علي أبو طالب
11-14-2007, 11:19 PM
العهـر في مدينتي ، يباع بالمجان
محطاتٌ تلفزية ، أم منظومة غـسلٍ للأدمغـة؟
أمارير
Azzul ghefwin :
آزول غفون :
السلام عليكم :
المجتمعات الناطقة بالعربية – وفق الصيغة الافتراضية لكلمة - النطق - ، فهذه اللغة تظل لغة – قواميس – لا لغةً منطوقة ، و قد كان لي حديثٌ سابق – بطريقةٍ عرضية في عدة مقالات - ، عن الفرق بين اللغة المنطوقة و الفصيحة ، و عوامل التعرية التي تعرضت لها اللغة العربية نظراً للتداخل الإثني و الثقافي كنتيجةٍ للمد الإسلامي الذي تبنّى هذه اللغة - ، هذه المجتمعات تمر بحالةٍ من – التفسخ و الانحدار – الأخلاقي ، كنتيجةٍ لحالة البذخ و الترف الفكري الذي يمر عبره مفكروه و منظروه – كوصف اعتباطي لصفة المفكر و المنظّر - ، لكن في واقع الأمر الحديث عن مجتمعٍ – لا أخلاقي – في مجمله أمرٌ لا يقبله المنطق ، فلا وجود لمجتمعٍ - أيٌ كان - غير أصيل ، لا وجود لمجتمعٍ لا يملك ثوابت أخلاقيةٍ في إطار عقله الجماعي ، و لا وجود أيضاً لمجتمعٍ دونما حدودٍ أخلاقية ، بغض النظر عن الأيديولوجية الدينية التي يتبناها .
لكن منذ زمن – أم كلثوم – و – عبد الحليم – ( كبار الحمقى ) و من عاصرهما وصولاً الى مطربي يومنا هذا ( صغار الحمقى ) ، يظل المنتوج – الغنائي – باللغة العربية مقتصراً على جانبٍ واحد – إلا ما رحم ربي على قلتهم و ضآلة إنتاجهم العميق - ، ألا و هو الاشتغال و الانشغال بموهبة الغزل – الجنس المباشر لنكون أكثر صراحةً و وضوحاً اليوم بعد انقراض الحياء - ، ( و لن أتكلم عن سطحية الكلمات و تفاهة الألحان ) ، كتعبيرٍ فصيحٍ – ربما - عن حالة الكبت – الجنسي – الذي سينتج لاحقاً ، فالمجتمعات الناطقة بالعربية – الذكورية في مجملها كنتيجةٍ لتبني الأيديولوجية الإسلامية التي مُررت ملغمةً بأفكارٍ عبرانية ، منذ زمن بنو أمية من اغتالوا الإسلام باسم الإسلام ، و اخترعوا إسلامهم الذي لم نعرف سواه حقيقةً – ، هذه المجتمعات تنظر للمرأة على أنها فقط جزءٌ من رأس المال – الجنسي – للمجتمع ، فتغرس تبعاً لذلك في وعي المواطن الناطق بالعربية ، الناشئ ، المراهق و الكهل أيضاً صورةٌ جنسية للمرأة ، فكلما ذكرت صفة التأنيث أمامه – بغض النظر عن صيغة المقال أو الموضوع - ، ربط الموضوع ببعدٍ جنسي ، و وضع له دلالاتٍ و تأويلاتٍ جنسيةٍ أيضاً .
يعلل البعض الأمر – هذا الانحدار الأخلاقي في فن الطرب العربي - كونه تلبيةً إلزاميةً لمتطلبات السوق ، رغم كون هذا – السوق – نفسه يمر بمرحلةٍ من العجز ، الكساد ، و الركود الاقتصادي الذي يجعل مسألة الوصول الى التنفيس عن الرغبة الجنسية التي يلهب سعيرها الفوج الإعلامي الغنائي الضخم – المسخ الغنائي المشوه - ، يجعل الوصول إليه بطرق – صحية – أمراً شبه مستحيل ، فالسوق – حقيقةً - يرغب كنتيجةٍ لهذا الكساد و العجز الاقتصادي في أن يوضع هذا الشأن في الركن ، أقصى الغرفة التي تجلسها العائلة ، ركنٌ منسي لا يكترث له أحد ، لا يعلم بوجوده أحد .
