![]() |
وجه الروح يسير فوق الماء ،، فأين الضوء ؟! ،، فلو اجتمعت السماء والبحار في عناق لظهرت اليابسة ،، حيث العشب ،، الضوء الأعظم لحكم النهار ،، والضوء الخافت لسحر الليل ،، وفي عالم المفاجآت لا تجد أنها ابتعدت عن الأشجار ،، وتحملق النجوم وتتدفق المياه ثانية ،، المؤثرة في الخلق والحياة ،، لذلك حلقت الطيور للشعور بها ،، خيل إلي أنني أدركت حقيقة أخرى من حقائق الحياة ،، هي أنه لا توجد ثمة حركة بين السطور ،، على الأرصفة أو تحت ضربات الأمطار وجموح البراكين إلا وفي وقعها ريح الأنثى ،، تلعب في الحياة الدور الذي استعذبته الجاذبية بين الأجرام والنجوم ،، فما من حي إلا وفي خياله حية رقطاء أو سماء شمّاء ،، حاضرة أو غائبة ،، ممكنة أو مستحيلة ،، محبة أو كارهة ،، مخلصة أو خائنة ،، وفهمت قولهم " إن الحب الحياة والحياة الحب ،، لم تكن حياة ثم كان حب ،، ولكن كان حب فكانت حياة "،، وبدا لي منطق الحياة قاسيا ولكن لا حيلة لنا فيه ،، أفظع به من تفكير ،، حسبك أن تتذوق الطعم فوق لسانك وتسبّح بحمد الرحيم ،، ولكن كيف تذعن لحكم هذا الواقع المخيف ؟! ،، هل تبكي أو تصرخ حتى الموت ؟! ،، سمّرتني قوة غريبة في مكاني ،، وملأتني قسوة وجنونا ،، واجتاحتني ثورة عارمة تتحدى قوة الموت نفسه وبطش القضاء ،، أبيت أن أصدق عيني ،، واستعصى علي الاقتناع ،، ما معنى هذا ؟! ،، سقطت الثمرة المحرمة وتدحرجت حتى ابتلعتها المياه ،، تأكل منها في كل أيامك ،، وتجوع في أرض الواقع بالحكمة وتشعر بالرغبة أينما كانت ،، وأحفاد يأكلون الخبز ،، كمعنى للامتلاك وليس لأنفاس الحياة ،، فالدم لم يجر إلا دون الجرح وما بين أوهام الأرحام ،، وكشفت الأرض دمها وليس أكثر من تغطيته بسدادة قارورة نبيذ ،، قوس قزح كان عهد بيننا ،، عشت مع خيالها يومي فلم أكد أنتبه ما يلقى من كلمات ،، وعلى قدر ما نازعتني النفس إلى تملي العواطف على قدر ما ازداد كره الكلمات التي تعبر أخيلتي ،،،، فاض الشعور بالتمرد على عذاب العقل وتجاهل القلب ،، يجوع جوع الحس ،، ويرق رقة النفس ،، ويتشوف تشوف الروح ،، فتمنيت بعث الحياة لسعادته والاستسلام للحنان المتفجر من ينابيعه ،، وميضها مثل الانجذاب إلى جانب الطريق ،، يعطيك الجرأة لتقود دون أن تلقي نظرة ،، وجهها يحكي الكثير ،، عيون تصطاد وتتحدى ،، كل حاسة تلعب دورا ما ،، شئ غريب لا يتحدث ،، اصرخ بذلك وسوف تقتله ،، فهل تتكلم مع الريح مثلي ؟! ،، حلقي فأنا لا أعرف أين سأقف ،، ما هي لغة الواقع وكيف سترجمها ؟! ،، في شرق آسيا ،، يصطادون القردة باستخدام السلال ،، يضعون الفاكهة تحت السلة المثقوبة ،، وعندما يدخل القرد يده من خلال الثقب ويمسك بالفاكهة لا يستطيع إخراجها ،، ولن يتركها من يده لأنه قد تذوقها ،، يُقبض عليهم ولكنهم يعودون من أجل المزيد ،، تنظر إليها وتفكر ،، والحياة لا تجري التعديلات في مضيّها ،، يجب أن نأتي نقيان أم نكتفي بدفن الأحلام ؟! ،، أشياء كثيرة لم تبق لنا إلا أفعالنا ،، مدهش ،، كل ذلك بالغ الدهشة ،، ففي كل مرة أستمع إليها وأتسكع في صوتها تحملني دهشة ،، كلما زادت المعاناة ،، كلما زاد الحب ،، بالألم يشحذه ويمنحه اللذة ،، الوحيد الذي تحتاجه ،، ستغادرين الحياة أجمل من يوم دخولك إليها ،، ستخبرك السماء بأن ثمة شئ واحد فقط يكمل الروح ،، |
