منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   حـزن المدينة (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=13889)

حسين الراوي 12-10-2008 09:02 PM

http://pcs.fares.net/pcs/images/flow0031.gif

قالت: ماهي الحكمة التي تؤمن بها كثيراً ؟
قال: أنا لا أتبع الحِكم أبداً ، أنا أتبع التجربة فقط !
قالت: أشعر بأنك دُنيا ثانية .. غير دُنيانا هذهِ التي نسكنها ، فساعدني لأن افهمك ،
أنا أحاول أن أفهمك وأمزق هالت الغموض بيني وبينك وأنت للأسف كأنك
السراب ذاته !
قال: ماذا تُريدين مِـني الآن ؟
قالت: أشياء كثيرة . . كثيرة جداً
قال [ مندهشاً ]: أشياء كثيرة . . كثيرة !!
قالت: نعم .. أشياء كثيرة جداً
قال: حسناً .. ما رأيكِ بالسماء ؟
[ رفعت طرفها للسماء ] ثم قالت: سمائنا جميلة وعظيمة .. ولونها رائع بحق
قال: والذي جمّل السماء بعينيكِ ، وعظمها في قلبكِ ، وسحركِ بلونها ... أنا لا أملك
إلا شيئين اثنين في دُنياي !!
[ نظرت إليه بتعجب ] وقالت: مـا هُمـا ؟
قال: قلبي هذا [ فأخذ ينقر موضع قلبه بسبابتهِ ] .. وأحزاني . [ قالها وهو فاتح ذراعيه ] .
قالت: لكني معجبة بكِ بشدة !
قال: إعجابك هذا .. من غير ركائز حقيقية !
قالت: ولماذا .. إعجابي بك .. من غير ركائز حقيقية ؟!
قال: أظنه وليد لحظات وجدانية لحظية، بلا مدة كافيه لتبلورها .
[ عضت على شِفتِها السُفلية ] ثم قالت: لكن إعجابي بكِ .. شُيد على مليون ركيزة حقيقية !!
[ نظر إليها بملامح تفيض سماحة .. فابتسم ] وقال: هل أنتِ متأكدة من هذا ؟
قالت: نعم .. متأكدة .
قال: أعانكِ الله .. إذاً !! . [ وأخذ يضحك ]

حسين الراوي 12-12-2008 12:38 AM

.
.

قال: إني أخاف باقترابكِ مني .. أن تتسلل إليكِ بعض أحزاني المتعبة
قالت: لا تفكر في هذه الأمور المزعجة ، الحزن أحيان تستعذبه الأرواح
قال: لقد ادمنت الأحزان على ارتشافي كل صباح وكل مساء
قالت: كذلك أنا ، أحيان أشعر بضيقة أشفق منها على قلبي ، ضيقة موجعة
لو أنها كانت حمل بعير لما استطاع ان يحمله !
قال: هل تعرفين ما مصدر تلك الضيقة ؟
قالت: احياناً ذنب ما ، وأحيان مجرد تفكير عبثي !
قال: لا عليك ، تبقين في كلا الحالتين إنسانية جميلة

حسين الراوي 12-13-2008 12:06 AM

قال: كنت أتساءل في نفسي: هل سيكون غموضي مؤلماً لها ؟.
فكان غموضك هو المؤلم لي ! .
قالت: أنا لست غامضة ، ولا أجيد لعبة الغموض مثلك ، أنا فقط حذرة
قال بتعجب: حذرة !، لما أنتِ حذره !، وممن ؟!!
قالت: أنا حذرة منك، حذرة من عالمك . إن كل ما فيك يجذبني بدهشة نحوك !.
قال: وهل أنا شديد الغموض ؟
قالت: أنت كالبحر ، لا أعرف عنه إلا عمومياته لونه وطعمه ، أما ما خلفه فلا أعرفه .
قال: هذا كله لا يستدعي أن يسكنك تجاهي رهبة وحذر ، نعم . . أنا يغمرني الجنون من
رأسي إلى أصابع قدمي ، ذلك الجنون ذو الوجهة الطاغية بالإنسانية والتفرّد والعطاء وكره
المألوف المعتاد .
قالت: هل أعترف لك بشيء ؟

