![]() |
رقاص الساعة ـــــــــــ منذ سنين، يترنح رقاص الساعة، يضرب هامته بيسار، يضرب هامته بيمين، والمسكين، لا أحد يسكن أوجاعه، لو يدرك رقاص الساعة، أن الباعة يعتقدون بأن الدمع رنين، وبأن استمرار الرقص دليل الطاعة، لتوقف في أول ساعة، عن تطويل زمان البؤس، وكشّف عن سكين، يا رقاص الساعة، دعنا نقلب تاريخ الأوقات بهذي القاعة، وندجن عصر التدجين، ونؤكد إفلاس الباعة، قف وتأمل وضعك ساعة، لا ترقص، قتلتك الطاعة، قتلتك الطاعة |
عصر العصر والسحق ـــــــــــــــ أكاد لشدة القهر، أظن القهر في أوطاننا يشكو من القهر، ولي عذري، فإني أتقي خيري لكي أنجو من الشر، فأخفي وجه إيماني بأقنعة من الكفر، لأن الكفر في أوطاننا لا يورث الإعدام كالفكر، فأنكر خالق الناس، ليأمن خانق الناس، ولا يرتاب في أمري، وأحيي ميت إحساسي بأقداح من الخمر، فألعن كل دساس، ووسواس، وخناس، ولا أخشى على نحري من النحر، لأن الذنب مغتفر وأنت بحالة السكر، ومن حذري، أمارس دائما حرية التعبير في سري، وأخشى أن يبوح السر بالسر، أشك بحر أنفاسي، فلا أدنيه من ثغري، أشك بصمت كراسي، أشك بنقطة الحبر، وكل مساحة بيضاء بين السطر والسطر، ولست أعد مجنونا بعصر السحق والعصر، إذا أصبحت في يوم أشك بأنني غيري، وأني هارب مني، وأني أقتفي أثري ولا أدري؛ إذا ما عدت الأعمار بالنعمى وباليسر، فعمري ليس من عمري، لأني شاعر حر، وفي أوطاننا يمتد عمر الشاعر الحر، إلى أقصاه: بين الرحم والقبر! |
الباقيات الصّالحات..! ــــــــــــــــــــــــــــــــ لا عَلَيكْ لَمْ يَضعْ شَيءٌ .. وأصلاً لَمْ يَكُن شيٌ لَدَيكْ . ما الّذي ضاعَ ؟ بساطٌ أحمَرٌ أمْ مَخفرٌ أمْ مَيْسِرٌ ؟ هَـوِّنْ عَلَيكْ. عِندنا مِنها كثيرٌ وَسَنُزجي كُلَّ ما فاضَ إليكْ. * * دَوْلـةٌ أمْ رُتْبـَةٌ أمْ هَيْبَـةٌ ؟ هَـوِّنْ عَلَيكْ. سَوفَ تُعطـى دَولةً أرحَـبَ مِمّا ضُيِّعَـتْ .. فابعَثْ إلينا بمَقاسَيْ قَدَميكْ ! وَسَتُدعى مارشالاً وَتُغَطّى بالنّياشينِ مِنَ الدَّولَةِ حتى أُذنَيكْ . * * الّذينَ اسْتُشهدوا أَمْ قُيِّدوا أَمّْ شُـرِّدوا ؟ هَـوِّنْ عَلَيكْ . كُلُّهُمْ لَيسَ يُساوي شَعرةً مِن شاربَيكْ . بَلْ لَكَ العرْفانُ مِمَّنْ قُيدِّوا حَيثُ استراحوا . وَلَك الحَمْدُ فَمَنْ قد شُردوا في الأرضِ ساحُوا َولَكَ الُّشكرُ مِنَ القَتْلى على جَنّات خُلدٍ دَخَلوها بِيَدَيكْ ! ******** أَيُّ شَـيءٍ لَمْ يَضِـعْ مادامَ للتّقبيلِ في الدُّنيا وُجُـودٌ وعلى الأَرضِ خُدودٌ تَتمنّى نَظـرةً مِن ناظِريكْ . فإذا نَحنُ فَقَدنا القِبْلَةَ الأُولى فإنَّ (القُبْلَةَ الأَوْلى) لَدَيكْ ! وإذا هُمْ سَلَبونا الأرضَ والعِرْضَ فَيكفي أنَّهُمْ لَمْ يَقدِروا أن يَسْلُبونا شَفَتَيكْ . بارَكَ اللّهُ وأبقى لِلمَعالي شَفَتيكْ ! |
