مشاهدة النسخة كاملة : النمر الأسود !
حابس المشعل
01-11-2008, 07:02 PM
http://www.up-00.com/uploads/psF97394.jpg
اسمه بالكامل "احمد زكى عبد الرحمن"، من مواليد مدينه الزقازيق عام 1949.. بعد وفاه والده وزواج والدته تربى احمد زكى" في رعاية جده.. دخل المدرسة الصناعية حيث شجعه الناظر على التمثيل المسرحي.. التحق بعدها بمعهد الفنون المسرحية وأثناء دراسته بالمعهد شارك في مسرحيه "هالو شلبي".. ثم تخرج عام 1973 وكان الأول على دفعته.. بداياته الفنية الحقيقية كانت مع المسرح الذي قدم له أكثر من عمل ناجح مثل "مدرسه المشاغبين" و"العيال كبرت".. يعتبر "احمد زكى" اليوم من ابرز نجوم السينما المصرية لما قدمه من أفلام متميزة بداية من "بدور" عام 1974 وحتى " ارض الخوف" 1999.. و كما لمع اسمه في المسرح و السينما تألق أيضا الفنان الأسمر في التليفزيون فكان له عده مسلسلات التي نذكر منها "الأيام" و"هو و هي" و"الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين".. حصل "احمد زكى" على العديد من الجوائز على مدار مشواره الطويل مع الفن وقدم للسينما مجموعه من أهم أعمالها التي منها "أبناء الصمت" عام 1974 و"شفيقة ومتولي" عام 1978، و"عيون لا تنام" 1981.. و من أفلامه في الثمانينات "الراقصة و الطبال" و"النمر الأسود" و"البيه البواب" و"زوجه رجل مهم".. و أخيرا في التسعينات نذكر له "ضد الحكومة" و"استاكوزه" و"ناصر 56" و"هستيريا" و"اضحك الصورة تطلع حلوه" وغيرها كثيرا.. تزوج الفنان "احمد زكى" من الممثلة الراحلة "هاله فؤاد" و له منها ابنه الوحيد "هيثم
نشأة أحمد زكي وبدايته مع الفن
النجم الأسمر أحمد زكي ، يستحق بجدارة لقب نجم الثمانينات ، بل ونجم مستقبل السينما المصرية أيضاً . فنحن أمام فنان مجتهد جداً ، يهتم كثيراً بالكيف على حساب الكم ، يلفت الأنظار مع كل دور جديد يقدمه ، وأعماله تشهد له بذلك ، منذ أول بطولة له في فيلم شفيقة ومتولي وحتى الآن ، مروراً بأفلام إسكندرية ليه ، الباطنية ، طائر على الطريق ، العوامة 70 ، عيون لاتنام ، النمر الأسود ، موعد على العشاء ، البريء ، زوجة رجل مهم ، والعديد من الأفلام التي حققت نجاحات كبيرة على مستوى الجماهير والنقاد على السواء .
طريق صعب ، ومليء بالإحباطات والنجاحات ، هذا الذي قطعه أحمد زكي حتى يصل الى ما وصل إليه من شهرة وإحترام جماهيري منقطع النظير ، جعله يتربع على قمة النجومية . حصد العديد من الجوائز المحلية والدولية ، وإحتكر جوائز أفضل ممثل مصري لعدة أعوام متلاحقة .
ولد أحمد زكي عام 1949 بالزقازيق (محافظة الشرقية) ، وأهل هذه المحافظة مشهورون بالكرم الزائد، حتى قيل عنهم بأنهم عزموا القطار . وأحمد زكي ( شرقاوي) وهو يذوب رقة وخجلاً . يحدث المرأة فلا يتطلع لعينيها أو لوجهها . ويحدث الرجال الكبار بإحترام شديد ، ويعامل أقرانه بمودة متناهية ، ويكفي أن تلقاه مرة واحدة حتى ترفض كل دعاوي الغرور التي تلتصق به ، وترد السهام التي يطلقونها عليه الى صدور مطلقيها ، وتصيح بأن أحمد زكي فتى نقي بريء .
مات والده وهو في عامه الأول ، وتزوجت والدته بعد رحيل الوالد مباشرة .. فتعلقت بأهداله كلمة يتيم ، وتغلغلت في كل تفاصيل عينيه ، فعاش حتى الآن في سكون مستمر ، يتفرج على ما يدور حوله دون أن يشارك فيه . ولهذا أصبح التأمل مغروساً في وجدانه بعمق ، حتى أصبح خاصية تلازمه في كل أطوار حياته .
وعندما أراد أحمد زكي أن يهرب من وحدته بأية طريقة ، بل أراد أن يهرب من حزن عينيه حين كره كلمة يتيم ، كان يهرب الى بيوت الأصدقاء ليحاول أن يضحك ، وكانت قدماه تتآكلان وهما تأكلان أرصفة الشوارع ، حتى ظن الطفل الطري العود أنه كبر قبل الأوان . والذي ساهم في تكبير الطفل أكثر ، هذا الصدام المتواصل بينه وبين العالم الخارجي ، لم يضحك بما فيه الكفاية ، ولم يبك بما فيه الكفاية .. ولكنه صمت بما فيه الكفاية . وحين أراد أن يهرب الى الكلام ، وجد في المسرح متنفسه ، فالتحق بعالمه يوم كان يكمل دراسته الثانوية ، ولحسن حظه بأن ناظر المدرسة كان يهوى التمثيل . أما أحمد زكي فصار في فترة وجيزة هاوياً للتمثيل والإخراج المسرحي على مستوى طلاب المدارس .
وهذا معناه بأن أحمد زكي قد اكتشف الفن في أعماقه مبكراً ، فكان رئيس فريق التمثيل في مدرسته الإبتدائية ، ومدرسته الإعدادية ، ثم مدرسة الزقازيق الثانوية . وهكذا تحدد طريقه الى المعهد العالي للفنون المسرحية ، الذي تخرج منه عام 1973 من قسم التمثيل بتقدير ممتاز ، وهو نفس التقدير الذي حصل عليه في كل سنوات الدراسة .
لقد لمس أحمد زكي قلوب الناس وسط عاصفة من الضحك .. كان هذا خلال المسرحية الأولى التي واجه الجمهور بها ، وهي مسرحية مدرسة المشاغبين . فمن حوله ملوك الضحك : عادل إمام ، سعيد صالح ، يونس شلبي ، حسن مصطفى ، عبد الله فرغلي .. وهو التلميذ الغلبان الذي يعطف عليه ناظر المدرسة . وقد كتب عنه النقاد بأنه كان الدمعة في جنة الضحك في هذه المسرحية .
إن أحمد زكي ، الزبون القديم لمقاعد الدرجة الثالثة في دور السينما والمسارح المصرية ، لفت الأنظار إاليه بشدة عندما قام بدور الطالب الفقير الجاد في مسرحية مدرسة المشاغبين الكوميدية الذي يتصدق عليه ناظر المدرسة بملابسه القديمة .
بعد ذلك تنقل من المسرح الى التليفزيون الى السينما ، وكانت له جولات وصولات في الساحات الثلاث ، ولفت الأنظار إليه بكل دور يقوم به .. وترجمت هذه الأعمال المتفوقة الى جوائز ، وهنا بدأت الحرب عليه ، وذلك للحد من خطورته . ومصدر الخطر فيه تحدد في ثلاثة مواقف سينمائية وتليفزيونية :
الموقف الأول حين قام بدور البطولة في مسلسل الأيام ، فقد قام بدور طه حسين ، وعندما أجرى النقاد مقارنة بينه وبين محمود ياسين ، الذي قام بنفس الدور في السينما . وحين تجري المقارنة بين من مثل مائة فيلم ، وبين من مثل خمسة أفلام ومسلسل ، فمعنى هذا أن أحمد زكي قفز الى مكانة لم يسبقه اليها أحد !
والموقف الثاني برز حين قام بدور البطولة في فيلم شفيقة ومتولي ، أمام سعاد حسني . ولا يهم ما قيل في الفيلم أو في سعاد حسني ، إنما المهم هو البادرة بحد ذاتها ، والتي هي إصرار سعاد حسني أن يكون أحمد زكي هو بطل الفيلم .
والموقف الثالث كان في دور ثانوي ، هو دوره في فيلم الباطنية ، بين عملاقين سينمائيين هما فريد شوقي ومحمود ياسين ، حيث أن الجوائز إنهالت على أحمد زكي وحده ، وهي شهادة من لجان محايدة على أنه ، ورغم وجود العملاقين ، قد ترك بصماته في نفوس أعضاء لجان التحكيم .
بعدها جاء فيلم طائر على الطريق ، وجاءت معه الجائزة الأولى .. وهكذا وجد أحمد زكي لنفسه مكاناً في الصف الأول ، أو بمعنى أصح حفر لنفسه بأظافره طريقاً الى الصف الأول !! وقد كان عام 1982 ، هو الإنطلاقة الحقيقية لهذا الفنان الأسمر . أما في عام 1983 ، وخلافاً لكل التوقعات ، فقد رأينا أحمد زكي منسحباً عن الأضواء والسينما بنسبة ملحوظة ، ليعود في العام 1984 أكثر حيوية ونشاطاً . ومن العجيب أن هذا الشاب الريفي ، البعيد الوسامة ، جاء الى عاصمة السينما العربية ، مفتوناً برشدي أباظة ، المعروف بوسامته .
والحديث عن هذا النجم الكبير وعن مشواره الفني ، لا يمكن إلا أن يكون في صالحه . لذلك سندعه هو يتحدث عن نفسه ، عن حياته الشخصية ، عن بداياته مع الفن والوسط الفني ، عن ما يختلج في دواخله .
يقول النجم الأسمر:
جئت الى القاهرة وأنا في العشرين : المعهد ، الطموح والمعاناة والوسط الفني وصعوبة التجانس معه ، عندما تكون قد قضيت حياتك في الزقازيق مع أناس بسطاء بلا عقد عظمة ولا هستيريا شهرة . ثم الأفلام والوعود والآلام والأحلام .... وفجأة ، يوم عيد ميلادي الثلاثين ، نظرت الى السنين التي مرت وقلت : أنا سرقت .. نشلوا مني عشر سنين . عندما يكبر الواحد يتيماً تختلط الأشياء في نفسه .. الإبتسامة بالحزن والحزن بالضحك والضحك بالدموع ! أنا إنسان سريع البكاء ، لا أبتسم ، لا أمزح . صحيح آخذ كتاب ليلة القدر لمصطفى أمين ، أقرأ فيه وأبكي .... أدخل الى السينما وأجلس لأشاهد ميلودراما درجة ثالثة فأجد دموعي تسيل وأبكي ، عندما أخرج من العرض وآخذ في تحليل الفيلم ، قد أجده سخيفاً وأضحك من نفسي ، لكني أمام المآسي أبكي بشكل غير طبيعي ، أو ربما هذا هو الطبيعي ، ومن لا يبكي هو في النهاية إنسان يحبس أحاسيسه ويكبتها .
المثقفون يستعملون كلمة إكتئاب ، ربما أنا مكتئب ، أعتقد أنني شديد التشاؤم شديد التفاؤل . أنزل الى أعماق اليأس ، وتحت أعثر على أشعة ساطعة للأمل . لدي صديق ، عالم نفساني ، ساعدني كثيراً (في السنوات الأخيرة) ويؤكد أن هذا كله يعود الى الطفولة اليتيمة ، أيام كان هناك ولد يود أن يحنو عليه أحد ويسأله ما بك .
في العاشرة كنت وكأنني في العشرين .. في العشرين شعرت بأنني في الأربعين . عشت دائماً أكبر من سني .. وفجأة ، يوم عيد ميلادي الثلاثين . أدركت أن طفولتي وشبابي نشلا .. حياتي ميلودراما كأنها من أفلام حسن الإمام . والدي توفي وأنا في السنة الأولى . أتى بي ولم يكن في الدنيا سوى هو وأنا ، وهاهو يتركني ويموت . أمي كانت فلاحة صبية ، لا يجوز أن تظل عزباء ، فزوجوها وعاشت مع زوجها ، وكبرت أنا في بيوت العائلة ، بلا أخوة . ورأيت أمي للمرة الأولى وأنا في السابعة .. ذات يوم جاءت الى البيت إمرأة حزينة جداً ، ورأيتها تنظر اليّ بعينين حزينتين ، ثم قبلتني دون أن تتكلم ورحلت . شعرت بإحتواء غريب . هذه النظرة الى الآن تصحبني ، حتى اليوم عندما تنظر اليّ أمي فالنظرة الحزينة ذاتها تنظر . في السابعة من عمري أدركت أنني لا أعرف كلمة أب وأم ، والى اليوم عندما تمر في حوار مسلسل أو فيلم كلمة بابا أو ماما ، أشعر بحرج ويستعصي عليّ نطق الكلمة .
عندما كنت طالباً في مدرسة الزقازيق الثانوية ، كنت منطويا جداً لكن الأشياء تنطبع في ذهني بطريقة عجيبة : تصرفات الناس ، إبتساماتهم ، سكوتهم . من ركني المنزوي ، كنت أراقب العالم وتراكمت في داخلي الأحاسيس وشعرت بحاجة لكي أصرخ ، لكي أخرج ما في داخلي . وكان التمثيل هو المنفذ ، ففي داخلي دوامات من القلق لاتزال تلاحقني ، فأصبح المسرح بيتي . رأيت الناس تهتم بي وتحيطني بالحب ، فقررت أن هذا هو مجالي الطبيعي .
بعد ذلك بفترة إشتركت في مهرجان المدارس الثانوية ونلت جائزة أفضل ممثل على مستوى مدارس الجمهورية . حينها سمعت أكثر من شخص يهمس : الولد ده إذا أتى القاهرة ، يمكنه الدخول الى معهد التمثيل . والقاهرة بالنسبة اليّ كانت مثل الحجاز ، في الناحية الأخرى من العالم . السنوات الأولى في العاصمة .. يالها من سنوات صعبة ومثيرة في الوقت ذاته . من يوم ما أتيت الى القاهرة أعتبر أنني أجدت مرتين .. في إمتحان الدخول الى المعهد ويوم التخرج .
ويواصل أحمد زكي .. ويقول : ثلاثة أرباع طاقتي كانت تهدر في تفكيري بكيف أتعامل مع الناس ، والربع الباقي للفن . أصعب من العمل على الخشبة الساعات التي تقضيها في الكواليس . كم من مرة شعرت بأنني مقهور ، صغير ، معقد بعدم تمكني من التفاهم مع الناس . وسط غريب ، الوسط الفني المصري .. مشحون بالكثير من النفاق والخوف والقلق .. أشاهد الناس تسلم على بعضها بحرارة ، وأول ما يدير أحدهم ظهره تنهال عليه الشتائم ويقذف بالنميمة . مع الوقت والتجارب ، أدركت أن الناس في النهاية ليست بيضاء وسوداء ، إنما هناك المخطط والمنقط والمرقط والأخضر والأحمر والأصفر .. أشكال وألوان .
اليوم علينا معالجة الإنسان .. أنا لا أجيد الفلسفة ولا العلوم العويصة .. أنا رجل بسيط جداً لديه أحاسيس يريد التعبير عنها .. لست رجل مذهب سياسي ولا غيره ، أنا إنسان ممثل يبحث عن وسائل للتعبير عن الإنسان . الإنسان في هذا العصر يعيش وسط عواصف من الماديات الجنونية ، والسينما في بلادنا تظل تتطرق إليه بسطحية .
هدفي هو إبن آدم ، تشريحه ، السير ورائه ، ملاحقته ، الكشف عما وراء الكلمات ، ماهو خلف الحوار المباشر . الإنسان ومتناقضاته ، أي إنسان ، إذا حلل بعمق يشبهني ويشبهك ويشبه غيرنا .. المعاناة هي واحدة .. الطبقات والثقافات عناصر مهمة ، لكن الجوهر واحد . الجنون موحد .. حروب وأسلحة وألم وخوف ودمار ، كتلة غربية وكتلة شرقية ، العالم كله غارق في العنف نفسه والقلق ذاته . والإنسان هو المطحون . ليس هناك ثورة حقيقية في أي مكان من العالم .. هناك غباء عام وإنسان مطحون .
الشخصيات التي أديتها في السينما حزينة، ظريفة، محبطة، حالمة، متأملة.. تعاطفت مع كل الأدوار، غير أنني أعتز بشخصية إسماعيل في فيلم عيون لاتنام، فيها أربع نقلات في الإحساس .. في البداية الولد عدواني جداً كريه جداً ،، وساعة يشعر بالحب يصبح طفلاً .. الطفولة تجتاح نظرته الى العالم والى الآخرين .. لأول مرة الحب ، وهاهو يبتسم كما الأطفال ، ثم يعود يتوحش من أجل المال ، ثم يحاول التبرئة ، ثم يفقد صوابه .. كلها نقلات تقتضي عناية خاصة بالأداء . في عيون لاتنام جملة أتعبتني جداً ، جعلتني أحوم في الديكور وأحرق علبة سجائر بأكملها .. مديحة كامل تسأل: إنت بتحبني يا إسماعيل ؟فكيف يجيب هذا الولد الميكانيكي الذي يجهل معنى الحب ، وأي شيء عنه ؟ يجيبها : أنا ما عرفش إيه هو الحب ، لكن إذا كان الحب هو أني أكون عايز أشوفك بإستمرار ، ولما بشوفك ما يبقاش فيه غيرك في الدنيا ، وعايزك ليّه أنا بس .. يبقى بحبك . سطران ورحت أدور حول الديكور خمس مرات عشر .. لحظة يبوح إبن آدم بحبه ، لحظة نقية جداً ، لابد أن تطلع من القلب .. إذا لم تكن من القلب فلن تصل .. واحد ميكانيكي يعبر عن الحب ، ليس توفيق الحكيم وليس طالباً في الجامعة ، وإنما ميكانيكي يعيش لحظة حب .. هذه اللحظة أصعب لقطة في الفيلم .
على الشاشة ، تألق أحمد زكي في شخصيات من الطبقة الفقيرة ، البعيدة عن شخصية الأفندي التركي ، وراح في كل مرة يقدم وجهاً أكثر صدقاً للمصري الأصيل ، وإحتفظ بميزة التعبير عن الإنسان ذي المرجع الشعبي .. يفسر أحمد زكي ذلك القول : تغيرت السينما كثيراً عما كانت عليه وزادت الشخصيات تعقيداً . السينما الواقعية اليوم ليست تلك التي تنزل فيها الكاميرا الى الشارع فقط ، بل أيضاً تلك التي تتحدث عن إنسان الحاضر بكل مشاكله وأفكاره ودواخله .
كما يرى أحمد زكي بأن التركيبة الشخصية إختلفت بإختلاف الأدوار التي أداها : صحيح لعبت دور صعلوك أو هامشي في أفلام أحلام هند وكاميليا و طائر على الطريق و كابوريا ، لكن كل دور ذا شخصية مختلفة . شخصيات اليوم غالباً رمادية ، ليست بيضاء وليست سوداء .. ليست خيرة تماماً وليست شريرة تماماً ، وما على الممثل سوى ملاحظة الحياة التي من حوله حتى يفهم أن عليه أن يجهد ويجتهد كثيراً في سبيل فهم هذه الحال .
والواقع أن أحمد زكي عرف كيف ينتقل من دور الى آخر حتى لو لم تكن هناك قواسم أساسية مشتركة بينها . فهو الفلاح الساذج في فيلم البريء ، ومقتنص الفرص الهائم على وجهه في فيلم أحلام هند وكاميليا ، وإبن الحي الذي قد يهوى إنما يحجم ويخجل في فيلم كابوريا ، كما هو ضابط الإستخبارات القاسي الذي يفهم حب الوطن على طريقته فقط في فيلم زوجة رجل مهم . والثابت المؤكد هنا قدرة أحمد زكي على تقديم أداء طوعي ومقنع في كل هذه الحالات المختلفة ، مقدرة يعتقد أنها ناتجة عن إهتمامه منذ الصغر بالملاحظة وحب التعبير . حيث يقول : إختزنت الكثير من الأحاسيس والرغبات الكامنة في التعبير عما أشعر به ، لذلك تراني حتى الآن لا أهتم بالمدة التي ستظهر فيها الشخصية على الشاشة ، بل بالشخصية نفسها إذا إستطاعت إثارتي ووجدت فيها فرصة جديدة للتعبير عما بداخلي .
يرفض أن يقوم عنه دوبلير أو البديل بالأدوار ذات الطبيعة الخطرة ، ويقول أنه في فيلم عيون لا تنام حمل أنبوبة غاز مشتعلة ، وألقى بنفسه من سيارة مسرعة في فيلم طائر على الطريق ، وأكل علقة ساخنة حقيقية في فيلم العوامة 70 . ويعتقد أحمد زكي بأن عدم إستخدام البديل يعطي الفنان قدرة وتدريباً أكثر ، وقد حمله هذا الإعتقاد على أن ينام في ثلاجة الموتى بعد أن أسلم نفسه للماكيير الذي كسا أو دهن وجهه بزرقة الموت والجروح الدامية كما إقتضى دوره في فيلم موعد على العشاء . وقد بقى في الثلاجة الى أن دخلت عليه بطلة الفيلم سعاد حسني لتكشف عن وجهه وتتعرف عليه بعد أن صدمه زوجها السابق بسيارته . وقد أعيد تصوير المشهد ، الذي إستلزم إقفال الثلاجةعلى أحمد زكي ، عدة مرات حتى لا تأتي اللقطة التي لا تستغرق أكثر من بضع ثوان من وقت الفيلم مقنعة للمتفرج . يقول عن تجربته داخل الثلاجة : أحسست بأن أعصابي كلها تنسحب وكأنما توقفت دقات قلبي وأنا أحاول تمثيل لقطة الموت .. وقد ضغطت على قدمي بشدة لأنبه أعصابي وأنذرها .
وفي فيلم طائر على الطريق أصر على تعلم السباحة ، عندما طلب منه المخرج محمد خان أن يستعين بالبديل في مشهد السباحة ، بإعتباره لا يعرف السباحة ، خصوصاً عندما علم منه بأن التصوير سيبدأ بعد شهر ونصف . فقد إختفى حوالي أسبوعان ، وعندما عاد قال لمحمد خان مازحاً : تحب أعدي المانش !! فرد عليه : إزاي ؟ قال : أنا عازمك على الغداء بجوار حمام السباحة بالنادي الأهلي . وأثناء جلوسهما هناك ، ذهب أحمد زكي الى غرفة الملابس ، وإرتدى المايوه .. ثم حيا المخرج خان .. وقفز في حمام السباحة وقام بعبوره عدة مرات بحركات فنية . وعندما خرج من الماء قال لمحمد خان : لقد ظللت أتدرب هنا 15 يوماً على يد المدرب .
هذا هو أحمد زكي ، الفنان الذي يعاني ويتعذب كثيراً من أجل توصيل الفكرة والرؤية التمثيليلة من خلال شخصياته التي يؤديها .. يهتم كثيراً بتفاصيل الوجه أثناء الأداء ، لذلك فهو يكره التمثيل في الإذاعة . فكل شخصية يؤديها تستنطقه وتحفزه وتتحداه أن يظهر كل ما بداخله من أحاسيس .. وهو كذلك يقبل التحدي وينجح كثيراً في ذلك .. فنان قل أن تجد مثيله وسط هذا الكم الهائل من الممثلين المصريين .. إنه حقاً فنان عالمي .
جسد الثقافة/ الفن!
