فصاحة الأنثى

[عبدالله الدوسري]

( 1 )



أسمعنا الصمت من قبل ،،


فكان بيننا وصال


ـــــــــــــــــــ


حيث قالت :


ماذا لو لم يخترعوا المرآة ؟!


وكان الماء كريما فلم يعكس الملامح


لقلت لك الكثير عني


وأخفيت عنك المزيد من مفاتني


وغازلتك كل تفصيلة في تأن رقيق


وألقيتك ذاهلا في جب عميق


واخترتك محراب نفسي للصلاة


فأنا أجمل مما تراني


أرق من الماء ومني


راسخة كعشقك الجامح


سامقة بك كالأذان الهادر


أصرخك قلبي وهمسي


فنولد حب في رحم آخر



وقالت :


ضل المغيرون عن طريقي


وجهلت الأقدام عطري


فإن يكن من يشم همسي ضال فأنت


تمنّ علي ،، لا تنل ما تشتهي


ولا تتمنّ علي ،، تنل ما أشتهي لك


سأدلك علي من سواي


لتعلم أني سماء بين يديك صرت


فإن يئست من لقائي ،، عذبتك بغـِيبتي


وإن آمنت بلقائي ،، عذبتك بغيبتي



امتشق سلاحك وتربص بي ،،


وائتني بك من حيث شئت


اجمعني وصال من رحيقك شهدا


وسأمكنك من كل شئ ،، إلا من معرفتي


لأمكنن لك الذي أرتضي


تعال كلك إلي فردا


أشهر حنانك وتهنـّد لي


أكن غمدك ولا أدلك إلا علي

[عبدالله الدوسري]

( 2 )



أنصتنا الخيال في البدء ،،


فكان بيننا لقاء


ـــــــــــــــــــــــــــــ


وقالت لي :


أول باب من أبوابي ينصت للنداء هو قلبك


أناديك باسمك الذي قسمته لك


وآتيك من حيث أشتهي عشقك


فتذهل عن نفسك بي ،،


وتترك غيابك وأوطانك وتتهيأ لي


لأتولى بنفسي نعيمك وعذابك ،،


فلا أنتظر صمت همساتك ،،


فإني حياة ناديتك



قبلتني وقالت :


تموت بين يدي شهيدا ،،


وتبعث شريدا بين يدي


ترضعك كلماتي في كل نشأة ،،


حتى تعود إلى جسدي كما كنت أول مرة


فتنام باسمي ،،


وتحلم خلاياك بأنفاسي



ثم ضمتني وقالت :


إن رأيت العطر باشتياقك تذكرني


وإن شممت الشِعر تذوقني بحواسك


فشرايينك تعبق بدمع فتنتي


تبحث عني في جذور الأشياء ،،


وتجدني أقرب من صدرك حين تشاء


فتخرج من مملكتي إلى قلبي حيث سجنك



ثم نظرت في عيني وقالت :


لأكشفن عن وجهي فقد آن زماني ،،


سألقي بحنانك فوق أحزان حرماني


وسأخلع عني ثياب العالم ،،


لتعرفني أنثى وملاك حالم


لأخرجن إليك فادحة الجلاء ،،


قطرة دم من عنقك


لأدلنك عليّ ،، في جسدك


فأنت وحدك ،، من يعرفني

[عبدالله الدوسري]

( 3 )


