منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المكشف (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=20)
-   -   أحمد مطر (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=4435)

سلطان ربيع 03-12-2007 01:33 AM

هندسة

- ارسُمْ لنا مُثلَّثاً

مُستوياً مُربَْعاً

أضلاعُهُ دائرةٌ بَشكْلِ مُستطيلْ.

- الرَّسْمُ مُستحيلْ!

- لا مُستحيلَ مُطلقاً..

فهكذا شَكلُ نظامِ حُكْمِنا

وهكذا سَلامُ إسرائيلْ

سلطان ربيع 03-12-2007 01:34 AM

الضحية
لاتَسْلُو.. لكنْ لاتَعشَقْ.

تَتعلَّقُ.. لكنْ لاتَعلَقْ.

ما بينَ أكُفِّ زبائِنها

برشاقةِ أفعى تتزلَّقْ.

يُعرضُ عنها وَجهُ دَميمٍ

يتلقّاها وَجهُ وَسيمٍ

تَفرُغُ مِن توديعِ ذكيٍّ

تتمرّغُ في صُحبةِ أَحمقْ.

غانيةٌ.. وَهَواها مُطلَقْ.

شاهِدَةٌ مَيِّتةُ الرُّوحْ

تكشفُ عن بَصَرٍ مَفتوحْ

مَوصولٍ بفؤادٍ مُغلَقْ!

تَنظُرُ للرَّجُلِ المُستَرخي

نَظرتَها للِطّفلِ المُرهَقْ.

تتجلّى لمياهٍ تجري

كتجليها لِدَمٍ يُهرَقْ!

وَتَرى رَبْطَةَ مَن يَتأنّقْ

رُؤيتَها عُقدةَ مَن يُشنَقْ!

تَرنو للِدُّنيا بِحيادْ

أقسى مِن بَلْطةِ جَلاّدْ!

فإذا جَفْنُ الظُّلمَةِ أطَبقْ

لَمْ تقلَقْ أبَداً أو تأْرَقْ.

وَإذا نُورُ الصُّبح تَدفَّقْ

نَهضَتْ رائِقَةً تتألَّقْ!

- أَسَواءٌ عِنْدَكِ ياهذي

صُوَرُ الفَرحةِ والمأساةْ ؟!

مِن أَيِّ حَديدٍ أو حَجَرٍ

قُدَّ فُؤادُكِ يا مِرآةْ؟

- لاتَقسُ عَلَيهِ.. وَلا تَحنَقْ

قَد كانَ فُؤادي شَفّافاً

تَدهَمُهُ الأشياءُ جِزافاً

وعلى رِقّتهِ تَترقرَقْ.

حتّى احتَلَّتْهُ على رَغمي

سُلطَةُ هذا الوَغْدِ الأَخرقْ.

لا تَسألْ عَن خَلْقِ فُؤادي

بَلْ سَلْ عَن أخلاقِ الزِّئبقْ !

سلطان ربيع 03-12-2007 01:34 AM

القسمة و النصيب
ذُو بُكْمَةٍ.. وَذُو عَمَى

تقاسَمِا بَيْتَهما

فاختلفا، واحتكما

لأِكبرِ الأعمامْ.

عَمُّهما دَعاهُما

أن يَذهَبا للِسّينما

عَلَّهُما أن يُلهما

فِكرةَ حَلِّ عادلٍ

مِن قَصصِ الأفلامْ.

في السِّينما تصادَما

لَمْ يَرَيا بَعَضَهُما

مِن فَرْطِ حُلْكةِ العَمي

وَحُلكةِ الظلامْ.

قاما وكُلُّ مِنهُما

يَقطُرُ أنفُهُ دَما

وجاءَ مَقعداهُما

في آخِرِ الخَلْفِ

وفي بداية الأَمامْ!

وَاغتنما قُربَهُما

فاجتهدا أن يَدعما

بَعضَهُما لِيَفْهَما

فَواحدٌ يَسمعُ فيها صُوَراً

وواحدٌ يُشاهِدُ الكلامْ!

نالا (عسى) و(رُبَّما)

فلا استفادَ ذو العَمي

ولا أفادَ الأبكما

واستحكَمَ الخِصامْ.

