تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حجرة الذكريات والهروب


النجلاء
05-27-2025, 12:59 AM
لكل منا ذكريات،،،
جميلة كانت أم مؤلمة ،!!
وللناس مذاهبهم المختلفة في تذكرها، فمنهم من يتسلى ويفر من حياته، ومنهم من يسخر ولا يظهر شفقة ولا رحمة، ومنهم من يذهب غير هذه المذاهب كلها بالكتابة ، ليتخفف من بعض الهموم الثقال والخواطر الحزينة التي اتخمت داخل أعماقهم،
ولو عرف أهل الذكريات كيفية فهم الأشياء على حقيقتها ما اعترتهم آفة العزلة الموحشة ؟!!
وما أعجب من أن يرى المرء الذكريات بين الساعة والساعة ، فيعرف أنها زاد الروح ، وحنين النفس إلى النسيان بالتذكر ، فيسر ويحزن ، ويغتم ويطمئن ، ويبكي ويضحك .

النجلاء
05-27-2025, 01:04 AM
كانت على شفا حفرة من الجنون حين رأتهم يعدمون كل شيء في الحال ،
كيف يشعرون بالتحسن وهم يلتهمون قلبها على العشاء ؟
كانت على يقين بأنها ستموت كمدا ،
تتمتم في خفوت وبقلب منكس : إذا مس الفراق القلب التوى وتحطم ،
وخرج منه الدم وعاد إليه، وكأن في القلب معنى من معاني الموت ،
وماذا تعرفون يا سادة عن الجرح ؟
أخبرتهم أن الجرح سيد نبيل ،
ويجب أن يكون كما خلقه الله مأوى للحزانى والحيارى ،
والذين صفعتهم الحياة على قلوبهم بدم بارد ،
أخبروها بأنها نذير شؤم عليهم ، "ما لكم كيف تحكمون" ؟
كان جل ذنبها أنها خلقت من طين الغضب وماء الحقد ،
أي لعنة أصابتك يا شقيقة الموت ؟
لم يكن الكبر مذهبها ولا عقيدة تتشبث بها ،
تؤمن حد السكين أن الغرور مجلبة للشر ،
لطالما استهزؤوا بقولها : الاقتراب يعني الاحتراق ،
كذبوها وعقروا روحها واستباحوا حتى ظلها ،
أي جرم هذا يا حمقى ؟ علمت بأن على قدر الجرم يكون العقاب ،
انزوت ككنفذ ملعون وقالت : لا مساس ،
وقالت : لا مساس .

النجلاء
05-27-2025, 01:05 AM
عار على الأيام ماذا تفعل ؟
الله هذا الظلم كيف يطاق ؟!!

النجلاء
05-27-2025, 01:17 AM
هل يزعجك إن كتبت عن الموت ؟!!
سأكتب عن الأحجية لكي أصل إليك يا عمر (بضم العين وتسكين الميم)
سأكتب عن هذا المسخ الذي يمد يده يتناول سمكة من قعر البحر ويرفعها ويشويها في عين الماضي المشتعل،
أتأمل المساحة الكرتونية والكربونية التي نحتلها أنا وذاتي،
أجلس بين خيال مشوه بوجه أدمن تعزيز رفضي لذاتي،
لا تسخر مني حين أكتب ... !!!
أصابتني لعنة الموت حتى شوهت أجزائي ،
أقسم لك أيها القارئ أن اسمي المستعار هو " عطر "،
وهو أيضا صخرة بحجم جبل يقتل إذا ما سقطت على أحد ،
أنا لا أخاطبك، إنما أخاطب قارئا ليومياتي سوف يأتي لاحقا يتلصص ما بين السطور،
أما أنت .. أتسمح لي أن أحلم بمشاركتك الكفن ؟ !!

