تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ذكرى الموت


عبدالله الدوسري
05-31-2007, 02:13 AM
الموت ،، هكذا مباشرة ،،



من قمة الحياة إلى حضيض الموت ،،


لماذا ؟!



لأن الموت هو الصرخة الكبرى في وجود الإنسان ،،


النداء الأخير ،،



الخطوة التي لا رجوع بعدها ،،


الحزن العميق الذي يرد على فرحة الحياة التافهة ،،


الوداع الذي يسخر من اللقاءات الصغيرة ،،


ويدفع الإنسان إلى البكاء على مهازل حياته ،،


وما اقترفه من ضلالات ،،



إن ذكرى الموت تردني بعنف ،،


إلى لحظة الرعب التي تنتظرني ،،


إلى الظلام الذي سيلفني عما قريب ،،


وأي منا سوف لا يلفه الظلام عما قريب ؟!



ثمة لحظات تنساب ،،


ودقائق تركض ،،


وساعات تتوالى ،،


ومنها يتجمع وهم الأيام والشهور والسنين



تخيل لنا كل وحدة منها أنها تقف ،،


لتوحي لنا بالركون إلى الزمن والاطمئنان إليه ،،



تبعث الأطياف وتشعل الأبخرة ،،


تجعلنا نعانق ذكريات الماضي بصحوة خادعة ،،



ولكنها ما إن تحس بأننا خدعنا ،،


حتى تسخر من هذا النسيان ،،


والعبث ،، والإغراق ،،


فتمضي ،، لا تلوي على شئ



ولمَ أذهب بعيدا إلى مدار الزمن ؟! ،،



الزمن الذي يتسارع فيوحي للجميع


بأن شيئا سيحدث ،،


ثمة نهاية قد اقتربت ،،



لم أذهب بعيدا ؟! ،،



وها هو قلبي قريب من قبضة يدي !! ،،


ها هو قلبي يدق ،،


وكل دقة تسلمني إلى الأخرى ،،


ثم ،، وآه من النسيان !!



تأتي الدقة الأخيرة ،،


ألن تأتي الدقة الأخيرة ؟!



نحن ،، عندما نضرب موعدا للقاء ،،


في ساعة ما ،،


أفلا نركن إلى الساعة التي تدق ؟!،،


دقة إثر دقة ،،



ثم تأتي الدقة الأخيرة ،،


تعلن أن الميعاد قد حان !!



هكذا دقات قلبي ،،


تذكرني دوما أن ميعادي قد حان ،،


وأن ثمة دقة أخيرة ستسلمني للقبر ،،


وحينذاك !!



أتجاوز الإغراق والعبث والنسيان ،،


أحدد مكانا لكل خطوة من خطواتي ،،



فتجربة كهذه ،،


تتيح لي رؤية واقعية لوجودي ،،



رؤية تضع في مدى نظري ،،


مساحة من الأرض سأحيا فوقها ،،


وعددا من الخطوات سأخطوها ،،


وحسابا عادلا ينتظرني في نهاية الطريق



عن الأرض التي أتيح لي أن أمشي عليها ،،


والخطوات التي وهبت لي ،،


والحرية التي مكنتني من الاستجابة لنداءات الحياة ،،



الموت يذكرني بهذه الرياضيات العادلة ،،


والرؤية الحقيقية ،،


والعناق بين الحياة والمصير ،،



ان النداءات جميعا قد علاها الصدأ ،،


وكفنها الغبار ،،



والأصوات قد شلتها الرغبة في التكاثر ،،


فلا أروع من أن نتكلم عن المقابر ،، والموت ،،


لأنه النداء الأخير

قايـد الحربي
05-31-2007, 04:44 PM
عبدالله الدوسري
ــــــــــــــــ
* * *

رحابة الحياة وبهجتها سرّ وجودها و وجودنا بها
لو كانت حياتنا لنتذكّر موتنا ما تقدمنا خطوة .

فقط أهمل عدّ نبضاتك وانبض بعددها .

كل مودةٍ لك .

زهرة زهير
05-31-2007, 05:42 PM
"رائعي"
عبدالله الدوسري ..

الموت هو الحياة الثانية التي نبدأ منها ولا ننتهي إلى الأبد ..
هو الفصل الأخير من مسرحية الحياة بحزنها وبهرجتها ..
كن متفائل واصنع بدنياك ما يسرك بعد الموت أن تراه ..
وكما قال اخي العزيز القايد ..
فقط اهمل عدّ نبضاتك وانبض بها ..
كن بخير .. فمدادك جميل ..
مغرق بروحانية التذكرة ..
استمر اخي فهناك ما يدعي للكتابة ..
جل التحايا لشخصك الكريم ...

دمت بود..
أختك..
إبتسامة جرح ..