عينه في السماء مثل نافورة ببكاء متوازن ،، أستطيع سماعها بوضوح وهي تتدفق ،، تمتمة ،، ولكني لمست جسدي كي أرى الجروح ،، صوت مدان إلى الأبد ،، تسبح حولي كالهواء ،، تسافر عبر الزمن والفضاء ،، أنتِ أبرد من قطعة ثلج ،، وهذا يناسبك جدا ،، دقات قلبي تتسارع لتصبح كالبحيرة ،، وتبدأ أحلامي بالتحقق ،، لقد اخترقتِ روحي وفيها نمت ،، فراغ كبير يحترق ،، ضعي رائحتك فوق صدري وستسمعين صوت البحر ،، حب يضعف القدر أمامه ويبقى صامدا ،، فكري بآلاف الأمواج التي ازدادت عبر الدروب واتفقت مع الزمان بلا نهاية ،، والسؤال الذي يقف خلف حنجرتي ويدفع الدم إلى رأسي ،، يدق في أذني مرارا وتكرار ،، تهزمك الخواطر والتصورات التي تعترض عزم المضي ،، تعاني ،، وتتحرر من ربقة الحلم الكبير التي تشدك تكاد تمزق ضلوعك ،، أجل سيملكك شعور جامح يهفو بفؤادك إلى التجدد والانطلاق ،، وها هي الحياة تستفزك للتمرد والثورة ،، ثورة شعورية تنبعث من أعماق النفس ،، تروم التغيير والتشوف إلى المجهول ،، تعاني حنين مؤلما غامضا كلما تحرك بصدرك تشملك كآبة ووحشة ،، وثالثهما شيطان ،، بعد ذلك ،، لا قبله أعني ،، يجوز أن ننسى الكوارث في مجرى الحياة الزاخر بالحوادث ،، بل يجب أن ننساها ،، ولا نسمح للتشاؤم بأن يلقي ظله الثقيل على أرواحنا ،، الحياة لا تخلو من كوارث مثل كوارثنا ،، بل أشد منها بما لا يقاس ،، يجب أن نوطن أنفسنا على التصدي لكل مكروه بدون أن نيأس من إصلاح أنفسنا وأحوالنا ،، ومحق سلبياتنا جميعا في البر والبحر والإرادة ،، فإن المصائب لا تقضي إلا على الضعفاء من أنصار الهزيمة ،، ولكنها تشحذ همم القادرين والمقدرين لنعمة الحياة المباركة ،، واحد ،، اثنان ،، وينتظم العد ،، " أخبريني عن الرجل الذي يقود الحقيقة ،، الذي يقود الزمن بعيدا عن مساره ،، أخبريني عنه يا ملهمة الشعر "،، لقد حل الظلام المعضلة ،، حتى قبل أن يعلن عن ذلك ،، لأول مرة أعرف الشروق ،، قطعة هبطت من السماء في داخلي ،، والشجرة تقسم أنها تسمع بكائها ،، حتى أصبحت تقول بأنها تسمعها في كل مكان ،، في الانتظار لا شئ تعمله ،، لا شئ في الصباح ولا المساء ،، ولا شئ بينهما ،، معظم الجدران القديمة يعاد ترميمها قبل أن تسقط ،، تشعر أنك عديم الفائدة كالكرسي الموجود في الشرفة ،، تتطلع لفعل شئ ولكنك لا تفعل شئ ،، الحياة تفتت إلى قطع صغيرة ،، أنت ميت ،، فلم لا تحاول شئ آخر ؟! ،، اذهب إلى مكان آخر ،، تندهش كيف فاتت من أمامك فرص عدة للنجاة والغرق ،، تذكر كيف شاهدتها للمرأة الأولى حينما توقفت أنفاسك ،، هناك في منطقة فوق الرمل ،، تحدثتَ مع الصوت الجميل ،، كنت ستؤمن بالمعجزات ،، كان مزاجها جيدا ذلك المساء ،، وماذا عن أمسيات أخرى ؟! ،، وشعرها الذي يصبح فانوسا حتى لا تضل في ظلام الطريق ،، كمن يتمدد على العشب مستنشقا الصباح ،، إن توقفت أحلامك فلن يبقى لك شئ وستمسح دموعك بيديك ،، متعطشا كالسمكة الخارجة من الماء ،، العالم كله توقف عن الحركة ،، لأيام وليالي ،، حروب ومواسم ،، كل ما عليك هو الخضوع ،، كأن تتذكر شئ ما وتنسى أن تدونه ،، والحياة مليئة بالمفاجآت ،، تضع في اعتبارها أقدار ،، كما يحدث في تلاقح الابتهالات ،، أما الوقت فيعلمنا الفرق بين الحقيقة والمثال ،، بعض الحقائق تموت و تتلاشى ،، ولكن يبقى المثال معمرا إلى الأبد كالأساطير ،، يتم الحديث عنها عبر الريح ،، اجتاح الجو غيم كئيب جاثم على الصدر كالحزن ،، نوع آخر من الكآبة ،، والروح قابعة في آخر مكان من الظل ،، بقي من الزمن لحظة ،، تملأ مساحة هذا العمر وتفيض عن بقية الصفحة ،، |
الفجر الحبيس ،،
كما لو أنه وجد الفجر أقل مما يستحق تقبله ،، واستعارت الشمس شئ من صوتها ،، وموجوع القلب يرقص ،، الأرق بات كالفحم والأحشاء تزمجر كالأنفاس التي تتخبط في الهواء ،، والطالع لا يبشر بصفاء غد ،، وتنقطع الثقة الكبيرة في السهر ،، تحمل معها كل شئ ،، وبلمسة أخيرة تسير مع الدم قطرة تلو القطرة ،، فلم يختفي السقف كما كنت تأمل ،، " مبارك فقير الروح لأنه في مملكة السماء ،، مبارك عليه الحزن والفرح الذي دفن معه ،، " ،، كيف تستطيع التنفس بينما تتغير ألواني في الكفن ؟! ،، كيف بلغت هذا