النجلاء
05-27-2025, 01:27 AM
تشعرين أنك معلقة بين القلق وبين الطمأنينة ،
بين حزنك الأسود وبين امتصاص حياتك كأكبر جذور تحت الأرض ،
بين تحرير روحك وانطلاقها دون قيود وانحصار وبين مساحة لا يتعداها أبدا جناحك العاجز عن الطيران ،
تلتمسين شروق من غروب وتشتاقين ،،،
أو تحاولين ،
تمشين في متاهات خيبة الأمل حيث الصدى يرجع الأفكار ويستثير الحنين ،
تصلين إلى حياة مجهولة حيث كل النواقيس كلها تقرع للموت ،
تقولين الأشياء بصورة غير مباشرة بحجة استبدال قلب مهترئ بمشكاة ،!!
تمضخ عينك بدمع من السخط ، من العجز الحانق ،
تحسين بالهزيمة ، بالألم ؛ لعدم حصولك على تغير مسار التاريخ ومخالفته ، تلحقين الأذى بنفسك ولقد بلغت الحدة التي تلفظين بها كل مبلغ ،
تقولين : لا تزعجوني إنني مشغولة ،
تجلسين مجددا بين يديه ،
تأملين في أن تلقيه بوجه طلق لا يرى عليه أثر من حزن أو هم ،
تنظرين أن يحمل عنك كل الذي أثقلك ،
تتعلقين بأسباب واهية وتمسكين بحبل منكسر ،
هو يا مسكينة يعصر قلبك عن آخره .

النجلاء
05-27-2025, 05:31 AM
وما قيمة الأشياء إلا من أثر القلب ومعاني الجمال فيه ،
وهذا توافق النفس على ما يلائمها من تراكيب الحب وسر الخلود،
- ولكن - هذه الفلسفة تنقصها الفلسفة ، لأن النفس يقود بعضها بعضا ،
ولأن المعاني لا تصف روح المعاني،
ولأن الفكر محبوس في معاني الخوف والحزن والألم،
ولو قلنا أن الحب معراج النفوس ولذة الخير ، لوجدت أكثر الناس مختلفون،
- أما والله - لو عم الحب أهل الأرض جميعا لأصبح للكلمة الإنسانية سلطانها النافذ ، ولصار الإنسان إنسانا ، ولو نزل عنه صفة الإنسان، التي هي في حقيقتها - الضمير النقي - ،
ولكان الأفق الذي تشرق منه الشمس لتنير ظلمة هذا الكون ، والحكمة الصحيحة العالية التي تحلو فيها الكلمات ، وهذا في جملته من وجهة نظري هو إكتمال جمال النفس الإنسانية التي لا تنتهي ،
وأما الذين ينكرون كل هذا جملة وتفصيلا
- فأقول لهم - : لا تضطربوا، هذا هو الطريق .

النجلاء
05-28-2025, 12:27 AM
في ليلة حزينة كهذه ،،،
-- أيمكن أن يكون هذا حبا ؟
-- لا، هو ارتباك الروح حين تقابل خليلتها مزينة بألوان زاهية مثل اللازورد والذهب،
-- وماذا عن رعشة القلب وتذوق انسجامه وتناسق حركاته وسكناته كناسك أو متعبد ؟
-- هي هشاشة النفس التي تخضع لأي مراهنات ظرفية،
ربما السبب ببساطة هو أن الإعجاب والشغف من جملة المشاعر الجذابة التي نحب أن نشعر بها،
-- أيمكن أن يكون هذا حبا ؟
-- حنانيك ... ستغرقين ... رويدك ... توغلي برفق، الأمر عميق وسره بعيد،
-- أيمكن أن يكون هذا حبا ؟
-- سذاجة البعض تصور لهم ملكية الإجابة عن أي سؤال ومعالجة طقوسه، وكثيرا ما يكون ممارسته مصحوبا بخزعبلات تعطيه هويته الخاصة،
-- يا لك من جاهلة كاذبة ،
-- الجهل معرفة جيدة، والكذب أمر مستحب في مثل هذه الأمور .
-- إنها حقا ليلية حزينة،
-- نعم ... في ليلية حزينة كهذه الليلة .

النجلاء
05-28-2025, 12:28 AM
رَعَى اللهُ قلباً يكتمُ الحبّ مُرغَمَا
ولا يَصِفُ الأشواقَ مهمَا تضرَّمَا

وماذا عليه لو يَبُوحُ بســــــــــرِّهِ
ومن منعَ المعــــمودَ أنْ يتكلَّمَا..؟؟!!

