![]() |
http://pcs.fares.net/pcs/images/flow0031.gif قالت: ماهي الحكمة التي تؤمن بها كثيراً ؟ قال: أنا لا أتبع الحِكم أبداً ، أنا أتبع التجربة فقط ! قالت: أشعر بأنك دُنيا ثانية .. غير دُنيانا هذهِ التي نسكنها ، فساعدني لأن افهمك ، أنا أحاول أن أفهمك وأمزق هالت الغموض بيني وبينك وأنت للأسف كأنك السراب ذاته ! قال: ماذا تُريدين مِـني الآن ؟ قالت: أشياء كثيرة . . كثيرة جداً قال [ مندهشاً ]: أشياء كثيرة . . كثيرة !! قالت: نعم .. أشياء كثيرة جداً قال: حسناً .. ما رأيكِ بالسماء ؟ [ رفعت طرفها للسماء ] ثم قالت: سمائنا جميلة وعظيمة .. ولونها رائع بحق قال: والذي جمّل السماء بعينيكِ ، وعظمها في قلبكِ ، وسحركِ بلونها ... أنا لا أملك إلا شيئين اثنين في دُنياي !! [ نظرت إليه بتعجب ] وقالت: مـا هُمـا ؟ قال: قلبي هذا [ فأخذ ينقر موضع قلبه بسبابتهِ ] .. وأحزاني . [ قالها وهو فاتح ذراعيه ] . قالت: لكني معجبة بكِ بشدة ! قال: إعجابك هذا .. من غير ركائز حقيقية ! قالت: ولماذا .. إعجابي بك .. من غير ركائز حقيقية ؟! قال: أظنه وليد لحظات وجدانية لحظية، بلا مدة كافيه لتبلورها . [ عضت على شِفتِها السُفلية ] ثم قالت: لكن إعجابي بكِ .. شُيد على مليون ركيزة حقيقية !! [ نظر إليها بملامح تفيض سماحة .. فابتسم ] وقال: هل أنتِ متأكدة من هذا ؟ قالت: نعم .. متأكدة . قال: أعانكِ الله .. إذاً !! . [ وأخذ يضحك ] |
. . قال: إني أخاف باقترابكِ مني .. أن تتسلل إليكِ بعض أحزاني المتعبة قالت: لا تفكر في هذه الأمور المزعجة ، الحزن أحيان تستعذبه الأرواح قال: لقد ادمنت الأحزان على ارتشافي كل صباح وكل مساء قالت: كذلك أنا ، أحيان أشعر بضيقة أشفق منها على قلبي ، ضيقة موجعة لو أنها كانت حمل بعير لما استطاع ان يحمله ! قال: هل تعرفين ما مصدر تلك الضيقة ؟ قالت: احياناً ذنب ما ، وأحيان مجرد تفكير عبثي ! قال: لا عليك ، تبقين في كلا الحالتين إنسانية جميلة |
قال: كنت أتساءل في نفسي: هل سيكون غموضي مؤلماً لها ؟. فكان غموضك هو المؤلم لي ! . قالت: أنا لست غامضة ، ولا أجيد لعبة الغموض مثلك ، أنا فقط حذرة قال بتعجب: حذرة !، لما أنتِ حذره !، وممن ؟!! قالت: أنا حذرة منك، حذرة من عالمك . إن كل ما فيك يجذبني بدهشة نحوك !. قال: وهل أنا شديد الغموض ؟ قالت: أنت كالبحر ، لا أعرف عنه إلا عمومياته لونه وطعمه ، أما ما خلفه فلا أعرفه . قال: هذا كله لا يستدعي أن يسكنك تجاهي رهبة وحذر ، نعم . . أنا يغمرني الجنون من رأسي إلى أصابع قدمي ، ذلك الجنون ذو الوجهة الطاغية بالإنسانية والتفرّد والعطاء وكره المألوف المعتاد . قالت: هل أعترف لك بشيء ؟ |
http://www.w6w.net/album/42/w6w_2005...9390d53407.jpg قالت: هل أعترف لك بشيء ؟ قال: تفضلي . . قالت: أشعر بأنك نور مذهل ، وأنا فراشة صغيرة ، تحبك لكنها تخاف توهجك المُشع . قال: هذا النور لا يحرق ، هذا النور عندما تدخلين في هالته سرعان ما تشعرين بحلاوته . قالت: آسفة إن كنت قد أغضبتك مني في حديثي دون أن اشعر بذلك . قال: هناك أرواح عندما تخطئ في حقنا نغفر لها خطيئتها لأننا نعلم حقيقة صفائها ، وأنا أعلم جيداً بأن قلبكِ ينبض بالصفاء . قالت: كم شعرت بكرمك العظيم في كل مرة تصفح عني بها ولا تعاتبني . قال: أنا إنسان ، أحزن وأتألم وأفرح وأشقى وأبكي وأفرح ، ولا يعنيني إلا أن استشعر في داخلي كل أحاسيس الآخرين وبالأخص أولائك القريبين مني ، وإن غضبي منهم وانزعاجي لن يزيدني فرحاً ولن يزيدني إنسانيتاً ولن يزيدني جمالاً ، فتريني سرعان ما اصفح وابتسم ، وأُظهر أني لحظتها على ما يرام ولو لم أكن لحظتها كذلك . قالت: يا ا ا ا ه ، كل هذا في داخلك وأنا لم ألمحه !! قال: في كل مرة أهيم في أن أحكي لكِ عن مشاعري وما أريده أن يكون تجاهكِ نحوي ، لكني اصمت واترك كل كلمة خزنتها لكِ قبل اللقاء . قالت بدهشة: لمـا هذا كله ؟!! |
http://www.qatar-photo.com/gallery/d...l_Weighted.jpg قالت بدهشة: لمـا هذا كله ؟!! قال: لأني ( إنسـان ) . قالت: وأنا إنسانه . . وأود أن ترويني بـ الإجابة . قال وهو ينظر إليتها مبتسماً: صدقيني أنا صلب كـ الحديد عندما أكون قاسياً ، وأنا كليونة الحرير أو كـ الأطفال معظم أوقاتي ، لكن أحيان كثيرة يُظن بي الضعف وأنا في أقوى حالاتي ، وأحيان يُظن بي القوة وأنا في أضعف حالاتي ، يا عزيزتي باختصار شديد أنا دائماً أمنح الآخرين فرصة لاكتشافي ، للقرب مني ، لمعرفتي بوضوح ، من دون أن أُلقنهم ذلك !. قالت: وماذا بعد ؟ قال: أزيد على ما ذكرت ، أنني كـ الريح ، أعصف كلما أشتد بي وجعي ، وأحرص أن لا يصل لخارجي أي ذرة تراب حزينة . قالت: حتى حزنك لا تريده أن يهرب منك ؟!! قال: نعم ، إلا إن كان خروجه أقوى من العاصفة ! قالت: وكيف يكون ذلك ؟ |
قالت: وكيف يكون ذلك ؟ قال: عندما تنادي على حزني روح أُخرى تريد أن تقاسمني وجعي . قالت: وهل أحزانك كثيرة ؟ قال: أحزاني أحيان تأتيني كـ الحلم الذي يموت في طلوع الشمس ، وأحيان تكون احزاني كـ حزن عينين استوطنهما حزن سرمدي معتق . قالت: هل تؤلمك كثيراً ؟ قال: رحى الهم لا تطحن إلا الضعفاء . قالت: روحك عذبة ! قال مبتسماً: هل ذقتيها ؟ قالت خجلة: نعم ، بدأت أتذوقها . قال: إذاً . . لا تجعليني أحزن منكِ في لحظة سخط . قالت ببطء: قلبك طيّب . . وأنت تعرف أني أحب روحك الجميلة . قال: الأرواح الطيبة تحتاج لمن يعرف قيمتها ، وإلا سترفرف عنهم بعيداً . |
