يزيد الماضي
08-10-2007, 04:04 AM
حب المخلوق للخالق
جاء عبدالله بن عمرو الأنصاري طالبا القتل في سبيل الله يوم أحد فأعطاه الله
ماتمنى فحزن عليه أبنة جابر فقال له صلى الله عليه وسلم
والذي نفسي بيده مازالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعته" ثم قال
أتدري ياجابر ماذا قال الله لأبيك لما قُتل قال الله ورسوله أعلم قال أن الله قال
له تمن ياعبدي فقال اتنمى أن تعيدني إلى الدنيا فأقتل فيك ثانية قال أني كتبت على
نفسي انهم إليها لايرجعون فتمن قال أن ترضى عني فأني قد رضيت عنك قال قال فأني
أحللت عليك رضواني لا أسخط عليك ابداً
المتحابين في الله
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكاً, فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية, قال: هل لك عليه من نعمة تربُّها؟ قال: لا, غير أني أحببته في الله عز وجل, قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه" رواه مسلم
يقول العلامة صالح الفوزان
واعلم أن كل من أحب شيئا لغير الله فلا بد أن يضره محبوبه ويكون ذلك سببا لعذابه، ولهذا كان الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله يمثّل لأحدهم كنزه يوم القيامة شجاعا أقرع يأخذ بلهزمته ويقول : أنا كنزك، أنا مالك وفي الحديث : يقول الله يوم القيامة : يا ابن آدم أليس عدلا مني أن أولي كل رجل منكم ما كان يتولاه في الدنيا ؟ ! وأصل التولي الحب، فكل من أحب شيئا دون الله ولاه الله يوم القيامة ما تولاه وأصلاه جهنم وساءت مصيرا . فمن أحب شيئا لغير الله فالضرر حاصل له إن وجد أو فقد؛ فإن فقد عذب بالفراق وتألم، وإن وجد فإنه يحصل له من الألم أكثر مما يحصل له من اللذة، وهذا أمر معلوم بالاعتبار والاستقراء . وكل من أحب شيئا لغير الله فإن مضرته أكثر من منفعته . فصارت المخلوقات وبالا عليه إلا ما كان لله وفي الله؛ فإنه كمال وجمال للعبد . والله سبحانه يحسن إلى عبده مع غناء عنه، يريد به الخير ويكشف عنه الضر لا لجلب منفعة إليه من العبد ولا لدفع مضرة بل رحمة وإحسانا .
والعباد لا يتصور أن يعملوا إلا لحظوظهم . فإنهم إذا أحبوه طلبوا أن ينالوا غرضهم من محبته، فالمخلوق لا يقصد منفعتك بالقصد الأول بل إنما يقصد منفعته بك، والرب سبحانه يريدك لك ولمنفعتك بك لا لينتفع بك، والخلق لو اجتهدوا أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بأمر قد كتبه الله لك، ولو اجتهدوا أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، فهم لا ينفعونك إلا بإذن الله ولا يضرونك إلا بإذن الله، فلا تُعلِّق بهم رجاءك، قال الله تعالى : أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ ، وجماع هذا أنك إذا كنت غير عالم بمصلحتك ولا قادر عليها ولا مريد لها كما ينبغي، فغيرك من الناس أولى أن لا يكون عالما بمصلحتك ولا قادر عليها ولا مريد لها، والله سبحانه هو الذي يعلم ولا تعلم وبقدر ولا تقدر، ويعطيك من فضله العظيم .
جاء عبدالله بن عمرو الأنصاري طالبا القتل في سبيل الله يوم أحد فأعطاه الله
ماتمنى فحزن عليه أبنة جابر فقال له صلى الله عليه وسلم
والذي نفسي بيده مازالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعته" ثم قال
أتدري ياجابر ماذا قال الله لأبيك لما قُتل قال الله ورسوله أعلم قال أن الله قال
له تمن ياعبدي فقال اتنمى أن تعيدني إلى الدنيا فأقتل فيك ثانية قال أني كتبت على
نفسي انهم إليها لايرجعون فتمن قال أن ترضى عني فأني قد رضيت عنك قال قال فأني
أحللت عليك رضواني لا أسخط عليك ابداً
المتحابين في الله
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكاً, فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية, قال: هل لك عليه من نعمة تربُّها؟ قال: لا, غير أني أحببته في الله عز وجل, قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه" رواه مسلم
يقول العلامة صالح الفوزان
واعلم أن كل من أحب شيئا لغير الله فلا بد أن يضره محبوبه ويكون ذلك سببا لعذابه، ولهذا كان الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله يمثّل لأحدهم كنزه يوم القيامة شجاعا أقرع يأخذ بلهزمته ويقول : أنا كنزك، أنا مالك وفي الحديث : يقول الله يوم القيامة : يا ابن آدم أليس عدلا مني أن أولي كل رجل منكم ما كان يتولاه في الدنيا ؟ ! وأصل التولي الحب، فكل من أحب شيئا دون الله ولاه الله يوم القيامة ما تولاه وأصلاه جهنم وساءت مصيرا . فمن أحب شيئا لغير الله فالضرر حاصل له إن وجد أو فقد؛ فإن فقد عذب بالفراق وتألم، وإن وجد فإنه يحصل له من الألم أكثر مما يحصل له من اللذة، وهذا أمر معلوم بالاعتبار والاستقراء . وكل من أحب شيئا لغير الله فإن مضرته أكثر من منفعته . فصارت المخلوقات وبالا عليه إلا ما كان لله وفي الله؛ فإنه كمال وجمال للعبد . والله سبحانه يحسن إلى عبده مع غناء عنه، يريد به الخير ويكشف عنه الضر لا لجلب منفعة إليه من العبد ولا لدفع مضرة بل رحمة وإحسانا .
والعباد لا يتصور أن يعملوا إلا لحظوظهم . فإنهم إذا أحبوه طلبوا أن ينالوا غرضهم من محبته، فالمخلوق لا يقصد منفعتك بالقصد الأول بل إنما يقصد منفعته بك، والرب سبحانه يريدك لك ولمنفعتك بك لا لينتفع بك، والخلق لو اجتهدوا أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بأمر قد كتبه الله لك، ولو اجتهدوا أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، فهم لا ينفعونك إلا بإذن الله ولا يضرونك إلا بإذن الله، فلا تُعلِّق بهم رجاءك، قال الله تعالى : أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ ، وجماع هذا أنك إذا كنت غير عالم بمصلحتك ولا قادر عليها ولا مريد لها كما ينبغي، فغيرك من الناس أولى أن لا يكون عالما بمصلحتك ولا قادر عليها ولا مريد لها، والله سبحانه هو الذي يعلم ولا تعلم وبقدر ولا تقدر، ويعطيك من فضله العظيم .