إلَى كَمْ يُقَاسِي ذَا القضاءِ وذا الهَوَى
وَحَتَّامَ يلقَى جَفــــــوَةً وَتَيَـــــــتُّمَا..؟؟!!

أَرَاهُ وَحَالِي في الصبابَةِ واغِلٌ
نَعَمْ،فَمُصابُ العِشقِ فِيَّ تَحَكَّمَا..!!

وتِلْكَ سِيَاطُ البردِ ليستْ تُضِيرُنِي
فإنَّ بقلبي قد ضَمَمْتُ جَهَنَّمَا..!!

فيَا غربةَ الأيامِ ما أصعب الجَــــوَى
على مدنِفٍ قد ذاقَ في الحب علقَمَا..!!

لعمري بكيت الحب في كل ليلة
أحقا فؤادي لن يلذ وينعما ..؟؟!!

لقدْ طالَ كِتماني وطالتْ مواجعي
فيَا ويح نفسي..حَسْبُ نفسي تألُّمَا..!!

النجلاء
05-28-2025, 01:23 AM
قالت عنه ذات مرة :
إنه يفكر كثيرا، يفكر في كل شيء،
يفكر حتى في وجودنا وكرامتنا الإنسانية،
-- هل تخفين عنه شيء ؟
يبدو لي ذلك، الإعتراف قسوة، ولا أحب أن أكون قاسية تجاهه، ثم كيف أجعله يعاني وهو القريب إلى قلبي ؟
-- هل يفهمك جيدا ؟
هو لم ولن يفهمني، وهذا محزن حقا، لن يفهم أني أخاف، أخاف كل شيء، أخاف أقل الأشياء وأصغرها، وأكثر ما أخافه وجودي مع الآخرين والحديث معهم، هو لن يفهم هذا، لن يفهم أنني لا أستطيع الاعتياد مع نفسي بأي حال من الأحوال، لن يفهم أنني أجهل نفسي تماما، لن يفهم أنني أريد الهروب من كل شيء، أريد الخروج من كل شيء،
-- هل تدركين هذه الحقيقة ؟
لقد قضمت الحقيقة روحي .
وها أنا ذا - أعيد القراءة - أشعر بالحزن،
وما أكثره في قلبي .

النجلاء
05-28-2025, 03:04 AM
حين أجلس لأكتب ... فلكي أهز الموتى،
أختار الكتابة عوضا عن حياة لم أجرؤ حتى على الحلم بها،
أكتب كي أترك مساحة مقنعة يتحرك فيها من يأتون بعدي لكي يروا كم كنت بطلة بلا نياشين،
كم ناضلت من أجلهم وانكسرت وجعا وبؤسا،
عزيزي القارئ لا تسأل عن حقيقة وصدق أي شيء،
أقسم لك أنني ولدت في عصر الديناصورات وعاصرت البشر،
تلك الكلمات ضمن سرب الأصوات البائسة والتي تبحث عن مهرب،
وسوف يأتي يوما ويقول أحد المارة ...
" هنا يا عطر ترقدين"

النجلاء
05-28-2025, 03:38 AM
قالت وهي تحاورهم : أنا لا أقل جنونا عن أي منكم ،
أقسمت بأنها ستقطع الشعرة التي تربطها بالعقل ،
بذاك البريق الناري ، بتلك الملامح الملتوية بالألم ،
بذاك العرق المملح ، بهذا الصوت المحاصر بالشظايا الخشنة ،
كثيرا كنت أجلس وأجرب الألم ، بي شيء أعمق من الألم ،
أقسم لك أيها القارئ بأن رأسي ينبت فيها أشجار مظلمة ،
أشياء مكشوفة بلا ترقيم ، تهديدات لا تتوقف ، أسرار سحيقة ،
هي أشبه باللعنة التي تأكلها الدود ،
"من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا "
يا حمقى يسقط الأصحاء موتى بين ليلة وضحاها ،
أفلا تعلمون ؟!!