نفسها رؤوس الأموال التي تموّل شركات إنتاج هذا الإنتاج – السمج و السخيف - ، ذاتها تموّل محطّاتٍ تلفزيةٍ – دينيةٍ إسلامية - ، و لن أخصص الحديث عن شركةٍ أو قناةٍ بعينها ، لكن يمكن لأي مراقبٍ فطنٍ – أو شبه فطن - أن يشير بالإيجاب على ملاحظة كون ذات رأس المال الذي يروج للفكر – الوهابي - ، ذاته يموّل للمنتوج المضاد – العُهر الإذاعي - ؟ ، أليس في الأمر ملامح مؤامرةٍ نلعب فيها دور الغبي ؟ ، أليس أحدهما يخدم الآخر - ليكون الفرار من الانحدار الأخلاقي نحو الانحدار الفكري - ؟ ، ألا يخدم كلاهما فكرةً واحدة ، ألا و هي – إسقاط قيمة العقل - ؟ .
لمن يؤمن بنظرية المؤامرة – و هم كثر - ، ألسنا نحن من نتآمر على أنفسنا – و أتحدث بصفة الجمع باعتبار كل من يخضع لمنظومة التقسيم السياسي الحديثة - الدول العربية - ، يتأثرون بهذا التفسخ الحضاري ، الثقافي و الأخلاقي ؟ .
ألا يملك الناطقون بالعربية قضية إقصاءٍ ثقافي ، اضطهادٍ سياسي أو طمسٍ لمعالم الهوية العربية النقية – في حال وجدت ، حيث لا أستطيع الجزم بوجودها أو عدمه ، فالإسلام جب ما قبله - ؟ ، لماذا يتفنن فقط الأمازيغ و الأكراد في التغنّي بموروثهم الثقافي و الحضاري ، من أجل تمرير أفكار ثقافاتهم الاحتجاجية ؟ ، كما فعل فرحات مهنا في أغنية (أمزارتي ) ( الهارب من الجندية ) ، ( تامازيغت ) ( الأمازيغية ) أو أيدير في أغنية ( تيغري نـ وكَدود ) ( نداء الشعب ) ، أو أيت من كَلاّت في ( ئيطس ئيطس ) ( استمر في النوم ) ، ( شفو ئخفو ) ( تذكر المعارك ) ، أو درجرجة في أغنية ( تيللي ) ( الحرية ، ( دريا ؤ مازيغ ) ( أبناء الأمازيغ ) ، أو ؤلحلو في ( بوفواغ أساسّا ) ( حكومة قاتلة ) ، أو معطوب لوناس ، ئيدفلاون ، أو حتى فنّانو الأغنية الأمازيغية الليبية في أغانٍ مثل ( ساليت تافسوت ) ( اصعدوا معنا الأعلام ) ، ( تيدت ) ( الحقيقة ) ( نسوكّم تافسويت ) ( انتظرنا الربيع ) ، ( اموسناو ) ( الحكيم ) ( ئيمازيغن ) ( نحن الأمازيغ ) و آلاف الأغاني بهذا النمط ، مئات المغنيين ، الفرق الغنائية التي لا تسعى البتة بشكلٍ مبتذل لاستغلال غرائز المستمع و المشاهد بقدر ما تسعى لتوجيه رسائل إما توعوية ، لغرض التحذير أو التذكير، و لا يفعل المغنون العرب ذات الشيء ؟ ، هل وصلوا لمرحلةٍ من التشبع الثقافي تكبت الإبداع الفكري ؟ ، أليس الغرب أكثر تشبعاً من كل الشرق ؟ ، لماذا نرى و نسمع عن مغنيين غربيين يتبنون أطروحات ، أيديولوجياتٍ و أفكار على اختلافها ، يتغنون بها ، سواء كانت سياسيةً ، فكريةً ، دينيةً أو حتى لا دينية - و لنا في ذلك آلاف الأمثلة ابتداءً من مطربين حداثيين أو أساطير الأغنية الغربية - ؟ .
أسئلةٌ جمّة تراودني ، لا أستطيع الجزم بأني سأتمكن يوماً ما من الوصول لإجاباتٍ عنها ، لكن سؤال أكثر حيرةٍ يراودني ضمن خضم هذه الأسئلة ، مفاده أ لا يهم الأمر كائناتنا الليبية ؟ ، أ ولسنا نعمل بطريقةٍ عكسيةٍ لإثبات نظرية النشوء و الارتقاء ، عندما نهيم على وجوهنا خلف ثقافة الجنس - الإنسان البهيمي - ، التي تظل الهم الأول و الأخير – للدواب و الأنعام أكرمكم الله - ، فقط لغرض البقاء ؟ نعم ، فهمّنا اللحظة فقط البقاء ، بعد أن أضحى العُهر في مدننا ، يباع بالمجان .
