خنساء بنت المثنى
01-30-2008, 11:26 PM
يا وطنـ ... نحروكـ في داخليـ
مقدمة..
بلاد عربية تحمل من العروبة ما يكفي لكي تنزه عن التعرب !!!
يسري فيها العرق والوريد اللذين يغذيان أرضها بماء حمل على صفحاته تاريخ حفر حروفه في صخور الذاكرة
تمتد جذور تاريخه حتى عمق سبعة آلاف سنة خُط في كل يوم فيها جرح أو رسمت ابتسامة ... يأتيانه من الشمال
حتى يلتقيان بعناق واحد ويصبان في الخليج العربي .
أمتد فوق بساطته الأخضر باسقات خضروات صمدت بوجه الرياح لتعلم شعبنا أن من حفر جذوره في أرض صلبة لن تقلعه أعاصير الظلم ونائبات الزمان ... فأمست الأمثال تضرب بنخله الشامخ .
جمعت حضارته التناقض بين عنف ملحمة گلگامش وجمال الآلهة عشتار ... وتنوعت وأمتد حتى تنورت بشعاع
الإسلام ونهض فيه ونفض عنه غبار الجاهلية حتى أصبح مركز للدولة الإسلامية في العصور الأموية والعباسية
حتى بدأت أطماع الغرب تتجه أليه في بداية لعصر أسود من الاحتلال والحروب والثورات المشرفة ...
مداخلة ...
كل ما مر في المقدمة أصبح هشيم ما بقي منه رماد شعب وأطلال حضارة وعصارة جراح وآلام وعويل أمهات ثكلى واحتضار طفولة أيتام وصراع مرير للحياة في زمن الموت !!!
لربما يجسدون يوما ما صورا للصمود والإرادة وينبعثون من رمادهم فهم شعب ثورة العشرين في آخر المطاف
فما زال هناك بقايا تحت هذا الركام من أيمان بالوطن وحبا لترابه وكما يقال (( لو خُليت قلبت )).
مشاهد ...
دخلوا مدججين بالسلاح عاثوا فسادا كأنهم سيل من حامض مذيب لكل معالم الأمان والتمدن حتى وصل الى
إذابة معادن البشر !!!
أسقطوا صنم وخلقوا أصنام أخرى ...
أعدموا طاغية وخلدوه تمثال صمود ...
غزلوا نسيج المؤامرات والدسائس في سبيل نهب الثروات وتنفيذ تلك المخططات الصهيونية وحاكوا أرواب
تليق بما يسمى حكومات انتقالية !!!
حقن تراب هذا البلد بكل سم أفرزته أفعى موطنها عربي أو أجنبي أثاروا الفتن وكشروا أنياب وحوش شعبه
مزقوه بحجة الديمقراطية وما أتعسها من حجة !!!
تراكمات...
انحدرت من أعماق جنوب هذا البلد ولدت في وسطه وترعرعت في شماله غذيت من نتاج تربته وارتويت من مياهه وتنفست حبه ... لم أعرف غيره وطن !!!
وجاءت الفاجعة عندما بدأت فاكهة أحلامي بالنضوج بتركنا خارج حدود أسواره تائهين والتهمة ؟؟ تمرد لأجل
دين الله !!! أذن فليقتصوا أكثر .
امتهنا أنا وعائلتي الغربة منذ أثني عشرة عاما منها تسع عجاف لم نروي ضمانا لشم ترابه حتى ما يسمى بالتحرير أو بالأحرى الحكم المؤبد !!! ... ورأيته ويا ليتني لم أبصر نور ظلامه ... ماذا فعلوا بل ماذا أبقوا ؟؟؟
وعدنا إلى بلاد ضمتنا وكانت وطن في غربة والغريب أني أشعر بانتمائي لبلاد أقمت فيها أقل منك يا وطن!!!
النهاية ...
بغياب الوطن والخوض في المجهول كان والدي رمز الطمأنينة وقشة الغريق التي لم تخذلنا يوما ...