حابس المشعل
01-11-2008, 07:08 PM
للتحميل:
http://www.2shared.com/file/1713169/910bf760/__onl%20ine.html
ويتبع!
حابس المشعل
01-12-2008, 01:57 AM
http://kabreet.egypty.com/issue10/images/large/AZaki_10.jpg
أفلامه:
أبناء الصمت 1974
بدور 1974
صانع النجوم 1977
شفيقة ومتولي 1978
العمر لحظة 1978
وراء الشمس 1978
إسكندرية ليه 1979
الباطنية 1980
طائر على الطريق 1981
عيون لا تنام 1981
موعد على العشاء 1981
الأقدار الدامية 1982
العوامة رقم 70 1982
الاحتياط واجب 1983
درب الهوى 1983
المدمن 1983
الليلة الموعودة 1984
الراقصة والطبال 1984
التخشيبة 1984
البرنس 1984
النمر الأسود 1984
سعد اليتيم 1985
شادر السمك 1986
البداية 1986
الحب فوق هضبة الهرم 1986
البريء 1986
أربعة في مهمة رسمية 1987
البيه البواب 1987
أحلام هند وكاميليا 1988
زوجة رجل مهم 1988
الدرجة الثالثة 1988
ولاد الإيه 1989
االبيضة والحجر 1990
الإمبراطور 1990
كابوريا 1990
امرأة واحدة لا تكفي 1990
الهروب 1991
الراعي والنساء 1991
المخطوفة 1991
ضد الحكومة 1992
الباشا 1993
مستر كاراتيه 1993
سواق الهانم 1994
الرجل الثالث 1995
ناصر 56 1995
إستاكوزا 1995
نزوة 1996
حسن اللول 1997
البطل 1997
هستيريا 1998
أرض الخوف 1999
إضحك الصورة تطلع حلوة 1999
أيام السادات 2000
معالي الوزير 2002
حابس المشعل
01-12-2008, 02:03 AM
http://kabreet.egypty.com/issue10/images/films/large/SAsamak_3.jpg
مساء يوم أمس, كان الزمان الذي ضاع منا تجمع في عين مذيعة "العربية" حبات دمع, وشيئاً فشيئاً أصبح نهراً من الحزن... أحمد زكي في النزع الأخير.
قالتها المذيعة في نشرة الأخبار... بئس الرحيل هل كان القلب يهفو إلى جميزة خضراء في الوطن العليل؟.
أحمد زكي, صقر على كتف الجبال أضناه هذا الليل أم أتعبه الرحيل إلى المحال؟ كانت عيناه حتى وقت قريب تتقدان ترتحلان في الشجن المسافر في ضمير الرمل, أواه.. يا أحمد ما أشهى الرحيل!
تُرى هل تستطيع طيور الحزن المرفرف في ابتهال أن تبعث القمر الذي يهوى؟ أما تزال الشموس التي زرعتها أفلامه... ترفرف في قلبه؟ أما تزال النجوم التي أشعلتها الطفولة في أفقه بادية؟ آه إنه طائر الموت يبتني عشه في الضباب, ويعرف أن البداية في الآخرة. أيها الخريف تأنّ, واستح, وانتظر, طائر الموت قادم يختم الخبر!.
شريف قنديل
حابس المشعل
01-12-2008, 02:07 AM
http://kabreet.egypty.com/issue10/images/large/AZaki_6.jpg
نضال حمد
من منا لا يعرف الفتى الأسمر، عندليب الشاشة العربية ومحبوب الجماهير المصرية، الممثل القدير احمد زكي ، الذي عشنا معه بداياته منذ الصغر ممثلا ناجحا ومميزا ، ثم عايشناه ممثلا رائداً فرض وجوده وحضوره وإبداعاته الفنية وشخصيته التمثيلية الغنية في ساحات الفن والتمثيل والسينما العربية. وشخصياً أرى في رحيله اليوم نهاية عصر فنان رائد وكبدع وشجاع ومتألق ساهم في بناء النهضة السينمائية العربية بشكل واضح، وقد ترك بصمته واضحة في جيل الشباب من سينمائي مصر والبلاد العربية.
من لا يعرف هذا الفتى الأسمر الشديد الحساسية الفنية ،الذي لا يتعب، ولا يكل ، ولا يستسلم مادام الأمر يتعلق بالفن والإبداع وإعطاء كل ما يملك من اجل نجاح فكرته الفنية وتقديمها للجمهور بشكل يليق به أولاً وبكل محبيه كذلك.
كان يعلم أن قطار العمر أوشك على الوصول إلى آخر محطاته وذلك منذ عرف في العام الفائت أن مرض العضال اللعين سوف يفتك به قريباً.. حاول أن يواصل بكل طاقاته رحلة العمر غير آبه بالمحطة الأخيرة وبالوقت القصير الذي تبقى لوصولها. تابع الفتى الأسمر المتألق مشواره في صراع مع الوقت ومع الزمن الذي دقت ساعة الحقيقة في أيامه الأخيرة. لكن احمد زكي أراد أن يحتال على الوقت وعلى المرض فأعلن عليهما الحرب بكل ما ملكت قواه النفسية والجسمانية، وتابع تصوير أفلامه ، لكن الوقت الأسرع من أسرع الناس داهمه حاملا سيف النعاس فنام احمد زكي قبل أيام في سريره الأبيض نومة فارس الفن، ولم يصح من نومته الأخيرة إذ دخل في غيبوبة كانت هي غيبوبة الموت المحتم.
ولد الفنان البديع احمد زكي في الزقازيق سنة 1949 ثم التحق بمعهد الفنون المسرحية في العاصمة القاهرة، ليتخرج منه سنة 1973. وإثناء دراسته هناك لفت انتباه المختصين،ثم قام بدور بسيط في مسرحية "هالو شلبي" مع الفنانين عبد المنعم مدبولي وسعيد صالح. لكن تألقه وإبداعه ونجوميته البارزة ظهرت بشكل واضح في مسرحية " مدرسة المشاغبين" مع عادل إمام وسعيد صالح وسهير البابلي وحسن مصطفى ويونس شبلي، ثم عاد وتألق من جديد في مسرحية "العيال كبرت"، واستمر في رسالته الفنية ومسيرته الإبداعية عبر تمثيله لأفلام هامة وكبيرة مثل فيلمه "ناصر 56" عن الزعيم جمال عبد الناصر وقراره تأميم قناة السويس،وفيلم آخر عن أنور السادات "أيام السادات"، وأفلام عدة منها شفيقة ومتولي، الراعي والنساء، موعد على العشاء، الدرجة الثالثة،ضد الحكومة، سعد اليتيم، أبناء الصمت ، معالي الوزير،، إضافة لمسلسل " الأيام" الذي مثل فيه دور عميد الأدب العربي طه حسين.
لا ندري إن كان احمد زكي قد انتهى من البصمات واللقطات الأخيرة في فيلمه " العندليب"عن العندليب الأسمر الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، حيث انه كان مهتما بالانتهاء منه قبل أن ينتهي المرض اللعين منه هو نفسه. وسوف تبقى أفلامه الكوميدية والاجتماعية والسياسية ماثلة في عقول وقلوب الجماهير المصرية والعربية.هناك ستة أفلام من بطولته اعتبرت في الاحتفال الذي شهدته القاهرة بمناسبة مئوية السينما المصرية سنة 1996 من بين أفضل مائة فيلم عرفتها الشاشة المصرية وشهدها تاريخ السينما بمصر. والأفلام هي التالية : "زوجة رجل مهم" و"البريء" و"أحلام هند وكاميليا" و"الحب فوق هضبة الهرم" و"إسكندرية ليه" و"أبناء الصمت". هذا وكانت آخر الجوائز التي حصل عليها احمد زكي ،من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2002 عن دوره في فيلم "معالي الوزير".
كما ويعتبر الفتى الأسمر رمزاً ونموذجاً لكفاح جيل من الشباب المصري الذي استطاع عبور مستنقعات الحياة على ضفاف النيل وفي ورمال الصحراء المصرية المتحركة، شاقا طريقه نحو النجاح والتألق والإبداع. وقد حصل احمد زكي على عدة جوائز فنية تكريما لدوره الرائد في مسيرة الفن والسينما. بعدما كان قد مثل أفلاما ومسلسلات ومسرحيات عدة مع الكبار من ممثلي مصر، ثم أصبح مع الزمن واحداً من كبار السينما المصرية والعربية، يتمنى كل ممثل ناشئ التمثيل أمامه أو إلى جانبه. سوف يحفظ التاريخ الفني والسينمائي العربي لأحمد زكي دوره الرائد في تعزيز صورة الفن والسينما والتمثيل في العالم العربي.
حابس المشعل
01-12-2008, 06:04 PM
صورة للذكرى
ــــــــــــــــــــ
الأطباء يأملون بحدوث معجزة
أحمد زكي يطلب تصوير مشاهد جنازته وعرضها في فيلم "حليم"
http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/03/15/1316561.jpg
دبي - العربية. نت
طلب أحمد زكي من منتج فيلم "حليم" في حال وفاته قبل انتهاء تصوير الفيلم أن يوعز إلى المخرج شريف عرفة بتصوير جنازته و أن يضعها في احداث الفيلم بدلا من جنازة عبد الحليم حافظ القديمة، وذلك حسب ما ذكرت صحيفة "القدس العربي" والتي قالت إن زكي يشعر ان جنازته لن تقل في الاهمية عن جنازة حليم.
ويرى المحيطون بالفنان احمد زكي ان سفر الطبيب المعالج له د. ياسر عبد القادر الي باريس لمقابلة الطبيب الفرنسي د. شيفالييه لمناقشته حول الحالة التي المت بالنجم الاسمر والاسلوب الامثل لعلاجها ما هو الا هروب من الطبيب المصري لانه تأكد من تدهور حالة الفنان احمد زكي، وانه لا علاج له الان سواء في مصر او فرنسا او اي مكان آخر في العالم.
وأضحت "القدس العربي" أن د. ياسر سافر أمس الاثنين 14- 3- 2005 الى باريس وهو يحمل آخر التقارير الطبية عن احمد زكي وكان يمكنه ارسالها الي د. شيفالييه بالفاكس ثم التحدث معه هاتفيا، لكن الموضوع- والكلام للقدس العربي - خرج عن اطار السيطرة الطبية تماما ولم يجد د. ياسر اي اسلوب يمكنه ان يفلح في علاج النجم الاسمر ولذلك فضل السفر للافلات من الضغط العصبي الواقع عليه بسبب كثرة التساؤلات التي تنهال عليه سواء من كبار رجال الدولة في مصر او اصدقائه النجوم حتي ان بعض الفنانين يصرون علي الوقوف امام غرفة احمد زكي بمستشفي دار الفؤاد، ويبكون بشدة من تدهور حالة النجم الاسمر ومنهم محمد هنيدي واحمد السقا ووفاء سالم وهدى سلطان.
وقد طلب د. ياسر من فريق الاطباء المساعد قبل سفره الي باريس الاقامة الكاملة في الغرفة المجاورة لاحمد زكي وعدم الانصراف إلا في حضور الزميل المناوب. كما طلب منهم الاتصال به كل ساعتين لاطلاعه على التطورات ليعرضها علي الطبيب الفرنسي.
ويمر هيثم ابن احمد زكي بحالة نفسية صعبة ويقول لكل من يقابله صلي من اجل والدي.. اريده ان يعيش معي مدة اطول .
من جانب آخر تم يوم الأحد الماضي اقصر لقاء بين النجم المريض احمد زكي وجيهان السادات قرينة الرئيس الراحل انور السادات داخل الغرفة رقم 1229 بمستشفي دار الفؤاد واستغرق عشر دقائق تقريبا.
وعند وصولها كان الفريق الطبي يفحص احمد فدخل مدير اعماله وهمس في اذنه بان جيهان السادات تقف علي الباب فطلب منه دعوتها للدخول وذلك بعد ان خرج الوفد الطبي ولم يكن بالغرفة عندئذ سوي الدكتور حسن البنا الطبيب الشخصي لاحمد.
ولم يقو احمد زكي علي الوقوف لكنه اصر علي ذلك وحيته جيهان ببعض كلمات التشجيع وكان هو يسمع كلماتها ويشعر ببعض الوهن وقال لها بصوت خافت ادعي لي يا افندم.
بعد ذلك دخل فيما يشبه الاغماءة البسيطة فآثرت جيهان الانصراف بعد ان استفسرت عما يعتزم الاطباء فعله خلال الايام القادمة.
علي صعيد اخر قرر الفريق المعالج للفنان اجباره علي تناول الطعام بالقوة وذلك بعد ان مكث تسعة ايام متواصلة دون طعام وهو عاجز عن الاكل.
وقد فاجأ احمد اصدقاءه صباح الاحد بانه يرغب في تناول شوربة خضار وفرخة مشوية من مطعم علي الطريق الصحراوي كان يتردد عليه احيانا وبالفعل ذهب محمد هنيدي واشتري له ما اراد وفوجيء الاصدقاء بانه تناول نصف فرخة بينما كان يجلس بجواره محمد هنيدي ويسرا التي طلبت من هنيدي ان يضفي علي الغرفة بعض البهجة فألقي بنكتة عن الصعايدة تقول كلماتها واحد صعيدي طلع شجرة علشان يبقي مدير فرع.
ولم يدخل احمد زكي حتى الآن مرحلة الموت السريري كما روجت احدى وكالات الانباء ويؤكد د. حسن البنا ان جميع الاصدقاء لازالوا يأملون ان تحدث معجزة، وأنه لا يوجد مستحيل امام مشيئة الله عز وجل.
حابس المشعل
01-12-2008, 06:06 PM
صورة للذكرى
ــــــــــــــــ
http://kabreet.egypty.com/issue10/images/films/large/AZaki_3.jpg
السرطان وصل إلى جذع المخ
أحمد زكي يدخل غيبوبة تامة والأطباء يعتبرونها لحظاته الأخيرة
دبي- العربية.نت
ذكرت مصادر طبية مصرية أن الفنان أحمد زكي الذي يعالج في أحد مستشفيات مدينة السادس من أكتوبر (قرب القاهرة) من مرض السرطان في الرئة دخل في حالة غيبوبة تامة وأن حالته باتت حرجة جدا، وقال الاطباء المعالجون "للعربية" إن السرطان وصل إلى جذع مخ زكي, وإنهم يحاولون التخفيف عنه في لحظاته الأخيرة.
وقد نقل أحمد زكي أمس إلى غرفة العناية المركزة لأول مرة منذ انتكاسته الأخيرة، وذلك إثر إصابته بالإغماء أثناء تجوله في حديقة المستشفى على كرسيه الطبي بصحبة الفنانة رغدة، ونجح الأطباء في إعادة التنفس إليه ولكنه دخل في غيبوبة تامة ومنعت الزيارة عنه نهائيا باستثناء ابنه هيثم.
وفي تصريحات أدلى بها لقناة "العربية" قال طبيبه الخاص الدكتور ياسر عبد القادر إن السرطان وصل إلى جذع مخ زكي, وأكد أنه يحاول مع فريقه الطبي بذل أقصى ما يستطيعون "لتكريم الفنان أحمد زكي في لحظاته الأخيرة".
وأشار الطبيب تامر النحاس عضو الفريق الطبي بالمستشفى إلى أن الأطباء يحاولون تفتيت جلطات داخل المخ أدت إلى فقدان الوظائف الحيوية، وأنهم يحاولون منع تردي تلك الوظائف في الوقت الذي يواصلون فيه متابعة تطورات الخلايا السرطانية التي تواصل انتشارها في جسمه.
وحسب صحيفة الشرق الأوسط فقد كان أحمد زكى تجول أول من أمس فى حديقة المستشفى وأثناء تجوله تساءل عن رفقائه وذكر اسم صديق صحفي, فاتصل به المحيطون بأحمد زكي فجاء على الفور ولكن أحمد زكي كان قد صعد الى غرفته للراحة، كما طلب أن يرى الفنانة يسرا فاتصلوا بها وجاءت على الفور.
وقال أحمد زكى أثناء تجوله للجريدة:" الحمد لله رب العالمين. أنا أحسن من أمس وأحاول أن اتماسك واقاوم المرض اللعين". مضيفاً :"أريد أن اعود الى حياتي الطبيعية وأكمل المشاهد المتبقية في فيلم «حليم» فقد انتهيت بالفعل من معظم المشاهد حتى الاغاني ولم يتبق سوى المشاهد الخاصة بلحظات المرض الاخير في حياته".
وكان زكي قد أدخل إلى مستشفى دار الفؤاد في مدينة السادس من أكتوبر قبل أكثر من أسبوع بعد تدهور حالته من جراء الورم السرطاني في صدره إضافة إلى تجلط وريدي بالرقبة والساقين وانتشار الورم في الكبد والغدد اللمفاوية.
حابس المشعل
01-12-2008, 06:09 PM
صورة للذكرى
ــــــــــــــــــ
http://www.asharqalawsat.com/2005/03/25/images/tvsupplement.289926.jpg
الفنان أحمد زكي في رحلة المجهول
ممثل كبير يحمل ملامح المصري البسيط
القاهرة: خالد سليمان
لحد ساعة كتابة هذا التقرير كانت التقارير الاعلامية متفاوتة حول الوضع الصحي للفنان احمد زكي الغارق في غيبوبة عميقة، وبحسب بعض التقارير التي لم تؤكد رسميا فإن دماغه توقف عن العمل الا أن قلبه لازال ينبض.
مشوار المرض الخبيث كما رواه احمد زكي بلسانه في أول يوم تصوير فيلم «حليم». كان يتحدث عن المرض وهو يضحك وكأنه لا يريد إشعار محبيه وجمهوره بمرارة المرض القاسي الذي لا يفرق بين الأجساد ولا يعرف إذا كان هذا الإنسان تعشقه الجماهير أم لا.
عندما وقف احمد زكي على المسرح منذ أقل من شهرين في أول يوم تصوير لفيلم «حليم» يروي حكاية مرضه، كنا نشعر من صوته ومن الفرحة التي كانت تملأه والأمل الذي يغمره بأنه سيتغلب على هذا المرض.
قال زكي يومها: «يا جماعة هناك أشياء كثيرة تربطني بـ«حليم» فهو من نفس قريتي بالشرقية»، وهو يضحك ويضرب كف على كف قال: «ونفس الترعة التي كان يستحم فيها عبد الحليم حافظ وأخذ منها البلهارسيا استحممت فيها أنا أيضاً وأخذت منها البلهارسيا»، ويضحك أيضاً بصوت عال ويقول: «لكن أنا تعالجت من البلهارسيا ثلاث مرات ولكن عبد الحليم لم يتعالج منها لأنه وقتها لم يكن لها إبر للعلاج»، وأخذ يضحك ويقول: «ولكن يا جماعة كنت معذور لنزولي الترعة لأن في هذه الترعة كان السمك البلطي كبير»، وأخذ يمثل بنصف ذراعه على طول السمكة ويواصل كلامه ويقول: «كان من المستحيل مقاومة جمال هذا السمك فكنا نخلع ملابسنا وننزل لاصطياد السمك».
ومن كثرة تصفيق الناس رفع يديه وخفض رأسه لتحية الحاضرين وقال: «يا جماعة أحب أن أقول إننا جميعا يجب أن نحتفل بكل لحظة تمر علينا ونحن بصحة جيدة ونعتبرها عيدا لأن الحياة حلوة ويجب أن نحب الحياة، وأنا بدعواتكم إن شاء الله سأتغلب على هذا المرض». وكان يتحدث بقوة وإرادة الواثق من رحمة الله وطالب الناس بالدعاء له بالشفاء.
ولكن أجمل شيء ذكره احمد زكي عن أزمات المرض الصعبة كان في بداية مرضه منذ أكثر من عام قال: في يوم زهقت من المستشفى وذهبت إلى المنزل وأنا جالس في البلكونة اتجهت إلى الله عز وجل بالدعاء وقلت يا رب أنا راض بكل شيء وليس لي أي اعتراض على قدرك. ويضحك بشدة ويقول: وفجأة وجدت الغدد الليمفاوية تضخمت ورقبتي تورمت وأصبح حجمها كبيرا جدا، وعلى الفور اتصلوا بالإسعاف ووجدت الناس وعمال الإسعاف والدكاترة الذين من حولي يبكون وأنا الوحيد الذي كنت أضحك لأنني تذكرت مشهد عبد السلام النابلسي في فيلم «شارع الحب» عندما وقف في دكانه وقال «يا رب ابسطها يا رب»، فوجد زينات صدقي ترميه بالملوخية فوق رأسه، فقال «كفاية يا رب ما تبسطهاش أكتر من كده». هذا المشهد لم يفارقني وأنا في سيارة الإسعاف وأضحك بشدة وكل من حولي يبكون ولا يعرفون لماذا أضحك. وقال بقوة: لا تتصوروا إزاي أنا كنت في غاية السعادة عندما قابلت مجموعة من الطلبة وكانوا قادمين من الامتحان، وقالوا لي إننا أجبنا عن بعض الأسئلة عن تاريخ الرئيس السادات من الفيلم الذي مثلته «أيام السادات».
وأضاف بحرارة: عندما قدمت فيلم «ناصر» كنت أقدم فترة مهمة من تاريخ هذا الرجل في فترة صعبة، وهذه الأفلام أريد أن توضع بمثابة وثائق تاريخية للشعب المصري المحب لزعمائه.
ومن أمنيات زكي أيضا أنه يريد أن يشاهد فيلم «حليم» في شريط هذا الفيلم الذي صور 80 في المائة من مشاهده، لدرجة أنه أوصى مخرجه شريف عرفة أن يصوروا جنازته ويضعوها في الفيلم وكأنها جنازة عبد الحليم حافظ.
ومن الغرائب أن هناك تشابها كبيرا بين احمد زكي وعبد الحليم حافظ. لإأحمد زكي توفي والده وهو ما زال في بطن أمه وتربى في منزل خاله وجده بالشرقية وتزوجت والدته من رجل آخر وظل في قطيعة معها حتى جاءت لزيارته في الأسبوع الماضي وأخذته في حضنها وظلت تدعو له، وأخذت تقول له «قلبي وربي راضيين عنك»، وصلت ركعتين لله في غرفته وأخذت تدعو له بالشفاء.
والواقعة التالية رواها احمد زكي بلسانه قال: هناك أشياء قدرية تربطني بعبد الحليم حافظ، فعندما سافرت إلى لندن منذ أكثر من عام ولم أكن أعلم شيئا عن حقيقة مرضي بعد الكشف عليّ في المستشفى قالوا لي إن هناك عملية بسيطة ستجرى لك وهي إزالة المرارة. وطوال الحكاية لا يتوقف عن الضحك، وهي عملية بسيطة جداً وستعود لمصر بسرعة، فرددت عليهم وقلت اذا كانت العملية بسيطة وهي إزالة مرارة، فمن الأولى أن أعمل هذه العملية في مصر والدكاترة في مصر بيعملوها كل يوم. فرد الدكتور وقال لي: اذا لم تعمل هذه العملية فخلال عشرة أيام سوف تؤثر على الكبد والرئة. فقلت على الفور أنا موافق على اجراء العملية، وكانت المفاجأة أن الدكتور قال لي انت شجاع مثل «حليم». واكتشفت أن هذا الدكتور هو نفسه الذي كان يعالج عبد الحليم، وهنا شعرت بالخوف. وظل يضحك ولكن هذا الدكتور هو أيضا الذي اجري لي العملية رغم خوفي.