د.فيصل عمران
06-01-2007, 08:05 PM
ذكرى الموت ياصديقي إخلال بالمتعة وإحلال للواقعية الممزوجة بالايمان
أيّنا لايحتاج تلك الواقعية التي تليق بما خلقنا لأجله ؟
ربما نغفل عنه .. لكنه لايغفل عنّا



شكراً عبدالله من القلب

هدب
06-02-2007, 12:52 AM
دقة إثر دقة ،،



ثم تأتي الدقة الأخيرة ،،


تعلن أن الميعاد قد حان !!



هكذا دقات قلبي ،،


تذكرني دوما أن ميعادي قد حان ،،


وأن ثمة دقة أخيرة ستسلمني للقبر ،،

اللهم تجاوز عنا وارحمنا برحمتك واجعل قبورنا روضة من رياض الجنه

عبدالله الدوسري
دمت بخير وسعادة

سعـد الوهابي
06-02-2007, 02:10 AM
.
.
.
الموت نقطة فاصلة بين حياتين . .

وهنا أقرأ روحانية . . ممتعة . .

وقراءة عميقة في حياة مبهرجة بـ خاتمة معروفة . . ومحددة . .

هنا . . نحتاج أن نعيد القراءة مراراً وتكراراً . .

هنا . . نحتاج أن نقف كثيراً . .

لأن ماأقرأه هنا من القلب . . إلى القلب . .
.
.
.
سيدي القدير . .

عبدالله الدوسري . .

" المتشرد "

لله درك ياصاحبي . .

فكركِ يعانق السماء رُقِياً . .

وحرفك زاخر بالنور . .

سلم فكرك وبوحك

ودام ضياؤك المشرق
.
.
.
(احترامات . . متتالية)

سعـد

صُبـــح
06-02-2007, 02:22 AM
لست الا ميتة مفجوعة بموتــــها ... !

موتي ....

أكثر حدة من لغة مندثرة

وأشد غضبا من نهر تغير مجراه قسراً !

اهلا بالموت .. عندما يأتي بارداً .. ولذيذا هكذا

بنظرة انيقة
و
صدر أجوف ..

ودموع لا تهطل الا بإحتضار !


أيها الأموات ...

بربّ هذه الروح التي ما فتئت تنوح بين اضلعكم

و..

ولأجل فراشات الروح المحترقة عند اول بصيص ضوء

دعوا الألحان تصمت

وقصاصات العمر تتشرد ... !


أيها الأموات / الأحياء

بكل ثقلكم

وتثاءب رحيلكم

انا سبقتكم الى هناك حيث الموت يتضرع جوعاً لنا

غير أني لازلت ارنو إلى السماء

غير أني

لا زلت... لا زلت أعيش !


أمارس تماريني اليومية

أقرأ لأغبى الشعراء وأراسل ألد الاصدقاء

أكره الساعة التي تقيد معصمي

وأشمئز من حمل أكياس التسوق الشفافة

أسافر

إلى البلدان المنعزلة والمتجمدة

اغازل الجمال ولو تمثل في شجرة او في شعر هرة !!


يانفسي ....

دعينا نعيش زمن... القانعين الذين اتوا من اللآزمن ...

مثل

أيقونة أتعبها إصبع مراهق "نت "
او
نسوة ارهقهن حب رجلٍ واحد !

دعونا نموت ...

في عزلة المكان!!


دعونا نكون ...

نوارس تهاجر المكان

قصيدة داعرة

تبوح بالجنون وترشق العيون !!


و لأجلٍ شباب لم نعشه قط ...

انا هنا ...

أشتم رائحة الكافور والسدر المطحون

ويجتذبني ذاك الكفن المتشبع نظافة وبياض!!



صاحب القلم المختلف بعقلانية الواقع ...

عبد الله ...

هنا وجدت نفسي فشكراً تنتصب لقامتك ...


صُبــح

إغفاءة حلم
06-02-2007, 06:02 PM
وذكرى الموت هنا ... نواقيسٌ تُدق في سكون الغفلة
فثمة أتربة خطايا تراكمت ... تشتهي الروح انجلاءها ...
فصدرها يختنق ... والأيام في عد تنازلي ....
فالنفس تشتهي أن تُزّف عروسٌ ترتدي أبيضها الناصع ... تعانق العلياء ... وأنفها بفخر ... يشهق الفرح وسبابتها تُشير حيث السماء
ولاإله إلا الله خاتمٌ ألتف حول جيد سبابتها ...
لا أن تجر الخُطا مثقلة مكبلة متسربلة بأدران الخطايا ....وأنفها أبى إلا وأن يمترغ التراب ذلاً وخيبة ....تردد باكية ( ياليتني قدمت لحياتي )...

عبدالله الدوسري ...
بالبركة التي لاحصر لها في ..جزاك الله خير ...
وبالطهر الذي تتنفس به ... ذكرّك الله بالشهادة ... حين تغرر بنا الأرواح
اسجل حضوري بين دفتي حرفك ...
دمت بهكذا نقاء /جمال