حسين الراوي 12-13-2008 11:49 PM

http://www.w6w.net/album/42/w6w_2005...9390d53407.jpg

قالت: هل أعترف لك بشيء ؟
قال: تفضلي . .
قالت: أشعر بأنك نور مذهل ، وأنا فراشة صغيرة ، تحبك لكنها تخاف توهجك المُشع .
قال: هذا النور لا يحرق ، هذا النور عندما تدخلين في هالته سرعان ما تشعرين بحلاوته .
قالت: آسفة إن كنت قد أغضبتك مني في حديثي دون أن اشعر بذلك .
قال: هناك أرواح عندما تخطئ في حقنا نغفر لها خطيئتها لأننا نعلم حقيقة صفائها ، وأنا أعلم
جيداً بأن قلبكِ ينبض بالصفاء .
قالت: كم شعرت بكرمك العظيم في كل مرة تصفح عني بها ولا تعاتبني .
قال: أنا إنسان ، أحزن وأتألم وأفرح وأشقى وأبكي وأفرح ، ولا يعنيني إلا أن استشعر في
داخلي كل أحاسيس الآخرين وبالأخص أولائك القريبين مني ، وإن غضبي منهم وانزعاجي
لن يزيدني فرحاً ولن يزيدني إنسانيتاً ولن يزيدني جمالاً ، فتريني سرعان ما اصفح وابتسم ،
وأُظهر أني لحظتها على ما يرام ولو لم أكن لحظتها كذلك .
قالت: يا ا ا ا ه ، كل هذا في داخلك وأنا لم ألمحه !!
قال: في كل مرة أهيم في أن أحكي لكِ عن مشاعري وما أريده أن يكون تجاهكِ نحوي ،
لكني اصمت واترك كل كلمة خزنتها لكِ قبل اللقاء .
قالت بدهشة: لمـا هذا كله ؟!!

حسين الراوي 12-19-2008 01:18 AM

http://www.qatar-photo.com/gallery/d...l_Weighted.jpg

قالت بدهشة: لمـا هذا كله ؟!!
قال: لأني ( إنسـان ) .
قالت: وأنا إنسانه . . وأود أن ترويني بـ الإجابة .
قال وهو ينظر إليتها مبتسماً: صدقيني أنا صلب كـ الحديد عندما أكون قاسياً ،
وأنا كليونة الحرير أو كـ الأطفال معظم أوقاتي ، لكن أحيان كثيرة يُظن بي الضعف
وأنا في أقوى حالاتي ، وأحيان يُظن بي القوة وأنا في أضعف حالاتي ، يا عزيزتي
باختصار شديد أنا دائماً أمنح الآخرين فرصة لاكتشافي ، للقرب مني ، لمعرفتي بوضوح ،
من دون أن أُلقنهم ذلك !.
قالت: وماذا بعد ؟
قال: أزيد على ما ذكرت ، أنني كـ الريح ، أعصف كلما أشتد بي وجعي ، وأحرص أن
لا يصل لخارجي أي ذرة تراب حزينة .
قالت: حتى حزنك لا تريده أن يهرب منك ؟!!
قال: نعم ، إلا إن كان خروجه أقوى من العاصفة !
قالت:
وكيف يكون ذلك ؟

حسين الراوي 12-21-2008 01:01 AM

قالت: وكيف يكون ذلك ؟
قال: عندما تنادي على حزني روح أُخرى تريد أن تقاسمني وجعي .
قالت: وهل أحزانك كثيرة ؟
قال: أحزاني أحيان تأتيني كـ الحلم الذي يموت في طلوع الشمس ، وأحيان تكون احزاني
كـ حزن عينين استوطنهما حزن سرمدي معتق .
قالت: هل تؤلمك كثيراً ؟
قال: رحى الهم لا تطحن إلا الضعفاء .
قالت: روحك عذبة !
قال مبتسماً: هل ذقتيها ؟
قالت خجلة: نعم ، بدأت أتذوقها .
قال: إذاً . . لا تجعليني أحزن منكِ في لحظة سخط .
قالت ببطء: قلبك طيّب . . وأنت تعرف أني أحب روحك الجميلة .
قال: الأرواح الطيبة تحتاج لمن يعرف قيمتها ، وإلا سترفرف عنهم بعيداً .