النجلاء
05-28-2025, 03:53 AM
--ليلة موحشة أخرى يا عطر
-- وما الجديد، لا بأس
-- تقفين مثل ريح تتكسر صيفا يا ضائعة
-- الشمس لا تنحني للأصوات
-- روحك مثقلة بالغضب
-- صوت الموت يدوي في صدري
-- تكتبين عن الحب والحياة لا تريدك
-- الجثة لا تنتفض، ودوري ألا سلام علي
-- أطلقي روحك يا عطر واربطي على قلبك
-- سأعرج على الهلاك إن يك ظني صادقا .

النجلاء
05-28-2025, 04:24 AM
هاروت وماروت ضلوا طريقهما
يا حمقى : نحن هنا ، حبر وأمزجة .

النجلاء
05-28-2025, 04:28 AM
قالت : يا فسحة الخيال، يا كثافة البوح، يا انعكاس النفس، يا دفق العواطف، يا احتجاج التيار،
توقفت قليلا ثم قالت : يا قسوة في صرامة
من أي اغتراب جئت ؟!!

النجلاء
05-28-2025, 04:30 AM
لَا تَشْتَكِي الشَّوْق مَا بُعْدِي مِنَ الْمَلَلِ
وَلَا سَــلَــوْتُ وَلَا جُـــرْحُــي بـِمـنْـدَمـِـلِ

لَكِنَّ هُوَ الـدَّهْـرُ يُـعْطِيـنَـا وَيَـمْـنَـعُـنَا
فَالْأَمْسَ فِي جَذَلٍ وَالْيَوْم فِي وَجَلِ

لِذَات وَصْلٍ أَتَتْ سُرْعَانَ مَا ذَهَبَتْ
كَـأَنَّـهَا حُـلْـمٌ يَـمْـضِـي عَـلَـى عَـجَـلٍ

وَالْـحُـزْنَ مِـثْـلُ الـضَّـبْـعِ يَأْكُـلَني
حَيًّا وَيُنْضِجنِي وَيْلِي عَلَى مَهَلٍ

فِي غُرْبَةِ الرَّوْحِ صَارَتْ مُهْجَتي مَزَقَا
مَـا عُــدْتُ أَصْــبُــو وَلَا أَرْتَــاحُ لِـلْـغَــزَلِ

مِنْ غَرْبَةٍ قَتَلَتْ فِي النَّفْسِ صَبْوَتَهَا
وَأَلْـبَـسَـتْ رَوْحُ حُـب لـبْـسَــةِ الْـمَـلَـلِ

دُنْيَاَي تُبْعِدُنِي شَوْقي يُسَهدُنِي
فَمَنْ يُسَاعِدُنِي كُفي عَنِ الْعَذْلِ ؟!!

النجلاء
05-28-2025, 04:33 AM
ولم أرجو منك إلا أن تكون هنا بمعنى من المعاني،
ولم أطلب إلا مكانا قصيا، وهل سألتك إلا أن ترتب البيت الخرب الذي بداخلي ؟

النجلاء
05-28-2025, 09:53 PM
واعلم - أعزك الله - أن الفراق غصة في القلب لا تبرأ ،
وغلة تعتلج الصدر لا تبرد ،
وجزع وقنوط، وترادف حزن يولد الموت الذي لا يرجى معه إياب ،
وقد قيل إنه داهية الدهر ، وقاصمة الظهر ، وويل ما دونه ويل ، وهو الكرب الذي يتجدد على قدر البلاء ،
وعلى ذلك - فلا يطيب عيش ، ولا يسكن خاطر ، وقد تترادف الهموم على القلب حتى يضيق بها ،
وحينئذ ، لا يملك المرء لنفسه صرفا ولا عدلا ،
أما بالنسبة لي : فلا أصدق من هذا شيئا ،
ففيه تنفر النفوس من النفوس ، وتبتعد القلوب عن القلوب ، وهو المصاب الذي لا عوض فيه ولا جزاء، وهو حادثة الجنون ،
ولهذا ، فالموت عندي أهون من الفراق .

النجلاء
05-28-2025, 09:54 PM
لِلَّهِ مَا فَعَلَ الفراقٌ بِخَافِقِي
اللهُ يَعْلَمُ كَمْ تُحَرِّقُهُ الحِمَمْ..!!

