![]() |
وتحسسته كأن باصرة تهم ولا تدور
في الراحتين وفي الأنامل وهي تعثر بالطيور، وتوسلته: ""فدى لعينك - خلني. بيدي أراها"". ويكاد يهتك ما يغلف ناظريها من عماها قلب تحرق في المحاجر واشرأب يريد نور! وتمس أجنحة مرقطة فتنشرها يداها، وتظل تذكر - وهي تمسحهن - أجنحة سواها كانت تراها وهي تخفق... ملء عينيها تراها: بدر السياب |
اليوم المشبع ليس الأول بتاتاً
وأحسن الأيام يوم العطش أجل، ثمة هدف ومعنى في طريقنا ـ ولكن الطريق التي تصنع للفاعل قيمة. أحسن الأهداف استراحة تستمر طوال الليل، استراحة تضيئها النار، ويكثر فيها الخبز المكسور. في الأماكن التي ينام فيها المرء مرة واحدة، النوم لا خوف عليه، والأحلام مترعة بالأغاني اخترق المخيم، اخترق المخيم! فالنهار الجديد يبدي نوره. ومغامرتنا العظيمة لانهاية لها على المدى المنظور كارين |
صورة العائلة تلك التي التقطها المصور في أواخر السبعنيات كانت أمي تسيل حناناً على الأبناء بينما البنات بظفائرهن الثنائية ينظرن إلى بعضهن بعيداً عن عدسة الكاميرا الصورة التي تركت لأعوام عديدة بجانب النافذة ثم انتقلت من غرفة إلى غرفة حتى اختفت تماماً في سحارة العائلة تلك التي زينها الإخوة بإطار خشبي مزخرف عندما كبروا قليلاً وراحوا يلمعون زجاجها كلما هب الحنين الصورة التي جمعتنا معاً ونحن نغلق ياقاتنا ونبتسم غير آبهين ونحن ننظر بشغف صارم أن نخرج من الكاميرا كما نرجو على الأقل الصورة التي امتزجت بأحداث الأعوام الخوالي خلقت الخلاصة ورسمت حدوداً لمزرعة البيت وضوءاً في الملامح والأعين قادتنا إلى أن نلمس طفولتنا فيما بعد أن نهرب من ذواتنا الآن نحو تفاصيل الثياب القديمة ورائحة البخور البلدي التي لازالت تنبعث من موديل الكاميرا الصورة التي تحلقنا حولها ذات مرة متسائلين عن أخي الأوسط ولماذا غطى وجهه بكفين مفتوحتين لماذا كنا ثابتين ومحدقين مثل الأحلام ؟ سكبنا الأسئلة منسابة على جودة الصورة سكبنا الأمنيات والصلوات على وفرة الحزن أخذنا الملامح إلى ركنها المضيء لتشرب قهوتها على شرفة الذكريات أخذنا الغائبين إلى أرواحنا والأسئلة إلى سجادة البيت هل نلتقط الان صورة أخرى ؟ محمد خضر الغامدي |
ما زِلتُ مُرتَقِياً إِلى العَلياءِ حَتّى بَلَغتُ إِلى ذُرى الجَوزاءِ فَهُنَاكَ لا أَلْوِي عَلى مَنْ لاَمَنِي خوْفَ المَمَاتِ وَفُرْقَة ِ الأَحْياءِ فلأغضبنَّ عواذلي وحواسدي ولأَصْبِرَنَّ عَلى قِلًى وَجَوَاءِ ولأَجهَدَنَّ عَلى اللِّقَاءِ لِكَيْ أَرَى ما أرتجيهِ أو يحينَ قضائيِ ولأَحْمِيَنَّ النَّفْسَ عَنْ شهَوَاتِهَا حَتَّى أَرَى ذَا ذِمَّة ٍ وَوَفاءِ ( عنترة ) |
حننت الى ريّا ونفسك باعدت
مزارك ..من ريّا وشعباكما معا فما حسنٌ ان تأتي الامر طائعا وتجزع ان داعي الصبابة اسمعا قفا ودّعا نجدا ومن حل بالحمى وقل لنجد عندنا ان تودعا بكت عيني اليمنى فلما زجرتها عن الجهل بعد الحلم اسبلتا معا (............) |
لم تأتِ لم تأتِ. قلتُ: ولن .. إذاً سأعيد ترتيب المساء بما يليق بخيبتي وغيابها: أطفات نار شموعها، أشعلت نور الكهرباء، شربت كأس نبيذها وكسرتهُ، أبدلتُ موسيقى الكمنجات السريعة بالأغاني الفارسية. قلت: لن تأتي. سأنضو ربطةَ العنق الأنيقة [هكذا أرتاح أكثر] أرتدي بيجامة زرقاء. أمشي حافياً لو شئتُ. أجلس بارتخاء القرفصاء على أريكتها، فأنساها وأنسى كل أشياء الغياب / أعدتُ ما أعددتُ من أدوات حفلتنا إلى أدراجها. وفتحتُ كل نوافذي وستائري. لاسر في جسدي أمام الليل إلاّ ما انتظرتُ وما خسرتُ... سخرتُ من هَوَسي بتنظيف الهواء لأجلها [عطرته برذاذ ماء الورد والليمون] لن تأتي ... سأنقل نبتة الأوركيد من جهة اليمين إلى اليسار لكي أعاقبها على نسيانها... غطيتُ مرآة الجدار بمعطفٍ كي لا أرى إشعاع صورتها ... فأندم / قلتُ: أنسى ما اقتبستُ لها من الغزل القديم، لأنها لا تستحقُّ قصيدةً حتى لو مسروقةً... ونسيتُها، وأكلتُ وجبتي السريعة واقفاً وقرأتُ فصلاً من كتاب مدرسيّ عن كواكبنا البعيدة وكتبتُ، كي أنسى إساءتها، قصيدة هذي القصيدة! محمود درويش |
ابن نباتة:
أأغصان بان ما أرى أم شمائل وأقمار تم ما تضم الغلائل وبيض رقاق أم جفون فواتر وسمر دقاق أم قدود قواتل وتلك نبال أم لحاظ رواشق لها هدف مني الحشى والمقاتل بروحي أفدي شادنا قد ألفته غدوت وبي شغل من الوجد شاغل أمير جمال والملاح جنوده يجور علينا قده وهو عادل له حاجب عن مقلتي حجب الكرى و ناظره الفتان في القلب عامل رفعت إليه قصة الدمع شاكياً فوقع يجري فهو في الخد سائل شكوت فما ألوي وقلت فما صغى وجد بقلبي حبه وهو عازل طويل التواني دله متواتر مديد التجني وافر الحسن كامل اطارحه بالنحو يوماً تعللا فيبدو وللأعراب فيه دلائل |
إذا كان قلب الصحب رهن ضغينة
فكل المساعي دونه تتبدد تباغت عهد الوصل أدنى ذريعة وتنسف ما قد كان منه وتبعد |
الساعة الآن 03:08 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.