جهاد غريب
07-03-2025, 02:23 PM
عندما تُصبح البصيرة مرآةً... تعزلنا عن العالم!
هل سبق لك
أن استمعتَ لصوتك داخل كهفٍ عميق؟
ترمي الكلمة...
فتعود إليك خاليةً من المفاجأة.
كأنما العالم كله
تحوّل إلى مرآةٍ ضخمة،
تُعيد إليك
ما خبّأته في نفسك من شكوك...
ومن يقين.
هكذا يُصبح من يغوص في ذاته
حارسَ أسرارها،
خبيرَ دهاليزها،
يرى في عيون الآخرين...
صورةً باهتة
لما عرفه من قبل!
غالبًا ما أسبح...
في محيط داخلي
تتخلله شعاب مرجانية من المشاعر.
هناك، في قاع الوعي،
يلمع الألمُ
كحبة لؤلؤٍ معتمة،
تتشكل في صدفة التجارب.
أشعر بتيارٍ خفي...
يدفعني
ويقاومني في آن.
عرفت كيف أقيّد أفكاري الجامحة
بسلاسل من التأمل،
وكيف أوجّهها نحو شاطئ الأمل...
دون أن أتحطم
على صخورٍ حادة
خبّأها الحذر.
لكن ما إن أصل
إلى شاطئ البشر،
حتى ترميني الأمواج...
بأوراق مكرّرة،
مكتوبة بخطٍّ رتيب:
نصائح جاهزة...
كأصدافٍ فارغة...
لا تحمل إلا صدى
ما أعرفه مسبقًا.
هل فكرت يومًا
أن البصيرة
قد تكون نجمًا هاديًا؟
لكنّه... يسلبك رؤية باقي السماء!
أجل...
أرى في عتمة تجاربي
ما لا يراه سواي،
لكن هذا النور،
– بكل بصيرته –
يعتمُ عيني
عن شموعٍ صغيرةٍ
يُشعلها الآخرون بكلماتهم.
لستُ بحاجة
لمن يخبرني
أن النارَ تحرق...
فقد احترقتُ مرارًا
وأنا أُعلّق اللافتات
التي كتبوا عليها ذلك!
ما أحتاجه حقًا...
هو من يجلس بصمته بجانبي،
تحت المطر،
بلا حكمة،
بلا وصفةٍ جاهزة...
للخلاص.
في سجون الفهم العميق للذات،
ننسى أحيانًا
أن الكلمات...
ليست قوارب نجاة،
بل أيدٍ دافئة،
تمتدّ حين نغرق.
ليس مهمًا أن يقول الآخرون شيئًا جديدًا،
المهم... أنهم يقولون!
أن يُوجَد الصوت البشري
ولو خافتًا،
ليربطنا بميناءٍ مشترك،
حيث لا تنقذنا الحكمة...
بل المشاركة.
فعندما تصرخ في الفراغ:
أنا هنا!
لا تنتظر الصدى...
بل يكفيك
أن يأتيك صوت بشري يهمس:
أنا أسمعك.
نحن...
في رحلة الحياة،
نمشي على حبلٍ مشدود.
نحمل عصًا ذات طرفين:
بصيرةٌ... تلامس الغيم،
وصمتٌ... يُعانق التراب.
إن رفعت البصيرة وحدها،
سقطت في وادي العزلة.
وإن أهملتها،
غرقت في تكرار العُميان.
الفنّ – كل الفن –
أن تُنير الطريق ببصيرتك،
وتمدّ يدك للعابرين.
قد لا يمنحونك جسرًا تعبره،
لكنهم...
يلمسون أصابعك
لتتذكّر أنك لست وحيدًا
على هذا الحبل المشدود.
فهمُك لنفسك...
ليس قيدًا مؤبدًا.
إنه مرآةٌ عملاقة
كنت تحملها على ظهرك،
وآنَ لك أن تضعها أمامك.
دعها تعكس العالم...
كما تعكس أعماقك.
عندها...
ستكتشف أن النصائح
ليست جدرانًا تُطوّقك،
بل نوافذ،
تُفتح حين تحتاج الهواء،
وتُغلق... حين يشتدّ العصف.
الألم
يُصبح أخف،
حين تمسك بطرف الحبل،
وتُدرك أن في الطرف الآخر...
أيدٍ مرتجفةٌ مثلك،
تحاول الإمساك.
لا يملكون الكلمات التي تُطمئنك،
لكنهم يملكون العيون...
التي خاضت
معركتها مع الظلمة.
البشر...
مهما تفرّقوا،
يخوضون الحرب ذاتها:
حرب الثبات فوق الحبل...
والنجاة من السقوط.
فليكن نورك الداخلي
شمسًا تُدفئك،
لكن لا تُطفئ القمر.
دع للآخرين
حقّ إشعال ظلالك
حين تغيب شموسك.
فالحياة...
ليست ملاحم أبطال فرديين،
بل نصٌّ جماعيّ،
تكتبه أقلامٌ كثيرة،
تُخطئ،
وتُعيد،
وتتشابه أحيانًا...
لكنها معًا...
