المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دمعة على خد القمر


عبدالله الدوسري
07-04-2007, 01:10 AM
في ليلة من ليالي الجمال ،، نشرَت على خيوط القمر كلمات غزل تمتد من ألحاظ الفتنة كلما استطار في أفقي طيف الابتسامة ،،



كأن القمر أخرج حقائقه ليغسله من ظنون الناس وأوهامهم بهذا الضياء الساكن المرتعد ،،



كتبت وأنا أرجو أن يكون القمر قد أوحى إلي بمناجاته عن كلمات تستهل في سكون الليل فتعيها النفس كأنها ذاكرة الدهر .



ويكون ذلك السحر قد بث في الألفاظ صدى من نغمات يتغنى بها القلب فتخرج منه ممزوجة بحلاوة القبل ،،


وتذهب في السماء متهادية مطمئنة ،،


وتسيل في ضوء الصباح وظل الشمس أفكار طيور مغردة تدور على ألسنتها كلمة


" أحبك "



فالقلب يطمع أن تفتح فيه نسمة الحياة بذورا ً من الآهات العذبة ،،


وحتى لا تقنع العواطف بأن تموت في أكفان الحوادث .



* * * * * *



تلقيت من السحر ما يروي ظمأ الروح من إلهام ينتهي إلى الإحساس ،،


وإحساس يسمو إلى الذوق ،،


وذوق يفيض ويكشف للقلب عن المعاني بما تصوره من أحلام النفس وخيالاتها



سحر ينبع من قوة التصور ،،


والقوة على ضبط النسبة بين الخيال والحقيقة ،،



فرب كلمة من شاعر تلد تاريخ جيل ،،


ورب بسمة من ثغر ترسم آمالا ً لا تحدها الآفاق



* * * * * *



حقا ً إنه لسحر يفيض بحياة جميله ،،


لا تداخل الروح حتى تستبد بها ،،


ولا تتصل بالقلب حتى تستحوذ عليه ،،


وتكون له كأنها الأفكار في ذاته



* * * *



أيها القمر ! ،،



الآن وقد أظلم الليل ،،


وبدأت النجوم تنضخ وجه الطبيعة بزخات من النور الندي يذوب قطرات منتشرة كأنها أنفاس تتثاءب بها الأمواج المستيقظة في بحر النسيان ،،