يُمْسِي ويُصبِحُ غاضِبًا مُتألِّماً
ويظلُّ يشطِرُهُ النَّوَى حَتَّى انقسَمْ..!!

تنتابُهُ حُمَّى الحنينِ حرائقاً
بِلَهِيبِهَا في كلِّ ليلٍ يَضطرِمْ..!!

في ضِلعِهِ جُندُ الحنينِ تسومُهُ
سُوءَ العذابِ فليْتَهُ كَسر الصنَمْ..!!

هَذي أنا،صَبٌّ يَحنُ لعطفِكُمْ
فعَسَى يَزولُ بعطفِكُمْ سَطرُ السَّقَمْ..!!

حُبَّاهُ يا وجَعَ الفؤادِ وعشقَهُ
هلْ لي بِذَيَّاكَ الوصالِ ولو لَمَمْ..؟؟!!

إني-وَحَقُّ اللهِ-تائهةٌ كما الْـ
أعمَى تُسَيِّرُني المُنَى نحوَ الظُّلَمْ..!!

أمشي وأدعو اللهَ مبتهلاً عَسَى
أنْ يَبْرَأَ الجُرْحُ العميقُ ويَلتَئِمْ..!!

النجلاء
05-29-2025, 05:28 AM
لم تكن تدري بأن هذا الكون جائر،
هي تحفظ الأسفار ،
تحفظ سورة وعشرون من القرآن
هي تدري بأن الأرض كبيت الله طاهرة،
لا مكر فيها ولاحقد ولا ذل ولا نكران ،
هي البراءة مرآة بها تثق،
وتقول - لا - ،
الزهر إذ يرنو ويبتسم - لا - ،
التين والزيتون والرمان إذ رقدوا ..
في لجة النور ما بين الحسن والإحسان ..
- لا - ،
يقف الصغار لينظرون وكل ساق على ساق،
يبحثون عن العراف ويسألون عن سر كل هالك ،
يسألون روض المنى كيف انطوت ،
عين الصبية في كتاب الجمر من بعد ما سفكوا دماء اليسر
على بوابة الطهر والغفران ..
- لا - ،
تخاطبهم ، وقد غلب الأسى البكاء، - يا رفاق - :
أيكم يأكل من لحم أخيه دون خوف يدق العظام ؟
أيكم ؟!!
وأيكم ضاقت عليه السبع الطباق ؟!
تعود ..
ولم تك أبدا حاضرة ،
تمسك رفات العمر تهديه لسخرية الخوف،
تهاجمها فتنة المجيء،
زغرودة الميلاد ،
قبلة الموت تمزقها ، تبكي ...
والشر ما زال يكتمل ،
تشم .. في جيدها أَسِنَّة الطوفان ،
تقول ناقمة على صروف الدهر والقبح ،
والهجين من الكلام ،
- لا - ...
لا سلام
لا رحمة
لا ود
لا أمان .

النجلاء
05-29-2025, 05:29 AM
لَدرْءُ غَمٍ وَطُولِ سُقْمٍ
وَنَزْع سَهْمٍ بِغَيرِ دَمٍ

وَغَدْر خِلٍ وَفرطِ ذُلٍ
ونَيلِ حَظٍ بِأرضِ شُؤمٍ

وخَلعِ ظُفْرٍ وَقَبْضِ جَمْرٍ
وَجُوْرِ أَهْلٍ بِدَاْرِ ظُلْمٍ

وَبَترِ سَاقٍ لِأهْلِ وِدٍ
وَسُوءِ بِرٍ لِقَلْب أُمٍ

وَكَي كِبْدٍ وَرَتْقِ جِلْدٍ
وَقَطْعِ كَفٍ بِغيْرِ إثمٍ

أهْوَنُ مِنْ حَرَقَاتِ صَبٍ
يَرْجُو لِقاءً بِبَيْتِ رَدْمٍ

النجلاء
05-29-2025, 05:31 AM
جُنُونٌ وعِشقٌ ذَا يَرُوحُ وَذا يَغدُو،
فَهَذا لَهُ حَدٌّ، وَهَذا لَهُ حَدُّ.

