عبدالله الدوسري
05-03-2007, 02:48 AM
اشتد إرهاق الصمت ،،
وسرعان ما استفاق شمشون من النوم ،،
وقرر أن يهدم المعبد !!
# # # # #
في أحد الأيام ،، كنت أقف بأحد المقاهي أنتظر تحضير قهوتي ،،
فاسترقت النظر إلى القسم المخصص للعائلات ،،
كانت تجلس فتاة مع أخرى تتحدث بحماس ،،
ولكني لم أتبين شكلها أو لم أهتم بالنظر إليها ،،
فالأخرى المصغية هي من شدت عيني بصنارة !!
لقد سما بها المقهى عن الدنيا ،،
وجعل من آفاق السماء إطارا ً لصورتها ،،
شملت بهدوئها المكان والزمان ،،
فأصبح كل شئ من حولها لا شئ ،،
سوى صورتها تزين بها الوجود !!
* * * *
*
* * *
واصلت استراق النظر إلى أن اجتاحني صخب الأصدقاء بوصولهم ،،
جلسنا على طاولة وقد نسيت أو تناسيت تلك الفتاة ،،
تحدثت كثيرا وضحكت كثيرا ،،
إلى أن سألت : لم أر هذه اللوحة هنا من قبل !! ،،
فقال صديق : ربما منذ يومين ،،
وقال آخر بثقة : بل أسبوع يا أعمى ،، ألا تذكر عندما كانوا يعملون في ذلك الركن
أشعلت سيجارة ورحت أتفحص اللوحة ،،
كانت لوحة زيتية بسيطة الرسم والمعنى ،،
مجرد سحب ناصعة البياض تسبح في محيط أزرق ،،
تظلل خضرة تغطي سطح الأرض في استواء وامتداد ،،
وأبقار ترعى تعكس أعينها طمأنينة راسخة ،،
لم يكن كل ذلك الذي جعلني أحدق في اللوحة متجاهلا الأحاديث من حولي ،،
بل طفل صغير بجانب قطيع البقر يمتطي جوادا خشبيا !!
يتطلع إلى الأفق،،
وفي عينيه نظرة حالمة ،،
ويرسم شبه ابتسامة غامضة !!
* * * *
* * * *
صافحت آخر الأصدقاء وقلت : في موعدنا غدا ؟!
فقال : إن شاء الله ،،
غادرت المقهى وأنا أنعي البحر ،،
وهذا الليل لا شخصية له ،،
وضجيج الطريق ،، ولا طرب ،،
من أين للأفق هذا اليقين ؟ ! ،،
تدعي بأنك تعرفني حق المعرفة وأنا لا أعرف نفسي !!
يا حكيم ،، قبل كل شئ ،،
أخبرني لماذا يبتسم ذلك الطفل في اللوحة ؟ !
وإلا استسلمت للعبث الساخر
* * * *
* *
* * * *
تأجل موعد الغد بمكالمة ،،
أغلقت هاتفي وتركت نفسي للسيارة تأخذني حيث تشاء ،،
هاهي أعمدة محروقات التحلية ،،
لو تحترق أفكاري وتذوب في أنفاسي ,,
لزفرت دخانا أكلح منه ! !
فأحلام الشقي بالسعادة ،،
أشبه بمحاولة الغريق اليائسة للنجاة ،،
* * *
محموم الفكر ،، بركاني القلب ،، ساهر الليل ،،
رفعني العذاب إلى الشعر القديم والفلسفة ،،
وسالت دموع العين حتى توثقت بها أسبابي بالسماء ،،
فالشعر سحر ،،
إن تزاوج شطرين ينجب نغمة ترقص لها أجنحة السماء ،،
فعلينا أن نوفر الضوء والهواء النقي إذا أردنا أزهارا يانعة !!
أما الفلسفة فما هي إلا عزاء لا غنى عنه ،،
هاهي الأمواج تتلاطم ،،
والحرية اختفت بسرها وراء المجهول ،،
ولم يبق من أمل إلا القلب المعذب ،،
ترى لماذا يبتسم الطفل إلى الأفق ؟!
# #
# # # #
تمثل لي الظلام في صورة مارد ،،
قال : أنا تحت أمرك ،،
قلت : اذهب إلى فرعون واسأله عن سر التحنيط ،،
قال : لماذا ؟!