آر توفات
Ar Tufat
ؤسيغ سـ غادس د ؤغيغ يايط
Usigh s ghades d ughigh yaytv
http://www.libya-watanona.com/adab/amarir/am03017a.htm
محطاتٌ تلفزية ، أم منظومة غـسلٍ للأدمغـة؟
أمارير
Azzul ghefwin :
آزول غفون :
السلام عليكم :
المجتمعات الناطقة بالعربية – وفق الصيغة الافتراضية لكلمة - النطق - ، فهذه اللغة تظل لغة – قواميس – لا لغةً منطوقة ، و قد كان لي حديثٌ سابق – بطريقةٍ عرضية في عدة مقالات - ، عن الفرق بين اللغة المنطوقة و الفصيحة ، و عوامل التعرية التي تعرضت لها اللغة العربية نظراً للتداخل الإثني و الثقافي كنتيجةٍ للمد الإسلامي الذي تبنّى هذه اللغة - ، هذه المجتمعات تمر بحالةٍ من – التفسخ و الانحدار – الأخلاقي ، كنتيجةٍ لحالة البذخ و الترف الفكري الذي يمر عبره مفكروه و منظروه – كوصف اعتباطي لصفة المفكر و المنظّر - ، لكن في واقع الأمر الحديث عن مجتمعٍ – لا أخلاقي – في مجمله أمرٌ لا يقبله المنطق ، فلا وجود لمجتمعٍ - أيٌ كان - غير أصيل ، لا وجود لمجتمعٍ لا يملك ثوابت أخلاقيةٍ في إطار عقله الجماعي ، و لا وجود أيضاً لمجتمعٍ دونما حدودٍ أخلاقية ، بغض النظر عن الأيديولوجية الدينية التي يتبناها .
لكن منذ زمن – أم كلثوم – و – عبد الحليم – ( كبار الحمقى ) و من عاصرهما وصولاً الى مطربي يومنا هذا ( صغار الحمقى ) ، يظل المنتوج – الغنائي – باللغة العربية مقتصراً على جانبٍ واحد – إلا ما رحم ربي على قلتهم و ضآلة إنتاجهم العميق - ، ألا و هو الاشتغال و الانشغال بموهبة الغزل – الجنس المباشر لنكون أكثر صراحةً و وضوحاً اليوم بعد انقراض الحياء - ، ( و لن أتكلم عن سطحية الكلمات و تفاهة الألحان ) ، كتعبيرٍ فصيحٍ – ربما - عن حالة الكبت – الجنسي – الذي سينتج لاحقاً ، فالمجتمعات الناطقة بالعربية – الذكورية في مجملها كنتيجةٍ لتبني الأيديولوجية الإسلامية التي مُررت ملغمةً بأفكارٍ عبرانية ، منذ زمن بنو أمية من اغتالوا الإسلام باسم الإسلام ، و اخترعوا إسلامهم الذي لم نعرف سواه حقيقةً – ، هذه المجتمعات تنظر للمرأة على أنها فقط جزءٌ من رأس المال – الجنسي – للمجتمع ، فتغرس تبعاً لذلك في وعي المواطن الناطق بالعربية ، الناشئ ، المراهق و الكهل أيضاً صورةٌ جنسية للمرأة ، فكلما ذكرت صفة التأنيث أمامه – بغض النظر عن صيغة المقال أو الموضوع - ، ربط الموضوع ببعدٍ جنسي ، و وضع له دلالاتٍ و تأويلاتٍ جنسيةٍ أيضاً .
يعلل البعض الأمر – هذا الانحدار الأخلاقي في فن الطرب العربي - كونه تلبيةً إلزاميةً لمتطلبات السوق ، رغم كون هذا – السوق – نفسه يمر بمرحلةٍ من العجز ، الكساد ، و الركود الاقتصادي الذي يجعل مسألة الوصول الى التنفيس عن الرغبة الجنسية التي يلهب سعيرها الفوج الإعلامي الغنائي الضخم – المسخ الغنائي المشوه - ، يجعل الوصول إليه بطرق – صحية – أمراً شبه مستحيل ، فالسوق – حقيقةً - يرغب كنتيجةٍ لهذا الكساد و العجز الاقتصادي في أن يوضع هذا الشأن في الركن ، أقصى الغرفة التي تجلسها العائلة ، ركنٌ منسي لا يكترث له أحد ، لا يعلم بوجوده أحد .