هُمَا استَوْطَنا جسمي وَقلبي كِلاهُما
فَلمْ يَبْقَ لي قَلبٌ صَحيحٌ وَلا جِلدُ.

وَقَدْ سَكَنَا تحتَ الحَشَا، وَتَحَالَفَا
عَلى مُهْجَتي ألاّ يُفَارِقَهَا الجَهدُ.

فَأيُّ طَبِيبٍ يَسْتَطِيعُ بحيلَةٍ
يُعَالِجُ مِنْ دَاءَين مَا مِنْهُمَا بُدُّ.

" مصارع العشاق "

النجلاء
05-29-2025, 05:33 AM
وأسألك أن تروي روحي التي لا رجاء فيها .

النجلاء
05-29-2025, 06:04 AM
وماذا بعد السؤال يا بهجة القلب ؟
ليس بعد السؤال سوى التكهن وأحيانا أمثلة فاضحة ،
أليست الحياة كلها جدل ؟ والجدل مواجهة مكشوفة في فضاء الأسئلة ، منذ بداية الخلق وحتى هذا القرن هناك أسئلة لا تزال مطروحة من دون إجابات ، ورغم ذلك مازلنا شغوفين بتوجيه الأسئلة ، أليست الأسئلة أكثر إمتاعا من الإجابات ؟
يبدو أننا تهنا كالطير تنشد الماء فوق المدخنة ،
مبصرين لا نرى غير السواد المخيف ، صمت عميق لا يشبه الصمت ، بل هو مثل لحظات الانتقال من زمن إلى زمن ، وبين الزمنين يدق زمن أكبر ، دقات تتوالد الآن وتختلط مثل جناحي طائر خرافي ، قاتل الله الحنين فهو شيء لا يباع ولا يشترى ، أتعرف ؟ لدي غضب ينحت العيون ، ولدي أمل نسي الانتظار مع الرغبة الخفية بالمرور ،
أترى اتحاد الأضداد هنا ؟ أقصد المتشابهات ؟!!
أيمكن أن يحل السلام والوئام بينهما ؟
أحيانا أقول في نفسي : اذهبي ياعطر ليس لك مكان سوى الكلمات ، ليس لك مكان سوى صرخة تشبه الخزي ،
هناك مقولة أظنها لدوستويفسكي تقول :
" إن الشعور بالخزي من الذات هو بعينه أصل البلاء "
أوليس العشق هو البلاء ذاته ؟

النجلاء
05-29-2025, 06:06 AM
ويحكِ يا عطر ،
لكأنكِ عُدتِ بي كقارئٍ محترف يمخر عباب الكلمات لاستخراج المعاني إلى زمن كنا نعدّه أو نسميه بالعصر الرومنطيقي ،،،
حيث الأميرة النائمة هناك ، وشعرها المُرجّل حتى جاوز المتون وتدلّى بعد أن أصابته السماء ،،،
فوضعت على رأسها خمارا لتتقي زخّاته ،،،
فوقعت في داهية الجمال ! حيث زادها الخمار جمالاً فوق الجمال ! وحُسنا ضعف الحسن ! فراح القمر يلطم وجهه ويصرخ هذه الأميرة !!!
هذه الأميرة ،،، فسمعه زُحل ، فصار يدنو !!!
فدني فتدلّى ،
ثم رأى فذَهِبَت عيناه وقال : إنها لأميرة الأميرات لا يضيرها خمار ولا يعوزها تكحيك أشفار ،،،
بل خُلقت هكذا منها يصدر الحسن وإليها يعود !!
لله أنتِ ما أبعد فلسفتكِ يا هذه التي يقال لها : عطر