فقلت : لأحنط ذكريات حتى تتوقف عن اللحاق بالزمن ،،
# # # #
# #
يا لها من جميلة هذه الصغيرة التي تسير مع والديها ،،
براعم صدرها تشهد للدنيا بحسن الذوق ،،
ترى هل تنظر إلى الأفق وتبتسم ؟!
القلب لم يعد يفرز إلا الضياع ،،
وبين النجوم يترامى الفراغ والظلام ،،
وأنا لم يسمع لغنائي أحد ،،
مارست بتألم حقيقي العواطف المتضاربة ،،
وفكرت بذهول فيمن حولي ،،
فهم لا يرون السر الدفين من الحزن المكبوت ،،
وليس من الحكمة أن أنكأ الجروح ،،
أي جروح ؟ !
فقد استحالت إلى جرح واحد مصدره القلب وعم سائر الجسد ،،
لذلك أقول بأن الموت أحيانا يمثل أملا ً حقيقيا ً في حياة الإنسان !!
وهذا إحساس عاصف كأنه نوع من الذعر ،،
وثمة جيشان يرعى الصدر ،،
وما يزال الطفل يمتطي الجواد الخشبي !!
* * *
* * *
لم أغادر مجلسي أمام البحر ،،
تساءلت عن معنى أي شئ ،،
وماذا نصنع بالحب الذي يكتنفنا كالهواء ،،
والأسرار التي تلفحنا كالنار ،،
والكون الذي يرهقنا بلا رحمة !!
كأني أبحث عن أنغام في الهواء ،،
والهواء يطير الجرائد التي لا حقيقة ثابتة فيها إلا صفحة الحوادث ،،
هواء لا يثير في الصدر إلا الوجوم والضيق !!
وقد خرجت المشاعر ذات مرة إلى النور والألم بين يديها يسير ،،
ثم بكت قبل أن تستبين معالمها ،،
ومضت الغرائز المودعة بها تنمو وتتبلور مستجدية على مر الأيام عقائد وآراء حتى أتخمت ،،
وعشقت عشقا زعمت لنفسها به نوعا من الروحانية ،،
ثم زلزلت فتهاوت عقائدها وانقلبت أفكارها وخاب قلبها ،،
فردت إلى مكانة أذل من التي جاءت منها أول مرة !! ،،
* * *
ذهل رأسي بدوار مفاجئ واختفى كل شئ ،،
ألسنا نعيش حياتنا ونحن نعلم بأن الله سيأخذها ؟ !
وهاهي موجة تعلو علوا ً غير عادي ،،
ثم تسقط في تدهور مسلمة الروح ،،
ذكريات كالقيظ والغبار ،،
دورات محكمة ،،
ورغبة مستهترة تدفعني بالاعتراف بأني حساس وبارع في الحزن المكتوم !!
والطفل الباسم يتوهم أنه يمتطي جوادا حقيقيا !!
*
* * *
* * * *
* * * *
* * *
*
أجد من حولي أعقل مما يجب ،،
فلا أجد من أحادثه كما أحب ،،
لذلك كثيرا ما أحدث نفسي ،،
ومع أن جذور الأشياء مشتبكة بالأساطير ،،
فإن تقوض المعابد لم يزعزع الأركان أو يقلل من خطورة شأنها اقتحام محرابها ،،
كل أولئك لم يوهن من خفقة القلب إذا هفت ذكرى أو تخايلت صورة ،،
فما أجمل أن يثور البحر حتى يطارد المتسكعين على الشاطئ ،،
وأن تطير الذكريات فوق السحاب ،،
وأن تتحطم الصور المألوفة إلى الأبد !!
وأن تخلو الأرض من النساء ،،
وأن أعلم سر ابتسامة الطفل !!
فيخفق القلب في الدماغ ،،
وتراقص الزواحف الطيور !!
* * * * *
* * * * *
* * * *
لم يتنبأ شئ في صدري بمخاوف هوائية !!
في كل لحظة أشعر بأن صلة تتمزق ،،
وسوف أسبح في الفضاء قريبا ،،
وسأقبض على الأشياء وأنظر إليها طويلا ،،
فعما قليل ستختفي ألوانها !!
ولكن ما يحيرني حقا ،،
هو لماذا يبتسم الطفل للأفق وهو يمتطي حصانا خشبيا ؟!
