![]() |
.
. . تَسقُطُ على كفّيْ مَغشيّاً عَليكَ مِنْ طولِ المَسيرِ،وعبثيَّةِ المعنى،مُثقَلاً بالخسائِرْ، ونائِحاتُ الحظِّ يقفنَ على يَسارِ قَلبِكْ.. تَفتَحُ قشرَةَ جُرحِكَ الجافّةِ بِيَديكَ، وصوتُ الألمِ ينّزُّ من دَمِك! وتَلتَهِمُ صَرخاتِكَ قبلَ أنْ تَلِدَ صداها.. ونَظراتُكَ جاحظةٌ تكادُ أنْ تنزَعَ قَلبي من فَرطِ رَوعِها! . . . |
و أنتَ صديقٌ لا يُمكنُ التَنبُؤ به!..
في جوفِ روحِكَ، ألفُ بئرِ عطاءٍ.. و في عقلِكَ مئاتُ الغيمَاتِ، و مَطرُكَ ليسَ له صورة واحدة ، يأتي على هيئةِ الدفءِ أو يُحاكِي بياضَ الثلج ، و في عمومِه لا ينضُبُ منه فرحُ الطفولَةِ و إبهاجُها.. أنت صديقٌ كالحُلمِ : جَنينُ الراحَةِ، وَليدُ التفاؤلِ، أوّلُكَ كآخرِكَ، نقيّ!.. و أنتَ صديقٌ الأيّام السبعَةِ، رفيقُ الشهرِ ، و بدرُ منتَصفه!.. إذا ما حاصَرَكَ مُحاقُ الأيّام استَتَرتَ عن الكونِ، و جِئتَ إليّ، إلى شرنَقَةِ التكوين!.. أنتَ صديقٌ عصيٌّ على خارِطةِ ردّ الفعلِ البشريّ، تمكثُ كُنوزُ فهمِكَ في مواقعَ تصحرّتْ فيها عقولُ غيرِك.. و تُجيدُ قراءَةَ الفِعلِ المُبهَم بأبجَديّةِ الاحتواء.. أنتَ صديقٌ و إن لم أفلح بالتنَبؤ بِه، أستطيعُ أنْ أنتظِرَ بتواصلٍ لا ينقَطع ، حبّه!.. |
القلمُ صديقٌ وفيٌّ، لا ينظرُ إلى العلاقةِ نظرةٓ المُعاملةِ بالمثل..!
ولا يخذِلُكٓ حتى و إنْ انتَهكته الأيام.. يظلُّ وفيّاً، قابلاً للعودةِ و مُنتظراً!.. يصعدُ إلى بُرجِ الكلمةِ، ينصُبها و يشدُّ أزرها.. و إنْ لانَ جذعُها ، سارَ إليها كسراً، حتى لا يتركها وحيدةً!.. يتمَّسكُ القلمُ بِكَ في كلِّ محنَةٍ ، و يرشقُ كلماتِ الصحوة في آذانِ الضمائرِ.. و إنْ تغاضَى عنْ البوحِ، كبتَ دفقاتِ الرصاصِ في جوفِ الصفحاتْ التي تُعرّفُ عٓنك!.. أنتَ؛ لا تَفقِدُ هويّتَكَ مع القلمِ ..أبداً!.. |
وأنْ يُغمَرَ ضَعفُنا بِإرادةٍ كثيفةٍ، ومزيجٍ حادٍّ من القوّةْ!
وأنْ تَنجَلي بَصيرَتُنا في متاهاتِ البحثِ عن الذاتِ، وأنْ لا نَتَعثّرَ بِعَتباتِ الغرورِ، ومَدارِكِ الأنا الفضفاضَة! وأنْ لا يُدرِكنا الانهزامُ ونحنُ نُهرولُ نحوَ بوّاباتِ الحرّية!.. وأنْ لا نَمنَحَ العتمَةَ زِمامَ المسيرِ! . . أنِر ، يا الله، طُرُقَ النبضاتِ،ومخارِجَ الأفكارِ،ومخازِنَ العطاءِ لدينا.. هبْ النفسَ حقيقَتَها الأصيلة،وفُكّ بقويّ سُلطانِكَ عُقَدَ التخفّي، وضلالاتِ الإنكار!. |
نَصٌّ عَنِ الإلهامِ وتفاصيلِ الشروق.
قلبُكَ منقوعٌ في وعاءِ الشمسِ، يُفتِّتُ الدِفءُ علاماتِ الانكِسارِ التي تحتَ نَبضِكْ، ويعيدُ النور بناءَ الإشراقةِ في دَمِك!.. للصُبحِ ذاكرةُ عُمرٍ،ومائِدةُ حُبٍّ،وهمّةٌ تفتِكُ ببقايا النُّعاسِ وترهلاتِ النوم!.. . . تُطوِّقُ الأرضُ سيولةَ أفكارِك، تخلِقُ لكَ حيّزاً، تُعطيكَ شكلاً ناضجاً واسماً بارِزاً، ومستقبلاً !.. تَجتَرِحُ الأماكنُ أرشيفَ حياةٍ يليقُ بك، تُدغدِغُ الأزهارُ ينابيعَ الصمت التي فيك، فينفجرُ منها لحناً عميقاً ترقصُ عليهِ اللحظات!. . . في تفاصيلِ الشروقِ روحٌ عجيبةٌ، تُلهمُ العاطفةَ بالاشتعال، والعقلَ بالانشغالِ.. تُعيدُ تعريفَ الهويّةِ وجدوَلةَ الأيام، تقمَعُ الغضبْ وتآويلَ الضياعِ، وتصنعُ الهدنةَ الأعظم بين الحياةِ والتلاشي!. . . |
.
. وأَنْ تكونَ سَنابِلُ القمحِ شاهقةَ النَفَسْ، والدَقيقُ يملَؤ رِئَةَ الفَضاء!.. أنْ أُفرِغَ قلبي في وِعاءِ العجينِ،وأدعَكَ فيهِ الأحزان! . . |
الليلُ إطارُ الحُلم الشاسِع..
العتمَةُ أسيرةُ الغَيماتِ اللواتي يغزِلنَ قصصاً أسطوريّةً مِنْ مَطَر.. ويُمازِحنَ نورَ القمرِ الذي يَدُّقُ في قلوبِ الماضيينَ إلى عُزلةِ الحُبِّ ركضاً.. ونجمةٌ -خارِجَ الإطارِ- توّاقَةٌ لِشَرخِ نشيدِ الصمتِ، لِلهَطلِ، وشمسٍ لا تأتي!. |
إنَّ الاكتِمال مُعضِلةُ السعادَةِ!.
|
الساعة الآن 09:02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.