النجلاء
05-29-2025, 06:08 AM
ياويل عطر مما يقولون ،،،
أوليس الحب كرة ماء ؟ ، هذا الذي لا يمكن أن تبلغه على يديك !! ، هو أشبه بأجنحة ملائكة ليست من ريش بقدر ما هي همهمة دافئة ، هو أحجية في لوحة خانقة ،
هو نطفة خارج اللغة وقوانينها ، يوحي بدفء لا نعرف مصدره ، أقول في نفسي أنت مبقورة بسحاب مكسور ياعطر ، فكيف بربك تحملين جذوع الموتى ؟
أتحتملون هذه الفكرة ؟ أتعرفون كيف تراوغ الكلمة معناها ؟ انظروا هذا الذي فوق الصدر جاثم ، تُراه من ؟ من هذا العاشق الهمجي ؟
وكيف إذا كان القلب مترعا بالحب مغشيا عليه من شدة الخفقان والاعصار ؟
ولكن ،،،
ماذا عن الصبر ؟؟؟ الصبر حتى تتجمد كرة الماء فتحيط بأطرافها اليد وتصبح الكرة ممكنة !!!
أليس كذلك ؟ أليس كذلك ؟
العشق يا عطر فقه العلاقة بين طرفين ،،، إن أحسنه طرفٌ أصلح ما أعطبه الطرف الآخر !!! والعشق شفاء لمن صالحت الأسقام بدنه ،،، والعشق بذل وعطاء حتى لو كان كبد العاشق ! فقد أُحل للمعشوق أكله ،،،
تُرى : أين ذلك العاشق ؟
يقول صاحبنا وهو الصادق وأنا الكذوب :
نجلاء فيم التمنع وفيم فيم التورع
ألست مثلي صب حشاه كم يتقطع
ألست مثلي محب ضميره يتوجع
ردي علي قليلا كي لا أموت وأصرع .

النجلاء
05-30-2025, 03:21 AM
وكانت على كل حال .. دامعة باسمة .

النجلاء
05-30-2025, 05:13 AM
حين تحب .. تمتلك حاسة قلبك ... والقلب يا أحبة لا يكذب ...
هنا ... تبدأ الحياة من هذه اللحظة التي تفيق فيها على دهشة وقلق ولذة وأمل وخوف وترقب ،
تقف مثل طفل مذعور ، أو درويش لا يتقدم ولكنه يجمع النقائض ،
وإذا بك يا مسكين في صراع لا وصول فيه ولا قصد ،
وكأن الريح تقلبك يمينا وشمالا ، تحارب أيما حرب ولا توقف عن الخفقان المضطرب ،
قالت : تملكين قلب يصرخ ... قلب يهذي باسم لم يبكي صاحبه يوما على جرح ،
قلت : هو جرح عميق وللمجروح أن يصرخ في كل نبض ،
قالت : متى تصلين ؟
قلت : الجواب بذاته لا يستقيم ،
قالت : ما بال قلبك الآن
قلت : خاب والله خاب .

النجلاء
05-30-2025, 05:14 AM
يقول المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام :
المحبة فلتكن بلا رياء. كونوا كارهين الشر، ملتصقين بالخير .

النجلاء
05-30-2025, 05:16 AM
ويقول أيضا :
المحبة لا تصنع شرا للقريب، فالمحبة هي تكميل الناموس ،،،
وأما المحبة الأخوية فلا حاجة لكم أن أكتب إليكم عنها،
لأنكم أنفسكم متعلمون من الله أن يحب بعضكم بعضا .

النجلاء
05-30-2025, 05:17 AM
لم تكن تدري بأن هذا الكون جائر،
هي تحفظ الأسفار ،
تحفظ سورة وعشرون من القرآن
هي تدري بأن الأرض كبيت الله طاهرة،
لا مكر فيها ولاحقد ولا ذل ولا نكران ،
هي البراءة مرآة بها تثق،
وتقول - لا - ،
الزهر إذ يرنو ويبتسم - لا - ،
التين والزيتون والرمان إذ رقدوا ..
في لجة النور ما بين الحسن والإحسان ..
- لا - ،
يقف الصغار لينظرون وكل ساق على ساق،
يبحثون عن العراف ويسألون عن سر كل هالك ،
يسألون روض المنى كيف انطوت ،
عين الصبية في كتاب الجمر من بعد ما سفكوا دماء اليسر
على بوابة الطهر والغفران ..
- لا - ،
تخاطبهم ، وقد غلب الأسى البكاء، - يا رفاق - :
أيكم يأكل من لحم أخيه دون خوف يدق العظام ؟
أيكم ؟!!
وأيكم ضاقت عليه السبع الطباق ؟!
تعود ..
ولم تك أبدا حاضرة ،
تمسك رفات العمر تهديه لسخرية الخوف،
تهاجمها فتنة المجيء،
زغرودة الميلاد ،
قبلة الموت تمزقها ، تبكي ...
والشر ما زال يكتمل ،
تشم .. في جيدها أَسِنَّة الطوفان ،
تقول ناقمة على صروف الدهر والقبح ،
والهجين من الكلام ،
- لا - ...
لا سلام
لا رحمة
لا ود
لا أمان .