عادا إلي عَمِّهما

فَصاغَ حَلاًّ لَهُما

يُقَسِّمُ البيتَ بما

يُحَقِّقُ الوئامْ:

- لِلأَبكمِ البيتُ..

وللأعمى العمى!

- يلتزمُ الأعمى بأن

يرعى النجومَ في السَّما.

وأن ينامَ قائماً.

وأن يَبوسَ كُلّما

رأي يَداً أو قَدَما.

- يُسْمَحُ للأعمى بأن

يَستعمِلَ الحَمّامْ!

وهكذا تقاسما

فانسَجَما وابتسَما

وَحَلَّقَتْ بينَهُما

حَمامَةُ السَّلامْ!

يا سادَتي الكرامْ..

ما أضيعَ المرءَ الذّي

لَيسَ لَهُ أعمامْ!

سلطان ربيع 03-12-2007 01:35 AM



الموجز

ليسَ في النّاسِ أمانْ

ليسَ للنّاسِ أمانْ

نِصفُهمْ يَعْملُ شرطيّـاً لدى الحاكمِ

.. والنصفُ مُـدَانْ !



سلطان ربيع 03-12-2007 01:36 AM

علامة الموت



يومَ ميلادي

تَعَلَّقْتُ بأجراسِ البُكاءْ

فأفاقَتْ حُزَمُ الوردِ , على صوتي ،

وفَزَّتْ في ظَلامِ البيتِ أسرابُ الضِياءْ

وتداعى الأصدقاءْ

يَتَقَصَّوْنَ الخَبَرْ

ثُمّ لـَمَّا عَلِموا أنّي ذَكَرْ

أجهشوا .. بالضحكِ ,

قالوا لأبي ساعةَ تقديمِ التهاني :

يا لَـهَا من كبرياءْ

صوتُهُ جاوزَ أعنانَ السَماءْ

عَظَّمَ اللهُ لكَ الأجْرَ

على قَدْرِ البلاءْ !


سلطان ربيع 03-12-2007 01:37 AM



الختان



ألبَسـوني بُرْدَةً شَفّافـَةً

يَومَ الخِتانْ .

ثُمّ كانْ

بَـدْءُ تاريـخِ الهَـوانْ !

شَفّـتِ البُردةُ عَـنْ سِـرّي ،

وفي بِضْـعِ ثَوانْ

ذَبَحـوا سِـرّي .

وسـالَ الدّمُ في حِجْـري

فَقـامَ الصَّـوتُ مِـن كُلِّ مَكانْ :

أَلفَ مَبروكٍ

.. وعُقبى لِلّسـانْ !


سلطان ربيع 03-12-2007 01:37 AM

توبة



صاحبي كانَ يُصَلِّي

- دونَ ترخيصٍ -

ويتلو بعضَ آياتِ الكتابْ .

كانَ طفلاً

ولذا لم يَتَعرَّضْ للعقابْ .

فلقد عَزَّرَهُ القاضي

.. وتاب !


سلطان ربيع 03-12-2007 01:38 AM



مرسوم



نحنُ لسنا فُقَراءْ

بَلَغَتْ ثَروتُنا مليونَ فَقْرٍ

وغدا الفَقْرُ لدى أمثالِنا

وصفاً جديداً للثَّراءْ !

وَحْدَهُ الفقرُ لدينا

كانَ أغنى الأغنياءْ !

* * *

بيتُنا كانَ عَرَاءْ

والشبابيكُ هواءٌ قارسٌ

والسقفُ ماءْ !

فشكونا أمرَنا عند وَليِّ الأمرِ

فأغْتَمَّ

ونادى الخُبَراءْ

وجميعَ الوزراءْ

وأُقِيمت نَدوةٌ واسعةٌ

نُوقِشَ فيها وَضْعُ ( إيرْلَنـدا )

وأنفُ ( الجيوكندا )

وفساتينُ ( أميلدا )

وقضايا ( هونو لولو )

وبطولاتُ جيوشِ الحُلفاءْ !

ثُمَّ بَعْدَ الأخْذِ و الرّدِّ

صباحاً وَمَسَاءْ

أصدرَ الحاكِمُ مرسوماً

بإلغاءِ الشتاءْ !



الساعة الآن 09:07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.