يوم الاثنين الماضي أذاع التلفزيون المصري خبر وفاة احمد زكي، وللأسف سمع الخبر بنفسه ولكنه تماسك وقال لمن حوله انه سيدفنهم جميعا. وفي نفس اليوم جاءت لزيارته سهير البابلي وطلب منها أن تستدعي ياسمين الخيام لأنه يريد أن يسمع منها أسماء الله الحسنى بصوتها. وفي اليوم التالي جاءت ياسمين الخيام استجابة لرغبة احمد زكي. ورغم انه كان يتألم بصوت عال لدرجة أن من كهن يمر بالممر في نفس الدور كان يسمع صوته من شدة الألم. وعندما دخلت ياسمين الخيام لتسمعه أسماء الله الحسنى أخذ يردد وراءها يا الله يا الله بدون توقف. وفي نفس اليوم تعرض لأزمة شديدة وضيق في التنفس وقام الأطباء بمنع الزيارة عنه، ونام. وعندما استيقظ مساء اليوم التالي وعلم بوجود عماد الدين أديب خرج على الكرسي المتحرك لرؤيته، وبعد قليل جاءت منى زكي واحمد حلمي.
ويوم الاربعاء طلب من محمد وطني الذي يرافقه أن يأتي له بابنه هيثم وقال له :يا هيثم اذبح عجل أمام شقة المهندسين. وقال له «اذا حدث لي شيء فاعلم انك لن تكون وحدك»، وفي عبارة صريحة قال له «اكمل دراستك وركز في شهادتك ثم بعد ذلك اعمل اللي انت عاوزه». وجاء لزيارته العديد من الجماهير المحبين له ومنهم من أراد أن يتبرع بكلية، وهناك من عرض أن يتبرع بكبده من أجل شفاء احمد زكي.
وطوال هذا الأسبوع كانت تزوره بصفة يومية الفنانة مديحة يسري رغم مرضها، والفنانة يسرا التي كان عندها أمل كبير في شفائه وخاصة عندما علمت أن هناك دواء جديدا لشفاء السرطان تم اكتشافه في انجلترا، وعلى الفور تحمست هي وعماد اديب واقنعا الأطباء بعمل اشعات مقطعية، ولكن للأسف المواصفات لم تكن مطابقة للدواء الجديد. وطوال هذا الأسبوع بدأت ادارة المستشفى وتحديدا من يوم الاثنين 21 مارس تجمع متعلقات احمد زكي الشخصية من شرائط القرآن واسطوانات الموسيقى وكل الاشياء الخاصة به وتم ارسالها الى شقته القديمة بالمهندسين، ولكن دائما الأمل موجود عند احمد زكي الذي يعيش في حالة حرجة جدا للغاية وعند محبيه وجماهيره التي تدعو الله عزل وجل لشفائه، ولكن هذه المحنة نفسها تعرض لها احمد زكي منذ أكثر من شهر ونصف، وظن الناس انها النهاية، ولكن عناية الله تدخلت وتجاوز المحنة وعاد بكل قوة للتصوير والعمل. وطوال هذا الأسبوع بدأت ادارة المستشفى وتحديدا من يوم الاثنين 21 مارس تجمع متعلقات احمد زكي الشخصية من شرائط القرآن واسطوانات الموسيقى وكل الاشياء الخاصة به وتم ارسالها الى شقته القديمة بالمهندسين، ولكن دائما الأمل موجود عند احمد زكي الذي يعيش في حالة حرجة جدا للغاية وعند محبيه وجماهيره التي تدعو الله عزل وجل لشفائه، ولكن هذه المحنة نفسها تعرض لها احمد زكي منذ أكثر من شهر ونصف، وظن الناس انها النهاية، ولكن عناية الله تدخلت وتجاوز المحنة وعاد بكل قوة للتصوير والعمل. احمد زكي كان طوال حياته مرتبطا بالشاعر والمؤلف الكبير صلاح جاهين. في كل أزماته يلجأ إليه ويجد منه المساندة، فهو بالنسبة له الأخ الكبير، فهو الذي وقف بجانبه عندما سحبت منه بطولة فيلم «الكرنك» في بداية حياته الفنية وفكر في الانتحار، ولكن صلاح جاهين أخرجه من أزمته وقال له: انت موهوب والبطولات قادمة ولا تتعجل. وصدق صلاح جاهين ونجح احمد زكي وأصبح النجم الأول في مصر، وتوفي صلاح جاهين ولكن صلته بأحمد زكي لم تنته، فعندما تعرض احمد زكي لحادث سيارة جاءه صلاح جاهين في المنام وطمأنه. وجاءه عندما اجرى عملية المرارة وتجاوز المحنة، ثم امتنع صلاح جاهين عن زيارة احمد زكي في المنام، وطوال الفترة الماضية كان احمد زكي يقول «أنا في انتظار زيارة صلاح جاهين»، لأنه عقب كل زيارة في المنام يتجاوز محنته، فهل سيزور صلاح جاهين احمد زكي في المنام؟
حابس المشعل
01-12-2008, 06:12 PM
صورة للذكرى
ــــــــــــــــــ
http://www.egypty.com/images/top4/ahmed_zaki_hospital.jpg
عمال الفندق الذي سكن فيه زكي طوال الـ18 عاما الماضية يستحضرون ذكرياتهم معه
القاهرة: نبيل سيف
منذ انفصاله عن زوجته الفنانة الراحلة هالة فؤاد رفض احمد زكي ان يكون له بيت وأسرة.
والغريب في الامر، أن احمد زكي قضى الاعوام الـ 18 الماضية في أحد فنادق القاهرة الكبرى واصبح الجناح الذي يقيم فيه (الغرفتان 2006-2007 بالدور الـ 20) هو عنوانه وبيته الدائم الذي لم يغادره مطلقا سوى لمرات محدودة إما للسفر خارج أو داخل مصر، تاركا شقته الكائنة بضاحية المهندسين مغلقة طوال الوقت. والجناح رقم 2006 هو نفس الجناح الذي كانت تقيم فيه الراحلة سعاد حسني اثناء تصويرها حلقات مسلسل «هو وهي» بالتلفزيون المصري في منتصف الثمانينات لمدة 6 أشهر، وهو ذاته الجناح الذي كانت تقيم فيه الفنانة شريهان وقت زواجها من علال الفاسي ، وايضا نفس الجناح الذي يفضله الموسيقار الراحل بليغ حمدي هاربا من اصدقائه تفرغا لوضع لحن جديد. وكان آخر الألحان التي وضعها بليغ في هذا الجناح لحن اغنية «بودعك» التي غنتها الفنانة وردة في عام 1987.
18 عاما قضاها احمد زكي بين جدران هذا الجناح منذ ان حل بالفندق في منتصف الثمانينات ليسكن بالكابينة رقم (138) المطلة على بركة السباحة للفندق متنقلا بين غرف محدودة ، حيث انتقل بعد ذلك الى الغرفة 315 لمدة 3 سنوات ثم الغرفة 415 لمدة 6 سنوات ثم الغرفه 815 لمدة 4 سنوات ، وقبل عامين وفي عام 2002 انتقل للإقامة بجناحه الحالي رقم 2006 وكانت جميعها غرفا فردية مطلة على النيل.
لم يتغير برنامج أحمد زكي اليومي داخل فندق رمسيس طوال الـ 18 عاما التي قضاها فيه حتى بعد اصابته بالمرض الخبيث، وباستثناء ايام سفره خارج القاهرة أو خارج البلاد، حيث اعتاد زكي على الاستيقاظ في السابعة والنصف صباحا، وكان أول شيء يفعله هو الاتصال بقسم تلفونات الفندق مرتين، الاولى لتوصيله بالمكتبة ببهو الفندق ليطلب ارسال الصحف، والثانية لتوصيله بقسم خدمة طعام الغرف ليطلب الافطار، ثم بعد ذلك يتجه للنادي الصحي بالفندق لممارسة الرياضة لمدة ساعة ومن ثم النزول الى بهو الفندق للاطلاع على جميع الصحف والمجلات ثم العودة لغرفته للاستحمام استعدادا للخروج لاتمام مواعيده أو تصوير مشاهد من اعماله.
لم يكن احمد زكي نزيلا مزعجا مطلقا أو من محبي التحدث بكثرة في الهاتف كما يقول محمد علي ـ مدير قسم التلفونات بالفندق وصديق أحمد زكي على مدار 15 عاما ـ ويضيف علي قائلا: «كان ذوق» جدا في الاتصال، وكان يحب ان يقول له الموظفين «صباح الخير يا عبقري» ويخبروه بما عرض له من أفلام ليلة أمس أو اخر اخبار الاقبال الجماهيري على افلامه في دور العرض في المنطقة التي يسكن فيها كل موظف بالوردية، كان يهتم بذلك جدا مع فيلم «السادات» ويسجل بقلم في ورقة اسماء دور العرض التي عليها اقبال أو التي ينخفض فيها الاقبال، كما كان الموظفون يخبروه أولا بأول عما ينشر عنه في الصحف.
ويضيف علي: كانت علاقة احمد زكي بجميع العاملين بقسم التلفونات اكثر من أسرية رغم ان اغلبهم لم يروه وجها لوجه سوى مرات قليلة ، لكنه كان يعرفنا جميعا من اصواتنا، ويتذكر محمد علي ذات مرة حينما أصر زكي على دعوة جميع الموظفين بالقسم بلا استثناء لفيلم «ناصر 56» وحضر معنا داخل قاعة العرض مرتديا نظارة سوداء ومتخفيا لكي لا يعرفه احد، ثم دعانا بعد ذلك الى العشاء، وكنت دائما اسأله «أنت ليه سايب شقتك في المهندسين ومتواجد في الفندق؟ وكان يرد بجملة لم يغيرها مطلقا «الفندق ده وشه حلو علي ولو خرجت منه ها أموت حتى المنتجين بيرسلوا لي حقوقي المادية على حسابات الفندق مقابل ايجار الغرفة». ويبتسم ابتسامة عريضه قائلا «ده يا سيدي احمد زكي».
اما مجدي عاطف، السفرجي بقسم «الـ Room service» حيث كان يتناول زكي يوميا طعام الافطار والعشاء من خلال مجدي فقط، ومجدي البالغ من العمر 33 عاما من اقرب المقربين لاحمد زكي فقد كان زكي لا يتركه يغادر الغرفة إلا بعد ان يخبره مجدي بآخر نكتة في البلد، ويستشيره في شكل المكياج في افلامه وخاصة «ناصر 56» و«السادات» و«حليم». ويقول مجدي لـ«الشرق الاوسط» لم يكن يتركني اغادر غرفته بعد وضع صينية طعام افطاره المكون دائما من قطعتين عيش بلدي وكوب برتقال طبيعي وقطعتين جبن ابيض وخيار وزبادي وعسل نحل إلا بعد ان يؤدي امامي المشهد الذي سوف يصوره اليوم ورأيي فيه. وكانت العلاقات بيننا بلا أي حدود حتى أنني كنت ارد عليه بعد كل مشهد «ايه الزفت ده» فينظر لي باستغراب. فأبتسم قائلا «يا عبقري ما يحسد المال إلا اصحابه».
ويشير المتر نبيل انور، مدير مطعم «التراس كافيه» وهو المطعم المحبب للنجم احمد زكي ليتناول فيه طعام الغذاء الذي كان يتكون من الأسماك والمأكولات البحرية دائما، فلم يكن زكي يميل مطلقا لتناول اللحوم والطيور ومع طعام الغذاء كوب عصير برتقال طبيعي في كوفيه شوب الجارد كورت أو ركن الشيشة. كان زكي يجلس مساء للقاء المنتجين واصدقائه من الفنانين أو للاستجمام من عناء العمل طوال النهار وكان دائما يضع نظارته السوداء ويميل برأسه قليلا للخلف ليوحي لمن حوله بأنه نائم ولا يريد من أحد إزعاجه وكان يتناول الشاي بالنعناع فقط بدون سكر كما يقول المتر وجدي مسؤول مطعم الجاردن كورت قائلا: بمجرد ان يصل احمد زكي للجلوس في «الكوفيه شوب» كان المعجبون يستدعون بعضهم البعض على الجوال وخلال دقائق يتكدس المكان بالزبائن، ولم يعرض زكي مطلقا عن مصافحة أو لقاء أي سائح يريد ان يصافحه وكثيرا ما كان يحاسب طلبات ومشروبات موائد اخرى. «الغرفة آخر بهدله عايز حد يرتبها بسرعة، نازل مشوار وراجع بعد ساعة»، كانت هذه الجملة يسمعها دائما المسؤولون عن قسم ترتيب الغرف بالفندق من زكي يوميا طوال أدائه لأدوار جديدة في أفلامه، فكانت غرفته تتحول مساء كل يوم الى خليط من السيناريوهات والاوراق والملابس الخاصة بالشخصية وصور فوتوغرافية له في المشاهد تملئ أركانها وكتب متعددة منتشرة في كل مكان واموال نقدية تحت السرير وعلى الموائد وفيزاكارد... الخ. حتى ان السرير مغطى بالكامل بالسيناريوهات وكأن زكي كان نائما على الارض.
كان يعشق شراء القمصان الكاجوال والكلاسيك شبه يومي، لدرجة ان 70% من ملابسه التي نغسلها له في الفندق كانت قمصانا، هكذا قال محمود لوندري، احد العاملين بمغسلة الفندق وصديق زكي طوال سنوات ماضية مضيفا، كان يحب جدا شراء ملابس جديدة أول بأول وكان يكره الكرافتات والملابس الرسمية وكان يأخذ رأيي في خامات القميص الجديد الذي اشتراه أو احضره معه صديق له من الخارج، وكان يكره أي ملابس بها الياف صناعية وكان يفضل جدا القمصان القطنية والحراير والبدل المصنوعة من الكتان. أما ملابسه داخل غرفته بالفندق فكانت باستمرار الجلباب بأنواعه الصيفي والشتوي اما الترنج سوت فكان خلال قيامه بالتدريب في النادي الصحي بالفندق.
ويتذكر محمد أبو هندية المسؤول بقسم الاستقبال بالفندق ان «أحمد زكي كان نادر الحضور الى الرسبشن الا مرات عديدة فقد كان يرسل مبالغ مالية ضخمة تحت الحساب وكان وضع غرفته خاصا جدا بناء على تعليمات المدير العام باعتباره «نجما عالميا» فقد كان سعر غرفته «شبه رمزي» حيث قضى 20 عاما من عمره في الفندق بداية من كابينه 138 عام 1984 على بعد كبائن من كابينه الفنانة سعاد حسني 133 حيث كانا يؤديان معا حلقات مسلسل «هو وهي» في مبنى التلفزيون المجاور.
حابس المشعل
01-12-2008, 06:14 PM
صورة للذكرى
ــــــــــــــ
http://www.middle-east-online.com/pictures/biga/_10246_ahmed_zaki-29-11-2002.jpg
أحمد زكي من العمل في الورش .. إلى اسطورة سينمائية مصرية
ولد احمد زكي (واسمه بالكامل احمد زكي عبد الرحمن) في الثامن عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1949 بمدينة الزقازيق شمال القاهرة في أسرة فقيرة، وسرعان ما توفي والده بعد ولادة ابنه الوحيد احمد بوقت قصير فتزوجت الأم من رجل آخر..
لم يكن هناك اي شيء في حياة هذا الطفل اليتيم الذي رباه جده وخاله يمكن ان يبشر بالمصير الذي سيؤول اليه، ولم يكن في هذا الطفل الاسود البشرة النحيل الضعيف المتوسط في تحصيل العلم ما يمكن ان يبشر بأنه سيصبح واحدا من اهم واكبر الممثلين والنجوم في تاريخ السينما العربية.
كيف حدث هذا؟
في المدرسة الثانوية الصناعية التي التحق بها كان كل ما تعد به حياته هو ان يتخرج بدون رسوب بعد ثلاث سنوات ليعمل في احدى الورش او المصانع او على الاكثر كمدرس صنايع ولكن القدر كان يعد شيئا آخر. تخرج احمد زكي من معهد الفنون المسرحية عام 1973 وكان الاول على دفعته ويبدو ان الفتى الذي كان يتخبط في حياته ودراسته من قبل عثر أخيرا على ضالته فتفوق. بدأ زكي حياته الفنية وهو لا يزال طالبا بالمعهد عندما ظهر في دور كوميدي صغير في مسرحية «هاللو شلبي» مع عمالقة الكوميديا في ذلك الوقت في دور شاب يحب التمثيل ويبحث عن فرصة حتى لو كانت دور رجل ميت! ثم قدم دوره الشهير في مسرحية «مدرسة المشاغبين» الطالب الخجول الصامت الذي يتورط في مصادقة الطلاب المشاغبين في المدرسة ويحسب عليهم.
في هذه الفترة الهامة من تاريخ مصر والامة العربية، بعد سنوات من نكسة 1967 وثورة الطلبة والبحث عن طريق جديد وموت عبد الناصر وتولي انور السادات وحتى حرب اكتوبر 1973 كل هذه الاحداث كانت تستدعي وجود فتي اخر يثور علي الفتي القديم، وهكذا ظهرت «جماعة السينما الجديدة» التي اسسها عدد من المخرجين الشبان وكان من اوائل اعمالها فيلم «ابناء الصمت» الذي انجز قبل حرب اكتوبر وعرض بعدها، وكان اول فيلم سينمائي يشارك فيه احمد زكي.
بعد ذلك توالت اعمال زكي في ادوار هامة برغم أنها ليست بطولة مطلقة لان الصناعة كانت لا تزال خائفة من المغامرة بمنح البطولات لشاب اسمر غير وسيم بمقاييس السينما القديمة ولكن احمد زكي استطاع ان يقدم ومنذ افلامه الاولي، ادورا قوية لاتنسي في افلام مثل «وراء الشمس» و«شفيقة ومتولي» 1978 و«اسكندرية ليه» 1979 «عيون لا تنام» و«موعد على العشاء» و«طائر على الطريق» 1981 ثم قدم بطولته المطلقة الاولى في «العوامة 70» 1982 والأفلام الأربعة الأخيرة من إخراج رأفت الميهي، محمد خان وخيري بشارة على التوالي، وهكذا اتضح ان نجومية وموهبة احمد زكي قد ولدت مع مولد جيل جديد من المخرجين الذين عرفت افلامهم باسم «الواقعية الجديدة» وهو الاتجاه الذي قلب السينما المصرية رأسا على عقب خلال عقد الثمانينات كانت سماء مصر وسماء السينما المصرية قد تغيرت وتحتاج إلى نجوم جديدة تناسبها وكان احمد زكي هو النجم الهادي وسط هؤلاء النجوم ومنذ ذلك الحين قول اسم احمد زكي الى ايقونة عندما نشاهدها على افيش أي فيلم سينمائي نعرف اننا سنشاهد فيلما كبيرا، لان زكي ليس من النوع الذي يقبل التمثيل في اي فيلم سعيا وراء المال او التواجد او الانتشار ولكنه يختار ويدقق جدا في أي فيلم يقبل ان يشارك فيه ورغم خلافاته ومشاكله الدائمة مع الكتاب والمخرجين إلا ان هذا يعكس مدى إيمانه بأهمية السيناريو والإخراج ومدى إدراكه لأهمية العمل الفني ككل وليس دوره فقط.
حابس المشعل
01-12-2008, 06:24 PM
http://www.up-00.com/uploads/Q5E55012.jpg (http://www.up-00.com/)
العظماء لا يموتون !
حابس المشعل
01-12-2008, 06:38 PM
http://www.up-00.com/uploads/brJ55519.jpg (http://www.up-00.com/)
لوقلت من هذا الحكي
بعض الحكي
ماعاد عصفور لـ سما
ولاعاد كل أحمد.. زكي!
حابس المشعل
01-12-2008, 07:55 PM
نهاية حياة أحمد زكي تصلح أن تكون نهاية لأعظم أفلام الرومانسية والإخلاص
أثار الاهتمام والرعاية البالغة التي أولتها الفنانة رغدة للفنان الراحل أحمد زكي تساؤلات عديدة وخاصة بعد الإقامة شبه الدائمة لرغدة في المستشفى بجوار الفنان الراحل وتبدو حقيقية الحكاية كما ذُكرت في بعض الصحف والمجلات
ذكرت مجلة الكواكب على لسان أحد العاملين بالمستشفى التي كان يعالج بها أحمد زكي أنه قال أن الفنانة رغدة كانت تجلس بجانبه وتلبي أي طلب كان يطلبه لكنه بدأ يتعب إلى أن وصل لمرحلة صعبة جدا فمال على رغدة وقال لها امسكيني مش عارف فيه إيه اتصلي بالدكتور فلان والدكتور فلان وهي كانت تقول حاضر ، وتقوله خد كلمه علشان تطمنه وده عشان ترفع روحه المعنوية وابتدى التعب يزيد عليه فإدارة المستشفى أسرعت وأحضرت السرير للحديقة وبدأوا يقومون بالإسعافات حتى لا يزيد الألم عليه إلى أن أفاق بعض الشئ ونده على رغدة وأمسك يدها وباسها وبعدين وشوشها وقالها أنا كسبت الرهان يا رغدة وفوجئت برغدة عمالة تعيط وانهارت ودخلت في نوبة بكاء شديدة
وتقوله ما تقولش كده انا عاملة لك مفاجأة وسألتها عن الرهان اللي بينها وبين أحمد زكي قالت أحمد راح يا محمد أحمد كسب الرهان وبعد كده دخل أحمد زكي في نوبة من الألم وبدأ يصرخ فمسكت بيده وبقيت أقوله يا رب واقرأ له قرآن في أذنه وأقول سبحان الله ولا إله إلا الله لحد ما هدي إلى أن وصل إلى مرحلة الغيبوبة وتم نقله لغرفته ولقيت الفنانة رغدة بتقولي أحمد كان مراهن أن الغيبوبة هتجيلوا النهاردة وفعلا جت وده كان آخر مشهد بين أحمد زكي وبين الفنانة رغدة
وذكرت جريدة صوت الأمة في عددها الصادر يوم 4 أبريل2005 أن الفنان أحمد زكي قال لها سأموت يا رغدة تراهنيني ؟... لن تموت يا أحمد أراهنك كان ذلك قبل أن يدخل في الغيبوبة القاتلة بثوان لم يكن بجواره في تلك اللحظة الفارقة سواها لكن العقول المريضة التي لا تعرف تفسيرا للشهامة والرحمة تساءلت عن سر وقوفها إلى جانبه في وقت كان فيه الذين سيطروا عليه بعد الموت غائبين غير موجودين لا حس لهم ولا خبر ينتظرون لحظة البيع والشراء والمكسب والخسارة تساءلوا هل تزوجها سرا دون إعلان ؟ وإذا لم يكن بينهما زواج فلماذا تغسل ملابسه وتجهز فراش مرضه وتقاتل في سبيل علاجه وتواجه المهملين من أطبائه ؟ إننا طوال الليل والنهار نتحدث عن قيم الصداقة والوفاء والمساندة والتضحية فإذا ما وجدنا أحدا يطبقها تساءلنا في خبث واستنكار عن مصلحته فيما يفعل ؟
وربما أكشف سرا ( الكلام ما زال لجريدة صوت الأمة) أملك شهودا عليه لن يقدروا على الإنكار هو أن أحمد زكي عرض الزواج على رغدة وهو في بداية مرضه في رحلة باريس ولكنها اعتذرت وكان رأي الشهود على العرض سيعطيها فرصة لكي ترعاه دون تقول لكنها قالت إنها تملك من الشجاعة والقوة كي ترعاه متجنبة سوء الظن وسوء الفهم ، وتكرر العرض في ليلة من رمضان الماضي بعد أن تزوج طليقها ومرة أخرى رفضت رغدة إنها أرادت أن تضرب مثلا في العشرة لا يجرؤ عليه سواها وحسنا فعلت رغدة بتعاليها على هذه الشائعات السخيفة التي قصد بها إنكار دور لم تسع لطلب مقابل له وتغطية عجز إنساني لدور لم يلعبه الذين تحدثوا عن عمر الصداقة الطويل بينهم وبين أحمد زكي .