البحر الذي تجري فيه سفينة كبيرة من قلب عاشق يرفعها أمل ويحبطها ألم ،،



الآن وقد بدأت الطبيعة تتنهد كأنها تنفس بعض أكدارها ،،


وبدأ القلب يتنفس معها كأنه ليس منها قطعة صغرى ،، بل طبيعة أخرى ،،



فلم يسع الحب إلا من قبلة اللقاء إلى ذكراها ،،


وما تلاه القلب من كتاب الطبيعة المقدس وهو جاثي كأنه في صلاه ،،



بعدما قلّبتْه متلهفة ،،


ثم قبّلتْه متخشعة ،،


ثم أودعته في مكتبة الأبد لأنه تاريخ قلب آخر ،، قلب عاشق



يبدأ بحرف " الألف " لأنه من أقصى الوجدان ،،


بل لأنه من أقصى التاريخ ،،


بل لأنه أول اسم " آدم " ،،



ذلك هو السر في تاريخ الحب



* * * * *



أيها القمر ! ،،



الآن قد رقت صفحة السماء رقة المنديل ،،


بعدما أبلّته قبل معطرة بأنفاس الفتنة ،،



وتلألأت النجوم كالابتسام الحائر على الشفة ،،


حيرة القطرة من الندى إذ تلمع في نور الضحى ،،



وأقبل الفضاء يشرق باهرا ً كالقلب الحزين حين ينبع فيه الأمل ،،


ومرت النسمات كأنها غلالة رقيقة تناثرت في الهواء من غمامة ممزقه ،،



وأقبلت النفس الشجية ترسل آمالها إلى نفس أخرى ،،


كأن الآمال بينهما أحلام اليقظة ،،



حينها نظر الشريد في نفسه ،،


والعاشق في قلبه ،،


ولبس الكون تاجه العظيم فأشرق عليه سحرك ،،



والآن وقد طلعت أيها القمر لتملأ الدنيا أحلاما ً وتشرف على الأرض كأنك القدر ،،


فهلم أبثك نجواي ،،،،



وأطرح من نورك شعاعا ً على قلبي لعلي أتبين منبع الدمعة التي فيه فأنزفها ،،



* * * * *



إن روحي لا تزال في مذهب الحس كأنها تجهش في البكاء ،،


ولكن إذا سفحت الدمعة وتعلقت بغزل يحمله النظر الفاتر ،،



فلا تلقها على الأرض أيها القمر ،،


فإن الأرض لا تقدس البكاء ،،



وكل دموع الناس لا تبل ظمأ النسيان ولو انحدرت كالسيل الجاري ،،



أرأيت أيها القمر هذا النهر كأنه دموع السحر من أجفان العشق ،،


وهل تبصر في شاطئه تلك الشجرة الممتلئة بالأوراق كأنها كتاب يتصفحه الهواء ؟!



فليس كل من عصر عينيه قد بكى ،،


والبكاء ما هو إلا حلم الأسى



ترى من يذبح الإنسان إذا كانت دموعه هي دماء روحه !! ،،



الدموع ألفاظ من لغة عريقة قد نذرفها ونحن نبتسم ،،



* * * *



أريد أن أبكي بكائي الطبيعي أيها القمر ،،



لأنه يخيل إلي أن حقائق كثيرة تغتسل بدموعي ،،


وأني لا أكون في حاجة إلى البكاء إلا حين تكون هي في حاجة إلى الدموع ،،



ولقد شعرت مرارا ً بحركة عقلي في تصفح الأسفار ،،


واضطراب نفسي في متاحف الآثار ،،


واختلاج قلبي في معابد الطبيعة التي قامت الجبال في بنائها لأنها أحجار ،،



فما أفدت من كل ذلك ما أفدته من جلسة بين يديك ودمعة تفور في صبيبها كأنها روح عاشق يطاردها الموت بين يدي حبيبها ،،



فإن هذه الدمعة ثواب كل آلامي ،،


ويقظة كل الحقائق من أحلامي ،،


ورحمة أمام ذنوبي



* * * * * * *



ما لي ولك أيها القمر ،،



لا أحب أن أفيض عليك دمعتي فقد ترى فيها أشعة كثيرة من ألوان الأسرار المختلفة



بل أنا أراها في قلبي وقد اشتمل بها الخيال الحزين ،،



خيال هذا الأمل الذي يسميه الناس " الحب "


وتسميه الطبيعة " الحياة المعذبة "



لأن الناس قد مضوا على ألا يعرفوا الحقيقة إلا بأوصافها ،،


ولا يعرفوا من أوصافها إلا ما يتعرف إليهم من ظاهرها الجميل ،،



أما بطن الحقيقة الذي يحتوي السر المحزن ،،


فهذا يعرفه من يفهم لغة الطبيعة ،،


وما لغتها إلا أفعالها



** * * * * *



فيا أيها القمر ،،



الذي أشرق لآدم وحواء ليلة هبوطهما بابتسام من نور وضاء ،،


ثم ما زال يشهد في كل عاشق آدم وحواء ،،



لقد نادمتك ،، فهل ثملت ،، فملت ؟!



لقد ساهرتك أيها القمر لأحادثك ،،


وناجيتك لأستخرج الفكر من نفسي ،،


وانتضبت السحر لأجليَ منه الحقيقة ،،



وتأملت الحقيقة لأرى ذلك الشعاع الذي رأيناه في نبض القلب ،،


فسميناه ،، الحب




تحياتي للجميع

قايـد الحربي
07-05-2007, 08:45 AM
عبدالله الدوسري
ـــــــــــــــــــ
* * *


تتّجه إلى الطبيعة دائماً
تحاكيها وتحكيها
فنتباها بكَ أمامها .

لك الشكر كثيراً .

نـــجد
07-05-2007, 05:02 PM
في سكون الليل وظلمة الدجى يتجلى القمر ونيسا وأبهى جليس

عبدالله الدوسري
بوحك للقمر أسال دمعة على خده
فكان أرق وأجمل

د. منال عبدالرحمن
07-06-2007, 06:09 PM
حوار مع النور .. بأحرف من نور !!


ترى أهو سحر الليل أم فتنة القمر ؟

أم هي مناجاة عاشق لشعاع أمل من شهاب ينزل من السماء في أقاصي الأرض محملا بأماني الملايين من العشاق ؟







سعيدة جدا لتواجدي بين بوحك \ حرفك !



مودتي

صُبـــح
07-06-2007, 07:05 PM
القدير عبد الله ...