نفسها رؤوس الأموال التي تموّل شركات إنتاج هذا الإنتاج – السمج و السخيف - ، ذاتها تموّل محطّاتٍ تلفزيةٍ – دينيةٍ إسلامية - ، و لن أخصص الحديث عن شركةٍ أو قناةٍ بعينها ، لكن يمكن لأي مراقبٍ فطنٍ – أو شبه فطن - أن يشير بالإيجاب على ملاحظة كون ذات رأس المال الذي يروج للفكر – الوهابي - ، ذاته يموّل للمنتوج المضاد – العُهر الإذاعي - ؟ ، أليس في الأمر ملامح مؤامرةٍ نلعب فيها دور الغبي ؟ ، أليس أحدهما يخدم الآخر - ليكون الفرار من الانحدار الأخلاقي نحو الانحدار الفكري - ؟ ، ألا يخدم كلاهما فكرةً واحدة ، ألا و هي – إسقاط قيمة العقل - ؟ .
لمن يؤمن بنظرية المؤامرة – و هم كثر - ، ألسنا نحن من نتآمر على أنفسنا – و أتحدث بصفة الجمع باعتبار كل من يخضع لمنظومة التقسيم السياسي الحديثة - الدول العربية - ، يتأثرون بهذا التفسخ الحضاري ، الثقافي و الأخلاقي ؟ .
ألا يملك الناطقون بالعربية قضية إقصاءٍ ثقافي ، اضطهادٍ سياسي أو طمسٍ لمعالم الهوية العربية النقية – في حال وجدت ، حيث لا أستطيع الجزم بوجودها أو عدمه ، فالإسلام جب ما قبله - ؟ ، لماذا يتفنن فقط الأمازيغ و الأكراد في التغنّي بموروثهم الثقافي و الحضاري ، من أجل تمرير أفكار ثقافاتهم الاحتجاجية ؟ ، كما فعل فرحات مهنا في أغنية (أمزارتي ) ( الهارب من الجندية ) ، ( تامازيغت ) ( الأمازيغية ) أو أيدير في أغنية ( تيغري نـ وكَدود ) ( نداء الشعب ) ، أو أيت من كَلاّت في ( ئيطس ئيطس ) ( استمر في النوم ) ، ( شفو ئخفو ) ( تذكر المعارك ) ، أو درجرجة في أغنية ( تيللي ) ( الحرية ، ( دريا ؤ مازيغ ) ( أبناء الأمازيغ ) ، أو ؤلحلو في ( بوفواغ أساسّا ) ( حكومة قاتلة ) ، أو معطوب لوناس ، ئيدفلاون ، أو حتى فنّانو الأغنية الأمازيغية الليبية في أغانٍ مثل ( ساليت تافسوت ) ( اصعدوا معنا الأعلام ) ، ( تيدت ) ( الحقيقة ) ( نسوكّم تافسويت ) ( انتظرنا الربيع ) ، ( اموسناو ) ( الحكيم ) ( ئيمازيغن ) ( نحن الأمازيغ ) و آلاف الأغاني بهذا النمط ، مئات المغنيين ، الفرق الغنائية التي لا تسعى البتة بشكلٍ مبتذل لاستغلال غرائز المستمع و المشاهد بقدر ما تسعى لتوجيه رسائل إما توعوية ، لغرض التحذير أو التذكير، و لا يفعل المغنون العرب ذات الشيء ؟ ، هل وصلوا لمرحلةٍ من التشبع الثقافي تكبت الإبداع الفكري ؟ ، أليس الغرب أكثر تشبعاً من كل الشرق ؟ ، لماذا نرى و نسمع عن مغنيين غربيين يتبنون أطروحات ، أيديولوجياتٍ و أفكار على اختلافها ، يتغنون بها ، سواء كانت سياسيةً ، فكريةً ، دينيةً أو حتى لا دينية - و لنا في ذلك آلاف الأمثلة ابتداءً من مطربين حداثيين أو أساطير الأغنية الغربية - ؟ .
أسئلةٌ جمّة تراودني ، لا أستطيع الجزم بأني سأتمكن يوماً ما من الوصول لإجاباتٍ عنها ، لكن سؤال أكثر حيرةٍ يراودني ضمن خضم هذه الأسئلة ، مفاده أ لا يهم الأمر كائناتنا الليبية ؟ ، أ ولسنا نعمل بطريقةٍ عكسيةٍ لإثبات نظرية النشوء و الارتقاء ، عندما نهيم على وجوهنا خلف ثقافة الجنس - الإنسان البهيمي - ، التي تظل الهم الأول و الأخير – للدواب و الأنعام أكرمكم الله - ، فقط لغرض البقاء ؟ نعم ، فهمّنا اللحظة فقط البقاء ، بعد أن أضحى العُهر في مدننا ، يباع بالمجان .
آر توفات
Ar Tufat
ؤسيغ سـ غادس د ؤغيغ يايط
Usigh s ghades d ughigh yaytv
http://www.libya-watanona.com/adab/amarir/am03017a.htm