لم تجد رغدة فور أن تلقت الخبر سوى أن تهيء مقبرته بقراءة القرآن الكريم على روحه التي صعدت إلى بارئها قبل أن يستقر فيها جثمانه وفي إصرار يقترب من شفافية الصوفية نزل أحمد السقا إلى الثرى ليودعه حتى المكان الاخير دون أن ينتظر كاميرا تصور خلجاته أو ميكروفونا يلتقط مشاعره أو صحفيا يسأله عن الفقيد الراحل ولم يطق محمد وطني مدير أعماله لنحو 15 سنة أن يمر دون أن يكون قريبا منه فتسلل إلى ضريحه في الليلة التالية لرحيله وراح يناجيه ويروي له ما جرى وطلب بعض أصدقائه ليقرأوا له الفاتحة عبر المحمول .
/www.egypty.com
حابس المشعل
01-12-2008, 07:56 PM
http://www.egypty.com/images/top4/ahmed_raghda_04_lrg.jpg
القصيدة التي كتبتها رغدة في رحيل أحمد زكي
آخر قطرة ماء عندي
آخر منديل أبيض
ماء زمزم فيه وبعض من وجهك الأسمر
أخر قبعة قطنية
تلوذ فيها آخر حبة عرق من رأسك
وبقايا رائحتك
******
الأحد من مارس
والوقت صباح
الكل نيام إلانا
خارج أسوار المبنى
الجو فراغ
إلا من بعض البسطاء
وبعض من شجر أخضر
وشمس مطلعها حنان
تلمس وجهك
توضئه لنقرأ بعض الآيات
****
رشفة ماء لا أكثر
تتلوها آه
ظلمة عينيك تسيجني
يدك الممدودة تناديني
أمسكها
أطرد خوفك ومن حولك
بعض ذباب
*****
حكايات النوم تنشدها
كطفل مصري أسمر
آه
ما أقسى النوم
***
خذيني من هنا
فالوقت أزف
والجرح نزف
والموت مباح
وددت لو أنشر وجهي
شراعا لك
وقلب الحياة أشقه
للرحيل بك
لو أمرق بك عاصفة
في كثبان رملية
منسية
***
الوقت يضيع
صوتك الواهن
جسدك الناحل
وجهك المدون في آخر صفحات الذاكرة
عيناك رغم ظلمتها
تملك الرحيل
ترفض الوداع
****
قبل آذان الظهيرة
قطرات المنديل الأبيض
فوق زجاج الوجه
اسحب عنك القبعة القطنية
بضعة أمتار
رحلتنا لظلال خميلة
كتفي الأيسر في يده يهتز
إني أرحل
لا لن ترحل
****
رشفة ماء أخرى
ورهان
ودموع في حدقات البسطاء
تكبير وتسبيح الخالق
أمل ودعاء
***
إني أرحل
لا لن ترحل
ورهان منه
ومني رهان
أوقن أن المسافة بيننا
تحفر له عمقا
خندقا
عتمة أخرى
يسقط مني أحمد
يسقط آخر النبلاء
أحمد راهن يا سادة
يا سادة
أحمد كسب الرهان
حابس المشعل
01-12-2008, 08:01 PM
http://www.ashkra.com/news/photos/ashkra_art624.jpg
شيع أمس جثمان النجم الراحل أحمد زكى إلى مسجد مصطفى محمود, واقيم بيت العزاء في مسجد عمر مكرم بميدان التحرير وسط القاهرة، وفور انتهاء صلاة الظهر نقل النعش ملفوفا بالعلم المصري بسيارة نقل الموتى إلى المدفن الخاص الذي اشتراه الفنان احمد زكي في مدينة 6 أكتوبر ليكون قريبا للفنانة سعاد حسني التي دفنت هناك قبل ثلاثة أعوام.
حابس المشعل
01-12-2008, 08:06 PM
http://www.ashkra.com/news/photos/ashkra_art622.jpg
يعتبر الفنان المصري أحمد زكي الذي توفي يوم الاحد بعد صراع مع مرض السرطان استمر أكثر من عام من أبرز نجوم السينما المصرية في الاعوام الثلاثين الاخيرة.
وبرع زكي في أداء أدوار متنوعة وقدم أفلاما كوميدية وأخرى تناولت قضايا اجتماعية وسياسية مهمة.
ولد أحمد زكي يوم 18 نوفمبر تشرين الثاني عام 1949 بمدينة الزقازيق في شمال مصر. والتحق بمعهد الفنون المسرحية بالقاهرة وتخرج فيه عام 1973. وأثناء دراسته جذب اليه الانظار بدور صغير في مسرحية (هالو شلبي) أمام الفنانين عبد المنعم مدبولي وسعيد صالح.
ثم ألقت المسرحية الشهيرة (مدرسة المشاغبين) أضواء على موهبته التي تفجرت فيما بعد في مسرحية (العيال كبرت) ومسلسل (الأيام) الذي جسد فيه حياة عميد الادب العربي طه حسين.
وفي الاحتفال بمئوية السينما العالمية عام 1996 اختار سينمائيون ستة أفلام قام ببطولتها أو شارك فيها زكي ضمن قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية وهي (زوجة رجل مهم) و(البريء) و(أحلام هند وكاميليا) و(الحب فوق هضبة الهرم) و(اسكندرية ليه) و(أبناء الصمت).
وكان فيلم (أبناء الصمت) الذي أنتج عام 1974 من المحطات الاولى في مسيرته وقام ببطولته الفنان المصري محمود مرسي الذي توفي عام 2004. ثم جمع زكي ومرسي فيلم اخر هو (سعد اليتيم) الذي أخرجه أشرف فهمي عام 1985.
واعتبر كثير من النقاد أحمد زكي من أهم المواهب في فن التمثيل في مصر في الاعوام الثلاثين الاخيرة إذ يأتي في مقدمة من استطاعوا أن يجمعوا بين النقيضين.. (النجم) و(الممثل) من خلال عدد من الافلام من بينها (النمر الاسود) و(العوامة 70) و(عيون لا تنام) و(البيه البواب) و(سواق الهانم) و(أرض الخوف) و(شفيقة ومتولي) و(كابوريا) و(مستر كاراتيه) و(البطل) و(ضد الحكومة) و(هستيريا) و(ضد الحكومة) و(الهروب) و(اضحك الصورة تطلع حلوة) .
وحقق زكي نجومية هائلة كسر بها نموذج البطل شديد الوسامة فوجد فيه الكثيرون نموذجا للشاب المصري العادي الذي استطاع أن ينطلق في عالم السينما ويغير الكثير من قواعده القديمة.
وتميز زكي بأداء صادق وتقمص كامل لكل شخصية أداها فتمكن من الوصول إلى كل المشاهدين على اختلاف ثقافاتهم ووجد فيه كثير من الشبان نموذجا حتى أن كثيرا منهم قلدوا بعض شخصياته في الملبس وقصة الشعر التي عرفت بينهم باسم فيلمه (كابوريا).
وحصل زكي على عشرات الجوائز اخرها من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2002 عن دوره في فيلم (معالي الوزير).
وقالت الناقدة المصرية ماجدة موريس لرويترز إن أداء زكي التمثيلي يمكن أن يوضع في كفة ميزان ويصبح أكثر عمقا وثقلا من أعمال فناني جيله لأنه "الوحيد الذي تماهى مع الشخصيات التي أداها بصدق يصل إلى درجة الجنون. ومن الطبيعي أن يصل هذا الصدق إلى النقاد والجمهور."
وأضافت أن زكي تلخيص لنموذج وقيمة غير موجودة الآن في الوسط الفني في مصر إذ كان يعمل بلا حسابات كتحقيق شهرة أو مكانة لدى سلطة ما أو اكتساب ثروة "ولكنه كان مخلصا لفنه بصورة دفعت الناس إلى تصديقه بدون أي تنظير. أما النقاد فوجدوا في أعماله مستوى رفيعا."
وأشارت إلى أن المشاهدين العاديين بوعي فطري حاولوا في التعبير عن حبهم لزكي الامساك ببقية النماذج الحقيقية في الحياة حتى أن بعض هؤلاء "كتبوا في سجل الزيارة في المستشفى الذي كان يعالج به أنهم مستعدون للتبرع له بأي شيء.. من المال إلى الاعضاء كي يواصل حياته."
ووجد المخرجون من جيل الواقعية الجديدة في السينما المصرية في الثمانينيات في موهبة أحمد زكي فرصة لانجاز مشاريعهم المؤجلة وهم رأفت الميهي ومحمد خان وخيري بشارة وداود عبد السيد وعلي بدرخان وعاطف الطيب.
وجسد زكي دور الرئيس المصري الاسبق جمال عبد الناصر في مرحلة صعوده من خلال فيلم (ناصر 56) الذي تناول مقدمات تأميم شركة قناة السويس عام 1956 وانتهى الفيلم باعلان العدوان الثلاثي (البريطاني الفرنسي الاسرائيلي) على مصر.
كما جسد حياة الرئيس المصري السابق أنور السادات في فيلم (أيام السادات) ومنحه الرئيس المصري حسني مبارك وساما عن أدائه الذي تماهي فيه مع السادات تماما حيث كان زكي مغرما بتقليد السادات حتى في حياة الأخير.
وشارك أحمد زكي الفنانة المصرية الراحلة سعاد حسني بطولة المسلسل التلفزيوني الشهير (هو وهي) ويعد مرحلة في تعاونهما الفني المشترك الذي أثمر عددا من الافلام من بينها (شفيقة ومتولي) و(موعد على العشاء) و(الدرجة الثالثة) و(الراعي والنساء).
ولاحمد زكي ابن وحيد (هيثم) من الفنانة المصرية الراحلة هالة فؤاد (1958 -1993) ابنة المخرج الراحل أحمد فؤاد
www.ashkra.com
حابس المشعل
01-12-2008, 09:51 PM
http://www.asharqalawsat.com/2005/03/25/images/tvsupplement.289926.jpg
حزن مكسور!
ـــــــــ
هذي الوجوة: أيّام... وأحلام.. وزيوت
ـــــــــــ تاريخ/فوضى/ انسحابات../ وأشلاء
ياوجهنا لـ القوت...... قلنا البكا: قوت
ـــــــــــ قلنا المنـابر: بـِر/ والأدعـية: داء
ضعنا...... لـ فم الريح نتسابق بْشوت
ـــــــــــ أجزاء تبني../ تهدم الـ قادم :أجزاء
لوّحت/ كنت الأجمل اللي من: الموت
ـــــــــــ وَشْوَش بـ اذن ترابنا : غيمة أحياء
هذي الحروف كسور وشعور وسْكوت
ـــــــــــ محاولة لـ العزف/ لـ الحاء/ لـ الباء
حابس المشعل
01-13-2008, 03:17 PM
http://www.up-00.com/uploads/N1C28348.jpg (http://www.up-00.com/)
شعور مكسور!
ــــــــــــــــــ
الـ نصف الأول:خارطة ملح وعْيون
ـــــــــــــ الـ نصف الآخـر: سالفة صمت../.. دخّـان
الموت مُنهَك/ يبني لـ حلمك مْتون
ـــــــــــــ تستوعب الـ شهقة../ وجع../ حشرجة كان
سافر مداك الضي والقمح واللون
ـــــــــــــ الـ حزن صوتك./ والـ صدى: دمعة انسان!
حابس المشعل
01-13-2008, 04:03 PM
http://mashy.com/uploads//41414/naser56.JPG
عرض لمرحلة من حياة الرئيس ( جمال عبد الناصر ) عندما يرفض البنك الدولي تمويل بناء السد العالي يصدر الرئيس جمال عبد الناصر قراراً جمهورياً بتأميم الشركة المصرية لقناة السويس .
وردود أفعال هذا القرار ، ثم العدوان الثلاثي الغاشم علي مصر ، الزعيم عبد الناصر يعلن في خطابه في جامع الأزهر المقاومة والكفاح والتصدي للعدو
فريق العمل
بطولة : أحمد ذكي ، فردوس عبد الحميد ، أحمد ماهر ، حسن حسني ، ممدوح وافي ،
قصة وسيناريو وحوار : محفوظ عبد الرحمن
تصوير : عبد اللطيف فهمي
مونتاج : كمال أبو العلا
موسيقي : ياسر عبد الرحمن
أزياء : سامية عبد العزيز
انتاج : اتحاد الإذاعة والتليفزيون ( قطاع الإنتاج )
إخراج : محمد فاضل
هذا الفيلم من إنتاج سنة : 1996
جوائز حصل عليها الفيلم
فيلم الافتتاح في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 1994
أحسن ممثل ( أحمد ذكي ) جمعية الفيلم
فيلم الافتتاح في المهرجان القومي الرابع للأفلام الروائية 1994
جائزة أحسن ممثل ( أحمد ذكي ) جمعية فن السينما 1996
حابس المشعل
01-13-2008, 04:14 PM
http://mashy.com/uploads//41414/naser56.JPG
http://www.6rbtop.com/library/resources/aflam/Collection/listen/23601_hi.ram
موسيقى ناصر 56
لـ الملك/ ياسر عبدالرحمن!
حابس المشعل
01-14-2008, 12:02 AM
http://www.up-00.com/uploads/Q5E55012.jpg (http://www.up-00.com/)
العظماء لا يموتون !
سافر.. مداك الـ ضي والـ قمح واللون
............ الحزن: صوتك/ والصدى: دمعة انسان!
حابس المشعل
01-14-2008, 01:41 AM
http://www.up-00.com/uploads/9Sp67316.jpg (http://www.up-00.com/)
أحمد [ذكي]!
ــــــــــ
فكّر..وقال الليل: صندوق الأحباب
ــــــــــ الشمس:[كحّه]/ والشبابيك: قنديل
أسمر لـ ناس الحزن تعريفة تراب
ــــــــــ أصوات تمطر/ توشك أطرافه تسيل
مُبهم.... ولكن فيه مايُرغم الباب
ــــــــــ على الأصابع والـ بدايات والـ هيل
* لـ عبدالكريم عبدالرحمن
حابس المشعل
01-14-2008, 12:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
توفى منذ لحظات الفنان احمد زكي
وتسرب الخبر عبر الهواتف واذاعته بعض القنوات العربيه
وكان الفنان المصري أحمد زكي قد دخل العنايه المركزه في مستشفى دار الفؤاد فى حالة صحية حرجة بعد تفشي مرض السرطان الذي يعاني منه في أغلب أنحاء جسمه، و كان الفقيد يعاني من ضيق شديد في التنفس نتيجة انسداد في الشعب الهوائية ومن التهاب رئوي بسبب مضاعفات المرض.
رحمه الله وادخله فسيح جناته
أخْ !
حابس المشعل
01-14-2008, 01:09 PM
وفي نهاية آذار عام 2005 نودع أحمد زكي إسطورة الاداء الأول وهو في قمة نضجه الفني، هذا الممثل الساحر الذي عاش هو الآخر مع الألم كان صورتنا بنحوله الذي يشبهنا وعكشة شعره وبسمرته بإدائه الجميل عبر العشرات من الشخصيات التي أداها كان النسمة المنعشة التي ترطب أرواحاً أنهكتها الحروب وذل الهزيمة وعيوباً ترتقب الآتي بحب.
فراس الشاروط
حابس المشعل
01-14-2008, 01:21 PM
http://www.up-00.com/uploads/3G609516.jpg (http://www.up-00.com/)]
رئيس "جمهورية الفن" .. يتجاهله زملاءه في ذكرى وفاته!
الثلاثاء، 11 أبريل 2006 - 10:32
طالعتنا بعض الصحف بنبأ مفاده أنه كان من المقرر أن يتم تنظيم مسيرة جماعية حاشدة عند قبر الفنان الراحل أحمد زكي يشارك فيها عدد كبير من زملائه الفنانين ، وعلمنا فيما بعد أيضا أن المسيرة لم يحضرها إلا كل من : الإعلامي عماد أديب وخاله المخرج هشام فؤاد وابنه هيثم!
وإذا تذكرنا موجة الحزن العارم التي سادت أوساط الساحة الفنية والشارع العربي بأكمله عندما أعلن خبر وفاة زكي والعبارات المؤثرة عنه وكيف أنه شخص لا ينسى في حياتهم ، ولكن ، وعلى الرغم من معاتبة الصحف لهؤلاء ، فإن البعض لم يكن يعلم شيئا عن هذه المسيرة ، وحتى وإن كانت المقابر مفتوحة طوال الوقت ولا تحتاج إلى وقت معين في الزيارة ، فإن فناني مصر نسوا للأسف من هو أحمد زكي ، فمرت ذكراه الأولى مرور الكرام ، فماذا إذن عن ذكراه القادمة؟!
في الوقت الذي إذا تابعت فيه منتديات محبي الفنانين على الإنترنت لعلمت كيف استطاع المشاركون من الشباب في التعبير عن حبهم لأحمد زكي وكيف أنهم لقبوه بـ"رئيس جمهورية الفن" ، وكيف قدموا جميعا معا أدق التفاصيل عن حياته ومشواره الفني ووضعوا له صورا نادرة من مصادر متنوعة ، وأدواره المتنوعة ، لدرجة أن أحد المشاركين عبر كيف أنه عندما شاهد زكي هالة فؤاد لأول مرة شعر فيها أنها أمنيته التي يبحث عن وجهها فى كل امرأة ، وكيف تداعى المرض عليها بعد أن انتهت قصة حبهما بالطلاق ، ثم شاء القدر أن يمرض زكي بنفس المرض ويموت بسببه!
وعن حياته في القنادق ، عبر مشارك آخر عن الوحدة التي كان يشعر بها أحمد زكي ، وكيف أنه كان يقيم في الفنادق للهروب من الحبس الانفرادي الذي كان يعيش فيه ، وغيرها من المواقف والخطوات في حياة زكي ، والتي أراها من وجهة نظري أفضل من أي نقد بناء كتب في حياة أحمد زكي أو بعد وفاته ، لأن النقد نابع من محبين حقيقيين وليس من مؤدين لأدوار زائفة.
فالنجم الأسمر أحمد زكي الذي قال عنه النقاد إنه أهم موهبة فى مصر خلال الـ30 عاما الأخير من خلال أفلامه "البيه البواب" و"الخوف" و"الحب فوق سطح الهرم" و"ضد الحكومة" و"هيستريا" و"البريء" و"شفيقة ومتولي" و"الهروب" وغيرها ، رحل قبل أن يستكمل مشوار عمره وحلم حياته في أداء دور "حليم" الذي عشق أحمد زكي كل أغانيه وكان يحلم بأن يؤدي دوره كما أدى دور السادات وعبد الناصر.
وأعتقد أن النجاح الذي سيحققه هذا الفيلم الذي من المفترض أن يعرض في موسم الصيف القادم ، لن يكون فقط بسبب الدعاية الكبيرة التي قامت بها شركة "جود نيوز" ، وإنما لأن الجمهور يحب النجم الأسمر بالفعل ويريد أن يخلد ذكراه التي لم يتذكرها زملاؤه!
هدى رشوان
حابس المشعل
01-14-2008, 02:09 PM
http://www.up-00.com/uploads/Q5E55012.jpg (http://www.up-00.com/)
العظماء لا يموتون !
http://www.cinematechhaddad.com/Derasat/AAltayeb/Alhoroob_1.jpg
الهروب
ــــــــــ
إن فيلم (الهروب) يتناول الكثير من الممارسات الخاطئة التي يعيشها الواقع المصري والعربي بشكل عام . فهو يتطرق ـ بالتحديد ـ لتلك الجراح الغائرة في حياتنا ، من عنف وتطرف وإرهاب وغيرها ، مؤكداً بأن بعض هذه الممارسات قد ساهم الإعلام وبعض أجهزة الدولة في تكريسها وإنتشارها . كما أن الفيلم يتعرض لتلك المساحة التي تقع مابين الحلم المجرد للإنسان العادي وبين الواقع الملوث الذي يحيطه . فالمساحة المسموح برؤيتها للإنسان الحالم بالغد الأفضل ، تلزمه بأن يعي هذا الواقع الذي يعيشه والمناخ المحيط به ، ومدى صلابة الأرض التي يقف عليها ، ويعي ـ أيضاً ـ قواعد اللعبة وقوانينها ، والتي هو طرف فيها سواء أراد أم لم يرد. وعليه أن يكون على دراية كبيرة بهذه اللعبة وقواعدها ، حيث لا يكفي أن يدعي معرفتها ، لأنها بالتالي ستحوِّل الأرض التي يقف عليها الى هوة عميقة يسقط فيها ، ليجد نفسه مجبراً على مواجهة تلك القواعد والقوانين ، والتي ـ بالطبع ـ سيقف عاجزاً أمامها.
ففي فيلم (الهروب) نحن أمام نمطين إجتماعيين .. الأول منتصر (أحمد زكي) الذي أجبرته الظروف المحيطة به على إرتكاب أكثر من جريمة ، محاولاً الهروب من هذه الظروف الصعبة . والثاني هو ضابط المباحث سالم (عبدالعزيز مخيون) ، وهو النقيض لشخصية منتصر والمكلف بالقبض عليه ، مع إنه صديق طفولته وصباه وشبابه . هذا الضابط الذي وجد نفسه ـ أيضاً ـ طرفاً في لعبة قذرة فوق مستوى إرادته ومعرفته . هذان النمطان لم يكونا على دراية كافية بقوانين اللعبة ـ كما أسلفنا ـ لذا كان مصيرهما الهلاك في نهاية الفيلم .
يحكي الفيلم عن منتصر ، الشاب الصعيدي الذي هجر قريته الى القاهرة سعياً وراء حلم زائف ، يعمل في أحد المكاتب المشبوهه لتسفير العمالة المصرية الى الدول العربية ، وهو يعلم مسبقاً إن مدير المكتب يقوم بتزوير تأشيرات الدخول وعقود العمل ، بل إن منتصر نفسه يشارك في ذلك بإعتباره لا يجرؤ على الإعتراض . إلا أنه ـ ذات مرة ـ يعترض لأسباب خاصة ، فهو يكتشف بأن مدير المكتب يغازل إبنة عمه وخطيبته التي عقد قرانه عليها ، كما أن العمال المسافرين هذه المرة هم أبناء قريته ، فهو يعلم ماذا باعوا من ممتلكات لكي يتحقق سفرهم وحلمهم بالغد الأفضل . وتصل المواجهة بين منتصر ومدير المكتب الى التهديد ، فيدبر الأخير مكيدة لمنتصر للتخلص من تهديده ، حيث يوشي به للشرطة بعد أن يضع قطعة من المخدرات في غرفته التي يسكنها بسطح أحدى العمارات .
