عقاب الربع
08-30-2007, 02:12 AM
http://www.commerce.gov.sa/expo2005/images/school1.jpg
يدخل المعلم الى الفصل .. فـ يصبح الهدوووء هو سيد الموقف .. يهرب التلاميذ الى كراسيهم الكفيله بإحتواءهم من همساتهم التي لا تنتهي كالطعون وبإحتواء شغبهم اللذيذ .. وتصبح اعينهم معلقه في الكتاب المدرسي وكأنهم يقرأون تاريخ حياتهم منذ ان خرجوا من ارحام امهاتهم .. لا يـُـسمع الا الصمت والصمت فقط ..
يبدأ المعلم بإسترجاع اجزاء من الدرس الماضي والمتعلق بالدم وجهازه الدوري في جسم الانسان لربطه بموضوع اليوم الذي يتناول ( القلب ) الذي يكتبه على السبوره بحماس ( غير ) منقطع الضمير وكأنه استخرجه من تحت القفص الصدري كوسيله تعليميه للدرس .. يأخذ المعلم نفساً عميقاً يصل الى عمق السر في صدر انثاه العصفوره !! .. ثم يبدأ بشرح مهام ( القلب ) ووظائفه في الجسم .. ويسرد لهم ( رحلة الدم / الدوره الدمويه ) منذ ان يغادر الدم القلب ـ غير مأموناً ـ الى ان يصل إليه مرة اخرى محملاً بـ ثاني اكسيد الكربون الضار واشياء أخرى اكثر ضررا منه !! , ويستمر بفلسفته القاتله حينما يشرح لهم وظائف الشرايين التي تعمل على توصيل ( طلبات خلايا الجسم ) من القلب , والأورده التي تعمل كـ ( عمـّـال البلديه ) في تنظيف الخلايا من الفضلات , والشعيرات التي تلعب دور الوسيط بين كل من الشرايين والخلايا من جهه والأورده والخلايا من جهةٍ اخرى ..
ثم يستمر في قتل نفسه عمدً وإلغاء دوره ودور اخوانه من البشر حينما يسرد لهم ـ إلقاءاً ومناقشه ـ اجزاء القلب وحجراته وكيف ان حجرة الاذين الايسر تضخ الدم الى حجرة البطين الايسر فيخرج من بابها لحظة الوداع دون ان يلتفت اليها ولو مجامله ليكمل طريقه الى بقية اجزاء الجسم عن طريق الشريان الاورطى محملا بالاكسجين .. ليبدأ " رحلته الشاقه " بكل " يسر وسهوله " ومن ثم يقوم بتوصيل رسالته / أمانته الى الخلايا التي تأخذه بدون ان تقول له حتى " شكراً " لتتغذاه وتتنفسه وتحوله الى اشياء ضاره تسملها الى الوريد الاجوف ـ علويا او سفليا ـ فيأخذ الاختناقات والتناهيد والغاز السام الى القلب مره اخرى عن طريق حجرة الاذين الايمن لتصبها في حجرة البطين الايمن ومنها عن طريق اربعة جنود بؤساء هم الاورده الرئويه الى الرئتين ثم تمرعبر اجزاء الجهاز التنفسي الى الخارج عن طريق عملية الزفير فـ يزفر الانسان هذا الغاز بشكل اهاااااااااااااااات وضيقه وشعور بالانسجام في أوج الملل .. ثم ياأخذ الاكسجين ـ حتى لو اراد الموت ـ من الجو مره اخرى ليس لانه يحتاجه بل لأنه لايستطع ان ( يكتم انفاسه ) لمنع الاكسجين لقدرة الله سبحانه وتعالى فتسري كميات الاكسجين المهربه ( أشعر بها هكذا لدرجة انني في بعض الاحيان التفت يمنة ويسره اثناء عملية الشهيق لكي لا يراني اي أحد ) الى اجزاء الجهاز التنفسي مره اخرى وعن طريق السيد / الشريان الرئوي تكمل رحلتها الغنيه بالاكسجين والملل من الرئتين الى الاذين الايسر في القلب بمرأى من احدى الصمامات الى البطين الايسر فتكتمل الرحله وأية رحله !!
يتعمق المعلم في ملامح تلاميذه البائسه وكأنها تنتظر الحصة السابعه في اول نصف ساعةٍ من الحصه الأولى يقرأ بها الضياع والتأملات والمستقبل التعيس وفي بعض الاحيان غصه من شيٍ ما !! فيتذكر انه يقوم بواجبه التعلميي ليس الا وعليه ان لايزج بـ عاطفته في داخل قاعات الدراسه فيدخل في جزئية جديده من الدرس تتعلق بأمراض ( القلب ) كالجلطه الناتجه من تصلب الشرايين والوقت والظروف والتدخييين ! بدون ان يذكر لهم اهم الامراض التي تصيبه وأجملها على الاطلاق لسبب بسيييط انها ليست مدرجه في المنهج !!
