ابراهيم سلطان
02-28-2008, 01:51 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هالمقالة نزلت لي بجريدة الراية .. تاريخ 12 /2 أعتقد .. و اعتقد كان يوم الثلاثا قبل اللي فات
و اتمنى ان تنال على رضاكم
مع انتشار ما يسمى " الموضة " لدى كثير من فئات المجتمع القطري و الخليجي ، كان للمراهقين نصيب من هذه الموضة .. و ربما كانت موضتهم مختلفة تماماً و غريبة بعض الشيء و لكنها بالتأكيد عادة دخيلة على مجتمعنا القطري الإسلامي المحافظ ..
لم تكن موضتهم ( شعر طويل للصبيان ) و ( شعر قصير للنساء) و لم تكن ( طريقة جديدة في وضع الشماغ) أو ( طريقة جديدة لوضع الحجاب) .. كانت موضتهم تختلف بعض الشيء .. و هي بعيني مصيبة بل آفة أصابت مراهقين مجتمعنا ..
كانت موضتهم أشبه بـ فصل كامل لمسرحية مشوقة جداً تستحق الجلوس و المتابعة بتركيز و اهتمام ، و كانت الأدوار منسقة بشكل جيد بينهم .. فمنهم من يمثل دور العاشق و من تمثل دور التي لا تعيره اهتمام .. أو ربما قد تكون عاشقة هي الأخرى .. و هناك أصدقائهم الذين يمثلون دور الوسيط بين العشيقين .. يقومون بنقل الأخبار و بنقل محبة فلان لفلانة .. ففلان يخجل أن يصارح فلانة بمِشاعره الفياضة تلك !! و لكن الوسيط من أصدقائه لا يخجل من ذلك و يقوم بنقلها بكل صراحة أو ربما بكل وقاحة !!
هذه الموضة أو المصيبة التي حلت بمراهقين دولتنا قطر تعتبر شيء غريب .. ! يستحق الوقوف له و تأمله و دراسته بعناية لمعرفة أسبابه و نتائجه في المستقبل .. فلماذا وصلنا لهذا الحال ؟ هل أصبح هم كل مراهق هو إرضاء هند و أحلام ... تناسى هذا المراهق رضا ربه الذي منحه كل النعم و أصبح يبحث عن رضا عشيقته .. المسألة ليست سوى بحث مستمر .. فلقد كان يبحث عن عشيقة .. ليفتخر بعلاقته معها أمام أصدقائه .. و يفتخر بذهابه معها إلى السينما كل أسبوع .. أو التكلم معها يومياً على الانترنت و الهاتف النقال .. و بعد أن يجد تلك العشيقة .. يبدأ بالبحث عن رضاها و كيفية إسعادها .. و يتناسى بحوث المدرسة التي عليه إنجازها ..! فالبحث عن رضا تلك أهم بكثير من أي شيء آخر بالنسبة له .
أين هؤلاء المراهقين من عبد الله بن عمر و زيد بن ثابت و النعمان بن بشير رضي الله عنهم ، فلقد كان هؤلاء الصحابة بمثل عمرهم حين خرجوا للجهاد سبيل الله فردهم الرسول صلى الله عليه و سلم .. فبكى بعضهم شوقاً للجهاد الذي يريدوه و الشهادة التي يتمنوها من أعماق قلوبهم ، لم يبكوا حزناً على فراق حصة ، أو حزناً لأن أحدهن لم تبادله الحب ، و أين أولئك المراهقات المنغمسات في الرذيلة و الخيانة لثقة الأهل من السيدة عائشة رضي الله عنها فلقد كانت أصغر منهم بكثير عند زواجها من النبي صلى الله عليه و سلم و قد كانت في الثامنة عشر عند وفاته عليه الصلاة و السلام ، و لكنها كانت من أكبر فقهاء الأمة و تحفظ معظم الأحاديث و قد روت الكثير منهم .. فأين نحن من هؤلاء الصحابة ؟ و أين نحن من أم المؤمنين ؟
في النهاية.. أتوجه لكل من أنغمس في هذا العشق الخاطئ الذي هو و بكل صراحة تشويه لمفهوم الحب و العشق .. أتوجه لهم بالنصح بأن يتركوا عنهم هذا الأمر .. و أن يتقوا الله و يخافوه في تصرفاتهم .. و ليتهم يدركون إن هذه المشاعر ليست مشاعر حقيقية و إنما هي مشاعر وهمية قد تزول في أي وقت !! و أتوجه لكل ولي أمر بالـ "رجاء" أن يراقب أبناءه في تلك السن الخطرة و أن يوضح لهم زيف هذا العشق الذي وهموا به أنفسهم أو ربما قد يوهمون به في المستقبل .. و إذا ما اكتشفت إن احد أبنائك قد أقام علاقة من نوع خاطيء فتوجه له بالنصح و الإرشاد ، فبالنصيحة ستوصل لعقله مدى خطأ هذا الفعل ، أما الضرب فهو سيؤلمه لساعات و ربما أيام .. و من ثم سيعود لممارسة فعلته تلك و حينها لن تكون قد حققت ما تريده .. فديننا دين النصيحة و بالنصيحة و التفاهم سنتوصل لما نريده ( إعداد جيل يصلح لحمل عاتق هذه الأمة في المستقبل ).
