أحلام الغامدي
05-20-2007, 03:28 AM
( رغيف الشاعر ) و ( إلقاء الخباز )
إن كان للخباز وظيفة هامة في أي زمن بوصفه المنتج الرئيسي (للخبز) ، فإن للشاعر دور بارز بوصفه منتج معتمد (للشعر)
غيرَ أنَّ (الحرفنة) والخبرة تعطي هذا المُنتَج أو ذاك .. سوقاً .. تحدد القيمة والجدوى والطلب ، وبالطبع .. يخسر الشعراء .. وإنْ كانوا يحاولون دائماً تنشيط بضاعتهم بالمخيِّلة
تكمن الصعوبة في جدوى القصيدة هذه أو تلك في كيفية إلقاء القصيدة أمام الجمهور ،لا شك أنَّ بعض الشعراء لا يتقن فن الإلقاء .. وهذه مشكلة يجب أن يتغلب عليها الشاعر وتوجد لديه الثقة في النفس لكي يخرج قصيدته بإلقاء جميل تصل بسرعة لجمهوره
فكم من قصيدة كان (لفن الإلقاء) دورا في نجاح شاعرها ومحبة الجمهور لكاتبها وفي الرديف كم من شاعر نظم قصيدة رديئة تميز لدى الجمهور بإلقائها ، وإنْ أخذنا الصورةَ كلها على محمل البساطة ، فإنَّ جدوى الشعراء في عصرنا الحالي هو مدى تقبل الجمهور لإلقاء الشاعر .. ومدى تلميع (الشلة ) لصاحبهم
وعلى أي حال.. قصيدة بلا فن إلقاء تسقط في هذا العصر
انتم تتفقون معي إذاً .. أن أبرز أسباب ارتفاع جمهور الشاعر في الآونة الأخيرة على مستوى إلقاء الشاعر لقصيدته وزادت المنافسة بين الشعراء في كيفية الإلقاء
ونتفق أيضا أنه من المعقول ظهور قصائد رديئة بكيفية الإلقاء
إذاً الإلقاء هو ما يفضله الجمهور وهو من ينجح القصيدة
لكن هناك نوع من الإلقاء يتحول فيه الشاعر إلي (كوميدي) أو ( أرجوز ) على خشبة المنصة في أمسية لا تحمل من اسمها ألا القافية والوزن ومن هو حفلة المنصة ..
أنا مع الشعر الملقي وتعلم فن الإلقاء وضد قصيدة يظهرها شاعرها بإلقاء وهي لا تستحق الإشادة
فتخيل عزيزي القاري أن نجد قصيدة تحمل فكرة وقضية ولا تجد ملقي متمكن
أليس من الظلم أن تنسى هذه القصيدة ..
مما لا شك فيه إن من برزوا في هذا الجانب شاعر الوطن خلف بن هذال ويعتبر نموذجا مثاليا فقد أظهرت قدرته الإلقائية والشعرية في تطويع الشعر النبطي أو العامي على تصوير الأحداث المهمة عبر جمل شعرية ، تصوير يتقصد الكلمات القريبة للأذن ، دون ابتذال أو صعوبة، وبقدرة فذة على الإدهاش والمضي بين حكاوي العامة وحديث الخاصة.
ولعل خلف باعتباره أنموذجا لنا هنا يتمتع بعدة أمور في الإلقاء منها :
- لديه تصور عن الجمهور الذي يستمع إليه
- تحضيره الجيد للقصيدة قبل وقوفه للجمهور
- ثقته الكبيرة بنفسه
- تأنيه في الكلام وإعادة البيوت المشوقة للجمهور
- موازنته للصوت وتدرج نبرات الصوت من موقف لموقف
- حركات اليدين
- انتهاج أسلوب القصة في معظم قصائده
- انتهاج أسلوب الحوار
- انتهاج أسلوب التعليم بالقدوة .. واختياره الحكم
- انتهاج أسلوب المداعبة وليست المفرطة ..