أبحرنا السماء فكنا ،،


واشتهينا التيه فصرنا


ــــــــــــــــــــــــــ


هي صوتي المائي


نلتقي في طقس جنوني


ونفيق في حلم بدائي


مجهولان يرتجفان


في جسدين يستبقان ،،


نحو غواية الرؤيا


فكيف يفسر الماء عاطفة ،،


بقاع القلب كطفولة المعنى


هي المغنى ،، وأول لفظة في دمائي


يبنيها ضمير الحب للأحداق ،،


ينطقها لسان الشعر للمجهول


مبذول لحضرتها عطش البحر ،،


ورعشة ثلجة في الجمر


أتذوقها ،، فأشتعل لتنثرني مواعيدا


تهندس كل فاصلة بموهبة وتشعلها


رعونتها انفجار الإثم ،،


تترك في خمائلي فضاءات بلا معنى ،،


هي الجدوى بلا جدوى


هي قضيتي الكبرى ،، كلام العطر ،،


صوت الضوء وضياء الطهر


غابات وأودية وألسنة من اللهب


تسكبني وتدا بخيمتها ،،


وترشقني قنديلا بغيمتها


على مهل تشد دمي ،،


وتقول : عنيفا خض على مهل


تغويني بالمنطق فأشتهي التيه في مناطقها


هي الأخرى بلا أخرى


هي شطر النجوى ،، كقطرة دهشة خرساء


تفاجئني ،، وتهرب في تخوم أعماقي ،،


وتشعل نار غامضها ،،


تقطر الندى من حامضها


عذوبتها ،، ملوحتها ،، وشواطئها


تركض سفني في مباهجها


وفي حاناتها المكتظة الآهات ،،


تمنحني غرائبها


لها في لهجة المرآة تاريخ وأحجية ،،


وقاف مثل ظلال سحابة سمراء


تغسل فمي كالترياق من روحها ،،


فأشتهي التيه جزرا ومدا


هي سيدتي الأنثى ،، آخر وردة في النبض أقطفها


تسمعني غناء الماء ،،


تزمزم بعضي وتمزجني ببعضها


فهل يبقى بقلب جسد الإنسان


غير فصاحة الأنثى

* * * *

[صُبـــح]

إن هذا الحرف الماثل أمامنا يتناهى الى القلوب بهمهمات وكلمات وضحكات وهدايا وكرنفالات !

إن في هذا النظم الجميل روحاً لشاعرٍ متقن لنقلات خياله بارعاً في ايجاد ضوءاً وتأرجحاً وتوقاً الى قلباً صادق بوسعه الاستعداد لنثر الدهشة بذات البريق واللون والضوء الذي يفتعله قلب أنثى بفصاحة غرامية بليغة !


عبد الله الدوسري ...

شكراً للجمال ...



صُبــح

[شــمــ نـجـد ــس]

الكاتب عبد الله الدوسري ..

القراءة بكـ سفر ممتع ..

شكرا لكـ وعليكـ

[عبدالله الدوسري]

دائما الغرام ينداح نشوة في القلب ،،
ينهمر على الخيال بالقداسة والعبث ،،
فينغمس الواقع في دنيا الأحلام والخوارق ،،

صبح ، ، ،

كل الشكر والامتنان لهذا المرور الحافل ،،
دمت كما تحبين أختي الكريمة ،،
لك أعذب التحيات

[عبدالله الدوسري]

شمس نجد ، ، ،

يسافر بنا التحليق وقد لا نجدنا حين عودة ،،
أسعدني كثيرا حضورك أختي الكريمة ،
لك أعذب التحيات

[زهرة زهير]

"رائعي"
عبدالله الدوسري ..

هذه الأحرف المتسلطنة أمامي ..
كأنها تقيدت بشفافية الماء المعشوشب بأرض الذائقة ..
باسقة اخضراراً .. مطلة كضوء ..
بارع حرفك واحساسك يا جميل ..
كن كالنجوم لا تعانق الا السماء ..
موفق أخي الكريم ..

دمت بود ..
اختك..
إبتسامة جرح ..

[عبدالله الدوسري]

الزهرة زهير ،،،

المحب يترنم بهواه ،،قوافل الأشواق تتبعه،،من كل أركان عش سكنه العشق وسقاه ،،
فهو على يقين أن للحب شمس لا تغرب متى أشرقت ،،
حضورك أديم أخضر تنبثق منه وردة حمراء مطوقة بدوائر من البنفسج ،،
دمت كما تحبين أختي الكريمة ،،
لك أعذب التحيات