السن دون أن تبلل ملابسك ؟! ،، كيف لا تستطيع أن تسمع عقلي وهو يطحن ؟! ،، - هل عددت النجوم يوما ؟! ،، - يستمرون بالتنقل دوما فلم أستطع ،، مهلا ،، ما معنى تلك النجمة ؟! ،، - جسدك يعرف ،، ولكن ذهنك ينسى ،، الوصايا ستجد النهاية ،، السماء لم تحلم إلا بمن يرتد عليها ،، فما العاطفة إلا أم ترضع وليدها ،، لحظة ميئوس منها تحتاج أخرى يائسة ،، ولكن الكأس من الشوق قد امتلأ ،، وهل فكرت يوما بالانتحار رحمة بالأشواق ؟! ،، فهنالك ما عليك فعله ،، تتغير التوقعات وقد ترى حياتك من جانب آخر ،، تعلم ما قد يبدو قابلا للاحترام ،، ولكني سأخبرك بالحقيقة : فلن تمانع بالموت حينما تنظر نحو الجهة الأخرى ،، لا تريد العودة حينها ،، ستود ابتلاع الصمت بينكما ،، فهنالك أطنان من الرمال ساكنة ،، والطفل يقطعون له الوعود ولا يوفون ،، أقف في الردهة متفكرا ،، أتوقع بين لحظة وأخرى أن يجيبني السكون بما عنده من تهم ،، فاستغرقني الخيال حتى كدت أصطدم بما يمر من أفكار ،، ثم داخلني إحساس نهم بالتحرق إلى الفجر بعيدا عن العبث الضاحك الذي تتوارى خلفه مرارة في الأعماق ،، قبضتي الآن فارغة ،، مصفاة لا يبقى فيها شئ ،، لا يمكن أن يدور لي بخلد ،، ولم أعلم ولو في الكوابيس بأنه واقع ،، وأن تلك الطعنة التي أصابت الفؤاد قد علمت الدهر من الصبر فتونا ،، وأن ذلك الفرح ما مهرت عليه الذكريات إلا بمرآة غابت صورتها ،، ليت شجاعتي تواتيني الآن فأمسك بالصدى وأحدثه بأمانيّ دون أن أرتمي بين أحضان النوى ،، ما يزال هنالك قطرات من دهن العود في مشكاة الغد ،، لا لرأب الصدع فقد ولى أوانه ،، ولكن لتزكي النبض الجاف الروح الخالد ،، أنظر إلى الظلام في الردهة الساكنة وأتعلق بالأنفاس ،، ترى ألم أقبل هذا الثغر في كل الوجوه ؟! ،، سأعود ،، وستمسي الوعود صورا وظلال أهداب ،، وستجتمع الأسماء كاجتماعها هذا كأول مرة في رحم الغيب ،، وربما لا تذكرني إلا قليلا ،، أو لا تذكرني بتاتا ،، ولكن كيف أكون ؟! ،، وأين ؟! ،، وهل أملك إلا الوحدة وسط الزحام ،، كلما اشتد الدهر عتوا زاد من الصبر امتنانا ،، وليظل النجم ساهرا هكذا إلى الأبد ،، بيد أني ارتددت فجأة إلى فتور وحنين وأطبق علي شبح اليأس القديم ،، وكل شئ من حولي يصدح بأن لا تغرر نفسك بالنسيان ،، فاقنع منه بما تغنم فيه من لحظات ،، وسأذهب إلى رحلة خارج جسدي ،، أنظر إلى يدي الحمراء ووجهي المتجهم ،، أسأل الرمل والمحراب عن اسمي ،، فتخيلت أن كل ما هو بديع قد يصبح حقيقة ،، ألا تبدو هذه الصورة مغبرّة ؟! ،، حرق المركب وراح ،، |
أقداح المطر السبعة ،،
ومرسال الموج ينام ،، " فخذ من الدهر ما صفا ومن العيش ما كفى " ،، دموع الوجد وتباريح الفؤاد ،، وعشق كأنه خدر يذوب في الأوصال ويصبي المشاعر ،، وتعيش كأسطورة من عمق الحقيقة ،، الآهة ترسم ذاكرة الماء ،، والتنهيدة تكنس العتمة وتفسح للإشراق مكانا عليا ،، تهمس ،، فلا أدري ،، ولكنها تخلق خلقا جديدا ،، فأرى بهمسها الدنيا على كثافة الظلام المحيط نورا وبهاء ،، كالوجع المتردد الذي لا يحكم إغلاق الباب ،، ووغاء الحزن ينيخ على قلبك ،، حتى لا يأتي يوم ترى فيه الأفق جرحا تخشى لمسه ،، ولا حلم فقير يلوح ،، دونه صبوح مزايين وغبوق ملايين ،، شفاة متشققة في عالم يطفح بالابتسام ،، كالقناديل المطفأة تطفو فوق بحر النفط ،، انظر إلى روح التربة في موسم الزرع ،، فالثمار تحتاج إلى وقت لكي تنضج ،، تحمل حلما باتساع السماء ورحابك تختنق في قمقم ،، املأ وعاء قلبك بالحياة وسلط عليه ضوء صدرك فستسمع خرير الماء يداعب الطيور في سقياه ،، وسترى الموج ينساب يحملك إلى الفردوس الضاحك ،، ولا تريد أن تقول : ولكن !! ،، فما أشقى من أن يصبح الأرق ظلك وتوأمك ،، وأن يتحول ريش وسادتك إلى