حصافة ــــــــــــــــــــ حيـن رآنـي مهمـوماً، مُنكسِـر الهمَّـهْ قال حذائـي : هـل مازلتَ تؤمّـلُ حقّـاً أن توقِـظَ ميتـاً بالنأْمــهْ ؟! أو أن تُشـعِلَ مـاءَ البَحـرِ بضـوءِ النَّجْمـــهْ ؟! لا جَـدوى ... خُـذْ منّي الحِكْمـَــهْ : فأنـا، مُنــذُ وجِـدتُ، حِـذاءٌ ثُمّ دعاني البعضُ مَداسـاً ثُمّ تقطّعْــتُ بلا رحمّـهْ ... فإذا باسمـي : جُـوتـيٌّ، سُبّـاطٌ، جزمـهْ نَعْـلٌ، قُنـدَرةٌ، مرْكـوبٌ خـفٌّ، يمَنـيٌّ، شَحّـاطٌ بوتينٌ، بابـوجٌ، صُـرْمَـهْ . وإلى آخـرِ هـذي الزّحمَـهْ ! أيُّ حِـوارٍ ؟ أيُّ خُـوارٍ ؟ أيُّ حضيـضٍ ؟ أيّـةُ قِمّــهْ ؟ إنْ كنتُ أنا التّافِـهُ وحْـدي أدخلتُ الأُمّــةَ في أزْمَــهْ وعليَّ تفرّقـتِ الكِلْمَـهْ فعلى أيّ قضـايا كُـبرى يُمكِـنُ أن تتّفـقَ الأَمّــهْ ؟! |
فاتنة الاستعراض ! ــــــــــــــــــــ قُوّاتُنا المُسلَّحةْ شَفّافَةٌ.. مُنفتحةْ. لا لونَ ، لا طَعْمَ لها كالماءِ.. لولا أنّها تَفوحُ مِنها الرّائحةْ! إن واجَهَتْ قُنبلَةً رَمَتْ عليها قُبلةً! وإن أتَتْها صَفعةٌ مَدَّتْ يَدَ المُصافَحةْ! وَهْيَ علي طول المَدي مَثارُ حَيْرةِ العِدي: إن جَنحوا لِلحَربِ ألقَتْ ثَوبَها لِلَذَّةِ المصالَحةْ. أو جَنحوا لَلسَّلْمِ عَرَّتْ عُرْيَها، وانتصَبَتْ مُنبطحةْ! إن جَنحوا... أو جَنحوا... فَهْيَ بفِعْلِ طَبْعِها في كُلِّ حالٍ (جانحةْ)! مِن بَعْدِ كُلِّ مذبحةْ لَمْ نَرَ مِن قُوّاتِنا رُدودَ أفعالٍ سِوي النَّوحِ علي أمواتِنا وثأرِها لموتِهمْ.. بالدَّعَواتِ الصّالحِةْ! لِمنْ، إذَنْ، حَوْلَ وِهادِ جُوعِنا قامَتْ جبالُ الأسلحةْ؟! أَلَمْ يكن أجدي لنا لو ادّخرنا مالَنا ثُمَّ اتّخذنا قُوَّةً رخيصةً وكاسِحَةْ مِن مُقريءٍ ونائِحةْ؟! |
إنتفاضَة ـــــــــــــــــــ - كم حَجَراً في هذهِ الساعةِ ؟ - ما زال بها إثنا عَشَرْ - إرمِ الحجَرْ يمتشقُ العَدوُّ بندقيّهً ويرسلُ النارَ عليهمْ كالمَطَرْ لكنّما هُمْ صامتونَ كالحجَرْ وصامدونَ كالحجَرْ ونازلونَ فوقَهُ مِثلَ القضاءِ و القَدرْ . - إرمِ الحجَرْ إرمِ الحجَرْ . ليسَ لهم إذاعةٌ وليسَ عندهم صُوَرْ وليسَ بينهمْ غَجَرْ يمتشقونَ ... طبلةً ويفتحونَ ... مؤتَمَرْ ! - إرمِ الحجَرْ إرمِ الحجَرْ . يُفَتِّشُ العَدوُّ عن إقدامهِ يبحثُ عن أقدامهِ فلا يرى لها أثَرْ - إرمِ الحجَرْ . يُبْصرُ حَفْلَ رجمهِ يُبْصرُ ثُقْلَ جسمهِ يُبْصرُ فَقْدَ عَزْمهِ يُبْصِرُ فُقْدانَ البَصَرْ - إرمِ الحجَرْ إرمِ الحجَرْ . ليسَ لهم أرديةٌ من ( سانِ لورانَ ) ومن ( بيار كاردانَ ) ولا فنادقٌ من جِلْدِ سُكّانِ الحُفْرْ إرمِ الحجَرْ ليس لديهم ثروةٌ عِبريّةٌ أو ثورةٌ عُذريّةٌ أو دولةٌ للإصطيافِ والسَّفَرْ دولتُهم من حَجَرٍ وتُستعادُ بالحجَرْ . - إرمِ الحجَرْ إرمِ الحجَرْ . عاصفةٌ من حجرٍ تصفعُ هاماتِ الشَجَرْ تندلعُ الأَطيارُ في آفاقِها وتَذهَلُ الأشجارُ عن أوراقِها وتحتَ وابلِ الحجَرْ يسقطُ يانعُ الثَمَرْ . - كم حجراً في هذه الساعةِ ؟ - فيها وطنٌ . فيها منايا تُحتضَرْ . فيها ظلامٌ فارقَ الروحَ .. وصُبحٌ مُنتظَرْ ! |
كُـرَةُ الثّلجِ إذا ما كَرَّتْ كَبُرَتْ أكثَرْ وانحدَرَت وَفْـقَ طـرائِقها جاعِلةً كُـلَّ عوائِقها مَعَها مُذعـِنَةً تَتحـدَّر! كُرةُ النّار إذا ما كرَّتْ صارتْ أكبَرْ وَجَرَتْ في كُلِّ مَفارِقِها تَفْغَـرُ أفواهَ حَرائِقها لِتَسَـفَّ اليابِسَ والأخضـر! وقَضيّتُنا مُنذُ ابتدأتْ كُرَةٌ يتقاذَفُها العَسكَر. فلماذا كَـرُّ قَضِيَّتِنا يَتضاءَلْ مهما يتكرَّرْ ؟! ولماذا شِبرُ تَقدُّمِها خمسينَ ذِراعاً يتأخَّرْ ؟! *** في البَدْءِ قَضِيّتُنا ( وطـن) كُنّا نَدعُـوهُ ( فلسطين) ألقَتْهُ مَخالِبُ مُحتالٍ بَينَ بَراثِنِ مُحتَلّين. فكتَبْنا بدِمانا عَهْـداً أن نَفْنَى، أو أن يَتحرَّر. لكنَّ ( صلاحاتِ الدِّين) جَمَعوا أسلحةَ الإسكندَرْ وأَغاروا.. بعَصا أَيُّوب! واقتَحموا الميدانَ كعنتَرْ وانسَحبوا مِنه كشَيْبوب! بالإنقاذِ.. أضاعُوا نِصْفَه. بالغَوْثِ.. أحاُلُوهُ لِضفَّه. بالرَّفضِ.. اختصروهُ لِمَخفر. وَبحكمةِ مِلِّيمِ الأصغَرْ وَبَصيرةِ منظارِ الأَعوَرْ وَصُمودِ زَرافَةِ مَدْغَشقَرّ أمسى تعريفُ قَضيَّتِنا مُختصراً..بعَريفِ المخفَر. *** ألِهذي الوَهْـدةِ ياحَمْقـى كُنّا نَرقـى ؟! أحَسِبتُم أنَّ مقاعِدَكُمْ بزوالِ فَلسطينَ سَتبقـى ؟ أيُقايَضُ مِلْكُ سِيادَتِنا بقَضيّةِ عَبْدٍ مُستأجَرْ ؟! كلاّ.. والصُّبْحِ إذا أَسفَرْ وَبطُهْرِ دِماءِ ضحايانا, وتُرابُ مَواضِع أرجُلِهمْ مِن هامَةِ أطهرِكُمْ أطَهَر. سَنُريكُمْ سُودَ لياليكُم في رابعَةِ الظُهرِ الأحمَر. وَسَنَسْقيكُمْ كأسَ حَياةٍ هِيَ مِن كأسِ المِيتَةِ أخطَر. مِمَّ نخافُ ؟ وَِمَّـمَ سنَحـذَرْ ؟ أطبقْتُمْ بالمَوتِ عَلَيْنا فإذا مِتْنا..ماذا نَخسَرْ ؟! كُلُّ فَتـىً مِنّا قُنبلَةٌ فانتظِروا.. حتّى نَتفَّجر! |
