ابراهيم سلطان
03-04-2008, 05:52 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
قصة قصيرة من تأليفي .. أحببت أم أضعها بين أيديكم ..
و أنا في إنتظار ارائكم و انتقاداتكم : )
.
/
.
هي كذلك !!
http://www.d230.org/vja/research/science/biology/zoo2001/student88/siberian_tiger_by_lake.jpg
تأليف : ابراهيم سلطان
خرجت من المنزل غاضبة و حانقة على والدتها ، ركضت نحو الغابة مسرعة ، حاولت والدتها اللحاق بها و لكن لا فائدة فقد توارت عن الأنظار بسرعة ..
دموعها تنزل واحدة تلو الأخرى و تأبى التوقف ، و الدماء تندفع في عروق وجهها الغاضب العبوس و تأبى مفارقته ، و نفسها التي ملت أمها تأبى العودة للمنزل مرة أخرى..
فلماذا هذه التصرفات من أمها ؟ و لماذا تعاملها أمها و كأنها عدوة و ليست ابنتها الوحيدة ؟
اندفعت راكضةً نحو الغابة القريبة من قريتهم .. مشت و مشت .. و كلما تعبت .. تتذكر والدتها .. فيزيد إصرارها على الابتعاد أكثر و أكثر ..
ركضت كثيراً .. حتى وصلت إلى منتصف الغابة الموحشة و لم تعد تذكر طريق العودة ، شعرت ببعض الخوف ، فأخذت تراقب المكان بحذر شديد .. و فجأة سمعت صوت ضجيج عالي جداً صب الرعب في قلبها .. فشعرت بالهلع و الخوف الشديد و كذلك الفضول لمعرفة ما يجري و معرفة سبب الضجة ، تتبعت الصوت حتى أصبحت قريبة منه ، اختبأت خلف أحد الأشجار المحيطة بالمكان و بدأت باستراق النظر من خلف الشجرة ..
رأت نمرة تتصارع مع أحد الأسود ، كانت تتصارع بكل ضراوة و وحشية ، فقد كانت تدافع عن صغارها .. تذكرت مها حينها شيئاً قد حصل ... و لكنها قالت في نفسها "لا لا هي ليست كذلك ...!"
انتهى الصراع و فر الأسد هارباً معلناً هزيمته أمام الأنثى القوية ..
انحبست أنفاس مها و ازداد شوقها لمتابعة حياة هذه النمرة القوية.. فباتت تتبعها إلى كل مكان تذهب إليه ..
عند ذهابها للصيد لأبنائها كانت مها تتبعها بحذر و من خلف الأشجار ، كانت تتعرض لمخاطر كثيرة مقابل الطعام الذي ستسد به جوع صغارها .. حينها تذكرت مها شيئاً و لكنها قالت في نفسها " لا لا هي ليست كذلك.."
عند مداعبة النمرة لصغارها .. اجتاحت مها مشاعر غامضة .. و لكنها قالت في نفسها " لا لا هي ليست كذلك.."
عند تعليمها صغارها الاعتماد على النفس و الصيد و الجرأة .. تذكرت شيئاً و لكنها أدعت إنها ليست كذلك !!
كانت مها دقيقة في مراقبتها ليوم النمرة الحافل ، و لا تدع شيئاً يفوتها .. و لكنها تعبت هذه المرة من المشي وراء النمرة و صغارها و هي لا تعرف وجهتهم .. و لكن يبدو إنها تأخذهم بنزهة .. أو ربما تعرفهم على هذه الغابة و أسرارها ... وصلت النمرة برفقة صغارها للبحيرة الكبيرة التي تقع شرق الغابة ، جلست النمرة أمام البحيرة ، و أخذ أولادها يلعبون بجانبها ..
و فجأة سقط أحد صغارها في البحيرة ... وقفت النمرة .. نظرت لابنها الذي يكاد يموت نظرة حادة ... شعرت مها و كأن قلبها يتوقف أمام هذا المنظر .. فماذا ستفعل النمرة ؟
ما كان من النمرة إلا أن قفزت في البحيرة نحو صغيرها ... أمسكته بفكيها و قذفت به نحو اليابسة .. أخذت تقاوم المياه من حولها .. قاومت و قاومت .. و لكن لا فائدة .. فالبحيرة ابتلعتها و لم يعد لها أثر
حينها صرخ صوت ضمير مها بقوة " هي كذلك " .... دمعت عينا مها .. فقد أدركت أخيراً إنها كذلك ...
فوالدتها كالنمرة .. تحيط أبنائها بالحب و الحنان .. تعلمهم الجرأة و الشجاعة و الاعتماد على النفس .. تقاتل كل من يحاول مسهم بأذى .. و حتى و لو حاولوا هم إيذاء أنفسهم .. فهي لن تسمح بذلك ... و أخيراً فهي قد تضحي بحياتها و بكل غالي لديها مقابل أن يعيش أولادها بسلام ...
ترقرقت عينا مها بالدموع .. و أدركت عظمة والدتها .. و بدت و كأنها تكتشفها للمرة الأولى .. حينها سمعت هتاف رجال القرية الذين بدأو بالبحث عنها ... تتبعت صوتهم و هي مبتسمة و مدركة بأن الأم من أعظم النعم التي خص الله بها جميع مخلوقاته ، و من الواجب عليها برها و طاعتها ما أطال الله بعمرها .