خناجر ،، وأن تلتصق بالليل حتى تصير جزءا منه ،، وتضيق بك الغرفة ويضيع فيها الصدى كالقبر ،، ويتسع النبض في صدغك حتى يوشك على الانفجار ،، وتتحول كتلة لزجة في الفراغ ،، كأن قانون الجاذبية الذي كان شاهدا على كل البشر ،، لم يعد ينطبق عليك ،، ساهم كغيم ميت ،، تتسول المطر الغارق حولك إلى حلقك المحتضر ،، والمرسال نائم في غيبوبة على بساط من ريح ،، همست الأنامل في أذن ثملة قائلة : تفضل ،، قال الصمت بتوسل : لنعد ،، ولكن دفعته رقة الشعور المسيطر : لا بد من زيارة المكان ،، ظلام دامس ،، ترتفع الوجوه إلى السقف في انتظار النور ،، يندلق الودع ويد تتحسس المنكب وهو يصرخ في سيل القشعريرة ،، الخوف هامس والمصباح تالف ،، تلتف أذرع الخواطر وتتملص خواصر الأعذار ،، فيجثم ضيق خانق حتى يألف الظلمة وحرارة الأنفاس ،، وتلوح أشباح حدائق ممزقة وأوراق بلا روائح ،، حتى يتوسل الندم غيمة ملونة ،، تمتزج اللذة باليأس ،، وتشتد الظلمة ،، ظلمة عميقة غريبة ،، تنشر أجنحتها على فضاء لا نهائي ،، فلا مكان ولا زمان ،، وعبثا تحاول أن تجمع شتات فكرك ،، تتزحزح بعيدا عن جنبك الملتصق بك ،، النبض يدق الأذن ويقرع الرأس ويعتصر القلب ،، قطرات تسقط في راحتيك سبعة ،، تلتهم أكف الأفق وأقداح البريد ،، |
مقطع من سيمفونية الهم ،،
لقد سمحت لفجوة من الزمن أن تفتح بابها ،، فانبعث منها حنين القلب شوق ،، ثم تحول الشوق إلى خواطر معربدة تعيث فسادا في خلايا الجسد ،، كانت نسمة خفيفة تداعب بعض الأشجار ،، استسلم لها أحد الأكياس الفارغة ،، فترفعه تارة وتطيح به تارة وتديره تارة أخرى ،، وتحيطه بهالة من قصاصات الورق وبعضا من النفايات كأنها ترقص له نغمات تدحرج علب المشروبات الفارغة ،، وكان البحر يجري في فتور ،، لا تسمع فيه إلا همسات يصبها في آذان جدة كأنما يهدهدها بها حتى تنام ،، فالعين يقضى تسامر الشجن والجرح يئن تحت وطأة الزمان ،، وفجأة ساد الصمت ،، وتوقفت الزفة عن السير ،، وسكن حفيف الأشجار سكونا طويلا ،، كأن الكون أراد أن ينصت إلى قصة ،، بدأت تنثر الحزن على حواشي الأمس ،، أيقنت أن رحيله كان بداية لمنغصات كتمها الزمن ثم كشف عنها اليوم واحدة تلو الأخرى ،، لقد اختار القلب طريقا فغرس فيه الأحلام وعلى جانبيه الورود ،، ولكن سرعان ما انقشع الحلم فبدت الحقائق سيئة بشعة كابتسامة الجمجمة ،، فتساقطت أوراق السعادة كأنها شجرة نبتت من بذرة خريفية ،، ولو بحث الهم عن مسكن يرتضيه ويوافق ذوقه لما اختار سوى ذاك القلب ،، مجند لغرض لا يعلم سره ،، كأنها في مفترق طرق عارية خاوية غامضة مجهولة ،، وكأن على أفق وجوده شيئا لا يفهمه ،، يحس كأنه شئ مجوف ،، أو كأن باطنه صحراء ،، فليس هناك عمران ولا أنس ولا نور ،، منقسم على نفسه ،، فأعلن بعضه الحرب على بعضه الآخر ،، ما بين طبيعة الماء وماء الطبيعة يحطم الصخر بينما ينساب قطرة قطرة ،، أراد الهرب من هذه الشرنقة التي كبلته ،، فأخذ يسمعني شئ منه ،، انداحت الأنغام كأنها تنتحب ،، وبعض الأوتار كانت كأنما يقطر منها الدمع ،، تئن أنينا رفيعا مثل الخافت المتهافت ،، مقطعا من سيمفونية يتصبب لها ليل الحرف ويتموج ،، تشم رائحته وتسمع وقع خطواته وتلامس ظله ،، عندما يمتزج همس البحر بأشجان النوارس ،، نتخيل في بعض الأحيان أننا نستطيع أن نصنع ما نشاء ونخلق له من الأسماء متى ما أردنا ،، فتطل الأقدار من نوافذ الظلام ،، وتجعل تصنع لنا الشقاء وتخرج ألسنتها ساخرة ،، فالأيام لا تستطيع أن تهادننا إلى وقت طويل ،، إنها إن فعلت ذلك لكان معنى ما فعلته أنها غيرت فطرة فطرها عليها الرحيم ،، فنتساءل : ما هو الثمن الذي نجهد قلوبنا ونشمر أثوابنا للجري في سبيله ؟! ،، |
21
