![]() |
ذكريات الطفولة (1)الرقاق والفيمتو ذكريات الطفولة في رمضان مختلفة لدي, فأنا أتذكر الغداء في رمضان في السنوات الستة الأولى لي لم أكُن أصوم كعادة الأطفال ولأننا نسكن بيت العائلة الكبير .. ففيه من الأطفال ما يمكن أن يحتاج لوليمة لكل غداء ولذلك كان يُقدم لهم الغداء بشكل يومي في رمضان إلا أنا أصر على أمي أن تعطيني مما تُعد للفطور لأتغذى عليه :rolleyes: ولأن الشئ الوحيد الذي يكون جاهزا في وقت الغداء من فطور رمضان خبز الرقاق للثريد والفيمتو فقد كنت أتغدى عليهما طعمهما لذيذ جدا .. ألذ بكثير من الكورن فليكس والحليب جربوه .. والله ما بتندمون :) واللون الوردي غير . . . (2) الفطرة ( زكاة الفطر ) كانت أمي تصر أن ترسل الفطرة فجر العيد مهما كانت الأوضاع ومهما كانت مشغولة هي والخدم لإعداد أشياء العيد طبعا أنا كنت صغيرة جدا عمرا وحجما وكنت أصر أن أذهب مع الخادمة وهي تأخذ الفطرة لأصحابها أجمل ما في تلك الليالي أنها دافئة لا لا ليس جوا .. ولكن قلوبا ففي تلك السكيك / الطرق الضيقة في أحيائنا القديمة ترى الجميع يحمل فطرته في يده ذاهبا لهذه الأسرة أو تلك ممن يستحقها في ذلك العمر الصغير لم أكن أعرف الحكمة من زكاة الفطر ولم أكن أُدرك أهميتها ولكن المشاركة في ذلك العمل كان يجعل العيد يبدأ عندي بوقت قبل الجميع . . . (3) ما ألذ الماء كانت تعودنا وتمرننا أمي على الصيام ونحن في عمر صغيرة جدا في سن السادسة تجعلنا نتناول السحور معهم .. وقبل الذهاب إلى المدرسة نشرب كوب حليب فقط ولا شئ بعد ذلك إلى أن نعود من المدرسة وعندما نصل سن التاسعة نصوم بشكل مستمر وكامل إلا إذا كان هناك سبب قاهر لعدم الصوم وكانت أول أيام صيامي في الصيف فكنت أذهب إلى صنبور الماء في المدرسة وأضع راسي تحت الماء حتى أخفف من الشعور بالحرارة بعد الركض واللعب في ساحة المدرسة وأنا صايمة وأثناء وضع رأسي تحت الماء الكثير من الماء ينسااااااااااااااااااب إلى فمي فأشربه طبعا بدون قصد مني في الظاهر :D وكنت أفعل هذا مرات كثيرة وعندما أعود من المدرسة لا يبدو علي الصوم فأخوتي يترجون أمي أن تسمح لهم بشرب أو أكل أي شئ و كانت هي تقدر لكل منا مقدار معين نأكله حسب أعمارنا إلا أنا لا أطالبها بأي شئ حتى وأنا في بدايات تمريني على الصيام لأن بطني كان مملؤ بالماء وكعادة الأمهات يعرفنّ كل شئ دون أن يروه ففي أحد الأيام وأنا أركض خارجة من المدرسة وشعري مبلل بالماء كالعادة بعد أن شربت كمية لا بأس بها منه قفزت إلى الكرسي الخلفي في السيارة وإذا بأمي تجلس هناك :confused: ابتسمت وسألتني بعد أن ساعدتني في وضع حقيبتي " كم مرة تصبين على راسج الماي ؟! " طبعا ما أقدر أكذب لأن العقاب سيكون مضاعف قلت مرتين ( وطبعا هذا لا يحدث إلا نادرا فالغالب أكثر من أربع مرات ) قالت وهي تداري ابتسامتها ويكفيج مرتين بس :) ابتسمت اعتقادا مني بأنها لم تكشفني هززت رأسي مؤيدة قولها لم تقول أمي شئ إلى أن وصلنا المنزل وكعادتها تُقدم لنا