جاء اليوم المشوؤم يوما بكت فيه السماء على رحيل ذلك القلب العطوف الذي كان حنانه في قسوته وعطفه في
شدته ...
في صبيحة يوم الجمعة قبل عيد الأضحى كانت هذه هدية القدر السوداء وحكم الله عز وجل الذي قدره وما شاء فعل ... عيديه لأخواني الصغار .
قُتل المغفور له فلان بن فلان برصاصة في وسط أحدى محافظات العراق خبر يذاع ببرود على قنوات الأخبار وينزل كصاعقة فوق رأسي وكطعنة في مقتل في قلب والدتي ... بين ليلة وضحاها أصبحت وأخواني أيتام وأصبحت أمي أرملة!!!
بذهول لا مثيل له راودتني هذه الفكرة ولم أستوعبها للآن ...!!
لم يقتل فقط بل غدر من أبناء شعبه بأي ذنب ؟؟؟
هذا السؤال كسكين قاطع قطع أوتار صمت الفاجعة ؟؟؟ والكارثة لا يوجد جواب سوى أنه ضحية حرب طائفية عُميت عنها القلوب والأبصار لعنت أرضا شربت دمائك وتبرأت من شعب ضم قاتلك تحطم أمامي كزجاج
يصعب ترميمه أي شيء يدعى بالوطن ... سلبوا والدي منا ونحروا وطني في داخلي !!!
فبأي ذنب دمه جرى وجسمه تقطعت أوصاله فوق ذلك الثرى ؟؟؟
دفن هناك في ارض عاش غريب عنها ومات بشموخ عليها ...
ودفنت أنا وبقايا مستقبل مجهول في غربة لا مفر منها إلا أليها !!!
ودفن في داخلي وطن يدعى العراق !!!
ها قد أصبحت أحدى قصص الدمار التي تروى عنك يا عراق ... فمن المسئول عن خرابك ؟؟
وفي الختام لن يقام العزاء على روح والدي ولن أقبل التعازي عن موت وطني .
مقدمة..
بلاد عربية تحمل من العروبة ما يكفي لكي تنزه عن التعرب !!!
يسري فيها العرق والوريد اللذين يغذيان أرضها بماء حمل على صفحاته تاريخ حفر حروفه في صخور الذاكرة
تمتد جذور تاريخه حتى عمق سبعة آلاف سنة خُط في كل يوم فيها جرح أو رسمت ابتسامة ... يأتيانه من الشمال
حتى يلتقيان بعناق واحد ويصبان في الخليج العربي .
أمتد فوق بساطته الأخضر باسقات خضروات صمدت بوجه الرياح لتعلم شعبنا أن من حفر جذوره في أرض صلبة لن تقلعه أعاصير الظلم ونائبات الزمان ... فأمست الأمثال تضرب بنخله الشامخ .
جمعت حضارته التناقض بين عنف ملحمة گلگامش وجمال الآلهة عشتار ... وتنوعت وأمتد حتى تنورت بشعاع
الإسلام ونهض فيه ونفض عنه غبار الجاهلية حتى أصبح مركز للدولة الإسلامية في العصور الأموية والعباسية
حتى بدأت أطماع الغرب تتجه أليه في بداية لعصر أسود من الاحتلال والحروب والثورات المشرفة ...
مداخلة ...
كل ما مر في المقدمة أصبح هشيم ما بقي منه رماد شعب وأطلال حضارة وعصارة جراح وآلام وعويل أمهات ثكلى واحتضار طفولة أيتام وصراع مرير للحياة في زمن الموت !!!
لربما يجسدون يوما ما صورا للصمود والإرادة وينبعثون من رمادهم فهم شعب ثورة العشرين في آخر المطاف
فما زال هناك بقايا تحت هذا الركام من أيمان بالوطن وحبا لترابه وكما يقال (( لو خُليت قلبت )).
مشاهد ...