فكيف بنا والحزن ؟! ،، تلله ما مادت الأرض على إنس مثلنا ،، وفي رحلتك في البحث عن المعطف الذي يخرجك من هذا المكان ،، دائما تجدها ،، إن هي الثلاثين ،، ولكن لبعض الطيور ريش لامع ،، وسيبقى المكان من دونهم فارغ لا قدرة له على استباق الزمن ،، لا شئ سوى الانتظار ،، ألم تزل قطع الشطرنج في مكانها ؟! ،، تنهض وتقعد كما تشاء ،، تجلس بهدوء والأفكار الصاخبة تتجول في رأسك كما تشاء ،، تبدأ برحلة طويلة مجهولة النهاية تذيب الحواجز كما تشاء ،، فكيف لنا أن نطمئن للحقيقة بعد مرورها بالتشكيك والرفض ؟! ،، هكذا أتت ،، ليست كأمنية طفل كما ينبغي لها أن تكون ،، صعب أن تقول : سقطت تسعة !! ،، تحاول أن تتمسك بلا نهائية فكرة أو تقبيل ثغر ،، سيظل ظل الدفء قابع ،، فتنصت إلى حديث النبض دون أن تحتاج إلى إتمام جملة ،، فواصل سوداء كهذه ( ،، ) لا يخلو منها الثوب الأبيض ،، وحياة ثنائية العيش تأبى النسيان والأسى يأكل من خصوبتها الناعسة ،، والحلم مراء ينبغي تجاوزه حتى لا يرتد إلى عزلته ،، متعة وتتبعها لحظات من كره الذات ،، والمسرحية بلا نهاية ،، وكلما نهضت لتبني جسرا تغفو بين أحضان نكرانه ،، عاطفة مطلقة وعمر هو المستحيل بذاته ،، تفكّر ولا تجد فيم تحلل نتائج الحديث ،، خُط بيديك خيط الأفق إذن ،، أيها المخلوق للموت ،، أليست حياتك هي توثيق الأسى ؟! ،، فلا عليك إلا أن تتحمله ،، أخلاقيات محررة وأوهام حبيسة ،، وعالق في عالم لم تختاره ،، مزيج دقيق أعمى ،، حائر ولكنه حائر ،، تتذكر قفزة الشيطان وطفله الأعمى ،، ولكي تحقق حلمك عليك أن تستيقظ وتبتهج ،، فهل أحفر قبري بيدي ؟! ،، كيف تؤمن بالنهاية ولم تحرص على بدايتك ؟! ،، وماذا إن ألقيت على التسع سنوات انقلاب عجلة دوران زمنك المسرعة وضيق الخط الموصل إليها ؟! ،، وهذا الصندوق الصغير الحائر تحت الغيوم والمفاتيح متناثرة كحبات المطر ،، تنحدر من الجبال مع هذه الهدية من النار ،، فربما ستفهم ذات يوم !! ،، فكيف لنا أن نتحدث بصيغة الجمع ونحن نصبح قريبين وقد يلتحفنا المساء بالغربة ؟! ،، وماذا عن لهيب الشوق وتجمّد الأنامل بالبعاد ؟! ،، آلاف المشاعر في كل لحظة ،، بلا نهاية ،، لا يوجد نهاية لها ،، فليس مهم أن تكون منتصب القامة في حين يضطرب أسفلك عندما تصك وجهك أبواب الريح ،، هل نعمد إلى تغيير الأشياء والمشاعر والمواقف لرفع الروح ؟! ،، والخوف دائما مستشار سيئ ،، ولن يروي الأموات ما حدث لهم ،، ولا تهدر الوقت فمنه تصنع الحياة ،، وقد نطيل الكلام فلا نجد ما نقوله ،، فكيف تؤمن بالنهاية ولم تحرص على بدايتك ؟! ،، يقول العقاد : لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى ،، بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه ،، تلقي الثلاثين فتهرب من التاريخ ،، تتأرجح ككاشف ضوئي لأعماق الليل الساكن ،، " في سكون وتجهم ،، أدار الشوق عيونه المنهكة نحو المدينة ،، وظلت صفحة من التاريخ تنتظر لثلاثون عام ما يسطر فيها " ،، والغد يموت والنبض لا يزال يقرع جدران الشرايين ،، و النظرة عميقة والرؤية ثقيلة ،، والابتسام لا يمطر إلا الكآبة ،، ألق نظرة وبإمكانك أن تخبر نصف الشهر كيف كانت ليلة انتظاره ،، حلم المواسم الذي لا يموت حين تتجعد وجوه أطفال السهر ،، وقلم الحكايا مجرد لوح طافي على صفحة الماء يستمتع بالرحلة ،، يعد ،، |