هنا يتحول الفيلم تحولاً واعياً في الرؤية والمعالجة ، وذلك بعد أن يخرج منتصر من السجن ويبدأ رحلته بالإنتقام . ربما نجد في شخصية منتصر ملامح من شخصية »سعيد مهران« بطل فيلم (اللص والكلاب) ، إلا أن كاتب السيناريو (مصطفى محرم) يضيف الى شخصية فيلمه وقائع معاصرة حقيقية عن القاتل الذي إستطاع أن يهرب من المحكمة قبل صدور الحكم ضده . وقد كان من الممكن أن تسود الفيلم حوادث الإنتقام كما في (اللص والكلاب) ، إلا أن سيناريو (الهروب) يحطم هذا القيد ـ بعد حادثتين فقط ـ ويتطرق الى عدة قضايا مهمة تضع المتفرج في مواجهة مناطق جديدة وبشكل جريء في الطرح . فهو مثلاً يتحدث عما يجري داخل جهاز الأمن حيث الإنقسام وتباين وجهات النظر بين تياراتها أو المدارس المختلفة فيها ، والتي يعبر عنها الضابطان (عبدالعزيز مخيون ـ محمد وفيق) . فالأول يتنازعه إحساس بالواجب تجاه عمله كضابط وإحساسه تجاه بلدياته (أحمد زكي) ، بينما نجد الثاني نموذجاً للضابط الإنتهازي الذي هو على إستعداد للتخلي عن كل القيم والمباديء لتحقيق أهدافه . كما يتطرق السيناريو الى رد فعل جهاز الإعلام وتواطئه مع جهاز الأمن في التهليل لحوادث منتصر وتضخيمها وجعله إسطورة إجرامية ، ثم الحديث عن كفاءة أجهزة الأمن في القبض على منتصر ، كل ذلك محاولة لشق الرأي العام وتغيير إتجاهه عن قضايا أكثر أهمية ، مثل ذلك الفساد الذي يستشري حولهم .
أما علاقة منتصر بالراقصة (هالة صدقي) ، فهي المرفأ الوحيد الذي يلجأ اليه منتصر بعد كل مطاردة ، وهي ـ أيضاً ـ تعبر بشكل صارخ على أن منتصر يبحث عن الحب والحنان المفتقد لديه ، كما أنها تأكيد على أن المشاعر الإنسانية قادرة على التواصل حتى بدون كلمات ، حيث إن الإثنان لم يتعرفا على إسميهما إلا في اللقاء الأخير . ونصل الى الحدث الأخير لينتهي الفيلم بطلقات الرصاص التي تنهي حياة الإثنان معاً ، منتصرالهارب من العدالة وسالم ضابط الشرطة الباحث عن العدالة.
في ( الهروب ) ، نحن أمام فيلم يقدم مستوى فنياً جيداً ، يصل به مخرجه عاطف الطيب الى درجة كبيرة من الإتقان ، حيث نجح في إدارة فريقه الفني من فنانين وفنيين .. فتصوير »محسن نصر« وإضاءته قد حققا مستوى عالٍ من الحرفية ، وخلقا الجو المتناسب مع الحدث الدرامي ، كما نجح مدير التصوير في تجسيد عناصر التشويق والإثارة ، فجاءت كاميرته لتعبر عن ذلك التوتر بحركتها الحرة في الأماكن المغلقة أو بالإهتزاز المتوتر عند التصوير فوق سطح القطار مثلاً .. هذا إضافة الى التعبير بالصورة والإضاءة الدرامية في مشاهد كثيرة ، وبالذات في تجسيد العلاقة بين منتصر والصقور المحلقة بمصاحبة المؤثر الصوتي الجميل (صوت راعي الجمال) والمتناسب مع الموقف الدرامي ، الذي إستخدمه ـ وبشكل موفق ـ الموسيقي المبدع »مودي الإمام« ، هذا الفنان الذي إستطاعت موسيقاه أن تعمق الكادر السينمائي ، وكانت جزءاً أساسياً في تكوين الصورة وليست ظلاً لها فحسب .
أما بالنسبة للتمثيل ، فأحمد زكي ـ كعادته ـ متجدد ومتدفق ، أضفى على دوره عفوية فطرية وصدق في الأداء ، فكان مقنعاً بدرجة كبيرة ، فهو بهذا الفيلم يقدم واحداً من أفضل أدواره ، مستفيداً من لياقته البدنية إضافة الى لياقته الفنية ، حيث كان هناك العديد من مشاهد المطاردات التي حرص أحمد زكي على أدائها بنفسه لتحقيق أعلى درجات الصدق .
حابس المشعل
01-14-2008, 02:21 PM
ناصر 56 ــ 1995http://www.cinematechhaddad.com/Aflam/Naser56_1.jpg
لقد صاحبت فيلم (ناصر 56) حملة إعلانية ضخمة منذ الإعلان عن بدء الإعداد له ، أي منذ عامين تقريباً . ثم بعد عرضه الخاص أثار عاصفة صحافية ، حيث كتب عن الفيلم الكثير من المقالات النقدية والتحقيقات الصحفية . أما عرضه الجماهيري الذي بدأ في الثالث من أغسطس 1996، فقد حطم الأرقام القياسية لشباك التذاكر . حيث إجتذب الفيلم مليوني متفرج الى دور العرض في الأسابيع الثلاثة الأولى التي تلت العرض الإفتتاحي . وقد بدأ عرض الفيلم ليتزامن مع الذكرى الأربعين للتأميم ، وأعاد بذلك الجدل الطويل بشأن الدور التاريخي للرئيس الراحل ، مابين معارض ومدافع .
يحكي الفيلم عن قصة الزعيم والقرار الصعب .. عن جمال عبد الناصر وتأميم القناة . ويروي عن مائة يوم في حياة هذا الزعيم منذ جلاء القوات البريطانية الى العدوان الثلاثي ، والتي إتخذ خلالها قرار تأميم قناة السويس في عام 1956 . ويتناول الفيلم هذا القرار منذ أن كان مجرد فكرة مستترة أشبه بالبذرة التي ولدت في قلب الزعيم بعد تلك الإهانة الجارحة التي تلقاها من صندوق النقد الدولي ، والذي رفض تمويل مشروع السد العالي بضغط من الحكومة الأمريكية . فقد نمت هذه الفكرة رويداً رويداً على شاطيء بريوني اليوغسلافي ، أثناء محادثاته الساخنة مع الزعماء تيتو اليوغسلافي ونهرو الهندي ، ليعود بها الى القاهرة يهدهدها في داخله وتزداد نضجاً حتى تأخذ بمجامع عقله وتفكيره وقلبه . لقد نجح كاتب السيناريو بذكاءه وحساسيته في إيصال هذه الأفكار والمعاني العميقة ببساطة وسلاسة ، دلت على ذكاء وموهبة محفوظ عبد الرحمن . إن فيلم (ناصر 56) يسجل لنا بشكل سينمائي مدهش ، كيف بدأت هذه الفكرة في قلب وعقل الزعيم ، وكيف نمت وإزدهرت ، وألقت بثمارها مرة واحدة حتى أصبحت كإنفجار رائع هز كل الدنيا .
السيناريو :
فالفيلم وراءه كاتب سيناريو كبير إشتهر بكتابة الدراما التاريخية ، بل أنه يعد من أبرز كتابها ، ألا وهو الكاتب محفوظ عبد الرحمن .. وهو كاتب له أسلوبه المتميز في التعامل مع التاريخ وأحداثه ، جاعلاً من هذا التاريخ قصص وحكايات درامية مشوقة ومقبوله لدى جمهور عريض في الوطن العربي . وهذا ما حدث أيضاً في فيلم (ناصر 56) .. فقد نجح (محفوظ عبد الرحمن) في إختياره للفترة التاريخية التي تدور فيها أحداث الفيلم (فترة تأميم القناة) ، فهي قمة تألق شخصية عبد الناصر ، حيث أجمع كل المصريين على زعامته . فالفيلم ينقل البطل التاريخي في حياة الشعب ليصبح البطل الدرامي على الشاشة . ثم أن هذا الفيلم أتاح لشباب الجيل الحالي الذين لم يعاصروا عبد الناصر ، والذين يمثلون 70% من جمهور الفيلم ، أتاح لهم الفرصة للتعرف عليه بسرعة وبسهولة وبأسلوب شيق عن طريق ساعتين ونصف على شاشة السينما بدلاً من قراءة الكتب والعودة الى المراجع . لذلك كان للفيلم معنى مختلفاً في حياة هذا الجيل ، فالفيلم جاء عن رجل أضاء في تاريخ الأمة ثمانية عشر عاماً بكل مالم تكن تحلم به من عزة وكرامة وشموخ وصدام مع الأقوياء .
وبالرغم من أن الفيلم تاريخي يعتمد على وثائق وأحداث حقيقية ، إلا أن كاتب السيناريو قد إستطاع أن يحولها الى دراما شدت الإنتباه وجذبت الأنظار إليها . فقد إحتوى السيناريو على العنصر الإنساني في حياة عبد الناصر ، إضافة الى العنصر الخيالي الذي هو من وضع الكاتب . فمثلاً ، التصرفات البسيطة كمواطن عادي في بيته مع زوجته وأولاده ، لهفة أولاده عند عودته من السفر ، ترقب الزوجة أثناء تواجده في مواقع وظروف خطرة ، إلحاح الأولاد عليه في القيام برحلة الى الإسكندرية لقضاء عطلة الصيف ، رفضه إقامة حمام سباحة في منزله بتكلفة أربعة آلاف جنيه بسبب ميزانيته الخاصة التي لا تسمح بذلك . جميعها معلومات إستقاها الكاتب من الوثائق والكتب والمذكرات الخاصة لعبد الناصر ومعاصريه . أما العنصر الخيالي الذي أضيف على المعلومات الحقيقية فيمثل تدعيماً للدراما ، ومنها على سبيل المثال : إقتحام موظف سابق بقناة السويس موكب الرئيس يشكو له فصله من قبل هيئة القناة . إلحاح السيدة العجوز في مقابلته بمكتبه رغم إنشغاله .
الإخراج :
إن هذه العناصر الإنسانية والخيالية السالفة الذكر مع الكثير من التفاصيل التي أحاطت بالشخصيات ، قد حولت المعلومات الوثائقية الى حدوتة درامية مشوقة نجحت في شد الإنتباه . ولكن لظهور سيناريو جميل وقوي كهذا الى النور ، كان لابد من وجود مخرج متميز ومتمكن يصل بالفيلم الى بر الأمان .. وبالفعل كان هذا المخرج هو الفنان الكبير (محمد فاضل) . فقد بذل محمد فاضل مجهوداً كبيراً للغوص في أعماق شخصيات الفيلم ، ونجح الى حد كبير في أن يستخرج منها تعبيرات أخلاقية ، بدت ملامحها واضحة على الوجوه ، ولم تكن بحاجة لأي جهد من المتفرج لفهمها ، لذلك تأثر وإنفعل بها كما أراد صناع الفيلم . كما أن إعتماد المخرج على الواقعية في الديكور والماكياج ، جعل الفيلم يبدو مطابقاً لما كان عليه الزمن في الخمسينات . هذا إضافة الى أن المخرج قد إختار تصوير الفيلم بالأبيض والأسود رغبة منه في الحفاظ على الإنسجام في متن الفيلم ودمج اللقطات المأخوذة من الأفلام الوثائقية دمجاً عضوياً بباقي المشاهد . كما أنه نجح في تحويل الساعات الطويلة التي سبقت إتخاذ القرار الفاصل الى لحظات مليئة بالتوقع والترقب عبر تقديم عرض دقيق لردود الفعل وتصاعد الموقف حتى لحظة الحسم ، رغم أنها تدور بمعضمها في مكان واحد ، هو مكتب الرئيس .
ولا يمكننا إلا أن نشير الى أن أجمل ما في الفيلم هو إبتعاده الكامل عن المباشرة في الطرح والصراخ السياسي ، هذا بالرغم من أن الموضوع يتحمل مثل ذلك . فقد إختار المخرج محمد فاضل لهذا الفيلم أسلوباً يجمع بين الواقعية التسجيلية وبين الرؤية الشعرية المغلفة بكثير من الشجن الذي تبعثه الذكرى . ويشدد من قيمته هذه ذلك الإحباط السياسي اليومي الذي تعيشه الأمة العربية هذه الأيام .
وبشكل عام فإن سيناريو محفوظ عبد الرحمن ، الكاتب العاشق للتاريخ والأمين عليه في نفس الوقت ، وأسلوب المخرج المبدع محمد فاضل .. تضافرا معاً ليحققا ذلك التزاوج بين الدراما والتوثيق ، ويرسما التفاصيل بدقة ، ويقدما عبد الناصر كما كان عليه عام 56 ، ليرتقي التعبير الفني دون أن تتلاشى الحقيقة الواقعة .
عبقرية الأداء :
لقد إستطاع أحمد زكي أن يقدم لنا عبد الناصر على الشاشة بكل قدرات الفنان المتألق في المحاكاة ومعايشة الشخصية عن ظهر قلب لدرجة أن الأداء جاء ممزوجاً بروح عبد الناصر . فعبقرية الأداء عند أحمد زكي ليس لها حدود ، خاصة عندما يلتقي بشخصية درامية لها أهميتها كشخصية عبد الناصر ، حيث تنطق عيناه بذكاء حاد ، وترسم ملامح وجهه التحدي والصرامة وقوة الشخصية ، ويجسد أسلوبه عن طريق حركة الجسم الى الأمام والى الخلف وهو يخطب ، أو وهو يقوم من مقعده مقدماً كتفه اليمنى أولاً ، أو وهو برفع عينيه الى أعلى جالساً نحو من يقف أمامه بنظرات ثاقبة . ثم كيف يغوص في روح عبد الناصر أثناء الأداء . إن أحمد زكي في هذا الدور نجح في إلتقاط خيوط الشخصية ودراستها جيداً في معظم جوانبها .. ورغم ذلك فهو لم يقلد الشخصية ليبدو كنسخة مكررة ، لأنه لو فعل ذلك فسيبدو كالمنولوجست الذي يقلد فيظهر ساخراً مثيراً للضحك . إلا أن أحمد زكي عرف عن الشخصية كل شيء .. أبعادها الثلاثة الجسمانية والإجتماعية والنفسية ، ثم إبتعد عن عبد الناصر بعد أن تقمص شخصيته وراح يؤديها بطبيعة بالغة . مما ترك إنطباعاً طيباً لدى النقاد والمشاهدين في نجاح أحمد زكي بتجسيده لشخصية عبد الناصر وهو يحاول التغلب على الشكوك التي دارت حول قدرة مصر على تأميم القناة وإدارتها بنفس كفاءة الفرنسيين والبريطانيين .
لقد كلف إنتاج الفيلم مليوني جنيه مصري (600 ألف دولار) وشارك فيه 72 ممثلاً ، عدا الكومبارس الذين مثلوا الجموع .
وفاز فيلم ناصر 56 والممثل أحمد زكي و المخرج محمد فاضل والسيناريست محفوظ عبد الرحمن بدرع الإعلام المصري في مهرجان القاهرة للتليفزيون
نشر هذا المقال في جريدة اليوم السعودية
حابس المشعل
01-14-2008, 02:35 PM
http://www.cinematechhaddad.com/Derasat/ABaderkhan/ShWmetwali_8.jpg
شفيقة ومتولي ـ 1978
في عام 1978 ، قدم بدرخان فيلم (شفيقة ومتولي) ، عن الملحمة الشعبية المصرية . وقد شاءت الضروف أن يكون هو مخرجه ، بعد أن توقف المخرج «سيد عيسى« عن تصويره عام 1972 . وبعد أن قرر المخرج »يوسف شاهين« إستئناف التصوير في مطلع 1976 ، وكان بدرخان مساعداً له في هذا الفيلم ، عاد وإوقف التصوير ـ بشكل مفاجأ ـ وأسند مهمة تكملة الفيلم لمساعده علي بدرخان . وبهذا يكون (شفيقة ومتولي) هو أول سيناريو جاهز يقدمه بدرخان للسينما .. فمن المعروف بأن بدرخان يشترك دائماً في كتابة سيناريوهات أفلامه ، بل ويتابع كل صغيرة وكبيرة فيها . يقول بدرخان في هذا الصدد : ... أكمل الفيلم ، يعني بأنني سأتحمل مسؤولية ، وجدتها مسألة أخافتني ، ولأني كنت معجب بالموضوع ، وافقت . ثم أنني لم أكن على دراية عميقة به .. لذلك إضطررت أن أبدأ من جديد في دراسة السيناريو ، بعد أن أوقفت التصوير لمدة أسبوع . عدلت قليلاً في السيناريو ، وحاولت أن أعمل دراسة سريعة جداً للفترة والأجواء التي كانت فيه .. إشتغلت في وقت ضيق جداً !! ... .
إن (شفيقة ومتولي) ليس فيلماً متكاملاً من الناحية الفنية ، إنما ما يميزه هو أنه أضخم إنتاج سينمائي في موسم 1978 والموسمين السابقين له . حيث إشترك فيه حشد كبير من الفنانين الجادين والباحثين عن سينما جادة وجيدة .. مثل يوسف شاهين كمنتج ، وعلي بدرخان كمخرج ، وصلاح جاهين كسيناريست ، ومحسن نصر كمدير تصوير ، إضافة الى سعاد حسني وأحمد زكي في دوري البطولة .
والفيلم (الملحمة الشعبية) يحكي عن شفيقة (سعاد حسني) ، الفتاة التي قادها الفقر والتخلف الى الوقوع في عالم الرذيلة والدعارة ، والتي تقتل على يد شقيقها متولي (أحمد زكي) ، إنتقاماً للعرض والشرف .
وقد إنتقل السيناريو ، الذي نفذه بدرخان ، بالقصة الأصلية الى فترة حفر قناة السويس ، فترة الصراعات بين إنجلترا وفرنسا ، وذلك لإضفاء بعد سياسي على الأحداث الدرامية . مما أعطى للفيلم طابعاً خاصاً ومميزاً ، وخلق مناخاً إجتماعياً ذو إبعاد سياسية وإستعمارية تتحكم في مصير الشعب المصري ، الذي حفر القناة بسواعده وأرواحه .
يتحدث بدرخان عن فيلمه هذا ، فيقول: (...لقد وجدت أنه يمكن مناقشة قضايا معاصرة من خلال الأسطورة الشعبية القديمة ، كالعلاقة بين الشرق والغرب ، والإنفتاح على الغرب الذي حدث في الماضي ويحدث الآن ثانية .. الخ . ومن هنا تحمست للفيلم وأعدت بعض المشاهد وأكملته حسب رؤيتي الخاصة!!...).
لقد إستطاع بدرخان ، ووفق كثيراً ـ بمساعدة اللون والإضاءة والإكسسوارات ـ في الإيحاء بأجواء تلك الفترة التاريخية . كما أنه نجح في تصوير مدى القسوة والظلم والطغيان ، الذي وقع على أفراد الشعب المصري ، من خلال مشاهد قوية وواقعية صادقة ، تمثلت في مشاهد حفر القناة ، ومشهد مقتل العامل (أحمد بدير) ، ومشاهد المجاعة والوباء المنتشرين بين العمال ، وتصوير معاناتهم في تحمل كل هذا . وبالرغم من التطويل الممل في بعض الأغاني ، إلا أن مشهد »المولد« يعد من بين أهم مشاهد الفيلم ، بديكوراته الضخمة وتصوير حياة المولد الطبيعية من موسيقى ورقص ومرح . كما أن هناك مشاهد قد برع بدرخان في تجسيدها ، مثل حمام الخيول في البحر ، ومشهد جلب متولي للسخرة ، إضافة الى مشهد عودته للقرية . أما مشهد النهاية ، فقد كان لمخرجنا وجهة نظر في تغييره .. تلك النهاية التي يسقط فيها متولي وشفيقة تحت رصاص السلطة . حيث يعتبر بدرخان الإثنان ضحية لقوى أكبر وأقوى منهما ، وهي القوى التي تسحقهما في النهاية . يقول بدرخان عن هذه النهاية: (...منذ البداية لم أكن مقتنعاً بحكاية العرض والشرف ، وأن هناك من تقتل بسبب ممارستها للجنس .. ماذا يعني هذا بالنسبة لي ؟ هذا كلام لا يهمني . ففي النهاية الجديدة ، أصبحت الحكاية أبعد من حكاية عرض وشرف .. في هذه النهاية نجد متولي يمشي حاملاً سلاحه وهو يبكي .. لأنه يعرف بأن التقاليد قد فرضت عليه أن يقتل شقيقته .. لذلك نراه يبكي وهو تعيس...).
حابس المشعل
01-14-2008, 02:44 PM
العوامة رقم 70 ـ 1982
http://www.cinematechhaddad.com/Derasat/KhBesharah/AR70_4_QRT.jpg
في ظل موجة الأفلام الهابطة التي سيطرت على سوق الفيلم المصري، برز لنا فيلم (العوامة رقم 70) لمخرجه خيري بشارة. وهذا الفيلم يعتبر أحد الأعمال الجريئة والجادة التي تناضل من أجل قيام سينما متقدمة وسط الكم الهائل من الأفلام التجارية التي تصيب المشاهد بالتبلد الحسي المؤقت عند مشاهدتها.
و(العوامة رقم 70) رمز لجيل السبعينات ومشاكله، ومن خلال استعراض شخصيات الفيلم يكون لدينا محصلة نهائية لمفهوم الفيلم .. فشخصية أحمد الشاذلي (أحمد زكي) هي الشخصية المحورية. أحمد مخرج أفلام تسجيلية ويحلم بالتحول إلى مخرج أفلام روائية لكن الظروف لا تسمح بذلك، ويعيش حلماً دائماً وصعب التحقيق خاصة في الظروف التي عاشها وعاشتها مصر خلال العشر سنوات الماضية، إنه ينتمي لجيل ممزق فقد الكثير من حماسه والتزامه الثوري، وفقد كذلك القدرة على مواجهة الواقع بشجاعة ففضل الاستسلام للأقدار. إن أحمد واع لذلك ولكنه مصاب بمرض جديد هو اللامبالاة، فعندما يخبره عامل محلج القطن عبدالعاطي (أحمد بدير) عن الاختلاسات في المحلج الحكومي، لا يحرك أحمد ساكناً وكأن الأمر لا يعنيه، بل ويحاول إلقاء العبء على خطيبته وداد (تيسير فهمي).
ومن خلال قضية عبدالعاطي تزداد حدة الصراع داخل أحمد الشاذلي، ويصبح غصباً عنه طرفاً فيه، وعليه مجبراً اتخاذ موقف، ولأنه يعاني بعض الشيء من سيزيفية اتخاذ القرار فلم يكن بالأمر السهل خاصة في ظل الأزمة التي وجد نفسه فيها.
وقد حاول المخرج وكاتب القصة (خيري بشارة) أن يوضح الأزمة التي يعاني منها أحمد بإلقاء الضوء على تاريخه وأحلامه وعلى علاقاته بمن حوله. فأحمد الذي ترك الريف ليتلقى تعليمه في القاهرة يراوده شعور دائم بأن براءته قد سرقت، حين يقول: (أنا لما سبت البلد براءتي إتسرقت مش قادر أرجعها تاني) .. فهو يرفض السكن في قلب القاهرة ويرفض أن ينصهر فيها.
وفي مقابل شخصية أحمد السلبي اللامبالي الذي يجد في عمه حسين الشاذلي السكير الفاشل مثلاً أعلى له، علماً بأن عمه هذا يجسد جيلاً سابقاً حطمته الهزيمة ولم يبق منه سوى حلم مكسور وحكايات بطولية واهية، نجد هناك نماذج لشخصيات أخرى في الفيلم أكثر إيجابية من أحمد الشاذلي.