إن حرفك يشبه ارتطام السماء بالأرض , يتدفق كفقرٍ في جيوب الأثرياء , يكتبنا بدمٍ بارد, ويرجيء مساءاته لصباحٍ جديد ..... !


ومع الصباح يرتب صمته على شفاه أوسع من الكلام كما روحٍ ضجت بجسدها المنهك ، يتقاسم اللغة الممكنة مع كل شيءٍ جامد !


المختلف عبد الله الدوسري ...

شعرت داخلي بوطنٍ جائع مرتطم بفعلك ... !

سأطيل الوقوف والمتكأ حرفك ...



صُبــح

صالح الحريري
07-07-2007, 01:16 AM
عبد الله الدوسري ...

بمناجاتك لغة باذخة ...
تعطر عباءة المساء بضوء " قمرك " المتسيد بفضاء ليلك ...
تجعلنا نعتكف بمحراب " مناجاتك " ...
نتلو لغة التأمل ..
نطلق عنان الدهشة ..


أعلم أنكَ ..
تخط الحرف بخيوط من ضوء ..
فلا ريب أن يكون المتصفح نور بنور ...!!

تحياتي ...

عبدالله الدوسري
07-07-2007, 03:12 AM
عبدالله الدوسري
ـــــــــــــــــــ
* * *


تتّجه إلى الطبيعة دائماً
تحاكيها وتحكيها
فنتباها بكَ أمامها .

لك الشكر كثيراً .


عزيزي قايد ، ، ،

ومن للحروف بهاء بدونك ،،

لك أعذب التحيات

عبدالله الدوسري
07-07-2007, 03:15 AM
في سكون الليل وظلمة الدجى يتجلى القمر ونيسا وأبهى جليس

عبدالله الدوسري
بوحك للقمر أسال دمعة على خده
فكان أرق وأجمل



نجد ، ، ،

جميل كان حضورك ،،

تقبلي تحياتي

الحزن السرمدي
07-11-2007, 02:29 AM
أيُّها المتشرد

أسراره لا تنتهي .. كما أن فتنة القمر لا تُبلى

وتظل ترفل بأبهى الحُلل

غير أن مفردة ( أحبكِ ) هي التي تأتي وعلى أي هيئة لــ تُفجِّر فينا الوجع ....وتُسطِّر روايات جديدة لــ عمرٍ هارب...!
تبُثُّ في أعيننا إما لمعة فوز محقق أو إلتماع خيبة وبريق خذلان ... نُدير بسببه عن الآخرين أعيُنـِنا.. وتتواطأ أعيُنِنا معنا في هذا الإختباء و ذاك الكذب...
فقط كي لا يُفتضح أمرنا ..




أخي الكريم
لك ودي ووردي
كن بخير





الحزن السرمدي

العـنود ناصر بن حميد
07-11-2007, 08:42 PM
الرائع .. عبدالله الدوسري

هي كلمتك

(سحر ينبع من قوة التصور )

نعم هنا سحر نبع من قوة التصوير

كأنك تنسج من خيوط القمر حكايا

لاتنتهي

ولكنها تتساقط ضوء .. تلو ضوء

مبدع وأكثر

لك السلام

ياسر خطاب
07-11-2007, 11:52 PM
لقد نسجت سجادة
لوجه القمر
وبنيت فوقها مسجدأ كبيراً
ومئذنة عاليه
تعانق المعنى
.....................
سنقيم صلاة جماعة ...... أنا ... والحروف ..... وضوء القمر
وندعو لك بالتميز دائماً

عبد الله الدوسري...
شكراً لجمالك

مها الأحمد
07-12-2007, 11:49 PM
حرفكَ عفوي بـصدق .
ولغة تكسر الصمت ونحدق فيها ..
ونحلق معها...

مزيداً من الحرف ....

http://www.asmilies.com/smiliespic/love/045.gif

بدر الحربي
07-13-2007, 01:21 AM
.
.
.

صباح الورد
أخي الكريم
عبدالله الدوسري

لغة الدموع ممتهنة لدينا
تسقط للأرض ولا ترقى

هناك على خد القمر
لا زلت أحلم بأرضٍ نبيلة
يصعد فيها الدمع ولا يسقط...!



العزيز عبدالله..
- لبوحك وعود الربيع الوافية
ولحرفك شجنٌ قريب من الروح



أسعد الله قلبك في الدارين


http://www.khozamanajd.com/upload/najd//albader07-04-2007.gif

عبدالله الدوسري
07-15-2007, 12:55 AM
حوار مع النور .. بأحرف من نور !!