فلو مت حينها ،، سأرقص في مملكة الظلام ،، مرة وللأبد ،، ولو اختفى سحرها ،، فقد يعود الأمل صاغرا ،، أكرر ذلك حتى مللته في فمي ،، هذا ما تأملّه الصمت ،، خوفا من المجهول ،، فذلك حجر الزاوية في كل إيمان ،، منطقيّ ولا علاقة له بالمنطق ،، حضورك لهو تمكين للنفاق بعينه على الرؤية ،، فإذا دعوتك إلى طقس إعدام فهل ستذهب ؟! ،، ولكن تعددت المصادفات ،، العالم أقل سوءا من موتك فيه ،، ما الذي تقصده إن لم تكن تعي ما تقول ،، ما أثار دهشتي وحرك ذكرياتي فجرفني إلى سنين بعيدة ،، باهت اللون كأنه غريق طفا بعد جهاد عنيف حتى وصل إلى شاطئ الكربون ،، تدفقت الكلمات على لسانه منزلقة ككرات بلورية في كل صوب ،، نواقيس تتردد في القلب كقطار طويل منهك ،، يتابع أبدا هذا الجسد ،، يبرهن في تصميمه للأحداث أن المطلق خرافة يطلقها منطق الصافرة البخارية التي تشيح وجه الغد فلا يصل آمنا ،، تبدأ الرؤى بشعاع وتنتهي ،، وما بينهما دائما يكون الظلام ،، لا شئ يتعدى الأمل ،، لا شئ مستحيل ،، لا شئ يصعب تخيله ،، فعندما يعبر القمر إلى مستقره ما بين السماء يثير معه قاع القلب ،، جميل ،، عذب ،، لا نهائي ،، وعندما يختفي بقسوة ثلجية يتركنا عالقين في أنفسنا لنواجه الحقائق العارية ،، قال رجل من كهفه في أولمب : كنا نصنع الظلام في وضح النهار لنخفي ضوء شمس مشرقه ،، فهل عليك أن تستوعب الذاكرة كلها حتى يضطرك محوها ؟! ،، يقول : إن كنت غير مسرور سأمكّن لك حياتك السابقة ،، إليك عني ،، وتنتظر عناك فلا بد أن هذا يعني شيئا من تجاهلك ،، صافحت يدي السخط ،، أفلا ترى أنك مدان له ؟! ،، لك مغفرة وعليك أن تسامح نفسك ،، ولآخرك جزء ثالث في المعادلة علينا أن نحلها ،، يختبئ داخل محفز للظن داخلك ،، يشاركني الأحلام ذاتها ،، رأيت قديما جلّ آلامه خلال خسوف سنوي للشمس ونسيته ،، ونست أنه قادم ،، هناك لحظة حيث كل شئ يتغير صاغرا ويأبى أن يتغير ،، تقبّل ما يصادفك من دون الجهات لا تعلم كيف تغيرّت الطرق ،، صاغرة لا أدري ،، أم أن الثلث الأخير كان عتق الشعلة التحالف معها ؟! ،، الأشياء تتغير ،، والعهود لم تعد تصوغ بلاغة تلك اللحظات التي قد نغيّر معنى قتلها ،، قد ترجح كفتها لأحد الطرفين ،، فأفضل ما تفهمه من تلك اللحظات ،، تستعد ،، ليطمئن قلبك ،، لتجمح مخاوفك ،، تسيطر على قوتك ولكي ترى علامات النجوم ،، فهذه الموجة بيد القدر الخفية ،، لا يهم متى يقين قوامها أو متى ترقبها لتلك اللحظة ،، ستغرق ،، |
أجل ،، سأتذكر كل شئ ،، سأتذكر كم أشتاق إليك ،، ففي يوم ما خُلق الكون ،، وجُعلت الإرادة في المعرفة ،، كل شئ ،، كل الصحيح والخاطئ ،، الخير والشر ،، وتلك القدرة على التحكم في الاختيار ،، فما الذي يدفعنا للعطاء بينما تحكمنا أنانية ذواتنا ؟! ،، نعزل أنفسنا في عالم من الإبداع ،، نبحث عن الحب حتى إن كان غير ملحق بالقائمة ،، فنرى الاختيار كأمر واقع للوجود ،، نتتبع طريق المصير ،، وفي النهاية ما نختاره ليس هو ما كنا في حاجة إليه ،، يجتاحنا الضحك ،، ولكننا نحزن وربما بالدمع ،، نتذكر الاشتياق ونبقى موحدّين ،، قبل أن ينتهي الليل سأثبت له أن كل ذرة منه ،، وخدمة الجندي الأمريكي في العراق تسمى " جولة " !! ،، يا حمامة حطت على كتف البوح : ساعديني ،، مفقود وأفقدني حديث الخفق بجانبي تيه غيمه ،، أحادث الآن مجرد حمامة !! ،، فعليك أن تقلق وتغلق أقلقك بكل شئ دون الغد ،، وتقول الحكمة أننا سنعرف الفرق بين الأشياء طالما الضوء يخترقها ويمر من خلالها ،، ننتظر في صمت هذه الأوقات حيث يمكننا الفهم ،، حيث يكون المعنى المبهم مصدرا للتركيز لوضوح الهدف نفسه ،، ما سنجده يحدق بنا هو انعكاسنا الشاهد على نزال الحياة والقدر على الظلام وعلى النور ،، أحدهما أو كلاهما ،، فالقدر يسير في اتجاهنا لا يتغير إلا باختيارنا ،، بالحب الذي نتمسك به والوعود التي نبقيها ،، فما الذي يفعله محرك الدمى لجعل الناس سعداء ؟! ،، وعلى غرار الأوبرا الإيطالية يرون التعاسة تسير بخيلاء بينهم ،، تذهب صاغرا إلى عرين أسد لمساعدتك لأنه أملك الأخير ،، ظلال رمادية تطوف باتجاه عقارب الساعة ،، تماما عندما يقوم نظام بتعطيل تحليله ،، ليقول المدير : لا تتجاوز الحدود ،، اصمت ،، فكل شئ سيعود إلى أصله بأي وقت دون علمك ،، حتى تتمكن الصور من رؤية نظراتك فتشكرها ،، ستلقى الحذر خلفك وتطلق النفس ليومك أم ستقوم بكل تلك الحسابات حتى تتضح الصورة ثم تنصرف ؟! ،، لا توجد إجابة حينها لذلك فرض السؤال ،، فالتفاحة لم تسقط بعيدا عن الشجرة ،، الأسماك تسبح والطيور ستطير ،، فالحياة لن تهم إن كنت ستعيشها غير راض عنها ،، أحيانا نبحث عما يشغلنا لوقف العقل عن التفكير ،، والشئ الوحيد الذي تفلح في فعله ما هو إلا خيبة الأمل ،، الصوت والصورة ،، فعندما يغادر أحدهما يصل الآخر ،، مكتوب علينا أن نكرر أخطاء الآخرين ،، وينتصر غيرنا ،، فكيف يمكننا أن نرى العالم بدون عدساته ؟! ،، نفس المخاوف والرغبات ،، فهل نراها كمثل لإتباعها أم كتحذير اجتنابها ؟! ،، نختار أن نعيش كما يعيشون ،، ببساطة أن هذا ما نعرفه أم لمحاولة تكوين هويتنا الجديدة ؟! ،، وماذا يحدث عندما نجدهم بعكس آمالنا ،، فهل سيمكن تبديلهم ،، أمهاتنا ،، آبائنا ،، الناس من حولنا ؟! ،، أم سيجد القدر طريقة لإعادتنا فنعود لمناطق الراحة ،، حتى صارت المواعيد تهرب كالبخار ،، وحتى صار الجسد أشبه بفراشة طُعنت بإبرة فتوقفت من يومها عن الرفيف في فضاء لم يترك حيزا لأي أمل ،، لتنطفئ النجوم فوق السطح والقناديل تحشرج الحنين على جوانب الطرقات ،، منطوية كمنديل أضحت رائحة الموت تغطي نفسه كقدَر على مفرق ،، وينتقل سحر المنى كمارد من وجع ،، " كأن طيور الأرض كلها مجتمعة تحت الصدر تنقر فيه " ،، كنغمة كئيبة تطفو بحزنها على ثقب ناي ،، حتى باتت الذكريات تتخذ شكل جرح وتتساقط كشلالات طويلة دون أن تبالي بنبيل مفلس يتمرغ في الغرق قبل أن يدين للشاطئ بنجاته ،، حكاية من حكايات الأحلام المؤجلة التي تعيش معك بعد الرحيل كنشيد ساحلي حينما ترمق بقية العمر كالأرق المنسي داخل سجن الضلوع ،، والحفل الراقص يعدنا باختفاء الكوابيس وبعدم الصراخ ،، سأكون دائما هنا لأجلك ،، أعدك ،، ولكني أريد أن تكون متواجدا من أجلي أيضا ،، أتسمع ؟! ،، تقول الموسيقى بأن كل شئ سيكون بخير ،، فما المهم أن تخفي سر البوح حتى تتمكن من التوقف عن الهروب منه فتعود لحياتك ؟! ،، أم ستتبع أساليبك القديمة تقصدها ماحيا الذكريات ؟! ،، الأيام قد قامت بتفريق كل شئ أفلا تريد أن تكون جزءا منها ؟! ،، كأن تقوم بشئ سيئ للغاية ،، شئ تخجل منه ،، وتظن أنك بمجرد الحديث عنه قد تتوقف عن البكاء ؟! ،، " حياة الشخص تكون ذات معنى طالما تساعد في جعل كل شئ حي أكثر نبلا وجمالا " ،، فلا تقم بأي افتراضات قبل علمك بالحقيقة ،، تعود لإعادة قدرك في صنع الأخطاء ،، وما الذي تعنيه !! ،، ابن أبيك ولماذا ؟! ،، عليك أن تؤمن بأن هناك أما دائما للمغفرة ،، ستكون شخصية غليظة ،، تحفر القبور ،، تقول بأنها يجب أن تكون كذلك ،، لكنها لا تفعل ،، وتفعل ،، تحاول جاهدة أن تنال إعجابكم ،، كلاكما ،، فمنذ تلك الليلة كلما شعرت بالضياع ،، لا أعرف ما علي فعله ،، أسرق الجواب ،، أذكر لنفسي بأن هناك طرق أسهل لحماية من نهتم بهم ،، الغاصة غطت القبور والظلال لم تزل سائرة ،، تماما كما يخال المجنون نفسه فارسا متألقا يختال بين أسراه ،، على كوكبنا نتكاثر ،، لكل منا شخصيته وما يجعلها فريدة ومختلفة ،، ما هي فرص حدوث تلك الروابط ؟! ،، ولماذا ؟! ،، هل هو علم الأحياء وحسب ؟! ،، مجرد أعضاء تحدد ذلك الاختلاف ؟! ،، أم مجموعة من الأفكار والذكريات والخبرات هي ما يحدد تميز الشخوص ؟! ،، أو أنه شئ أكبر من هذا ؟! ،، ربما هنالك شئ أكبر يحدد عشوائية الخلائق بعد انتظام الخلق ،، شئ ما خفي يسكن الروح يقدم لنا تحديات فريدة ،، ربما تساهم في معرفتنا لأنفسنا ،، وجهلنا بأننا جميعا متصلون معا بخيط خفي ،، بقدرة لا نهائية رغم