النجلاء
05-30-2025, 05:19 AM
يا هموم الحب يا قبل في بحار الشوق تغتسل .

" الأخوان رحباني "

النجلاء
05-30-2025, 05:21 AM
أهناك شيء يستحق أي دهشة ؟ أي خطوة أخرى للحياة ؟
كلانا في حاجة إلى أن نفيق ، في حاجة لتجاهل الزمان ذاته ،
في حاجة إلى معرفة أين ينتهي الواحد منا حين يتخلى عنه الآخر ؟
أنا في حاجة لمواجهة ثلاثة أشباح ، الليل والدرب والعناصر ،
هذا كابوس ، أنت يا عطر تحلمين ،
ليلة وراء ليلة تنزفين كمن يفرغ جوفه من إثم ، عليك أن تحذري ،!!
أي نعاس سيرسلك وهذا الكون إلى العدم ،
سأخبرك بسر محاولة تسكين النبض ، لولاك لقمت على باب موتي بتسليم نصيبي من الحياة ،
أتعرف أني سألت ساعي البريد أن يحملني إليك سلاما على الأقل ؟
ماذا تتوقع وماذا تنتظر ؟؟
أحتاج أن أسكت الوجع الذي يمزق عظامي يامن يسحق الورد على عنقي ،
يا ختم تاريخ كامل مثل موت لبعث جديد ،
وأنت يا حزن ،
أيها الحزن : بحق الله ماذا تريد منا ؟

النجلاء
06-02-2025, 06:11 AM
مثل نملة كانت .. لم يبتسم لها سليمان.

النجلاء
07-11-2025, 04:31 AM
أتظن أن حياتي مصعوقة بسخف ؟!!
أتظن أن التمزق يفوق الاحتمال ؟!!

النجلاء
07-11-2025, 04:32 AM
أتدري ؟!!
عمرنا مذبوح مثل المواعيد المشطوبة،
مقوس مثل ظهورنا .

النجلاء
07-11-2025, 04:33 AM
يقول تولستوي :
الأحزان أحيانا تجعل المرء خسيسا لايرى الفضائل .

النجلاء
07-11-2025, 04:34 AM
-- ألا تكفين عن حمقك يا غليظة ؟!!
أسعى بكل حزم أن أبدأ من حيث انتهى الآخرون ..
-- إصلاح العقول عادة وتشكيل إنسانية ،،،
ليس لسائل أن يسأل لماذا وصلنا لغسل أمسنا من الدنس ؟!!
-- هل يدرك الليل الخطيئة ؟!!
بلى، حين يطل السؤال من الكآبة ..

النجلاء
07-11-2025, 04:35 AM
الجمال هبة ربانية ومأساة إنسانية.

النجلاء
07-11-2025, 04:35 AM
وما كنت لديهم إذ يختصمون ،،،
أيكم يسحق عطر ؟

النجلاء
07-11-2025, 04:36 AM
- وتالله - لقد نالني منك ثقَّلَة أودت بكل معاني الجمال في،
ولقد وجدت نفسي هائمة بين صرف القلب في إدراك المعنى وبين التأمل وإعمال الخاطر في الأمر الذي يدركه العقل ومعرفة كنهه وحقيقته، ثم ما لبثت أن عدت من حيث بدأت ،
فحاولت الفرار منك بعد طول مراوغة ،
فعجزت عجز المقبور عن التسبيح ، وعجز الماء العكر من أن يكون صافيا ،
ثم أدركت أنك ندى النهار وبسمته ، وجواهر الليل وضحكته، وأن وصالك رحمة من الله لقلب لولاك لطاح به الموت .