إن وداد خطيبته التي تعمل بالصحافة أكثر إيجابية منه، فهي المرأة الجديدة المثقفة المتحررة والملتزمة في نفس الوقت، والتي ترفض أن تكون تابعاً للرجل بل نداً له. وهي أيضاً نقيض النموذج النسائي الآخر الذي يقدمه خيري بشارة .. نموذج المرأة الضائعة في شخصية سعاد (ماجدة الخطيب)، الوجه النسائي لأحمد الشاذلي، فهما ينتميان إلى الوسط الريفي الذي يعيش تمزقاً بين قيم القرية وقيم المدينة.
من خلال علاقات أحمد الشاذلي بمن حوله تتجسد الأزمة في داخله، ولكن هناك بقية شجاعة قديمة يمتلكها أحمد زيادة على الوعي الفكري الذي يحمله والذي يمارس عليه رقابة دائمة.
فالمشهد الأخير من الفيلم يوضح لنا موقف أحمد لرفض ما يدور وإيمانه بأن الحل لن يكون بعمل أفلام عن قضية مقتل عبدالعاطي وإنما عن دودة البلهارسيا التي تعيش في نخاع الفلاح المصري.
إن خيري بشارة وكاتب السيناريو (فايز غالي) في هذا الفيلم يدينان جيلاً كاملاً من خلال هذه النماذج السلبية التي تقوم بدور البطولة في الفيلم، وهما يصران حتى النهاية على عدم خلق أي تعاطف مع بطلهما. فالمتفرج هنا لا يجب أن يكون سلبياً يخرج من صالة العرض وهو راض عما شاهده، بل عليه أن يحكم على البطل ويرفض سلوكه.
أما اختيار العوامة لمكان إقامة أحمد الشاذلي فلم يأت اعتباطيا، فهي جزء من هذه الهامشية التي فرضت على جيل كامل ودفعته إلى الاستغراق في اللامبالاة. والمهم هنا أن أحمد ليس ميؤوسا منه، وهذا في حد ذاته أمر إيجابي.
لقد نجح المخرج في توظيف إمكانياته التقنية والفنية لإظهار عمل جديد وجيد في صنعته السينمائية. حيث كان الإخراج ذو طابع مشوق وذلك لتتابع أحداثه بشكل غير ممل، بحيث يجعلك مشدوداً حتى النهاية.
لقد استعان خير بشارة بزميله المخرج (محمد خان) في تمثيل بعض مشاهد الفيلم، كذلك على نمط أفلام هيتشكوك يظهر لنا خير بشارة في لقطة عابرة وذكية ليس بها شيء من الإسفاف والخروج عن الموضوع.
أما اختيار الممثلين، فقد كان موفقاً إلى حد كبير، فأحمد زكي في دور جعلنا نفهم أبعاد الشخصية بكل مواقفها السلبية والإيجابية، أكدت على مقدرة هذا الفنان في تقمص أي شخصية وإتقانها. كذلك تيسير فهمي، التي كانت منطلقة واعية تملك الصدق والموهبة. أما الفنان الكبير كمال الشناوي في دور (حسين الشاذلي) فقد نجح في إظهار عمق الشخصية وتقمصها بقدرة فائقة تؤكد حرفيته كممثل له خبرته الطويلة في السينما، وهو بهذا الدور يقدم واحداً من أهم أدواره على الشاشة. وماجدة الخطيب في دور صغير لكنه يؤكد أهمية الدور الثانوي، حيث أعطت للدور كل ما يريده ونجحت في ذلك.
أما التصوير فكان ذو طبيعة واقعية شاعرية تؤكد مقدرة مدير التصوير محمود عبدالسميع على التصوير في الأماكن الحقيقية خارج الأستوديو.
والموسيقى لجهاد سامي، لم يكن لها دور رئيسي في الفيلم، فقد كانت أغلب المشاهد صامتة، فيما عدا مشهدين أو ثلاثة، ورغم ذلك فقد كان للصمت دوراً مهماً من خلال بعض المشاهد.
و(العوامة رقم 70) لغة سينمائية راقية حاولت قدر الإمكان عدم السقوط في توظيف مفرداتها من أجل الإبهار، وإنما من أجل تحقيق شيئاً جديداً يرفع من مستوى الفيلم المصري وينتشله من الإسفاف والاحتضار.
نشر هذا المقال في جريدة أخبار الخليج في 28 نوفمبر 1983
حابس المشعل
01-14-2008, 02:53 PM
البريء
http://www.cinematechhaddad.com/Derasat/AAltayeb/AlBareea_HALF.jpg
يعتبر (البريء) من الأفلام الجريئة القليلة التي تناولت السلطة ونظام الحكم . فقد أثيرت حوله ضجة رقابية وإعلامية بسبب إعتراض الرقابة والحكومة المصرية على الكثير من مشاهده ، وبالتالي تأخر عرضه كثيراً .
يحكي الفيلم عن أحمد سبع الليل (أحمد زكي) الفلاح البسيط ، ويروي أدق التفاصيل عن حياته اليومية في الريف ، حيث يعيش هذا الفلاح مسالماً في قريته ، ملتحم بالأرض وهمومها ، مهتم بأهله وبمشاغله الحياتية المعيشية وإستمرارية الحياة . كل هذا قبل أن يطلب للخدمة العسكرية ، ويعين حارساً في معتقل سياسي بالصحراء . ويرى بنفسه أبناء الوطن يزجون في السجون . وعندما يسأل سبع الليل .. من هؤلاء المواطنين الذين يعاملون بهذه القسوة ؟ يأتيه الجواب .. بأنهم أعداء الوطن !! ولأنه مفروض عليه بأن يحمي الوطن فعليه أن يكون شرساً في معاملته لهؤلاء . وبذلك يتحول سبع الليل الى جلاد لنخبة من أدباء ومثقفين مصريين .. ويكون كلباً من كلاب الضابط شركس (محمود عبد العزيز) هذا العسكري السادي الذي يتلذذ بتعذيب المعتقلين بوحشية .
وفي يوم يصل فوج جديد من المعتقلين ، ليجد هذا الفلاح البسيط نفسه مضطراً لتعذيب إبن قريته ورفيق صباه حسين (ممدوح عبد العليم) . هنا يبدأ سبع الليل في التشكيك فيما يقوم به ، حيث لا يمكن أن يكون حسين عدواً للوطن !! هكذا يلح الهاجس عند سبع الليل . فيرفض تنفيذ أوامر الضابط ، لدرجة أنه يفضل أن يسجن مع صديقة حسين في زنزانة واحدة . وتصل الأمور لذروتها ، عندما يموت حسين من جراء التعذيب أمام ناظريه . وإنتقاماً لصديقه ولمجمل المعتقلين الأبرياء ، يتناول سبع الليل بندقيته الرشاش وهو أعلى برج المراقبة ويصوب على كل حراس المعتقل في غضب وتحدي . وبعد أن يقضي على الفساد (هكذا يعتقد) ، يتناول سبع الليل نايه الذي كان قد أمر برميه سابقاً ، ويبدأ في العزف عليه ، لولا أن رصاصة تنطلق من بندقية »بريء« آخر ترديه قتيلاً . لينتهي الفيلم بـالبريء الجديد وهو يسير بفخر مبتعداً بين جثث الجنود ، معتقداً بأنه قد قام بواجبه تجاه الوطن .
عند الحديث عن فيلم (البريء) ، لا بد لنا من التوقف كثيراً أمام أداء أحمد زكي كفنان كبير يمتلك طاقات تمثيلية عبقرية ، تشكل إختياراته لأدواره عاملاً مهماً في تألقه الفني . ففيلم (البريء) هو فيلم أحمد زكي بحق . وهذا ـ طبعاً ـ ليس إنتقاصاً من تميز فيلم جريء عميق الدلالة قوي الإخراج ، وإنما هي حقيقة واضحة تؤكد بأن الفيلم ينتمي الى أحمد زكي في جوانب كثيرة . فشخصية سبع الليل أداها هذا الفنان ببساطة وصلت أحياناً الى حد السذاجة التي يحتاجها الدور فعلاً ، ولم يتخل عنها لحظة واحدة . إننا نشعر بأن أحمد زكي لا يمثل وإنما يقدم جانباً من شخصية موجودة في أعماقه ولم تلوثها المدنية بعد . وأكاد أقول بأن عبقرية هذا الفنان هي التي جعلت من سبع الليل شخصية تتجاوز مرحلة السكون وتتحول من مجرد كلمات على الورق الى نبض حار متدفق ومؤثر ، حيث جاء ذلك بأسلوب بسيط ومتمكن في الأداء يعتمد اللمحة بدلاً من الكلمة وعلى الحركة عوضاً عن الصراخ الزاعق . إن ما سبق ، ليس إلا وسيلة للوصول الى حقيقة واحدة ، وهي أن أداء أحمد زكي كان هو الفيصل الحقيقي الذي جعلنا نصدق سبع الليل ، ونتابع معه خطوات مغامرته الكبيرة هذه . إنه بهذا الصدق في الأداء قد جعل المتفرج يتعاطف مع الشخصية الى درجة التماهي ، حيث أن المتفرج قد نسى أو تجاهل أن يفتش عن الأخطاء والسلبيات التي إحتواها الفيلم . بل إن هذا التماهي قد جعله لا يرى ما يمكن أن يخالف المنطق أحياناً . صحيح بأن فيلم (البريء) قد تناول موضوعاً خطيراً ومهماً ، إلا أن هذا التناول لم يتلائم وحساسية هذا الموضوع . فالمعالجة جاءت تقليدية وضاعت بين الميلودراما المؤثرة المصحوبة بالعنف ، وبين إطروحات الفن الملتزم والموضوع السياسي . لهذا جاء الفيلم ركيكاً في كتابته الدرامية ، معتمداً في نجاحه على فكرته الجريئة . إلا أنه يمكن الإشارة ، في أن السيناريو قد نجح في الخروج من إطار المعتقل ، عندما كانت الكاميرا في الريف مع سبع الليل ، تنقل لنا الخلفية الإجتماعية والحياتية لبطل الفيلم ، لكي تكون تصرفاته بعد ذلك كبرره ومنطقية . وفي المقابل ، لم ينجح السيناريو كثيراً في خروجه مع الضابط من المعتقل ، رغبة في إعطاء شخصيته عمقاً وبعداً نفسياً وإجتماعياً ، حيث لم يؤثر ذلك في شخصية الضابط ولم يبرر تصرفاته السادية .. بل كان من الأفضل الإستغناء عن هذه اللقطات ، طالما لم تؤد الغرض المطلوب منها .
حابس المشعل
01-14-2008, 02:56 PM
http://www.up-00.com/uploads/Q5E55012.jpg (http://www.up-00.com/)
العظماء لا يموتون !
لا
لا يموتون!
حابس المشعل
01-14-2008, 03:02 PM
الإمبراطور ــ 1990
ــــــــــــــــــــ
http://www.cinematechhaddad.com/Aflam/AlEmbaratoor.jpg
ولادة مخرج جديد في مصر ليس حدثاً غير عادي، فالسينما المصرية من خلال معهد السينما بالقاهرة تخرج سنوياً عدداً من المخرجين . هذا إضافة الى المتخرجين من معاهد السينما في الخارج . لكن الحدث غير العادي هو تميز هذا المخرج الجديد وبروزه في الوسط السينمائي من خلال أول افلامه .
وفيلم (الامبراطور ـ 1990) يمثل شهادة ميلاد لمخرجه طارق العريان . هذا القادم من لوس أنجلوس حاملاً معه شهادة السينما . وقد إختار في أولى تجاربه فيلماً كتب السيناريو له السيناريست فايز غالي ، مقتبساً قصته عن الفيلم الامريكي (الوجه ذو الندبة SCARFACE) ، معطياً مادة درامية جيدة ومتقنة على صعيد الصياغة والحبكة .
وفيلم (الامبراطور) يحكي قصة صعود زينهم (أحمد زكي) .. هذا الانسان المتشرد الذي تفوق احلامه وطموحاته كل إمكانياته وقدراته . فهو يتجه لطريق يحقق اكبر ربح في اقل وقت ممكن بتوظيف قدراته وإمكانياته في خدمة الشر والجريمة .
يبدأ صعود زينهم من مجرم صغير في السجن الى مجرم طليق تحت إمرة المجرم الكبير (الامبراطور) صاحب تجارة المخدرات ، وشيئاً فشيئاً وبذكاء واضح من زينهم ، يصبح هو الامبراطور الاوحد في تجارة المخدرات ، بل ولا يستطيع أحد تهريب جرام واحد من الهيرويين الى مصر إلا بمعرفته . لكنه في نفس الوقت يعاني من مشاكل خاصة تمثل له قلقاً كبيراً ، فزوجته الراقصة السابقة (رغدة) لا تستطبع ان تنجب له وريثاً لكل هذه الثروة ، والتي يزداد شعورها بالقلق والاحساس بالخوف والتنافر بينها وبين زوجها . فنراها تتجه لتعاطي الهيرويين . كذلك شقيقه الاصغر الذي كان يمثل له الامل في ان يحقق فيه وبه ما لم يستطع هو تحقيقه ، هذا الاخ يجرفه تيار الانحراف فيبدأ بتعاطي المخدرات ثم الاتجار بها ، الى ان يتم القبض عليه وايداعه في السجن . هذا إضافة الى المشاكل التي يسببها له منافسوه من تجار المخدرات نتيجة احتكاره للسوق .
وفيلم (الامبراطور) قريب الشبه بالفيلم الامريكي ، بتفاصيله واحداثه وشخصياته ، حتى ان المشهد الاخير (مشهد قتل الامبراطور) مأخوذ بشكل شبه كامل من نهاية الفيلم الامريكي . وهذا الشبه قد أوقع صناع الفيلم المصري في خطأ واضح وهو انهم نقلوا أجواء الجريمة المنظمة ، التي اعتقد بانها لا توجد بهذا الشكل في مصر . ثم هذا العدد الكبير من القتلى والدماء في كل مكان مما جعلنا نشعر باننا نشاهد فيلماً أمريكياً عن عصابات المافيا .
وهذا بالطبع لا يمنعنا من القول بان وراء هذا الفيلم عناصر نجاح فنية وتقنية ساهمت في ظهور فيلم ذو مستوى جيد . أولها ذلك الاداء المتميز من أحمد زكي ، ذلك الفنان المبدع الذي يقدم دائماً قدرات هائلة من التعبير المتنوع والثري ، ويقوم بدراسة كاملة للشخصية بحيث تحقق المصداقية الدرامية الكاملة . مؤكداً من جديد بانه أفضل ممثل قدمته السينما المصرية خلال العشرين عاماً الاخيرة .
ولا يمكن ان نغفل بقية العناصر الفنية من تصوير ومونتاج وموسيقى بقيادة مخرج متمكن ، فانها جميعاً ساهمت في تقديم دراما مشوقة وعنيفة على الطريقة الامريكية في قالب مصري مقنع .
وأخيراً لا يسعنا إلا ان نؤكد مرة أخرى بأن (الامبراطور) فيلم يعلن عن ميلاد مخرج سينمائي جيد ، يعبر في أول افلامه عن نضج غير عادي في تعامله مع أدوات وتقنيات السينما .
حابس المشعل
01-14-2008, 03:26 PM
http://www.cinematechhaddad.com/Derasat/KhBesharah/Kaborya_6_QRT.jpg
كابوريا ـ 1990
ــــــــــــــــ
في الاسبوع الماضي كان حديثنا عن فيلم (الطوق والاسورة) الذي يمثل قمة ما قدمه المخرج خيري بشارة في مرحلته الفنية الأولى. مرحلة الواقعية الجديدة. أي انه يشكل أهم النماذج التي قدمها هذا المخرج في نطاق بحثه في التعبير عن الواقع. وفي موضوعنا هذا الأسبوع سنتحدث عن فيلم أخر لنفس المخرج، فيلم يشكل انطلاقة جديدة في مشواره السينمائي، فيلمنا هو (كابوريا- 1989).
بعد أربعة أفلام صبغها بألوان واقعية شاعرية تميل إلى السواد (الأقدار الدامية، العوامة 70، الطوق والآسرة، يوم مر ويوم حلو) قفز خيري بشارة - وبلا مقدمات - إلى عالم الفنتازيا الساخرة وقدم (كابوريا). وهو الفيلم الذي استقبله نقاد السينما في مصر بفتور وأحيانا بعداوة، وأقبل عليه الجمهور المصري بحماس شديد، فحقق في الأسابيع الثلاثة الأولى له على الشاشات المصريـة، إيرادات تـعـدت الثلاثمائة ألف جنيه وهو رقم لم تسجله سوى أفلام قليلة، بينهما أفلام النجم عادل إمام.
شخصيا كان استقبالي للفيلم في مشاهدتي الأولى له استقبالا فاترا، بل أنني صدمت بالفيلم واعتبرته أقل مستوى مما تعودته من خيري بشارة. هذه الصدمة، ربما كانت نتيجة حتمية بعد كل ذلك الانبهار والتعاطف لما قدمه خيري بشارة من قبل، وان هذا التحول المفاجئ في أسلوبه، هو بالضبط ما جعلني مرتبكا في استقبالي لفيلمه الجديد.
يقول خيري بشارة : (علي المستوى الشخصي، أنا طول عمري "كابوريا" أفلامي الأربعة الأولى، على الرغم من كل العواطف التي تحملها، حققتها بوعي ذهني شديد، وفي كل مرة كنت أسابق نفسي باحثا عن كيفية التخلص من سيطرة هذا الوعي الذهني علي. كان كاتب الكابوريا في داخلي، وكبت رغبة التمرد الدائمة في داخلي .. وأثناء تحقيقي لأفلامي التسجيلية وأعمالي الروائية الأربعة قبل كابوريا، كنت أمينا مع رؤيتي في السينما هو دور تنويري (…) اليوم، من حقي أن أتغير، أنا ديموقراطي مع نفسي قبل أن أكون ديموقراطياً مع الآخرين. في داخلي أشياء مكبوتة لابد أن أعطيها فرصة للخروج، أشعر أنني كنت ديكتاتوريا على نفسي، واليوم أعامل نفسي بمنتهى الرحابة، وأرى كابوريا اقرب فيلم لتركيبتي الشخصية الحقيقية، وبداية مرحلة سأقلب فيها كل شئ من دون أي رقابة ذاتية، وسأخرج من المياه العذبة لأستمتع بالمياه المالحة!!).
ومن هنا يصبح ما قاله خيري بشارة أمراً مشروعا لأي مبدع، حيث يفترض أن يكون الفنان صادقا مع نفسه، حتى يكون صادقا مع المتلقي، فمن حق أي فنان أن يقدم ما يريده من فن، ومن حق المتلقي قبوله أو رفضه، فالاختلاف ليس ظاهرة سلبية، بل هي على العكس إيجابية خاصة في مجـال الفن والإبداع، وليس صحيحا أن نهاجم الفنان ونصادر حريته لمجرد اختلافنا معه.
ففي فيلمه (كابوريا) يتحدث خيري بشارة عن أربعة شبان من الطبقة الشعبية الفقيرة، يهوون الملاكمة ويحلمون بالمبـاريات الدولية. ويتحدث من جانب آخر عن سيدة ثرية (رغدة) تبحث عن أحاسيس قوية تخرجها من سأم حياتها المخمليـة، فتصطاد الشباب وتدخلهم في فيلتها، حيث تستبدل المراهنات علي مباريات الديوك بالمراهنات على مباريات الملاكمة، ويعيش هدهد (حمد زكى) وأصدقائه سلسلة من المواقف، يلمسون فيها زيف المجتمع المخملي، فيعودون إلى ناديهم الشعبي الصغير، ويرجع هدهد إلى حبيبته فتاة النافذة المواجهة للنادي. ولأن "الكـابوريـا" يتم اصطيادها في غبش الفجر، عندما تسير منتشية علي الشاطئ، ليتسلى بأكلها ليلا، كذلك يتم اصطياد صعاليك الشوارع فجرا، ليتسلى بهم السادة ليلا، من هنا تعمد الفيلم أن يكون اللقاء الأول بين "رغدة" و"احمد زكى" على سطح النيل في الفجر، حيت يتسلق منتشيا جدار باخرتها، وهو لا يعلم أنها تصطاده للتسلي.
هذه هي الفكرة العامة التي صاغها خـيري بشارة مـع السيناريست (عصام الشماع) للفيلم، فهما في هذه الصياغة الجديدة، قد تجاوزا ما يسمى بالواقعية، وقدما كوميديا غنائية تسخر من تناقضات الواقع الاجتماعي والاقتصادي.
يقول خيري بشارة، في هذا الصدد : (أثناء العمل علي سيناريو كابوريا، كنا دائما نردد أننا نريد أن نكون صادقين كالكريستال، لا مكان في اهتمامـاتنـا لخلفيـات الشخصيـات الاجتماعيـة والاقتصادية والزمن والمكان التاريخيين، وكل هذه الأشياء المرتبطة بـالواقـعيـة الاشتراكية، ما قبل ذوبان ثلوج 56 إنتهت بالنسبة لي، عبرت عنها في أربعة أفلام ولا أرغب في المزيد من الترداد).
وبما أن خيري بشارة يعلن صراحة بأنه في فيلمه هذا، لا يتخذ من الواقعية أسلوبا له، فلن يكون هناك مجال للحديث عن مواءمة تصرفـات أي من شخصياته في الفيلم مع طبيعتها وأبعادها من عدمها، حيث من المفترض عدم التعرض لمناقشة الفيلم بأدوات لا تتناسب والأسلوب الفني الذي يتبناه. وهذا بالضبط ما وقع فيه بعض النقاد عندما انتقدوا فيلم كابوريا، حيث تعاملوا معه كفيلم واقعي. أننا في (كابوريا) أمام فيلم فنتازي ساخر يتعرض لطبقة الأغنياء (المليونيرات) وطبقة الفقراء (الصعاليك) يسخر منهما ويدينهما في نفس الوقت. إنه يصور لنا شكلا من أشكال الاستغلال يمارسه أغنياء على فقراء.
أن خيري بشارة هنا يقدم لنا حياة هؤلاء المرفهين الباحثين عن المتعة والتسلية لقتل الفراغ والملل الذي يعانون منه، وبالتالي. يسعون للبحث عن كل ما هو جديد يكسر هذه الرتابة والملل، حتى ولو أدى إلى توظيف بعض الكـائنـات البشريـة لتحقيق أغراضهم. كما انه يدين أيضا تلك السلبية واللامبالاة التي تلازم أغنياء من هذا النوع، كذلك عندما يتناول حيـاة هؤلاء الصعاليك، فهو لايتعاطف معم تماما، إنما يقدمهم كحيوانات سرك، يتسلى بهم الأغنياء، بل ويدين سلبيتهم كذلك وقبولهم لمثل هذا الوضع المزري. ، لقد نجح خيري بشارة في تقديم فيلم جديد، هادف وسريع، حيث وفق في إدارة فريقه الفني من فنانين وفنيين، خصوصا في تلك المشاهد التي يرصد فيها، بحيوية ومهارة، أثر اللكمات علي وجوه الملاكمين.
حابس المشعل
01-14-2008, 03:34 PM
http://www.cinematechhaddad.com/Derasat/MKhan/AEsadat_7.jpg
أيام السادات ـ 2000
في البدء يجب أن نشير إلى أن الفيلم يعتبر حدثاً هاماً بالنسبة للسينما المصرية. أولاً لنجاحه الجماهيري المتميز، وثانياً لأننا أمام شريط سينمائي يتحدث عن شخصية زعامية بارزة، أثرت في تاريخ مصر والوطن العربي بشكل عام.. فهو بالتالي فيلم هام. وأجزم بأن الحملة الإعلانية الكبيرة التي سبقت العرض العام، والتي حضي بها الفيلم ولم يحضى بها أي فيلم مصري سابق، قد جعلت الكثيرون يحرصون على مشاهدة الفيلم.