- عدم تكرار الكلمات في كل بيت شعر
وأخيرا .. حتى يبدع الشاعر أو الشاعرة لابد أن يؤثر في المتلقي بطرحه وقضيته التي يسعى للدفاع عنها وحتى يكون الشعر مؤثراً لابد أن تكون متمكن في الإلقاء ومفوهاً
فانظر إلى أولئك الذين غيروا التاريخ بكلماتهم التي هزت أفئدة الرجال
وحركت مشاعر الفرسان كم أُشعل وأُخمد من فتنة بسبب خطيبٍ ملهم أو ملقٍ متمكن
أحلام الغامدي
إن كان للخباز وظيفة هامة في أي زمن بوصفه المنتج الرئيسي (للخبز) ، فإن للشاعر دور بارز بوصفه منتج معتمد (للشعر)
غيرَ أنَّ (الحرفنة) والخبرة تعطي هذا المُنتَج أو ذاك .. سوقاً .. تحدد القيمة والجدوى والطلب ، وبالطبع .. يخسر الشعراء .. وإنْ كانوا يحاولون دائماً تنشيط بضاعتهم بالمخيِّلة
تكمن الصعوبة في جدوى القصيدة هذه أو تلك في كيفية إلقاء القصيدة أمام الجمهور ،لا شك أنَّ بعض الشعراء لا يتقن فن الإلقاء .. وهذه مشكلة يجب أن يتغلب عليها الشاعر وتوجد لديه الثقة في النفس لكي يخرج قصيدته بإلقاء جميل تصل بسرعة لجمهوره
فكم من قصيدة كان (لفن الإلقاء) دورا في نجاح شاعرها ومحبة الجمهور لكاتبها وفي الرديف كم من شاعر نظم قصيدة رديئة تميز لدى الجمهور بإلقائها ، وإنْ أخذنا الصورةَ كلها على محمل البساطة ، فإنَّ جدوى الشعراء في عصرنا الحالي هو مدى تقبل الجمهور لإلقاء الشاعر .. ومدى تلميع (الشلة ) لصاحبهم
وعلى أي حال.. قصيدة بلا فن إلقاء تسقط في هذا العصر
انتم تتفقون معي إذاً .. أن أبرز أسباب ارتفاع جمهور الشاعر في الآونة الأخيرة على مستوى إلقاء الشاعر لقصيدته وزادت المنافسة بين الشعراء في كيفية الإلقاء
ونتفق أيضا أنه من المعقول ظهور قصائد رديئة بكيفية الإلقاء
إذاً الإلقاء هو ما يفضله الجمهور وهو من ينجح القصيدة
لكن هناك نوع من الإلقاء يتحول فيه الشاعر إلي (كوميدي) أو ( أرجوز ) على خشبة المنصة في أمسية لا تحمل من اسمها ألا القافية والوزن ومن هو حفلة المنصة ..
أنا مع الشعر الملقي وتعلم فن الإلقاء وضد قصيدة يظهرها شاعرها بإلقاء وهي لا تستحق الإشادة
فتخيل عزيزي القاري أن نجد قصيدة تحمل فكرة وقضية ولا تجد ملقي متمكن
أليس من الظلم أن تنسى هذه القصيدة ..
مما لا شك فيه إن من برزوا في هذا الجانب شاعر الوطن خلف بن هذال ويعتبر نموذجا مثاليا فقد أظهرت قدرته الإلقائية والشعرية في تطويع الشعر النبطي أو العامي على تصوير الأحداث المهمة عبر جمل شعرية ، تصوير يتقصد الكلمات القريبة للأذن ، دون ابتذال أو صعوبة، وبقدرة فذة على الإدهاش والمضي بين حكاوي العامة وحديث الخاصة.
ولعل خلف باعتباره أنموذجا لنا هنا يتمتع بعدة أمور في الإلقاء منها :
- لديه تصور عن الجمهور الذي يستمع إليه
- تحضيره الجيد للقصيدة قبل وقوفه للجمهور
- ثقته الكبيرة بنفسه
- تأنيه في الكلام وإعادة البيوت المشوقة للجمهور
- موازنته للصوت وتدرج نبرات الصوت من موقف لموقف
- حركات اليدين
- انتهاج أسلوب القصة في معظم قصائده
- انتهاج أسلوب الحوار
- انتهاج أسلوب التعليم بالقدوة .. واختياره الحكم
- انتهاج أسلوب المداعبة وليست المفرطة ..
- عدم تكرار الكلمات في كل بيت شعر
وأخيرا .. حتى يبدع الشاعر أو الشاعرة لابد أن يؤثر في المتلقي بطرحه وقضيته التي يسعى للدفاع عنها وحتى يكون الشعر مؤثراً لابد أن تكون متمكن في الإلقاء ومفوهاً
فانظر إلى أولئك الذين غيروا التاريخ بكلماتهم التي هزت أفئدة الرجال
وحركت مشاعر الفرسان كم أُشعل وأُخمد من فتنة بسبب خطيبٍ ملهم أو ملقٍ متمكن
أحلام الغامدي