حسين الراوي 12-24-2008 12:41 AM

http://www.algohrh.com/gallery/album...hm-z-2-4-6.jpg

قال: أريد أن أقول لكِ .. شيء كبير !
قالت: قُل .. تكلم .. كُلي آذانٌ منصتة
قال: بدأ عقلي يُحبكِ .
قالت مندهشة: ماذا .. بدأ عقلك يُحبني !!
قال: نعم .. هو كما أخبرتكِ .
قالت: وماذا عن قلبك ؟!! ألم يُحبني هو الآخر ، أم أن حبك أنت في عقلك فقط ؟!!
تنهد ثم قال: يا سيدتي أنا عقلي هو الذي يُحب .. وقلبي يتلقى الحُب منه ويتبعه .
قالت: هذا أمر غريب !
قال: لا غرابة في ذلك، إن الحُب الحقيقي هو ذاك الذي يأتي عن طريق العقل لا القلب بعد
تفكير عميق وصحيح .
قالت: لم أفهم ! فهمني أرجوك !!
قال: أنتِ يا سيدتي .. وجدتكِ اشغلتي تفكيري .. وسكنتِ في بالي .. ولو نظرتي في أفكاري
لتعجبتِ كيف أنتي تحتوينها !
قالت: وقلبك .. أليس لهو دور في الحُب ؟
قال: بلى له دور في ذلك ، ولكن دوره لا يكون إلا بأمر عقلي .. فبعد أن يبدأ عقلي يُحب هنا يبدأ قلبي بنسج البساط الوردي لذلك الحبيب القادم .
قالت: في السابق كنت (أظن) أنك مجنون ،، أما الآن فأنا متأكدة أنك مجنووووون !!
قال: ولما تأكدتِ منها .. الآن فقط ؟!!

حسين الراوي 01-03-2009 05:26 AM


قال: ولما تأكدتِ منها .. الآن فقط ؟!!
قالت: لأني أول مره .. أعلم بتلك الحقيقة .. (حُب العقل قبل القلب) !!
قال: وأنتِ ماذا عن عقلك أو حتى قلبك ؟
قالت: كلاهما ... مُحتار بك !
قال: ولما هذهِ الحيرة
قالت: لأنك تشبه البحر ، ولأنك رجل من هواء ، ولأنك حزن مدينة !!
قال: ألا تحبين البحر ؟
قالت: بلى .. ولكن البحر الصافي الهادئ .
قال: أنا أشبه البحر .
قالت: ولكنك تشبه في غموضه وصمته .. فقط !
قال: نعم صدقتي .
قالت: وأنت رجل من هواء .. يعني بلا موطن ثابت وبلا وجود حقيقي !
قال: نعم صدقتي .
قالت: وعينك فيهما حُـزن مدينة .. لم يغسلهما صباح الفجر !
قال: نعم صدقتي .
قالت: كُل هذا .. ولا تريد مني أن تتلبسني الحيرة والظنون ؟!!
((الصمت هنا ساد المكان ))
فقال: هل تستطيعين أن تحتملي رجلاً مثلي .. له مثل أوصافِ وطباعي ؟
قالت: وهل أنا مجبرة على أن أتحملك مثلاً ؟!!
قال: لو فرضنا أنكِ مجبرة .. هل تستطيعين أن تتحملي رجلاً مثلي ؟
قالت: نعم سأتحملك وسأحتويك .. وسوف أجمل بك أيامي .. وسأنثر الفرح في شفاهك
قال: هل هي لغة الأماني أم لغة الغرور تلك التي تتكلمين بها ؟
قالت: أسمع يا مجنون: أنا جنوني أكبر من جنونك .. ولكن إلى الآن لم تلاحظ هذا الشيء في علاقتي معك .
قال: بل لاحظت جنونك .. ولكني أريده أن يظهر كاملاً .. لكي أتلذذ بهِ !
قالت: تتلذذ بجنوني ؟!!
قال: نعم .. وأغمسه في كوب الشاي واحتسيه !
قالت: إذاً ماذا تنتظر ؟
قال: أخاف أن .....
قالت: تخاف من ماذا ؟
قال: أن تخذلي قلبي الذي تعشم فيكِ .
قالت: لِما تقول مثل هذا الكلام ؟
قال: لأني لا أريد أعيش ما تبقى لي من العمـر .. أيضاً في غربة وحيرة .


الساعة الآن 06:19 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.