# # # # # #
# # # #
# #
وسرعان ما استفاق شمشون من النوم ،،
وقرر أن يهدم المعبد !!
# # # # #
في أحد الأيام ،، كنت أقف بأحد المقاهي أنتظر تحضير قهوتي ،،
فاسترقت النظر إلى القسم المخصص للعائلات ،،
كانت تجلس فتاة مع أخرى تتحدث بحماس ،،
ولكني لم أتبين شكلها أو لم أهتم بالنظر إليها ،،
فالأخرى المصغية هي من شدت عيني بصنارة !!
لقد سما بها المقهى عن الدنيا ،،
وجعل من آفاق السماء إطارا ً لصورتها ،،
شملت بهدوئها المكان والزمان ،،
فأصبح كل شئ من حولها لا شئ ،،
سوى صورتها تزين بها الوجود !!
* * * *
*
* * *
واصلت استراق النظر إلى أن اجتاحني صخب الأصدقاء بوصولهم ،،
جلسنا على طاولة وقد نسيت أو تناسيت تلك الفتاة ،،
تحدثت كثيرا وضحكت كثيرا ،،
إلى أن سألت : لم أر هذه اللوحة هنا من قبل !! ،،
فقال صديق : ربما منذ يومين ،،
وقال آخر بثقة : بل أسبوع يا أعمى ،، ألا تذكر عندما كانوا يعملون في ذلك الركن
أشعلت سيجارة ورحت أتفحص اللوحة ،،
كانت لوحة زيتية بسيطة الرسم والمعنى ،،
مجرد سحب ناصعة البياض تسبح في محيط أزرق ،،
تظلل خضرة تغطي سطح الأرض في استواء وامتداد ،،
وأبقار ترعى تعكس أعينها طمأنينة راسخة ،،
لم يكن كل ذلك الذي جعلني أحدق في اللوحة متجاهلا الأحاديث من حولي ،،
بل طفل صغير بجانب قطيع البقر يمتطي جوادا خشبيا !!
يتطلع إلى الأفق،،
وفي عينيه نظرة حالمة ،،
ويرسم شبه ابتسامة غامضة !!
* * * *
* * * *
صافحت آخر الأصدقاء وقلت : في موعدنا غدا ؟!
فقال : إن شاء الله ،،
غادرت المقهى وأنا أنعي البحر ،،
وهذا الليل لا شخصية له ،،
وضجيج الطريق ،، ولا طرب ،،
من أين للأفق هذا اليقين ؟ ! ،،
تدعي بأنك تعرفني حق المعرفة وأنا لا أعرف نفسي !!
يا حكيم ،، قبل كل شئ ،،
أخبرني لماذا يبتسم ذلك الطفل في اللوحة ؟ !
وإلا استسلمت للعبث الساخر
* * * *
* *
* * * *
تأجل موعد الغد بمكالمة ،،
أغلقت هاتفي وتركت نفسي للسيارة تأخذني حيث تشاء ،،
هاهي أعمدة محروقات التحلية ،،
لو تحترق أفكاري وتذوب في أنفاسي ,,
لزفرت دخانا أكلح منه ! !
فأحلام الشقي بالسعادة ،،
أشبه بمحاولة الغريق اليائسة للنجاة ،،
* * *
محموم الفكر ،، بركاني القلب ،، ساهر الليل ،،
رفعني العذاب إلى الشعر القديم والفلسفة ،،
وسالت دموع العين حتى توثقت بها أسبابي بالسماء ،،
فالشعر سحر ،،
إن تزاوج شطرين ينجب نغمة ترقص لها أجنحة السماء ،،
فعلينا أن نوفر الضوء والهواء النقي إذا أردنا أزهارا يانعة !!
أما الفلسفة فما هي إلا عزاء لا غنى عنه ،،
هاهي الأمواج تتلاطم ،،
والحرية اختفت بسرها وراء المجهول ،،
ولم يبق من أمل إلا القلب المعذب ،،
ترى لماذا يبتسم الطفل إلى الأفق ؟!
# #
# # # #
تمثل لي الظلام في صورة مارد ،،
قال : أنا تحت أمرك ،،
قلت : اذهب إلى فرعون واسأله عن سر التحنيط ،،
قال : لماذا ؟!