تصنع القصيدة.
جهاد غريب
يوليو 2025
هل سبق لك
أن استمعتَ لصوتك داخل كهفٍ عميق؟
ترمي الكلمة...
فتعود إليك خاليةً من المفاجأة.
كأنما العالم كله
تحوّل إلى مرآةٍ ضخمة،
تُعيد إليك
ما خبّأته في نفسك من شكوك...
ومن يقين.
هكذا يُصبح من يغوص في ذاته
حارسَ أسرارها،
خبيرَ دهاليزها،
يرى في عيون الآخرين...
صورةً باهتة
لما عرفه من قبل!
غالبًا ما أسبح...
في محيط داخلي
تتخلله شعاب مرجانية من المشاعر.
هناك، في قاع الوعي،
يلمع الألمُ
كحبة لؤلؤٍ معتمة،
تتشكل في صدفة التجارب.
أشعر بتيارٍ خفي...
يدفعني
ويقاومني في آن.
عرفت كيف أقيّد أفكاري الجامحة
بسلاسل من التأمل،
وكيف أوجّهها نحو شاطئ الأمل...
دون أن أتحطم
على صخورٍ حادة
خبّأها الحذر.
لكن ما إن أصل
إلى شاطئ البشر،
حتى ترميني الأمواج...
بأوراق مكرّرة،
مكتوبة بخطٍّ رتيب:
نصائح جاهزة...
كأصدافٍ فارغة...
لا تحمل إلا صدى
ما أعرفه مسبقًا.
هل فكرت يومًا
أن البصيرة
قد تكون نجمًا هاديًا؟
لكنّه... يسلبك رؤية باقي السماء!
أجل...
أرى في عتمة تجاربي
ما لا يراه سواي،
لكن هذا النور،
– بكل بصيرته –
يعتمُ عيني
عن شموعٍ صغيرةٍ
يُشعلها الآخرون بكلماتهم.
لستُ بحاجة
لمن يخبرني
أن النارَ تحرق...
فقد احترقتُ مرارًا
وأنا أُعلّق اللافتات
التي كتبوا عليها ذلك!
ما أحتاجه حقًا...
هو من يجلس بصمته بجانبي،
تحت المطر،
بلا حكمة،
بلا وصفةٍ جاهزة...
للخلاص.
في سجون الفهم العميق للذات،
ننسى أحيانًا
أن الكلمات...
ليست قوارب نجاة،
بل أيدٍ دافئة،
تمتدّ حين نغرق.
ليس مهمًا أن يقول الآخرون شيئًا جديدًا،
المهم... أنهم يقولون!
أن يُوجَد الصوت البشري
ولو خافتًا،
ليربطنا بميناءٍ مشترك،
حيث لا تنقذنا الحكمة...
بل المشاركة.
فعندما تصرخ في الفراغ:
أنا هنا!
لا تنتظر الصدى...
بل يكفيك
أن يأتيك صوت بشري يهمس:
أنا أسمعك.
نحن...
في رحلة الحياة،
نمشي على حبلٍ مشدود.
نحمل عصًا ذات طرفين:
بصيرةٌ... تلامس الغيم،
وصمتٌ... يُعانق التراب.
إن رفعت البصيرة وحدها،
سقطت في وادي العزلة.
وإن أهملتها،
غرقت في تكرار العُميان.
الفنّ – كل الفن –
أن تُنير الطريق ببصيرتك،
وتمدّ يدك للعابرين.
قد لا يمنحونك جسرًا تعبره،
لكنهم...
يلمسون أصابعك
لتتذكّر أنك لست وحيدًا
على هذا الحبل المشدود.
فهمُك لنفسك...
ليس قيدًا مؤبدًا.
إنه مرآةٌ عملاقة
كنت تحملها على ظهرك،
وآنَ لك أن تضعها أمامك.
دعها تعكس العالم...
كما تعكس أعماقك.
عندها...
ستكتشف أن النصائح
ليست جدرانًا تُطوّقك،
بل نوافذ،
تُفتح حين تحتاج الهواء،
وتُغلق... حين يشتدّ العصف.
الألم
يُصبح أخف،
حين تمسك بطرف الحبل،
وتُدرك أن في الطرف الآخر...
أيدٍ مرتجفةٌ مثلك،
تحاول الإمساك.
لا يملكون الكلمات التي تُطمئنك،
لكنهم يملكون العيون...
التي خاضت
معركتها مع الظلمة.
البشر...
مهما تفرّقوا،
يخوضون الحرب ذاتها:
حرب الثبات فوق الحبل...
والنجاة من السقوط.
فليكن نورك الداخلي
شمسًا تُدفئك،
لكن لا تُطفئ القمر.
دع للآخرين
حقّ إشعال ظلالك
حين تغيب شموسك.
فالحياة...
ليست ملاحم أبطال فرديين،
بل نصٌّ جماعيّ،
تكتبه أقلامٌ كثيرة،
تُخطئ،
وتُعيد،
وتتشابه أحيانًا...
لكنها معًا...
تصنع القصيدة.
جهاد غريب
يوليو 2025