المصدر (http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=323036&version=1&template_id=27&parent_id=23)
تحياتي
ابراهيم سلطان
هالمقالة نزلت لي بجريدة الراية .. تاريخ 12 /2 أعتقد .. و اعتقد كان يوم الثلاثا قبل اللي فات
و اتمنى ان تنال على رضاكم
مع انتشار ما يسمى " الموضة " لدى كثير من فئات المجتمع القطري و الخليجي ، كان للمراهقين نصيب من هذه الموضة .. و ربما كانت موضتهم مختلفة تماماً و غريبة بعض الشيء و لكنها بالتأكيد عادة دخيلة على مجتمعنا القطري الإسلامي المحافظ ..
لم تكن موضتهم ( شعر طويل للصبيان ) و ( شعر قصير للنساء) و لم تكن ( طريقة جديدة في وضع الشماغ) أو ( طريقة جديدة لوضع الحجاب) .. كانت موضتهم تختلف بعض الشيء .. و هي بعيني مصيبة بل آفة أصابت مراهقين مجتمعنا ..
كانت موضتهم أشبه بـ فصل كامل لمسرحية مشوقة جداً تستحق الجلوس و المتابعة بتركيز و اهتمام ، و كانت الأدوار منسقة بشكل جيد بينهم .. فمنهم من يمثل دور العاشق و من تمثل دور التي لا تعيره اهتمام .. أو ربما قد تكون عاشقة هي الأخرى .. و هناك أصدقائهم الذين يمثلون دور الوسيط بين العشيقين .. يقومون بنقل الأخبار و بنقل محبة فلان لفلانة .. ففلان يخجل أن يصارح فلانة بمِشاعره الفياضة تلك !! و لكن الوسيط من أصدقائه لا يخجل من ذلك و يقوم بنقلها بكل صراحة أو ربما بكل وقاحة !!
هذه الموضة أو المصيبة التي حلت بمراهقين دولتنا قطر تعتبر شيء غريب .. ! يستحق الوقوف له و تأمله و دراسته بعناية لمعرفة أسبابه و نتائجه في المستقبل .. فلماذا وصلنا لهذا الحال ؟ هل أصبح هم كل مراهق هو إرضاء هند و أحلام ... تناسى هذا المراهق رضا ربه الذي منحه كل النعم و أصبح يبحث عن رضا عشيقته .. المسألة ليست سوى بحث مستمر .. فلقد كان يبحث عن عشيقة .. ليفتخر بعلاقته معها أمام أصدقائه .. و يفتخر بذهابه معها إلى السينما كل أسبوع .. أو التكلم معها يومياً على الانترنت و الهاتف النقال .. و بعد أن يجد تلك العشيقة .. يبدأ بالبحث عن رضاها و كيفية إسعادها .. و يتناسى بحوث المدرسة التي عليه إنجازها ..! فالبحث عن رضا تلك أهم بكثير من أي شيء آخر بالنسبة له .
أين هؤلاء المراهقين من عبد الله بن عمر و زيد بن ثابت و النعمان بن بشير رضي الله عنهم ، فلقد كان هؤلاء الصحابة بمثل عمرهم حين خرجوا للجهاد سبيل الله فردهم الرسول صلى الله عليه و سلم .. فبكى بعضهم شوقاً للجهاد الذي يريدوه و الشهادة التي يتمنوها من أعماق قلوبهم ، لم يبكوا حزناً على فراق حصة ، أو حزناً لأن أحدهن لم تبادله الحب ، و أين أولئك المراهقات المنغمسات في الرذيلة و الخيانة لثقة الأهل من السيدة عائشة رضي الله عنها فلقد كانت أصغر منهم بكثير عند زواجها من النبي صلى الله عليه و سلم و قد كانت في الثامنة عشر عند وفاته عليه الصلاة و السلام ، و لكنها كانت من أكبر فقهاء الأمة و تحفظ معظم الأحاديث و قد روت الكثير منهم .. فأين نحن من هؤلاء الصحابة ؟ و أين نحن من أم المؤمنين ؟
في النهاية.. أتوجه لكل من أنغمس في هذا العشق الخاطئ الذي هو و بكل صراحة تشويه لمفهوم الحب و العشق .. أتوجه لهم بالنصح بأن يتركوا عنهم هذا الأمر .. و أن يتقوا الله و يخافوه في تصرفاتهم .. و ليتهم يدركون إن هذه المشاعر ليست مشاعر حقيقية و إنما هي مشاعر وهمية قد تزول في أي وقت !! و أتوجه لكل ولي أمر بالـ "رجاء" أن يراقب أبناءه في تلك السن الخطرة و أن يوضح لهم زيف هذا العشق الذي وهموا به أنفسهم أو ربما قد يوهمون به في المستقبل .. و إذا ما اكتشفت إن احد أبنائك قد أقام علاقة من نوع خاطيء فتوجه له بالنصح و الإرشاد ، فبالنصيحة ستوصل لعقله مدى خطأ هذا الفعل ، أما الضرب فهو سيؤلمه لساعات و ربما أيام .. و من ثم سيعود لممارسة فعلته تلك و حينها لن تكون قد حققت ما تريده .. فديننا دين النصيحة و بالنصيحة و التفاهم سنتوصل لما نريده ( إعداد جيل يصلح لحمل عاتق هذه الأمة في المستقبل ).
المصدر (http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=323036&version=1&template_id=27&parent_id=23)
تحياتي
ابراهيم سلطان