهبة الحب وعذوبته في آن،
كأن العين في لحظة الصفاء، ليست مرآة، بل ممر إلى المدى.

***

وشكرك الذي ختمتِ به تعليقك،
ما هو إلا امتدادٌ لماهية الجمال فيكِ كقارئة،
قارئة لا تُعجبها القصيدة فحسب، بل تراها لوحة،
وتُبتهج بها كمن وقف فجأة أمام شيءٍ يشبه قلبه.

***

شكراً لكِ،
يا من تُجيدين جعل المطر أكثر نقاءً،
والقصيدة أكثر يقينًا بأنها وصلت.

جهاد غريب
07-02-2025, 12:06 AM
يا عُمق،

تعليقكِ ليس ردًا على قصيدة، بل هو قصيدة أخرى تُجاورها،
كأنكِ مددتِ يدكِ من خلف النافذة،
لا لتمسحي قطرات المطر… بل لتلمسي القلب ذاته، حيث هطلت القصيدة أول مرة.

***

قولكِ:
"نقطة ضوء في هدنة الليل كلما أغلقت نافذة القلب نقرتها قطرة حنين".
هو سطر يساوي قصيدة،
فهو لا يصف فقط، بل يستدعي تلك الرجفة الغامضة التي تحدث حين يُقرع باب القلب بهدوء لا يُسمع،
لكنه يُحس.


وكل جملة تالية كنتِ تكتبينها وكأنكِ تمشّين أصابعك فوق البلور البارد،
تترجين الحرف أن يعترف بما لم يقله.

***

"بوحٌ شفيف هو الحرف حين يغدو نفسًا دافئًا على زجاج الروح"
كم هو مذهل هذا التصوير،
كأن الكلمات ليست كلمات، بل أنفاسٌ على نافذة داخلية،
تعجز اليد عن مسحها لأنها كُتبت بالدفء، لا بالحبر.

***

كنتُ أظن أن القصيدة اكتملت،
لكن جاء تعليقكِ ليفتح صفحة خفية،
لم تُكتب، لكنها كانت تنتظر قارئة مثلك كي تُرى.

فشكرًا لكِ،
على أن جعلتِ من الحنين وشاحًا،
ومن التواصل الخفيّ لغةً يعرفها الضوء وحده،
ومن تعليقكِ… مرآةً من الغيم، تتشكل كل مرة بطريقة مختلفة، لكنها دومًا: تمطر.