فقلت : لأحنط ذكريات حتى تتوقف عن اللحاق بالزمن ،،
# # # #
# #
يا لها من جميلة هذه الصغيرة التي تسير مع والديها ،،
براعم صدرها تشهد للدنيا بحسن الذوق ،،
ترى هل تنظر إلى الأفق وتبتسم ؟!
القلب لم يعد يفرز إلا الضياع ،،
وبين النجوم يترامى الفراغ والظلام ،،
وأنا لم يسمع لغنائي أحد ،،
مارست بتألم حقيقي العواطف المتضاربة ،،
وفكرت بذهول فيمن حولي ،،
فهم لا يرون السر الدفين من الحزن المكبوت ،،
وليس من الحكمة أن أنكأ الجروح ،،
أي جروح ؟ !
فقد استحالت إلى جرح واحد مصدره القلب وعم سائر الجسد ،،
لذلك أقول بأن الموت أحيانا يمثل أملا ً حقيقيا ً في حياة الإنسان !!
وهذا إحساس عاصف كأنه نوع من الذعر ،،
وثمة جيشان يرعى الصدر ،،
وما يزال الطفل يمتطي الجواد الخشبي !!
* * *
* * *
لم أغادر مجلسي أمام البحر ،،
تساءلت عن معنى أي شئ ،،
وماذا نصنع بالحب الذي يكتنفنا كالهواء ،،
والأسرار التي تلفحنا كالنار ،،
والكون الذي يرهقنا بلا رحمة !!
كأني أبحث عن أنغام في الهواء ،،
والهواء يطير الجرائد التي لا حقيقة ثابتة فيها إلا صفحة الحوادث ،،
هواء لا يثير في الصدر إلا الوجوم والضيق !!
وقد خرجت المشاعر ذات مرة إلى النور والألم بين يديها يسير ،،
ثم بكت قبل أن تستبين معالمها ،،
ومضت الغرائز المودعة بها تنمو وتتبلور مستجدية على مر الأيام عقائد وآراء حتى أتخمت ،،
وعشقت عشقا زعمت لنفسها به نوعا من الروحانية ،،
ثم زلزلت فتهاوت عقائدها وانقلبت أفكارها وخاب قلبها ،،
فردت إلى مكانة أذل من التي جاءت منها أول مرة !! ،،
* * *
ذهل رأسي بدوار مفاجئ واختفى كل شئ ،،
ألسنا نعيش حياتنا ونحن نعلم بأن الله سيأخذها ؟ !
وهاهي موجة تعلو علوا ً غير عادي ،،
ثم تسقط في تدهور مسلمة الروح ،،
ذكريات كالقيظ والغبار ،،
دورات محكمة ،،
ورغبة مستهترة تدفعني بالاعتراف بأني حساس وبارع في الحزن المكتوم !!
والطفل الباسم يتوهم أنه يمتطي جوادا حقيقيا !!
*
* * *
* * * *
* * * *
* * *
*
أجد من حولي أعقل مما يجب ،،
فلا أجد من أحادثه كما أحب ،،
لذلك كثيرا ما أحدث نفسي ،،
ومع أن جذور الأشياء مشتبكة بالأساطير ،،
فإن تقوض المعابد لم يزعزع الأركان أو يقلل من خطورة شأنها اقتحام محرابها ،،
كل أولئك لم يوهن من خفقة القلب إذا هفت ذكرى أو تخايلت صورة ،،
فما أجمل أن يثور البحر حتى يطارد المتسكعين على الشاطئ ،،
وأن تطير الذكريات فوق السحاب ،،
وأن تتحطم الصور المألوفة إلى الأبد !!
وأن تخلو الأرض من النساء ،،
وأن أعلم سر ابتسامة الطفل !!
فيخفق القلب في الدماغ ،،
وتراقص الزواحف الطيور !!
* * * * *
* * * * *
* * * *
لم يتنبأ شئ في صدري بمخاوف هوائية !!
في كل لحظة أشعر بأن صلة تتمزق ،،
وسوف أسبح في الفضاء قريبا ،،
وسأقبض على الأشياء وأنظر إليها طويلا ،،
فعما قليل ستختفي ألوانها !!
ولكن ما يحيرني حقا ،،
هو لماذا يبتسم الطفل للأفق وهو يمتطي حصانا خشبيا ؟!
# # # # # #
# # # #
# #