http://www.algohrh.com/gallery/album...hm-z-2-4-6.jpg قال: أريد أن أقول لكِ .. شيء كبير ! قالت: قُل .. تكلم .. كُلي آذانٌ منصتة قال: بدأ عقلي يُحبكِ . قالت مندهشة: ماذا .. بدأ عقلك يُحبني !! قال: نعم .. هو كما أخبرتكِ . قالت: وماذا عن قلبك ؟!! ألم يُحبني هو الآخر ، أم أن حبك أنت في عقلك فقط ؟!! تنهد ثم قال: يا سيدتي أنا عقلي هو الذي يُحب .. وقلبي يتلقى الحُب منه ويتبعه . قالت: هذا أمر غريب ! قال: لا غرابة في ذلك، إن الحُب الحقيقي هو ذاك الذي يأتي عن طريق العقل لا القلب بعد تفكير عميق وصحيح . قالت: لم أفهم ! فهمني أرجوك !! قال: أنتِ يا سيدتي .. وجدتكِ اشغلتي تفكيري .. وسكنتِ في بالي .. ولو نظرتي في أفكاري لتعجبتِ كيف أنتي تحتوينها ! قالت: وقلبك .. أليس لهو دور في الحُب ؟ قال: بلى له دور في ذلك ، ولكن دوره لا يكون إلا بأمر عقلي .. فبعد أن يبدأ عقلي يُحب هنا يبدأ قلبي بنسج البساط الوردي لذلك الحبيب القادم . قالت: في السابق كنت (أظن) أنك مجنون ،، أما الآن فأنا متأكدة أنك مجنووووون !! قال: ولما تأكدتِ منها .. الآن فقط ؟!! |
قال: ولما تأكدتِ منها .. الآن فقط ؟!! قالت: لأني أول مره .. أعلم بتلك الحقيقة .. (حُب العقل قبل القلب) !! قال: وأنتِ ماذا عن عقلك أو حتى قلبك ؟ قالت: كلاهما ... مُحتار بك ! قال: ولما هذهِ الحيرة قالت: لأنك تشبه البحر ، ولأنك رجل من هواء ، ولأنك حزن مدينة !! قال: ألا تحبين البحر ؟ قالت: بلى .. ولكن البحر الصافي الهادئ . قال: أنا أشبه البحر . قالت: ولكنك تشبه في غموضه وصمته .. فقط ! قال: نعم صدقتي . قالت: وأنت رجل من هواء .. يعني بلا موطن ثابت وبلا وجود حقيقي ! قال: نعم صدقتي . قالت: وعينك فيهما حُـزن مدينة .. لم يغسلهما صباح الفجر ! قال: نعم صدقتي . قالت: كُل هذا .. ولا تريد مني أن تتلبسني الحيرة والظنون ؟!! ((الصمت هنا ساد المكان )) فقال: هل تستطيعين أن تحتملي رجلاً مثلي .. له مثل أوصافِ وطباعي ؟ قالت: وهل أنا مجبرة على أن أتحملك مثلاً ؟!! قال: لو فرضنا أنكِ مجبرة .. هل تستطيعين أن تتحملي رجلاً مثلي ؟ قالت: نعم سأتحملك وسأحتويك .. وسوف أجمل بك أيامي .. وسأنثر الفرح في شفاهك قال: هل هي لغة الأماني أم لغة الغرور تلك التي تتكلمين بها ؟ قالت: أسمع يا مجنون: أنا جنوني أكبر من جنونك .. ولكن إلى الآن لم تلاحظ هذا الشيء في علاقتي معك . قال: بل لاحظت جنونك .. ولكني أريده أن يظهر كاملاً .. لكي أتلذذ بهِ ! قالت: تتلذذ بجنوني ؟!! قال: نعم .. وأغمسه في كوب الشاي واحتسيه ! قالت: إذاً ماذا تنتظر ؟ قال: أخاف أن ..... قالت: تخاف من ماذا ؟ قال: أن تخذلي قلبي الذي تعشم فيكِ . قالت: لِما تقول مثل هذا الكلام ؟ قال: لأني لا أريد أعيش ما تبقى لي من العمـر .. أيضاً في غربة وحيرة . |
الساعة الآن 06:19 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.