وأثناء مشاهدتي للفيلم، بهرني النجم الأسطورة أحمد زكي، في أداء رائع وممتاز، وهو ـ كما عودنا دائماً ـ قادر على إدهاشنا ومفاجأتنا، فكان كل الفيلم، حيث قام بدراسة الشخصية من كل جوانبها النفسية والعاطفية، ونجح في تقمص الشخصية وليس تقليدها. هذا مما أضفى وجوده في الفيلم مصداقية على أحداث فيلم ضخم كهذا، واستطاع أن ينقذه من الفشل الحماهيري، فكان الحمل بالطبع ثقيل عليه.
أما بالنسبة للسيناريو، الذي كان أضعف العناصر الفنية في هذا الفيلم، فهو يقدم نظرة أحادية الجانب، باعتباره مأخوذاً عن كتابي (البحث عن الذات) لأنور السادات نفسه، و(سيدة من مصر) لزوجته جيهان السادات. هذا إضافة إلى أن مهمة كاتب السيناريو كانت مهمة مستحيلة، عندما يتناول فترة تاريخية طويلة من حياة الرئيس أنور السادات، تبدأ منذ صباه في الأربعينيات من هذا القرن، وحتى إغتياله في بداية الثمانينيات.. حياة زاخرة بالأحداث السياسية الهامة في تاريخ مصر والوطن العربي بشكل عام.. أحداث من الصعب الحديث عنها في فيلم واحد، حتى ولو كانت مساحته ثلاث ساعات سينمائية. وهذا مما جعله لا يهتم كثيراً بابراز الصراع الفكري والسياسي بين السادات والشخصيات الأخرى المحيطة به، ويخفق في رسم بقية الشخصيات التي كان لها تأثيراً كبيراً على أحداث الفيلم. وبالتالي فقد وقع الفيلم في الإملال من مشاهد كان من الأفضل لو حذفت، على الأقل أثناء المونتاج. وهي مشاهد يتعدى مجموعها الساعة تقريباً. ولكننا لا يمكن أن نناقش ما شاهدناه على الشاشة، حيث أن السيناريو يمكن تقسيمه إلى قسمين، الأول يتناول حياة السادات قبل وصوله للرئاسة، والآخر يتناول حياته بعد أن أصبح رئيساً. وباعتبار أن الجزء الأول غير معروف للكثيرين، فقد كان أكثر مصداقية للمتفرج، وقد أعطى أيضاً حرية أكبر لكاتب السيناريو والمخرج، في تجسيدهما لأفكار ومشاعر إنسانية خاصة بالشخصية. وقد برز في هذا الجزء بالذات أسلوب محمد خان السينمائي بشكل أكثر.
ولكن بالرغم من تلك النظرة الأحادية، فقد كان هناك الكثير من المشاهد التي توخت الحذر في الطرح، وتجنبت أي مغالطات تاريخية. وقد ساهم في ذلك بالطبع وجود مخرج كبير وراء هذا العمل، وصاحب خبرة ودراية واسعة بلغة السينما، جعله يتميز عن أي فيلم تاريخي آخر.. وهذا بالطبع لا يمنع من أن الفيلم بشكل عام لم يتجاوز تلك النوعية من الأفلام التي تتناول السير الذاتية التاريخية، إلا في النواحي الفنية والتقنية.
وفي تصريح صحفي للمخرج محمد خان بعد عرض الفيلم الجماهيري، اعتبر فيلمه هذا تحدياً واضحاً منه لمن أشار إليه بأن يترك إخراج هذا الفيلم بحجة أنه لا يتناسب وأسلوبه السينمائي، وإنه إثبات للجميع بأنه قادر على صنع فيلم يشكل إطلالة على السادات وليس سيرة ذاتية تقليدية لزعيم، وهذه الإطلالة تتيح للمتفرج حرية للتفكير وإبداء رأيه فيما يشاهده على الشاشة.
والمتابع لمشوار محمد خان السينمائي من خلال أفلامه، يدرك تمامأ بأنه مخرج لا يهتم بالحدوته، بقدر إهتمامها بالشخصيات والتفاصيل الصغيرة، وهذا بالضبط ما وجده المخرج محمد خان في شخصية السادات، فهي شخصية ثرية درامياً، مليئة بالتناقضات، والتباينات المثيرة، ولحظات القلق والتوتر، وفترات هبوط وصعود، وتارجح ما بين الحياة والموت. فهي بالتالي شخصية مغرية بالنسبة للمخرج محمد خان، الذي اهتم في هذه الشخصية بالتفاصيل الصغيرة المهمة وبالأخص الإنسانية منها.
ولكننا بالمقابل لم نجد في فيلم (أيام السادات) بصمة المخرج محمد خان الواضحة كمخرج له رؤية إخراجية فنية وفكرية خاصة. فهو، كما يعرف الجميع، أحد أهم مخرجي السينما المصرية في النصف الثاني من القرن العشرين.. أفلامه تصل إلى القلب مباشرة، باعتبارها أفلاماً سينمائية مكتملة، تتوافر فيها كل الشروط الفنية. وهو بالتالي صاحب نظرية سينما المكان في السينما المصرية. وفي أفلامه من السهل الإهتداء إلى شخصيته فيها، حتى من دون وضع اسمه عليها. إلا أن محمد خان في (أيام السادات) قد وقع في الشرك الذي وضعه له السيناريو، فكان ضحية لسيناريو ضعيف مترهل، لم ينجح هو في إنقاذه في حجرة المونتاج. ولم يكن محمد خان في أفضل حالاته. صحيح بأن الإخراج كان متقناً في الكثير من المشاهد كحرفية ـ وهذا راجع لخبرة المخرج الكبيرة، إلا أن ذلك لم يستطيع أن ينقذ الفيلم من ذلك الترهل.
حابس المشعل
01-14-2008, 03:38 PM
http://www.cinematechhaddad.com/Derasat/ABaderkhan/AWanesa.jpg
الراعي والنساء ـ 1991
نصل الى فيلم قدمه بدرخان في عام 1991، ألا وهو (الراعي والنساء)، والذي دخل به في معركة فنية. فقبل خمس سنوات عثر بدرخان على رواية لمؤلف أسباني مغمور بإسم (جزيرة الماعز)، وبدأ يستعد منذ تلك اللحظة لتقديمها على الشاشة. وبعد أكثر من كتابة للسيناريو لم تتفق مع وجهة نظر علي بدرخان، إتفق مع كاتب السيناريو وحيد حامد. ولأن بدرخان كانت له رؤية خاصة لم يقتنع بها وحيد حامد، أصر كل منهما على أحقيته بتقديم (جزيرة الماعز) من وجهة نظره. وبدأت المعركة بين الطرفين، والتي إنتهت بفيلمين: الأول (رغبة متوحشة) سيناريو وحيد حامد وإخراج خيري بشارة، والثاني (الراعي والنساء) أخرجه بدرخان وشارك أيضاً في كتابة السيناريو مع محمد شرشر وعصام علي.
يتحدث الفيلم عن الأرملة وفاء (سعاد حسني)، والتي تعيش ـ مع إبنتها سلمى (ميرنا) وأخت زوجها عزة (يسرا) ـ في مكان منعزل، حيث يعيش الثلاث يستصلحن قطعة أرض ورثنها عن زوج وفاء الذي توفي في السجن. يصل الى المكان حسن (أحمد زكي) زميل زوجها في الزنزانة، والذي يبدي إستعداداً طيباً في مشاركتهما العمل في الأرض. وبالرغم من أنه لم يكن مرغوباً فيه من الثلاث نساء في البداية، إلا أنهن تتنافسن على حبه فيما بعد. فيعرض الزواج من وفاء، وتختفي سلمى ليبدأ الجميع البحث عنها حتى يعثرون عليها. وبدون قصد تطلق سلمى النار على حسن . فتطلب عزة من وفاء وإبنتها الرحيل فوراً حتى تنفرد بحسن، ولكنها تنهار في النهاية عندما تكتشف وفاته.
هذه بإختصار الخطوط العامة لإحداث فيلم (الراعي والنساء) ، إلا أن الفيلم لا تكمن قوته وجماله في تلك الأحداث ، إنما تكمن في ذلك الشلال الملتهب من المشاعر والأحاسيس الجياشة .. تكمن في قدرة السيناريو على إبراز الجوانب المتعددة لكل شخصية ، بمناطقها الغامضة والمضيئة .. تكمن في ذلك الرصد الموفق لتباين العلاقات وإختلافها فيما بينها . فعندما يتسلل حسن ـ الخارج لتوه من سجن دام عشر سنوات ـ الى عالم النسوة الثلاث ، تتفتح أبواباً ظلت موصدة لفترة طويلة ، ونفوساً قاربت على الجدب ، وأجساداً تشققت من الضمأ تسعى الى الإرتواء ، شأنها شأن الأرض التي يحيون عليها . فنحن هنا أمام ثلاث نساء آثرن الإبتعاد والعزلة عن العالم الخارجي لظروف خارجة عن إرادتهن . وإنكفأن في وسط قطعة إرض أقرب الى السجن الإختياري .. يرعونها ويرعون فيها أغنامهن .. مساحة من الأرض قريبة من بحيرة صغيرة ، تركت مياهها المالحة آثارها المدمرة علىها . ثلاث نساء يعشن عالماً يبدو من الخارج متماسكاً قوياً ، إلا أنه مليء بلحظات من الحب والكراهية ، وتتنازعهن مشاعر متناقضة .. فوفاء تعيش أسيرة للماضي ، والحب الذي ماماد يبدأ حتى قتل ، تكره المكان وتتمنى أن تغادره . على عكس عزة التي تشعر بأن الأرض جزء من كيانها .. فهي لها ولأخيها الذي فقد حياته بسبب تمسكه بوفاء .. لذلك تكرهها وتذكرها دوماً بأنها السبب في فقدانها له ، فقد كان كل شيء في حياتها . أما الفتاة الصغيرة سلمى ، فلم يكن الأب المفقود بالنسبة لها سوى مجموعة من الذكريات الغامضة .. تحبه من خلال حكايات أمها وعمتها ، وهي تعيش أزمة نفسية نتيجة قسوة زميلاتها في المدرسة ، في محاولتهن لخدش تلك الصورة المثالية التي كونتها عن والدها .
وبدخول حسن عالم الثلاث نساء المعزول ، تتغير الكثير من المعالم . فهو يعمل في الأرض .. يقلبها .. ينتزع الحشائش البرية منها .. يغسلها .. يلقي فيها بالبذور لتنمو وتكسي تلك التربة القاحلة باللون الأخضر . وكما ينجح حسن في تغيير معالم المكان ولون الأرض ، ينجح أيضاً في تغيير النساء الثلاث وتغيير شكلهن . فقد أتى حسن الى هذا المكان باحثاً عن الأمان والحب الذي إفتقده في حياته . فهو يملك مقومات الراعي ، وهن يفتقدن الى ذلك الراعي .. يدلف حياتهن ويطرق حياتهن في وجل ، حاملاً في داخله شحنات دافئة من الحب والحنان ، لعائلة صديقه .. حيث كانت وفاء وسلمى وعزة هن محور حياة صديقه وموضوع أحاديثه ، حتى كاد حسن أن يكون جزءاً من هذه العائلة .. يعرف أدق التفاصيل عن حياة وأحلام النساء الثلاث .
يدخل حسن عالم الثلاث نساء وقلبه يخفق بخب وفاء ، إرملة زميل الزنزانة ، ذلك أنها عاشت في خياله من خلال عشرات القصص التي سمعها من زوجها . فمن الطبيعي أن يهيم بها وهو يراها أمامه الآن بروحها وجسدها . كما أنه يعلن أكثر من مرة ، بأنه كان مرشحاً من قبل رب الأسرة بأن يكون أحد أفرادها ، أي أنه كان مرشحاً للزواج من عزة . لذلك تتعلق عزة بهذه الأمنية الآن وتسعى الى تحقيقها . أما سلمى الصغيرة الضائعة نفسياً ، فتشعر نحو هذا القادم بمشاعر مختلطة وغامضة نتيجة تلك الأزمة النفسية التى تعيشها ، فتجده الأب والأخ والصديق ، ولكنها كمراهقة تحبه ، أو على الأقل تتصور بأنها تحبه .
وتتجه الدراما الى مرحلة التشابك ، وذلك عندما يجد حسن نفسه محاطاً بحب النساء الثلاث . فهو يفتح نافذة الأمل أمام وفاء عندما يعلن لها عن رغبته بالزواج منها ، وهي بالتالي تعبر عن سعادتها وإحساسها ـ بصوتها المتهدج ونظراتها الهائمة ـ بإمكانية أن تبدأ حياتها من جديد . وبالرغم من أنه يحب وفاء ويهيم بها وهي تبادله هذا الشعور ، إلا أن عزة كانت قد قررت أن تستحوذ عليه كبديل للزوج المفتقد والأخ المفقود ، فقد فجر وجوده في حياتها طاقاتها الحسية والجسدية ، وإندفعت ترتوي منه رغماً عن مشاعره . أما سلمي ، فهي تدخل حلبة هذا الصراع على حسن ، كارهة إندفاع عمتها وعشق أمها له . تصفعها أمها في غضب عارم عندما تستثيرها ، لتهيم على وجهها منهارة والإرتباك مسيطراً على مشاعرها .
في هذا الفيلم الأخاذ ، نجح على بدرخان في تقديم نسيخ من المشاعر والأحاسيس التي غلفها بقدر كبير بالتفاصيل الصغيرة التي ساهمت كثيراً في تطور الدراما ، من غير السقوط في براثن الميلودراما الفجة . هذا إضافة الى أن السيناريو لم ينزلق الى التفسير الجنسي الغرائزي لسلوك أبطاله ، وإنما تابع تصرفات شخصياته وعلاقاتهم وهي تنمو على مهل وعلى نحو شاعري يميل الى الواقعية . فعلي بدرخان هنا لا يدين شخصيات فيلمه بقدر ما يحنو عليهم ويتفهم دوافعهم ويترفق بمصائرهم ويتعاطف مع سلوكياتهم ويبرر تصرفاتهم . هكذا عبر علي بدرخان عن مشاعر شخصياته من خلال بناء بصري أخاذ ، كان للكاميرا دوراً كبيراً في خلق روح شاعرية تناغمت مع الموسيقى ذات التعبير الدرامي والمونتاج المتميز بالإيقاع الحيوي والمزج الناعم الذي حافظ على وحدة الإيقاع داخل اللقطة والمشهد. كما نجح علي بدرخان الى حد كبير في إدارة ممثليه الذين قدموا طاقات إبداعية هائلة في الأداء .
حابس المشعل
01-14-2008, 06:13 PM
عصام عطية
في مثل هذه الأيام من كل عام.. وعلي مدي 28عاما.. كانت محطات الاذاعة والتليفزيون تكثف الجرعات 'الحليمية' من أغان وأفلام ومقاطع من أحاديث مسجلة.. وذلك استعدادا لحلول ذكري وفاة العندليب الراحل عبدالحليم حافظ.. لكن هذا العام تناول المشاهدون والمستمعون جرعات مكثفة من أغنية 'موعود' التي رأي القائمون علي محطات تليفزيونية وإذاعية.. أنها خير ما يمثل الفترات الحرجة الأخيرة في حياة الراحل أحمد زكي الذي جسد شخصية العندليب في فيلم لم يكتمل..
وفي السنوات القليلة الماضية كانت الذكري التي تؤلب مواجع المتضررين في الفيديو كليب والتطورات الحادة التي فتكت بالأغنية المصرية، فرصة للولولة علي الرصانة والوقار.. والبكاء علي أطلال الفن الراقي والنحيب علي زمن الالتزام وذلك تحت شعار إحياء ذكري العندليب..
والذكري ال 28 لرحيل العندليب عن عمر 47 عاما خففت هذا الاتجاه أو كاد يختفي لسببين أولهما الاستقرار النسبي الذي تمكن الفيديو كليب من تحقيقه رغم أنف الجميع والثاني هو انشغال الجماهير بمرض أحمد زكي الذي لقب بالعندليب في آخر أيامه بسبب فيلم حليم والتشابه الذي ربط بينهما، ورغبة أحمد زكي في تجسيد شخصية عبدالحليم حافظ حتي الأيام الأخيرة لمرضه.. وأوجه التشابه الكثيرة التي تربط قصة حياة الفنانين حافظ وزكي ثم رحيل زكي قبل أيام من حلول ذكري حليم ولسبب ما اعتبرت الجماهير، عبارات ولقطات تأبين الفنان أحمد زكي في حد ذاتها احتفالا بذكري رحيل العندليب دون الحاجة إلي الإشارة المباشرة لذلك.
وبدلا من التركيز علي التفتيش في الدفاتر القديمة لدي مؤرخي التاريخ الفني منذ عقود من أجل إعادة تدوير مقالات ومواضيع لاتخرج عناوينها عن إطار 'أسرار لم تنشر من قبل عن العندليب' و'الحب الوحيد الحقيقي الذي لايعرفه أحد في حياة العندليب' اتسع المجال هذا العام ليشمل كذلك. أسرار لحظات رحيل الفنان الأسمر.. ومحطات تنشرها للمرة الأولي في حياة أحمد زكي.. فها هي قصة حب جمعت بين العندليب وزكي وسعاد حسني والآن الكل يبحث في أوراقه القديمة ليخرج لنا بسر خطير جدا عن الراحلين.. ولكن هناك جهة واحدة لن تنشر أسرار حليم.. ولكن تحتفل بذكري العندليب وهي دار الأوبرا.. صحيح أن دار الأوبرا المصرية لن تغير من عادتها في الاحتفال بذكري عبدالحليم حافظ بإقامة حفلات موسيقية يحييها مطربو الدار ومطرباتها من دون الاشارة إلي أحمد زكي لأنه لم يكن مطربا.. لكن من المؤكد أن مرتادي حفلات الأوبرا سيستمعون إلي أغاني عبدالحليم حافظ علي إيقاع ذكريات النمر الأسود.. وما بين حياته ورحيله حياة امتدت 47 عاما عاشها وهو ملئ بشجن كبير ما أن تلتقي بوجهه وهو يملأ شاشة السينما بفيضان من المشاعر والأحاسيس رقة.. وعذوبة وحبا.. نذوب عشقا عندما نسمع صوت حليم يغني ومشاعره التي تنطق بمعان كثيرة نجدها أيضا في أداء أحمد زكي التمثيلي ولو كان هناك من يلقب حليم بأستاذ المشاعر فهناك من يلقب زكي بأستاذ فن التقمص.. فأحمد وحليم بين الاثنين تشابه كبير سواء في حياتهما أو مرضهما أو حتي وفاتهما..عاني حليم عبر مشواره واجتهد كثيرا.. ولم ينتظر مجئ الفرصة بل طرق كل الأبواب هكذا أيضا عاني أحمد زكي حياة مليئة بالقلق وهو الذي وصفه أحد الأطباء النفسيين بأن هذا القلق هو الذي يخرج لنا ابداعات هذا العبقري..
أنشودة حليم
هل يتصور أحد أن يطلب فنان من منتج الفيلم الذي يؤديه أن يصور مشاهد جنازته حال موته ويعرضها بدلا من مشاهد جنازة بطل الفيلم عبدالحليم الذي يمثله أي بدلا من مشاهد جنازة عبدالحليم حافظ الذي مات في 30 مارس قريبا من تاريخ موت أحمد زكي في 27 من نفس الشهر..
إن أحمد زكي فعلا كان واعيا ليس فقط بأهميته المطلقة التي تطاول أهمية عبدالحليم بل أيضا واعيا بموته القادم ذلك الموت الهاديء والمتوقع وهنا يكمن اختلاف هام بين النجمين ففي اللحظة التي يتحقق فيها الوعي الصريح بالتشابه بينهما من قبل أحمد زكي يتم اختراق هذا التشابه عبر اختلاف طفيف بين طبيعة موت أحمد زكي وعبدالحليم حافظ..
حيث كان الموت في حالة حليم موتا مدويا وانتحار الفتيات بإلقاء أنفسهن من البلكونات أما في حالة أحمد زكي فهو موت بطئ وسرطاني كل يوم ينهش جزءا من جسده.. لا نفاجأ بالموت علي الرغم من تفاقمه في الأيام الأخيرة قبل وفاته.. الكل كان يسأل متي سيموت.. يختلف هذا السؤال بالبداهة عن سؤال سيموت أم لا؟.. من هنا كان الحزن مضاعفا في زمن ما علي عبدالحليم والآن الحزن أكثر علي أحمد زكي..
واذا ذكرنا رسائل المعجبين وتليفونات المحبين التي كانت تصل يوميا لحليم وهو مريض لاننسي تلك الرسائل التي وصلت لأحمد زكي والتي كان آخرها رسالة من أحد معجبيه يعرض عليه التبرع بأي عضو من جسده للمساهمة في شفائه.. أيضا رحل حليم قبل أن يكمل رائعة الموسيقار عبدالوهاب من غير ليه وأيضا رحل زكي قبل أن يكمل رائعته أنشودة حليم..
أنشودة حليم قد بدأت عام 1929 عندما استقبلت قرية الحلوات التابعة لمحافظة الشرقية مولودا جديدا يسمي عبدالحليم علي إسماعيل شبانة والذي توفيت أمه أثناء ولادته وتبعها والده بعد فترة قصيرة.. وبدأت تظهر موهبته الموسيقية أثناء المرحلة الأبتدائية وكان أخوه إسماعيل شبانة أول من درس له مادة الموسيقي بالمدرسة والتحق بعد ذلك بأوركسترا موسيقي الاذاعة المصرية وفي عام 1952 بدأت شهرة عبدالحليم بعد غنائه في الحفلات العامة علي ألحان محمد الموجي وبدأت شهرته من الاتساع عام 1954 عندما قام بالغناء في عيد الثورة معبرا عن أحلام وطموحات الجيل الجديد وبعد مرور 28 عاما مازالت أغنياته سواء العاطفية والوطنية هي الأكثر تعبيرا عن الأحداث السياسية في مصر.. وقد قيل عن عبدالحليم أنه قام بترجمة أحلام وطموحات الدولة إلي أغاني.. وقد ساعدته القصائد الحماسية لشعراء مثل مرسي جميل عزيز وحسين السيد وصلاح جاهين وأحمد شفيق كامل وعبدالرحمن الأبنودي الذين قاموا بكتابة كلمات بسيطة ولكنها معبرة وقد شجعه الموسيقار العظيم محمد عبدالوهاب والملحن الشاب آنذاك بليغ حمدي الذي شاركه في رحلة الابداع فجاءت أغانيه العاطفية بسيطة وصادقة وكان صوته معبرا عن مرحلة شديدة الأهمية في التاريخ العربي حيث الآمال الوطنية وأحلام المستقبل بعد الاستقلال وطرد الاستعمار..