ينتهي الدرس فيرى ان التلاميذ ينظرون بدهشةٍ إليه كأنهم يبحثون عن كلمةٍ من فاه يقولها من أقاصي القلب يريدون ان ينتزعونها منه فـ شعر انه خذلهم , خذلهم بصدق , ينظر الى الوسيله التعليميه / الرسمه المزعجه .. فيتمنى تمزيقها بسرعه وبشراسه او ان يخترقها بـ سهماً حتى تقطر دما , ينظر الى الكلمات على السبورة فيشعر انها ليست الا تمتمات مشعوذ غير مفهومه , شعر انه خذل والداه وولداه واصدقاءه والناس أجمعين وقبلهم انثااااه , , خذل وطنه , خذل أحاسيسه وسنوات عمره التي تهديه شريط الذكريات الشبيهة برغبات تلاميذه في انتزاع تلك الكلمه , فتمر من أمامه شوارع القرية والملعب الترابي ومدرسته والنخلة الوحيده التي تنبت أمام مدرسة البنات المتوسطه فقط في بداية كل عام دراسي والجدران ومخطوطاتها الاثريه المليئه بالشعر والاسهم الغير اقتصاديه والقلوب التي مسحها التطور واصباغ همبل .. ومدينته الحساويه وخالد الخالدي وحي اليرموك وذكريات السفر والمدن الفارهه ومخارج الطوارئ ومطعم السيروان العراقي ( شارع المرقبات ) , والمطعم الصيني , رأى ان الدرس ميـّـتٌ منذ البدايه وما شرحه الا هرولة ساكنه في جنازته , شعر ان الدرس تنقصه روحه / نقطته الرئيسيه التي كان من الواجب عليه ان يتطرق اليها في البدايه والنهايه واثناء الدرس حتى يصبح انساناً فقط فـ يأنبه ضميره وقلبه ايضاَ
فكيف به يذكر القلب وحجراته الاذين الايمن والابطين الايمن والاذين الايسر والبطين الايسر وشرايينه الاورطى والرئوي وأوردته الاجوف العلوي و السفلي والاورده الرئويه والصمامات والغازات الهامه والسامه وكل هذه المسميات بدون ان يذكر مفردة :
(( الحب ))
التي تعتبر جــــ / روح القلب !!
ترى :
هل الحب مفرده شاذه لا تستحق مناهج التربيه والتعليم ! ؟
هل يستحق هذا المعلم كل هذا ؟ http://up.graaam.com/p9ic/80ab4f8130.gif
يدخل المعلم الى الفصل .. فـ يصبح الهدوووء هو سيد الموقف .. يهرب التلاميذ الى كراسيهم الكفيله بإحتواءهم من همساتهم التي لا تنتهي كالطعون وبإحتواء شغبهم اللذيذ .. وتصبح اعينهم معلقه في الكتاب المدرسي وكأنهم يقرأون تاريخ حياتهم منذ ان خرجوا من ارحام امهاتهم .. لا يـُـسمع الا الصمت والصمت فقط ..
يبدأ المعلم بإسترجاع اجزاء من الدرس الماضي والمتعلق بالدم وجهازه الدوري في جسم الانسان لربطه بموضوع اليوم الذي يتناول ( القلب ) الذي يكتبه على السبوره بحماس ( غير ) منقطع الضمير وكأنه استخرجه من تحت القفص الصدري كوسيله تعليميه للدرس .. يأخذ المعلم نفساً عميقاً يصل الى عمق السر في صدر انثاه العصفوره !! .. ثم يبدأ بشرح مهام ( القلب ) ووظائفه في الجسم .. ويسرد لهم ( رحلة الدم / الدوره الدمويه ) منذ ان يغادر الدم القلب ـ غير مأموناً ـ الى ان يصل إليه مرة اخرى محملاً بـ ثاني اكسيد الكربون الضار واشياء أخرى اكثر ضررا منه !! , ويستمر بفلسفته القاتله حينما يشرح لهم وظائف الشرايين التي تعمل على توصيل ( طلبات خلايا الجسم ) من القلب , والأورده التي تعمل كـ ( عمـّـال البلديه ) في تنظيف الخلايا من الفضلات , والشعيرات التي تلعب دور الوسيط بين كل من الشرايين والخلايا من جهه والأورده والخلايا من جهةٍ اخرى ..