دخلوا مدججين بالسلاح عاثوا فسادا كأنهم سيل من حامض مذيب لكل معالم الأمان والتمدن حتى وصل الى
إذابة معادن البشر !!!
أسقطوا صنم وخلقوا أصنام أخرى ...
أعدموا طاغية وخلدوه تمثال صمود ...
غزلوا نسيج المؤامرات والدسائس في سبيل نهب الثروات وتنفيذ تلك المخططات الصهيونية وحاكوا أرواب
تليق بما يسمى حكومات انتقالية !!!
حقن تراب هذا البلد بكل سم أفرزته أفعى موطنها عربي أو أجنبي أثاروا الفتن وكشروا أنياب وحوش شعبه
مزقوه بحجة الديمقراطية وما أتعسها من حجة !!!
تراكمات...
انحدرت من أعماق جنوب هذا البلد ولدت في وسطه وترعرعت في شماله غذيت من نتاج تربته وارتويت من مياهه وتنفست حبه ... لم أعرف غيره وطن !!!
وجاءت الفاجعة عندما بدأت فاكهة أحلامي بالنضوج بتركنا خارج حدود أسواره تائهين والتهمة ؟؟ تمرد لأجل
دين الله !!! أذن فليقتصوا أكثر .
امتهنا أنا وعائلتي الغربة منذ أثني عشرة عاما منها تسع عجاف لم نروي ضمانا لشم ترابه حتى ما يسمى بالتحرير أو بالأحرى الحكم المؤبد !!! ... ورأيته ويا ليتني لم أبصر نور ظلامه ... ماذا فعلوا بل ماذا أبقوا ؟؟؟
وعدنا إلى بلاد ضمتنا وكانت وطن في غربة والغريب أني أشعر بانتمائي لبلاد أقمت فيها أقل منك يا وطن!!!
النهاية ...
بغياب الوطن والخوض في المجهول كان والدي رمز الطمأنينة وقشة الغريق التي لم تخذلنا يوما ...
جاء اليوم المشوؤم يوما بكت فيه السماء على رحيل ذلك القلب العطوف الذي كان حنانه في قسوته وعطفه في
شدته ...
في صبيحة يوم الجمعة قبل عيد الأضحى كانت هذه هدية القدر السوداء وحكم الله عز وجل الذي قدره وما شاء فعل ... عيديه لأخواني الصغار .
قُتل المغفور له فلان بن فلان برصاصة في وسط أحدى محافظات العراق خبر يذاع ببرود على قنوات الأخبار وينزل كصاعقة فوق رأسي وكطعنة في مقتل في قلب والدتي ... بين ليلة وضحاها أصبحت وأخواني أيتام وأصبحت أمي أرملة!!!
بذهول لا مثيل له راودتني هذه الفكرة ولم أستوعبها للآن ...!!
لم يقتل فقط بل غدر من أبناء شعبه بأي ذنب ؟؟؟
هذا السؤال كسكين قاطع قطع أوتار صمت الفاجعة ؟؟؟ والكارثة لا يوجد جواب سوى أنه ضحية حرب طائفية عُميت عنها القلوب والأبصار لعنت أرضا شربت دمائك وتبرأت من شعب ضم قاتلك تحطم أمامي كزجاج
يصعب ترميمه أي شيء يدعى بالوطن ... سلبوا والدي منا ونحروا وطني في داخلي !!!
فبأي ذنب دمه جرى وجسمه تقطعت أوصاله فوق ذلك الثرى ؟؟؟
دفن هناك في ارض عاش غريب عنها ومات بشموخ عليها ...
ودفنت أنا وبقايا مستقبل مجهول في غربة لا مفر منها إلا أليها !!!
ودفن في داخلي وطن يدعى العراق !!!
ها قد أصبحت أحدى قصص الدمار التي تروى عنك يا عراق ... فمن المسئول عن خرابك ؟؟
وفي الختام لن يقام العزاء على روح والدي ولن أقبل التعازي عن موت وطني .