والمحتفلون الآن بذكري وفاته الثامنة والعشرين وهو رقم ليس يوبيليا بأي حال.. يبدو كأنهم لم يهتدوا إلي ما كان يميزه عن سائر فناني جيله من مغنين وممثلين سينمائيين.. المقالات التي كتبت للمناسبة في الصحف والمجالات المصرية علي اختلافها رأت فيه مطرب الثورة مذكرة بأغنياته للسد العالي وللرئيس الراحل جمال عبدالناصر.. فدائي.. فدائي.. أهدي العروبة دمائي.. كما رأت فيه مطرب الشباب الطموح مثلما في أغنية الناجح يرفع إيده.. كما أنه أصبح مطرب الحب والعشق عندما يقول دمرتني لأنني كنت يوما أحبها.. هذا هو عبدالحليم حافظ الذي جسده أحمد زكي.. ليجسد لنا أنشودة الألم والمرض والعذاب والكفاح والنجاح هي أنشودة حليم..
آخر مشهد
آخر مشهد صوره الفنان الراحل أحمد زكي قبل حدوث أزمته الأخيرة في فيلم حليم يوم 3 مارس كان مشهد ليل خارجي لعبد الحليم حافظ أمام مسرح مدرسة السعيدية بالجيزة.. وهو مشهد استقبال الجمهور لحليم عند وصوله المسرح قبل أن يصعد ويغني قارئة الفنجان التي كان أحمد قد انتهي من تصويرها بالفعل واستغرق تصوير المشهد ما يقرب من الساعة تغلب فيها أحمد علي آلامه ليظهر عكس ما يشعر به وذلك في ظل أجواء كانت مليئة بالأتربة والزوابع وكان هذه بداية أزمته الصحية الأخيرة لتصل إلي مرحلة ذروة الألم ويرحل.. بعد توقف العمل بالفيلم ولكن انتهي الفيلم..
حابس المشعل
01-14-2008, 06:30 PM
http://www.cinematechhaddad.com/Aflam/AlEmbaratoor.jpg
موسيقى الامبراطور!
للتحميل:
http://www.2shared.com/file/1730499/782dd5ca/emprator1.html
احد اهم واعظم افلام
احمد (ذكي)!
حابس المشعل
01-14-2008, 06:47 PM
http://www.up7up.com/pics/L/14/1197433723.bmp
بقلم طارق الشناوى
في بداية عملي بالصحافة تحت التمرين كنت لا أزال طالبا بكلية الأعلام التقيت به في مكتب المخرج و المنتج الراحل سيد عيسى. كان سيد عيسى قد وقع اختياره على أحمد زكى و أسند له دور بطولة في فيلم "شفيقة و متولي" أمام سعاد حسنى!!
كنت في تلك السنوات "نهاية السبعينيات" و أعترف بأني لا أزال أعشق الأخبار الساخنة و جاءت لي الفرصة على طبق من ذهب، حيث أن "سيد عيسى" يفتح النار على" سعاد حسنى" لأنها لم تستكمل تصوير الفيلم. :أن سيد عيسى قد أقام في قريته بالمنصورة و اسمها "بشلا"- أستوديو و شرع في تصوير الفيلم و سعاد حسنى تماطل في التنفيذ و سيد عيسى يطلق قذائفه عليها و أنا أكتب هذه القذائف و أحمد زكى في أحد أركان المكتب يتابع الموقف صامتا.. غادرت مكتب سيد عيسى و كنت أقفز فرحا على درجات السلم و استمعت إلى وقع أقدام تتابعني، و إذا به أحمد زكى يستوقفني و هو يحدثني عن معاناة الفنان للحصول على البطولة. و أن له زملاء ينتظرون مثل هذه الفرصة. و إنني إذا كتبت هذا الموضوع الساخن على صفحات روزاليوسف سوف تزداد الفجوة بين سيد عيسى و سعاد حسنى و يتوقف مشروع الفيلم و تضيع عليه البطولة.
أثناء سيرنا على الأقدام في شارعي الألفي و عماد الدين و الشوارع المحيطة بهما كان عدد قليل من الجمهور قد بدأ في التعرف على أحمد زكى باعتباره "أحمد الشاعر" في مسرحية "مدرسة المشاغبين" ، و لم يكن لأحمد زكى دور أكثر شهرة في ذلك الوقت. و لم يعلم أحد أن اسمه "أحمد زكى" كلهم عرفوه فقط على انه "أحمد الشاعر"..
استطاع أحمد زكى إقناعي بان أحقق قليلا من سخونة الحوار و أن أحاول أيضا تهدئة الأطراف، تعاطفت مع أحمد زكى و جيله من المطحونين و شعرت بأن شهيتي المهنية تهون أمام القضية الأهم و هي مستقبل جيل ..
هكذا أخذتني مشاعر رومانسية نبيلة!!
و توقف مشروع الفيلم رغم كل ذلك و أسند الإخراج إلى على بد رخان الذي رشح أيضا أحمد زكى لدور "متولي" و بدأ اسمه يلمع باعتباره "أحمد زكى" النجم الأسمر و لم يعد أحد يذكره "بأحمد الشاعر" و بالطبع لم يعد متاحا لأحمد زكى التجول بحرية سيرا على ألأقدام في شوارع وسط المدينة و انتقل من لقب "الشاعر" إلى لقب أخر هو "الترمومتر" أصبح أحمد زكى هو ترمومتر الأداء الدرامي في العشرين عاما الأخيرة’. انه الفنان الذي أصبح مقياسا للجودة مثلما كان "رشدي أباظة..مثالا على النجومية الطاغية في جيله رغم تعدد النجوم. هكذا أحمد زكى هو مقياس الأداء رغم تعدد الموهوبين في جيله.
أحمد زكى شأنه شأن كل النجوم لا تلمع موهبته إلا إذا كان هناك دور يفجر هذه الطاقة و يستفزها. و لهذا اختلفت معه على عدد من الأفلام التي قدمها و التي لا أرى فيها أكثر من تبديد للطاقة. لكنه في المقابل عندما يعثر على فيلم مثل" البريء" أو" الحب فوق هضبة الهرم" أو" طائر على الطريق" أو" أضحك الصورة تطلع حلوة" في هذه الأفلام تنشط خلايا الإبداع و تتلبسه الشخصية الدرامية التي يؤديها. أختلف مع أحمد زكى في عدد من الأفلام ، ووجدت انه لم يعد أحمد الشاعر الذي عرفته في بداية المشوار ، و لم يعد يتقبل الرأي الأخر بسهولة و خاصة أن النجم في العادة يحيط به عدد من المنتفعين أو المبهورين دوما، و رغم ذلك فان مساحة تقديرى لموهبة أحمد زكى لم تتقلص في داخلي، و إن كانت لقاءاتنا باتت فقط عبر الشريط السينمائي.
و جاء فيلم "أرض الخوف" الذي يمزج فيه أحمد زكى بين الأداء الصوتي الدرامي و الأداء كمعلق على الأحداث. و نتابع الشخصية عبر 20 عاما في مشوارها، و يقدم أحمد زكى نغمات أداء متباينة تتوافق مع هذه الشخصية التي تعيش أكثر من بعد. فهو ضابط الشرطة المزروع داخل عصابات المخدرات، و هو في نفس الوقت بدأ يتعايش مع شخصيته الأخرى المتحررة من كل قيد، لكنه أحيانا يستيقظ و يبدأ في صراع بين الشخصيتين . فيلم "أرض الخوف" لدا وود عبد السيد، لا يمكن أن يتحقق فنيا بعيد عن عبقرية الأداء التمثيلي
و هكذا تعانق العمق الفكري و البصري و الصوتي لدا وود عبد السيد مع أحمد زكى القمة بلا نازع في هذا العام. و هكذا أصبح شاعر "المطحونين" هو" ترمومتر" الموهوبين فعلا.
حابس المشعل
01-14-2008, 08:28 PM
رسالة من قاريء
ــــــــــــــــ
[http://www.up-00.com/uploads/WMe35032.bmp (http://www.up-00.com/)]
وَحْدك ولكن لك من حزنك إكثار
.......... أحباب, وأبواب, وصلَوات أمة!
عمر علي.
.
.
بردان ياابو هيثم؟! :)
حابس المشعل
01-14-2008, 08:39 PM
رسالة من قاريء
ــــــــــــــــ
[http://www.up-00.com/uploads/WMe35032.bmp (http://www.up-00.com/)]
وَحْدك ولكن لك من حزنك إكثار
.......... أحباب, وأبواب, وصلَوات أمة!
عمر علي.
.
.
بردان ياابو هيثم؟! :)
عارف ايه أجمل شي ممكن الفقير يرتكبه في حق البرد ياابو هيثم؟!
الموسيقى
جربت طبعاً تبكي من الداخل
لكن
جربت تموت؟!
طيب ايه رأيك تسمع معايا [وداع] لـ عمر خيرت
http://206.51.227.40/~mmuzcom/xxsongs/egypt/monaw3at/wda3.rm
حابس المشعل
01-14-2008, 09:56 PM
مدد !..
http://www.ashkra.com/news/photos/ashkra_art622.jpg
لـ الليل سِلّم لـ السما: رعشة ولـ الضي:اعتراف
ــــــــــــ لـ الملح حلم... ولـ الأمل لفته... وْلـ التربة جسد
إفتح عيونك.. لـ الشوارع.لـ المآذن.... لـ الجفاف
ــــــــــــ أسماء تنطقنا: عطش/...... وأسماء تسقينا: مدد
ياسيدي............ هذا الوطن مبتور...وبْليّا ضفاف
ــــــــــــ أغلب محطاته: قهر.../ غربة.....ولا....حولك أحد
ملّينا طعم الأرصفة........./نقرا الهزيمة: اعتكاف
ــــــــــــ أجيال جوع.. ومؤمنة.. بـ الكل... والـ فرد الصمد
لـ الخوف: دفتر لـ الألم: رشفة وْ لـ الغي انجراف
ــــــــــــ لـ الموت صوت وْلـ الحكي مشهد ولـ النكسة بلد
حابس المشعل
01-14-2008, 11:18 PM
http://www.up-00.com/uploads/9Sp67316.jpg
والآن ياكبيرنا الذي علمنا حب الحياة
وشرح لنا منهج البكاء والغناء
أشعر بـ حزن وفقد و .. وحدة مزعجة
لاأريد ازعاجك بتفاهاتي/ حكاياتي الغبية
لاتقلق سأعود
اهتم بنفسك/ هيثم سيحل محلي
اخبرني قبل قليل انه سيأتي ومعه سعاد
سعاد ياأحمد
لك حبي :)
حابس المشعل
01-15-2008, 12:03 AM
تصبح على خير
وأحلام سعيدة مع هيثم
يابو هيثم :)
حابس المشعل
01-15-2008, 11:49 PM
مدد !..
http://www.ashkra.com/news/photos/ashkra_art622.jpg
لـ الليل سِلّم لـ السما: رعشة ولـ الضي:اعتراف
ــــــــــــ لـ الملح حلم... ولـ الأمل لفته... وْلـ التربة جسد
إفتح عيونك.. لـ الشوارع.لـ المآذن.... لـ الجفاف
ــــــــــــ أسماء تنطقنا: عطش/...... وأسماء تسقينا: مدد
ياسيدي............ هذا الوطن مبتور...وبْليّا ضفاف
ــــــــــــ أغلب محطاته: قهر.../ غربة.....ولا....حولك أحد
ملّينا طعم الأرصفة........./نقرا الهزيمة: اعتكاف
ــــــــــــ أجيال جوع.. ومؤمنة.. بـ الكل... والـ فرد الصمد
لـ الخوف: دفتر لـ الألم: رشفة وْ لـ الغي انجراف
ــــــــــــ لـ الموت صوت وْلـ الحكي مشهد ولـ النكسة بلد
..وداعاً :)
حابس المشعل
01-16-2008, 12:20 PM
http://www.up-00.com/uploads/brJ55519.jpg (http://www.up-00.com/)
لوقلت من هذا الحكي
بعض الحكي
ماعاد عصفور لـ سما
ولاعاد كل أحمد.. زكي!
أشوفك على خير يابو حميد
صعب اواصل في زاوية فارغة
يمكن أرجع
المهم دير بالك عليك
وابتسم تكفى!
:)
في أمان الله
حابس المشعل
01-17-2008, 12:18 PM
http://www.up-00.com/uploads/9Sp67316.jpg (http://www.up-00.com/)
أحمد [ذكي]!
ــــــــــ
فكّر..وقال الليل: صندوق الأحباب
ــــــــــ الشمس:[كحّه]/ والشبابيك: قنديل
أسمر لـ ناس الحزن تعريفة تراب
ــــــــــ أصوات تمطر/ توشك أطرافه تسيل
مُبهم.... ولكن فيه مايُرغم الباب
ــــــــــ على الأصابع والـ بدايات والـ هيل
* لـ عبدالكريم عبدالرحمن
( عاد عيدك) ..
لو تلوّح لـ السما بـ تبوس إيدك
لوتبوح من المطر مايشبه الـ :دم
دمّك يقبّل وريدك
(عاد عيدك)!
حابس المشعل
01-17-2008, 12:32 PM
http://kabreet.egypty.com/issue10/images/large/AZaki_10.jpg
البرد: الوجة الآخر للهذيان!
ـــــــــــ
وإلتفاته ..
مومس تناديك: هاته
زين قلبي؟!
يااخي قم اعلن: وفاته!
حابس المشعل
01-17-2008, 12:38 PM
لـ الحديث مع الأموات نكهة [تشابه] توسل/ تسول الحياة!
في امان الله
حابس المشعل
01-17-2008, 09:22 PM
http://www.up-00.com/uploads/WMe35032.bmp
لـ حزن الحزن لـ النقطة لـ برد الأزمنة لـ النار
ــــــــــ لـ دار العار لـ الشهوة لـ خزي الحاكمين بـ زور
لـ ثور يثور لـ السور.. وْ لـ أمة عاجزة لـ جدار
ــــــــــ لـ جار يُدار لـ السطوة لـ خطوة لـ الظلام/ النور
بـ أغنّي نزوة البارود: صوتك وأغرس الأسرار
ــــــــــ بـ صدر الخوف وأتمدد لـ صوت المقبلين جسور
حابس المشعل
01-17-2008, 09:49 PM
http://www.6rbx.com/song3/iraq/elyas/elyas_wlray-lna9ria.ram
أبوذية الراي ـ الياس خضر
حابس المشعل
01-17-2008, 10:06 PM
http://kabreet.egypty.com/issue10/images/films/large/SAsamak_3.jpg
الموت: ملح الحياة!
حابس المشعل
01-17-2008, 10:09 PM
http://kabreet.egypty.com/issue10/images/films/large/SAsamak_3.jpg
الموت: ملح الحياة!
مشكلتك انك ماتموت!
حابس المشعل
01-17-2008, 10:22 PM
http://www.up-00.com/uploads/QK601275.jpg (http://www.up-00.com/)
و ..
لا يموتون !
حابس المشعل
01-17-2008, 11:18 PM
..
النهاية.
حابس المشعل
01-18-2008, 12:18 PM
..
الهروب
http://www.cinematechhaddad.com/Derasat/AAltayeb/Alhoroob_1.jpg
في الهروب..
كانت الـ كاميرا: معصية
منتصر: يرفض يتوب!
في الهروب..
كانت القهوة: سيناريو
مشهد الـ التوديع: كوب!
في الهروب..
منتصر:حالة موسيقى
والسما: صورة غروب!
في الهروب..
وحدنا كنّا النهاية
وحدنا كنا الهروب!
..
حسبي الله عليك يامشعل !
.
حابس المشعل
01-20-2008, 12:06 AM
..
حزييييييين
ومخنوق ياصديقي !
حابس المشعل
01-20-2008, 12:19 AM
http://asamyna.jeeran.com/zky5.jpg
ذات يوم، حين كان احمد زكي انتهى لتوه من تصوير دوره في فيلم «أيام السادات» حيث لعب دور الرئيس الراحل أنور السادات، بعد سنوات قليلة من لعبه دور الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر في «ناصر 56»، سألناه، وكان يتحدث لحظتها عن قرب لعبه دور عبدالحليم حافظ (كان «حليم» في اي حال آخر فيلم مثله منجزاً 90 في المئة من دوره فيه قبل رحيله) ثم دور الشيخ الشعراوي في فيلمين لاحقين، عما اذا كان علينا ان نتوقع ان يلعب بعد ذلك دور ماري منيب في فيلم عن حياتها، فأجاب بكل هدوء، مع نصف ابتسامة، وكأنه يحل معادلة حسابية بسيطة: لم لا...؟ فقط سيكون التحدي مثلثاً. وشرح: التحدي العادي الذي يجابه الفنان حين يقوم بأي دور على الاطلاق، والتحدي الكامن في لعب دور شخص يعرفه الناس جيداً، ولهم صورتهم المعهودة عنه... وأخيراً، كما قال، تحدي قيام رجل بدور امرأة! واذ قال هذا ابتسم اكثر واضاف: على اية حال «عملها» جاك ليمون وطوني كورتيس من قبل أليس كذلك؟ الممثل الاكثر طبيعية وتألقاً وسماراً، في تاريخ السينما العربية كلها، والذي رحل عن عالمنا، أمس بعد صراع بطولي ومحزن مع المرض، كان لا يرى ان ثمة في الفن ما هو مستحيل. وكان على حق، اذ من كان يمكنه ان يصدق قبل مجيء احمد زكي، ان ممثلاً له سمات الارض وملامح النوبة، وعمق النيل، يمكنه ذات يوم ان يلعب ادوار بطولة في افلام كان ابطالها في معظمهم قاهريي الشكل، اوروبيي السمات، يعيشون في قصور، او يتطلعون الى العيش فيها؟
احمد زكي قلب المعادلة، مثله مثل كثر من ابناء جيله، بعده، وربما قبله ايضاً - بالنسبة الى من لم يكونوا على دكانة لونه، وعمق نظراته الاصيلة - وكان ان تمكن بالتالي من ان يتربع ثلاثين عاماً على عرش النجومية في السينما المصرية. تحديداً منذ اواسط سنوات السبعين من القرن العشرين حين كانت ادواره - الثانوية - الاولى مع نادر جلال ثم محمد راضي (في «أبناء الصمت»)، ولكن خصوصاً منذ بداية الثمانينات، حين تزامن صعوده، مع بروز ما سيدعى لاحقاً «سينما الواقعية الجديدة» في مصر، سينما محمد خان وخيري بشارة ورأفت الميهي وعلي بدرخان وغيرهم. فهذه السينما أتت محتاجة الى ممثلين من نوع جديد، لأن شخصياتها كانت مختلفة تماماً: طالعة من صفوف الناس مباشرة، ومن واقعية الحياة الحية من دون مواربة. وهنا أتى احمد زكي، المولود العام 1949، والدارس قبل ذلك في «المعهد العالي للمسرح»، أتى ملائماً تماماً. ولا سيما في شرائط كانت مهنة ابطالها تشكل عنصراً اساسياً في سمات شخصيتهم. ولأن احمد زكي يشبه كل شاب مصري، وحياته تشبه حياة كل فرد في مصر، كان من السهل له ان يجسد عامل تصليح السيارات (في «عيون ساهرة») او حلاق النساء (في «موعد على العشاء») او سائق التاكسي (في «طائر على الطريق»)، وصولاً الى مسؤول الاستخبارات في «زوجة رجل مهم»... ولم ليس الطبال ايضاً في «الراقصة والطبال»؟
في كل تلك الادوار... وأكثر من هذا: في كل تلك المهن، تمكن احمد زكي من ان يبدع ويقنع، ما جعله الابرز والأكثر شعبية، بين ابناء جيله، في افلام كان من السهل على عشرات ملايين المتفرجين ان يتماهوا مع شخصياته فيها. ومن هنا، لاحقاً، حين جسد عبدالناصر او السادات... لم يكن صعباً عليه ان يبدع ويقنع... الى درجة ان كثراً لم يعودوا قادرين على تخيل صورة هذين الزعيمين التاريخيين، إلا تحت ملامح مجسّدهما.
ابراهيم العريس
حابس المشعل
01-20-2008, 12:22 AM
أخذنا أحمد زكي من قلقنا البيروتي، كان الحزن عليه أقوى، دعانا الى استراحة من مشاعر الخوف على مستقبلنا، لنغوص في لحظات التأمل... ونسأل: من بعده هل ننتظر ولادة ممثل يتمتع بموهبة فذة كموهبته؟ هل يعترف عصرنا هذا بمن يشبه أحمد زكي؟ شاب فقير بشرته سمراء، يقتحم الشاشة متحدياً المعايير، ثم يقلبها ليصير واحداً من أبرز النجوم...
نجح أحمد زكي - حتى في موته - في أن يفرض نفسه على أحاديثنا، لكنه أمس لم يكن مادة النقاش فقط، نزع الدموع من عيوننا من دون أن نتوقع ذلك. لم نعرف أن موته الذي كنا نتوقعه سيهزنا الى هذا الحد. سنفقده حتماً لأنه منا: فنان عملاق يشبه أي مصري بسيط، ويلخص بعض أحلامنا... لنقل إن نجاحه إغواء لنا ودغدغة لطموحاتنا، هو الذي لم تأت به الى الشاشة «واسطة» من أي نوع، بل ربما وقفت في وجهه معظم «عراقيلها».
يقولون إنه قلب المعايير لأن صار نجماً، من دون أن يكون وسيماً. أحمد زكي ليس أشقر، عيناه ليستا بلون البحر. لكنهم ظلموه عندما أغفلوا جماله، هو بالطبع ليس من فئة وسيمي السينما في السبعينات من القرن الماضي، شعره ليس «مسبسلاً»، ويداه غليظتان، لكن في عينيه الشديدتي السواد سحر ، وفي نظرته الحادة جاذبية، وفي ابتسامته رقة الفلاحين والأشقياء، ألا تذكرونه في «أحلام هند وكاميليا»؟ هل ننسى تلك المشاهد التاريخية التي تسجل له وللسينما المصرية في «زوجة رجل مهم» ؟ أم نسترسل في وصف ذلك المارد الشاب الذي فرض نفسه غريماً لعملاقة الشاشة سعاد حسني في « شفيقة ومتولي»؟ ثم جاءنا ب «البيه البواب» وب «سواق الهانم» و»معالي الوزير» و»اضحك علشان الصورة تطلع حلوة» وغيرها من الأفلام التي كانت تشدنا اليه، فأخذنا الى دنيا جديدة من اللألوان والصور... لكنها دنيا شديدة البؤس تشبه واقع المصريين الفقراء في انتكاساتهم أو صعودهم أو أحزانهم ومخاوفهم.
ربما لهذه الأسباب نحبه. وربما لأننا نشعر أنّا بفقدانه، إنما نفقد جزءاً منّا، قد نتذكر أيضاً أن السينما المصرية في السنوات الأخيرة لم يعد فيها المساحة الكافية لأحمد زكي، وبأن عشرات الأفلام التجارية التي تنتجها كل عام لا تتستع له ولا تليق به، ولا تشبهه. لكننا كنا نمني النفس بالأمل، بإيمانه الكبير بالفن السابع. كنا نعتقد أنه سيشهد ولادة جديدة للسينما...لكنه طوى الصفحة ورحل.
تألم أحمد زكي كثيراً، وكابد الألم ليقف أمام الكاميرا... وغداً عندما سيطل مجدداً عبر الشاشات الفضية لن يكون بيننا. سنمسح بالطبع بعض الدموع، ونعرف أننا نشاهد رجلين في فيلم واحد: عبد الحليم حافظ وأحمد زكي اللذان طواهما الموت، بعد أن تشابهت سيرتاهما.
حابس المشعل
01-20-2008, 11:37 AM
لما تشوف انك:
تنزل
تنزل
تنزل
تنزل
تنزل
لاتستغرب اذا مرّك واحد وقال:
مرحبا يا: طين!
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,