ثم يستمر في قتل نفسه عمدً وإلغاء دوره ودور اخوانه من البشر حينما يسرد لهم ـ إلقاءاً ومناقشه ـ اجزاء القلب وحجراته وكيف ان حجرة الاذين الايسر تضخ الدم الى حجرة البطين الايسر فيخرج من بابها لحظة الوداع دون ان يلتفت اليها ولو مجامله ليكمل طريقه الى بقية اجزاء الجسم عن طريق الشريان الاورطى محملا بالاكسجين .. ليبدأ " رحلته الشاقه " بكل " يسر وسهوله " ومن ثم يقوم بتوصيل رسالته / أمانته الى الخلايا التي تأخذه بدون ان تقول له حتى " شكراً " لتتغذاه وتتنفسه وتحوله الى اشياء ضاره تسملها الى الوريد الاجوف ـ علويا او سفليا ـ فيأخذ الاختناقات والتناهيد والغاز السام الى القلب مره اخرى عن طريق حجرة الاذين الايمن لتصبها في حجرة البطين الايمن ومنها عن طريق اربعة جنود بؤساء هم الاورده الرئويه الى الرئتين ثم تمرعبر اجزاء الجهاز التنفسي الى الخارج عن طريق عملية الزفير فـ يزفر الانسان هذا الغاز بشكل اهاااااااااااااااات وضيقه وشعور بالانسجام في أوج الملل .. ثم ياأخذ الاكسجين ـ حتى لو اراد الموت ـ من الجو مره اخرى ليس لانه يحتاجه بل لأنه لايستطع ان ( يكتم انفاسه ) لمنع الاكسجين لقدرة الله سبحانه وتعالى فتسري كميات الاكسجين المهربه ( أشعر بها هكذا لدرجة انني في بعض الاحيان التفت يمنة ويسره اثناء عملية الشهيق لكي لا يراني اي أحد ) الى اجزاء الجهاز التنفسي مره اخرى وعن طريق السيد / الشريان الرئوي تكمل رحلتها الغنيه بالاكسجين والملل من الرئتين الى الاذين الايسر في القلب بمرأى من احدى الصمامات الى البطين الايسر فتكتمل الرحله وأية رحله !!
يتعمق المعلم في ملامح تلاميذه البائسه وكأنها تنتظر الحصة السابعه في اول نصف ساعةٍ من الحصه الأولى يقرأ بها الضياع والتأملات والمستقبل التعيس وفي بعض الاحيان غصه من شيٍ ما !! فيتذكر انه يقوم بواجبه التعلميي ليس الا وعليه ان لايزج بـ عاطفته في داخل قاعات الدراسه فيدخل في جزئية جديده من الدرس تتعلق بأمراض ( القلب ) كالجلطه الناتجه من تصلب الشرايين والوقت والظروف والتدخييين ! بدون ان يذكر لهم اهم الامراض التي تصيبه وأجملها على الاطلاق لسبب بسيييط انها ليست مدرجه في المنهج !!
ينتهي الدرس فيرى ان التلاميذ ينظرون بدهشةٍ إليه كأنهم يبحثون عن كلمةٍ من فاه يقولها من أقاصي القلب يريدون ان ينتزعونها منه فـ شعر انه خذلهم , خذلهم بصدق , ينظر الى الوسيله التعليميه / الرسمه المزعجه .. فيتمنى تمزيقها بسرعه وبشراسه او ان يخترقها بـ سهماً حتى تقطر دما , ينظر الى الكلمات على السبورة فيشعر انها ليست الا تمتمات مشعوذ غير مفهومه , شعر انه خذل والداه وولداه واصدقاءه والناس أجمعين وقبلهم انثااااه , , خذل وطنه , خذل أحاسيسه وسنوات عمره التي تهديه شريط الذكريات الشبيهة برغبات تلاميذه في انتزاع تلك الكلمه , فتمر من أمامه شوارع القرية والملعب الترابي ومدرسته والنخلة الوحيده التي تنبت أمام مدرسة البنات المتوسطه فقط في بداية كل عام دراسي والجدران ومخطوطاتها الاثريه المليئه بالشعر والاسهم الغير اقتصاديه والقلوب التي مسحها التطور واصباغ همبل .. ومدينته الحساويه وخالد الخالدي وحي اليرموك وذكريات السفر والمدن الفارهه ومخارج الطوارئ ومطعم السيروان العراقي ( شارع المرقبات ) , والمطعم الصيني , رأى ان الدرس ميـّـتٌ منذ البدايه وما شرحه الا هرولة ساكنه في جنازته , شعر ان الدرس تنقصه روحه / نقطته الرئيسيه التي كان من الواجب عليه ان يتطرق اليها في البدايه والنهايه واثناء الدرس حتى يصبح انساناً فقط فـ يأنبه ضميره وقلبه ايضاَ
فكيف به يذكر القلب وحجراته الاذين الايمن والابطين الايمن والاذين الايسر والبطين الايسر وشرايينه الاورطى والرئوي وأوردته الاجوف العلوي و السفلي والاورده الرئويه والصمامات والغازات الهامه والسامه وكل هذه المسميات بدون ان يذكر مفردة :
(( الحب ))
التي تعتبر جــــ / روح القلب !!
ترى :
هل الحب مفرده شاذه لا تستحق مناهج التربيه والتعليم ! ؟
هل يستحق هذا المعلم كل هذا ؟ http://up.graaam.com/p9ic/80ab4f8130.gif