تمـــــتـتحياتي .. : )
قصة قصيرة من تأليفي .. أحببت أم أضعها بين أيديكم ..
و أنا في إنتظار ارائكم و انتقاداتكم : )
.
/
.
هي كذلك !!
http://www.d230.org/vja/research/science/biology/zoo2001/student88/siberian_tiger_by_lake.jpg
تأليف : ابراهيم سلطان
خرجت من المنزل غاضبة و حانقة على والدتها ، ركضت نحو الغابة مسرعة ، حاولت والدتها اللحاق بها و لكن لا فائدة فقد توارت عن الأنظار بسرعة ..
دموعها تنزل واحدة تلو الأخرى و تأبى التوقف ، و الدماء تندفع في عروق وجهها الغاضب العبوس و تأبى مفارقته ، و نفسها التي ملت أمها تأبى العودة للمنزل مرة أخرى..
فلماذا هذه التصرفات من أمها ؟ و لماذا تعاملها أمها و كأنها عدوة و ليست ابنتها الوحيدة ؟
اندفعت راكضةً نحو الغابة القريبة من قريتهم .. مشت و مشت .. و كلما تعبت .. تتذكر والدتها .. فيزيد إصرارها على الابتعاد أكثر و أكثر ..
ركضت كثيراً .. حتى وصلت إلى منتصف الغابة الموحشة و لم تعد تذكر طريق العودة ، شعرت ببعض الخوف ، فأخذت تراقب المكان بحذر شديد .. و فجأة سمعت صوت ضجيج عالي جداً صب الرعب في قلبها .. فشعرت بالهلع و الخوف الشديد و كذلك الفضول لمعرفة ما يجري و معرفة سبب الضجة ، تتبعت الصوت حتى أصبحت قريبة منه ، اختبأت خلف أحد الأشجار المحيطة بالمكان و بدأت باستراق النظر من خلف الشجرة ..
رأت نمرة تتصارع مع أحد الأسود ، كانت تتصارع بكل ضراوة و وحشية ، فقد كانت تدافع عن صغارها .. تذكرت مها حينها شيئاً قد حصل ... و لكنها قالت في نفسها "لا لا هي ليست كذلك ...!"
انتهى الصراع و فر الأسد هارباً معلناً هزيمته أمام الأنثى القوية ..
انحبست أنفاس مها و ازداد شوقها لمتابعة حياة هذه النمرة القوية.. فباتت تتبعها إلى كل مكان تذهب إليه ..
عند ذهابها للصيد لأبنائها كانت مها تتبعها بحذر و من خلف الأشجار ، كانت تتعرض لمخاطر كثيرة مقابل الطعام الذي ستسد به جوع صغارها .. حينها تذكرت مها شيئاً و لكنها قالت في نفسها " لا لا هي ليست كذلك.."
عند مداعبة النمرة لصغارها .. اجتاحت مها مشاعر غامضة .. و لكنها قالت في نفسها " لا لا هي ليست كذلك.."
عند تعليمها صغارها الاعتماد على النفس و الصيد و الجرأة .. تذكرت شيئاً و لكنها أدعت إنها ليست كذلك !!
كانت مها دقيقة في مراقبتها ليوم النمرة الحافل ، و لا تدع شيئاً يفوتها .. و لكنها تعبت هذه المرة من المشي وراء النمرة و صغارها و هي لا تعرف وجهتهم .. و لكن يبدو إنها تأخذهم بنزهة .. أو ربما تعرفهم على هذه الغابة و أسرارها ... وصلت النمرة برفقة صغارها للبحيرة الكبيرة التي تقع شرق الغابة ، جلست النمرة أمام البحيرة ، و أخذ أولادها يلعبون بجانبها ..
و فجأة سقط أحد صغارها في البحيرة ... وقفت النمرة .. نظرت لابنها الذي يكاد يموت نظرة حادة ... شعرت مها و كأن قلبها يتوقف أمام هذا المنظر .. فماذا ستفعل النمرة ؟
ما كان من النمرة إلا أن قفزت في البحيرة نحو صغيرها ... أمسكته بفكيها و قذفت به نحو اليابسة .. أخذت تقاوم المياه من حولها .. قاومت و قاومت .. و لكن لا فائدة .. فالبحيرة ابتلعتها و لم يعد لها أثر
حينها صرخ صوت ضمير مها بقوة " هي كذلك " .... دمعت عينا مها .. فقد أدركت أخيراً إنها كذلك ...
فوالدتها كالنمرة .. تحيط أبنائها بالحب و الحنان .. تعلمهم الجرأة و الشجاعة و الاعتماد على النفس .. تقاتل كل من يحاول مسهم بأذى .. و حتى و لو حاولوا هم إيذاء أنفسهم .. فهي لن تسمح بذلك ... و أخيراً فهي قد تضحي بحياتها و بكل غالي لديها مقابل أن يعيش أولادها بسلام ...
ترقرقت عينا مها بالدموع .. و أدركت عظمة والدتها .. و بدت و كأنها تكتشفها للمرة الأولى .. حينها سمعت هتاف رجال القرية الذين بدأو بالبحث عنها ... تتبعت صوتهم و هي مبتسمة و مدركة بأن الأم من أعظم النعم التي خص الله بها جميع مخلوقاته ، و من الواجب عليها برها و طاعتها ما أطال الله بعمرها .
تمـــــتـتحياتي .. : )