شئ قليل نتصبر به إلى الفطور وكنت أطالب بالفيمتو الرقاق كالعادة لم تلتفت لي ولم تسمح للخادمة أن تقدم أي شئ لي وأصرت ذلك النهار أن أقضيه معها في المطبخ ومع الطباخه وهم يعدون كل أنواع الطعام وأنا غير مسموح لي بأن أكل أي شئ وقفت خلف باب المطبخ اعتراضا على العقاب :mad: ولم تهتم هي .. بل طلبت مني أن أساعدها ولكن ورغم كل هذا العقاب .. أحبها جدا فقد علمتني وخلال كل رمضان تدربني فيه كيف أحب الصيام لأنه طاعة وليس لأنه جوع وعطش |
الغربة ورمضان
(1) أول أيام رمضان :( كان ذلك في شتاء بلد الغربة ذلك البلد الذي أحبه وأكرهه في نفس واحد جلست أراجع أوراقي .. أمسح وأضيف رن جرس الهاتف صوتها الدافىء .. يسلم علي يبارك لي برمضان الخير قالت حبيبتي .. لا تنسي أن تتسحري جيدا ابتسمت :) .. مازالت تهتم بأكلي .. وكأنني مازلت طفلتها الصغيرة التي تريدها أن تكبر لتصبح الواقع الذي تحلم أغلقت الهاتف بعد حوار جميل معها . . رجعت إلى الأوراق من جديد وجدتهم ورمضان بين حروف أوراقي ما أجمل رمضان في الوطن :( مختلف .. دافىء .. قريب جدا سأنام وعدت أمي .. سأتسحر قبل أن أنام رن الهاتف من جديد صوتها تخبرني أنها غادرت إلى سكوتلندا فجرا هي الأخرى باركت لي برمضان الخير هل سأفطر وحدي.. سألتها أجابت .. غدا فقط كانت صديقتي أمل . . إستيقظت صباحا يوم أخر في غربة أكرهها بعيدا عن الوطن اليوم الأول من رمضان غادرتُ المنزل كنت أبحث عن وجوه أعرفها .. آلفها أردت أن أشعر برمضان في عيونهم . . وصلت المستشفى .. تحية الصباح التي أكرهها .. " جود مورنيج " :rolleyes: مر يومي بطيء هذه المرة .. متعب لم أشعر بالجوع .. بالعطش شعرت بالبرد والشوق للوطن . . انتهى يومي مبكرا ركبت الحافلة الحمراء نظرت إلى الساعة .. كانت الثالثة بعد الظهر نظرت خارج النافذة الجو كئيب .. ينذر بالمطر أعرف أن موعد أذان المغرب بعد أقل من ساعة لا أشعر بالجوع فقط .. أفتقد رمضان هناك . . دخلت شقتي رميت بنفسي على أول كرسي صادفني وضعت أوراقي فوق الطاولة نظرت حولي قررت أن أعد أي شيء للإفطار شوربة :D الماء يغلي على النار نظرت من النافذة إلى الخارج أطفأت النار عن الماء ارتديت معطفي الأسود وشالي الصوفي وضعت ثلاث تمرات في منديل ورقي .. ودسستها في حقيبتي أمسكت بمظلتي .. وغادرت استقليت أول حافلة إلى " اجور رود " لا أريد أن أفطر وحدي . . جلست بجانب النافذة أنظر إلى الخارج .. أراقب المطر أبحث عن أحد يشبهني .. صائم مثلي جلست أمامي ترتدي حجابها الرمادي نظرت إليها .. قبل أن أحييها مبارك شهر رمضان .. قالتها مبتسمة أجمل اللحظات تلك التي تجد فيها أحد يشبهك ابتسمت جدا . . نظرت إلى ساعتي الساعة الثالثة وخمس وخمسون دقيقة فتحت حقيبتي .. أخرجت تمراتي الثلاث وقبل أن أمدها إليها .. وجدتها تعطيني كأس ماء لدي امتحانٌ صعبٌ غدا ادعي لي معك .. قالتها مبتسمة . . في حافلة حمراء في بلد الغربة ماء وتمر كان إفطارنا كان ألذ إفطار . . غادرت عند المحطة التالية لم أقابلها بعد ذلك أبدا دائما تزور ذاكرتي في أول أيام رمضان . . رفيقتي أرجو أن تكوني بخير أينما كنت ((مبارك عليك رمضان )) |
