المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العُتاةُ على العُروشِ!


جهاد غريب
06-11-2025, 10:50 AM
العُتاةُ على العُروشِ!

أَيْنَما تَجلُو العُيُونَ فَوقَ الكَراسي،
يَحمِلُ الطُّغيانَ مُقَنَّعًا بِالبَهاءِ!
تَبنُونَ جُسورَ الخِداعِ إِلى السَّماءِ،
وَتَذرُونَ الرَّمادَ عَلَى الأَضواءِ!

أَنتُمُ السَّادَةُ! مَزاعِمُكُم دُخانٌ،
لَيسَتِ الأَرضُ إِلّا صُندوقَ مَكْرِكُم!
تَبتَغونَ الخُلودَ بِلا ضَميرٍ،
وَالعُروقُ الجائِعَةُ تَصرُخُ: كفاكُم!

أَيْنَما تَملَأُ الكُروشُ مِنَ الدَّنا،
وَالقُروحُ المُرَهَّقَةُ تَئِنُّ فِي القاعِ!
أَنتُمُ فِي البُرجِ العاجِي تَتنعَّمونَ،
وَالحَياةُ تَحتَكُم سَوداءُ قَتَّاعِ!

يَا مُتَاجِرينَ بِحُلْمِ المَساكينِ،
بَينَ عَرضٍ زَائِفٍ وَوَعيدٍ فَجٍّ!
أَتَرَضَونَ أَن تَكونُوا سَارِقينَ،
لِلقُوتِ اليَائِسِ وَالأَمَلِ المُضَجِّ؟

انظُروا! فَالصَّوتُ يَخرُقُ جُدرانَ الظُّلمِ،
وَالفُتاتُ المُهمَلُ يَعلُو كَالبناءِ!
فَإِذا لَم تَرعَوا حَقَّ الأُولى سُحقًا،
سَيلتَهِمُ الحِقدُ عِزَّكُم وَبَقَاكُم!

لَن نَسامَحُ في اِستِغلالٍ وَغِشٍّ،
وَاِمتِلاءِ الجَيبِ مِن دَمِ المَساكينِ!
فَإِذا كُنتُم تَجهَلونَ فَاِعلَموا:
إِنَّ صَبرَ الشَّعبِ لَيسَ بِسِلْمٍ دَائِمِ!

جهاد غريب
يونيو 2025

سيرين
07-10-2025, 07:04 PM
حرفك غزو من فوهة ثائرة
عله يعمل على إيقاظ غفلة العتاه الظالمين
رسالة قوية وهو من اهداف القلم
ان يصبح له صوت دوي وسلاح لاجراء التغيير المطلوب
سلمت وقلمك مبدعنا جهاد غريب
مودتي والياسمين

،،

جهاد غريب
07-11-2025, 02:40 PM
يا سيرين،

تعليقكِ جاء كما الرصاصة النبيلة: لا تُطلق عبثًا، بل تُصيب قلب الغاية.
كنتُ أرجو أن تبلغ القصيدة هذا الوتر الغائر — وتر الغضب النقي،
الغضب الذي لا يُولد من كراهية، بل من الغيرة على الإنسان وكرامته،
فإذا بكِ تصوغين هذا الصدى بعبارة واحدة:

"حرفك غزو من فوهة ثائرة"


***

كلماتكِ لا تُعلّق على القصيدة، بل تُكمل مهمّتها.
فأنتِ لم تكتفي بالقراءة، بل دخلتِ جبهة النصِّ بشجاعة القارئة التي تقاتل بالوعي،
فحوّلتِ القصيدة من صوتٍ فرديّ إلى نداءٍ جماعي،
وهذا، يا سيرين، هو بالضبط ما يأمله كل شاعر حين يكتب من رحم القهر.


***

توقفت كثيرًا عند قولكِ:
"أن يصبح له صوت دوي وسلاح لإجراء التغيير المطلوب"
لأنها ليست مجرّد أمنية، بل دعوة صريحة
لأن لا يبقى الشعر حبيس الورق، بل أن يُشهر في وجه الفساد كالسيف — لا ليجرح، بل ليكشف.




***

ممتنّ لكِ يا شريكة الضوء،
فكل قصيدة تقرئينها تُصبح أكثر جرأة،
وكل حرفٍ تصفّقين له… ينبت له جناحٌ جديدٌ ليحلق في فضاء أوسع.

دمتِ قارئة لا تكتفي بالمشاهدة،
بل تطرق الجدران حتى يستيقظ العُتَاة.