ترى أهو سحر الليل أم فتنة القمر ؟

أم هي مناجاة عاشق لشعاع أمل من شهاب ينزل من السماء في أقاصي الأرض محملا بأماني الملايين من العشاق ؟







سعيدة جدا لتواجدي بين بوحك \ حرفك !



مودتي



وتبقى المناجاة عزاء لللآلام ،،


وأمل كل غريق ،،



غيمة عطر ، ، ،



مرورك رشفة من ماء مصفى ،،



لك كل النقاء

غسان الحكيم
07-15-2007, 08:04 AM
سلااااااااااااااااااااامز

عبدالله الدوسري


ما أجمل هذه المناجاة
و ما أجمل توحدك و انصهارك مع الطبيعة
لفترات طويلة من الزمن نسينا أو تناسينا أننا جزء منها ..
أشجتني لغتك السردية كثيرا ..
و برغم أن هذا ملحق للنثر إلا أن اللغة التي تعم
مجمل المواضيع إلا فيما ندر هي لغة شعرية ..

شكرا لك ..

غسان الحكيم

عبدالله الدوسري
09-28-2007, 11:32 PM
القدير عبد الله ...


إن حرفك يشبه ارتطام السماء بالأرض , يتدفق كفقرٍ في جيوب الأثرياء , يكتبنا بدمٍ بارد, ويرجيء مساءاته لصباحٍ جديد ..... !
ومع الصباح يرتب صمته على شفاه أوسع من الكلام كما روحٍ ضجت بجسدها المنهك ، يتقاسم اللغة الممكنة مع كل شيءٍ جامد !

المختلف عبد الله الدوسري ...
شعرت داخلي بوطنٍ جائع مرتطم بفعلك ... !
سأطيل الوقوف والمتكأ حرفك ...



صُبــح




وكما يقال فإن الحروف ما هي إلا صوت الهمس ،،
يخطر لي أحيانا أن الراحة الحقيقية لا توجد إلا بالصراخ ،،
أما الارتحال ما بين السماء والأرض فهو قدر لا مفر منه

عزيزتي صبح ، ، ،

يسيل الامتنان في القلب حتى يعانق الروح ،،
أشكرك أختي الكريمة على هكذا حضور

لك أعذب التحيات

عبدالله الدوسري
09-28-2007, 11:36 PM
عبد الله الدوسري ...

بمناجاتك لغة باذخة ...
تعطر عباءة المساء بضوء " قمرك " المتسيد بفضاء ليلك ...
تجعلنا نعتكف بمحراب " مناجاتك " ...
نتلو لغة التأمل ..
نطلق عنان الدهشة ..


أعلم أنكَ ..
تخط الحرف بخيوط من ضوء ..
فلا ريب أن يكون المتصفح نور بنور ...!!

تحياتي ...


تتطاير الذكريات من القلوب لتعلق بأجواء الأماكن ،،
ثم يقع أريج العبرات على أجنحة الزمن ،،
وربما عانق في طريقه قمرا

عزيزي صالح ،،،

وبحضورك يزداد كل شئ بهاء على بهاء
لك أعذب التحيات

عبدالله الدوسري
09-28-2007, 11:42 PM
أيُّها المتشرد
أسراره لا تنتهي .. كما أن فتنة القمر لا تُبلى
وتظل ترفل بأبهى الحُلل
غير أن مفردة ( أحبكِ ) هي التي تأتي وعلى أي هيئة لــ تُفجِّر فينا الوجع ....وتُسطِّر روايات جديدة لــ عمرٍ هارب...!
تبُثُّ في أعيننا إما لمعة فوز محقق أو إلتماع خيبة وبريق خذلان ... نُدير بسببه عن الآخرين أعيُنـِنا.. وتتواطأ أعيُنِنا معنا في هذا الإختباء و ذاك الكذب...
فقط كي لا يُفتضح أمرنا ..

أخي الكريم
لك ودي ووردي
كن بخير





الحزن السرمدي





وكما قلتِ عزيزتي ،، فإن أحبك أعظم من مفردة ،،
لن نستطيع إحاطتها في عبارة أو رواية ،،
ولكن يكفينا الشعور بها بعيدا عن الخيبة والخذلان ،،

الحزن السرمدي ، ،،

كل الشكر لك أختي الكريمة ،،
دمت كما تحبين