غزل بوليسي ــــــــــــــــــــــــ شِعـرُكَ هذا .. شِعْـرٌ أَعـوَرْ ! ليسَ يرى إلاّ ما يُحـذَرْ : فَهُنـا مَنفى، وَهُنـا سِجـنٌ وَهُنـا قَبْـرٌ، وَهُنـا مَنْحَـرْ . وَهُنَـا قَيْـدٌ، وَهُنـا حَبْـلٌ وَهُنـا لُغـمٌ، وََهُنـا عَسْكـرْ ! ما هـذا ؟ هَـلْ خَلَـتِ الدُّنيـا إلاَّ مِـنْ كَـرٍّ يَتكـرَّرْ ؟ خُـذْ نَفَسَـاً .. إسـألْ عن لَيلـى .. رُدَّ على دَقَّـةِ مِسكـينٍ يَسكُـنُ في جانبِكَ الأيسَـرْ . حتّى الحَـربُ إذا ما تَعِبَتْ تَضَـعُ المِئـزَرْ ! قَبْلَكَ فرسـانٌ قـد عَدَلـوا في مـا حَمَلـوا فَهُنـا أَلَـمٌ .. وهُنـا أَمَـلُ . خُـذْ مَثَـلاً صاحِبَنا (عَنتَـرْ) في يُمنـاهُ يئِـنُّ السّـيفُ وفي يُسـراهُ يُغنّي المِزهَـرْ ! ** ذاكَ قَضيّتُـهُ لا تُذكَـرْ : لَـونٌ أسمَـرْ وَابنَـةُ عَـمٍّ وأَبٌ قاسٍ . والحَلُّ يَسـيرٌ .. والعُـدّةُ أيْسَـرْ : سَـيفٌ بَتّـارٌ وحِصـانٌ أَبتَـرْ . أَمّـا مأسـاتي .. فَتَصَــوَّرْ: قَدَمــايَ على الأَرضِ وقلـبي يَتَقَلّـبُ في يـومِ المحشَـرْ ! ** مَـعَ هـذا .. مثلُكَ لا يُعـذَرْ لمْ نَطلُـبْ مِنـكَ مُعَلَّقَـةً .. غازِلْ ليلاكَ بما استَيْـسَرْ ضَعْـها في حاشِيـةِ الدّفتَـرْ صِـفْ عَيْنيهـا صِـفْ شَفَتيهـا قُـلْ فيهـا بَيتـاً واتركْهـا .. ماذا تَخسَـرْ ؟ هَـلْ قَلْبُكَ قُـدَّ مِـنَ المَرمَـرْ ؟! ** حَسَـناً .. حَسَـناً .. سَـاُغازِلُها : عَيْناها .. كظـلامِ المخفَـرْ . شَفَتاها .. كالشَّمـعِ الأحمـرْ . نَهـداها .. كَتَـورُّمِ جسمـي قبـلَ التّوقيـعِ على المحضَـرْ . قامَتُهـا .. كَعَصـا جَـلاّدٍ ، وَضَفيرتُها .. مِشنَقَـةٌ ، والحاجِـبُ .. خِنجَـرْ ! لَيْـلايَ هواهـا استعمارٌ وفـؤادي بَلَـدٌ مُستَعْمَـرْ . فالوعـدُ لَديْها معـروفٌ والإنجـازُ لديهـا مُنكَـرْ . كالحاكِـمِ .. تهجُرني ليـلى . كالمُخبرِ .. تدهَمُـني ليلا ! كمشـاريـعِ الدّولـةِ تَغفـو كالأسطـولِ السّادسِ أسهَـرْ . مالي منها غـيرُ خَيـالٍ يَتَبَـدّدُ سـاعةَ أن يَظهَـرْ كشِعـارِ الوحـدةِ .. لا أكثـرْ ! ليلـى غامِضَـةٌ .. كحقـوقي، وَلَعُـــوبٌ .. كَكِتـابٍ أخضَـرْ ! ** يكفـي يا شاعِرَنا .. تُشكَـرْ ! قَلَّبتَ زبالتَنا حـتّى لمْ يبـقَ لمزبلـةٍ إلاّ أنْ تخجـلَ مِـنْ هذا المنظَـرْ ! هـل هذا غَـزَلٌ يا أغبَــرْ ؟! ** قُلتُ لكـم . أَعـذَرَ مَـنْ أَنـذَرْ . هـذا ما عِنـدي .. عَقْـرَبـةٌ تُلهمُـني شِعـري .. لا عبقَـرْ! مُـرٌّ بدمـي طَعْـمُ الدُّنيـا مُـرٌّ بفَمـي حتّى السُّكّـرْ ! لَسـتُ أرى إلاّ ما يُحـذَرْ . عَيْنـايَ صـدى ما في نَفْسـي وبِنَفسـي قَهْـرٌ لا يُقهَـرْ . كيفَ أُحـرِّرُ ما في نفسـي وأَنـا نفسـي .. لم أَتحَـرّرْ ؟! |
الساعة الآن 09:08 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.