ضعف التكوين ،، ومنفصلون كأوعية فارغة تملئ بالاحتمالات اللا نهائية ،، بالأفكار المنوعة والمعتقدات ،، مجموعة من الذكريات من الأفكار المنفصلة والخبرات !! ،، ولو أن ذلك الخيط الخفي الذي يجمعنا انقطع أو انفصل ،، ماذا إذن ؟! ،، ماذا سينتجه من أرواح عديدة وحيدة منفصلة ؟! ،، سيرقد بداخلها التساؤل الكبير ،، للبحث والاتصال ،، للتماسك ،، حتى تكون القلوب صافية والأفكار مرتبة والرؤى مرنة ،، سنكون حينها قادرين على إصلاح عالمنا الهش ،، نوجد كونا من الاحتمالات اللا نهائية ،، لتقول صاغرا : هذه هي الحياة !! ،، فعندما منح " وينستن " تلك الماسة للأمل ،، نظروا إليها ولم يروها زرقاء !! ،، بريد البوح ،، إنه الطريق الآمن للذهاب ،، ومع ذلك ،، من سيعتني بذكر ماس الأمل في هذا المكان ؟! ،، ها هو ملاذك ،، صفاء روحك ،، ما تخاطر من أجله بالدخول ،، فإذا تركت ذات يوم شئ ما بالمصادفة ،، فانس عليه بصمة أصابعك ،، فإنها الآن تريدك أن تجدها ،، فماذا إذ لم تكن بطاقة وصولك ؟! ،، بل عائق سيوصد طريقك ؟! ،، ولكنها ستمنحك ما يبهجك ،، لتعلم بأنها تعرفك أكثر مما عرفت به نفسك ،، أعني ستجد الَأضواء ،، الظلال ،، وكل شئ متزامن بطريقة مثالية ،، وها أنا أثرثر ثانية ،، فماذا إن جمعت عقلك الواثق وحلمك الأحمق وعيشك المثالي وعشقك المريض سويا للمعرفة ثم أخبرني ؟! ،،إنها جسد يستمع إلى رأسه ،، وهو الآن متعطش للدماء وبحاجة للحروب ،، انتظر ثانية ،، وستكون بجحر الثعالب معك ،، تريد أن تعلم بأنك آمن ،، لديك الحاجة والسبيل الوحيد للحصول على الفرار منها هو قتلها ،، فما الذي ستكون عليه خطوتك القادمة ؟! ،، أحبك ،، وهذه الكلمة المقدسة لن تفيك قدرك ،،وقد طلبت هدية الحظ ولم يأت الدولاب معه !! ،، ومكالمة أكثر واقعية من خطوك إلى الأمام ،، كهذا المكان الذي يعتمر به آخر صيفك ،، صورة تلائم المظهر ،، الرمال ،، الشمس ،، وما يمكنك الحصول عليه إن أردته ذات يوم ،، فالصمت هو أرفع أنواع الحكمة ،، وشعاع الشمس يمتص الندى من فم الورد ووحل الطريق ،، فيخالفك الحظ والقمر ولا يحالفك الدهر ،، كم تزدحم الأفكار بأنقاض السنين كالحكاية القديمة المقدسة التي نسجتها ضحكات الطفولة ،، حينما كانت القلوب ندية والسماء صالحة للطيران ،، شمس بلا لون باردة كبئر سحيق وفراغ ممتد ،، ذهب النديم وهو يمهر على العين طعم الملح آخذا طيور الفرحة معه ومقيما للحزن الدائم ملكوتا في القلب ،، انسحب الزمن الحالم خلف الحلم الجاثم وكرَت الأيام ،، وكل شئ يتناوب النائبة وينحتها ويبدع الخلود في تصويرها ومثالها ،، يزيد من إحساسه ذلك الجدار الذي ينهض في الصدر ويعلو كموجة بلا شاطئ تغفو بين أحضانه ،، فكيف إلى شاطئ آمن للحظ أن يحمل سفينة بلا ربان ،، وقد كان تغريد الطيور يعلن تألق الصباح إلا أنه أصبه يأتي مكفهرا يحمل معه عويلا من الألم البدائي لا تستطيع غابة من الإسبرين تخديره ،، أتلصص على ذلك المشهد كمصباح خافت يطل من نوافذ الذات ،، كحلم وكأسراب لا ينتهي ،، لإيضاح مستحيل أن يحل كنقش يمكن تحطيمه بمجرد اكتشافه دون خسائر تذكر ،، والمشاعر علامة تدل على أحداث تركت خلفها تكدس نفسي من سلم العواطف ،، من أقصى الفرح إلى آخر الحزن ،، والذاكرة لا تستطيع إسقاط ما تعرف أنه حقيقي ،، فتستسلم لأعشاب الماضي الخريفية وتستبعد الربيع من الحياة ،، فما عليك إلا أن تستأنس آلامك لتألفها ،، فالجراح القديمة لا تقتل ولكنها قد تتحول إلى أوجاع دائمة ،، تتحول إلى ملف قديم يستلقي في عمق النفس بقسوة الشوك ،، فليس بيننا وبين هاوية اليقين سوى البوح فهو تذكرة الهروب الممكنة ،، غيمة ندية على سرير مطرز بالنجوم ،، |
الساعة الآن 02:01 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.