(2) صوت القرآن أحد أيام العشر الأواخر من رمضان سافر أخي قبل يومين عني كان قادما من أمريكا وفي طريقة جلس معي ليومين طبخت له هريس وساعدني في إعداده وهو يضحك علي :p وطبخت له جريش ولم يساعدني هذه المرة لأنها الأكلة الوحيدة التي كنتُ أتقنها جيدا لأنني أحبها :p وكان يُصر أن يصب المرق على الرقاق ليُعد لنا الثريد وذهبت معه لصلاة التراويح في مسجد لندن الكبير وتمشينا في شوارعها الممطرة .. وأنا أتنفس رمضان من جديد في هذه السنة لأنه معي هنا :) . . أمس غادر إلى دبي :( ودعته واخذ التاكسي إلى المطار لم يسمح لي بالذهاب معه للمطار لأنه يعرفني أكره الوداع . . الوقت الساعة الثانية ظهرا لا أريد أن أفطر وحدي في هذا اليوم بالذات أشعر أن المكان موحش بعده وأنا مازلت أسمع ضحكاتنا في المكان ونحن نفطر معا ونتذكر ذكرياتنا هناك في الوطن ركبت الحافلة لا إلى مكان معين :confused: .. سأبقى فيها إلى أن يؤذن المغرب وأفطر وبعدها أعود إلى المنزل جلست في أول كرسي فارغ وجدته فتحت مصحفي وبدأت أقرأ فيه وفجأة سمعته! رفعت رأسي لأراه شاب يقرأ القرآن بصوت مسموع ويرتله بصوت جميل هو في الكرسي الذي أمامي يربط شعره بربطة خضراء خلف رأسه يضع على رأسه قبعة سوداء يبدو لي أشقر وربما منهم أقفلتُ مصحفي وبدأت أسمع القرآن منه وبعد عدة محطات وقفت الحافلة بنا في نهاية الشارع المار أمام الهايد بارك سمعته قال صدق الله العظيم ووقف مغادرا الحافلة كان انجليزيا من الشمال يبدو أنه تعب حتى وجد طريقه إلى الإسلام عندما كان يغادر لمحني جالسه .. ربما لأنني كنت أراقبه إعجابا بما كان يقرأ ألقى السلام بصوت مسموع وغادر . . رن تلفوني في حقيبتي الاتصال من أمل :) صديقتي أين أنتِ لم يبقى على الأذان إلى ربع ساعة .. قالتها بعصبية أجبتها: عند الهايد بارك .. في طريقي إلى البيت والشوربة !! أجابتني وكأنها تبتسم أستطيع أن أراها من صوتها قلت لها : أي شوربة ؟ أين أنتِ ؟ في شقتك وأمامي شوربة الفطر .. كان جوابها ابتسمتُ :) الحمد لله .. لن أفطر وحدي اليوم أيضا! |
(3) أرجو أن لا يشعر أبي بغيابه عن الوطن
حدث هذا في ألمانيا في احد مصحاتها الطبية منذ سنتين كنت وأخي وأختي مع أبي في رحلة علاج مضى الشهر الأول والثاني قرر أخي أن يذهب ليرى أسرته فلم يبقى على رمضان إلا أسبوعين ووعد بأن يعود في الأسبوع الأول من رمضان ولأن أختي الكبرى معي ولأن والدي لا يقبل إلا أن أبقى معه طلبتُ من أختي أن تغادر مع أخي لتكون مع أمي في هذا الشهر فسيكون صعب عليها وأبي ليس هناك معها وأنا وهي أيضا هنا بعيدين عنها غادر أخي وأختي إلى الوطن :( وبقيت وحدي وأبي طبعا أبي كأي رجل خليجي يجب أن يفطر على ثريد أو هريس أو جريش ولن يقبل بغير هذا وسيشكوني لأمي :o وسيبدأ رحلة المديح والشوق للوالدة .. ولكنه لن يذم ما أطبخه أبدا :D فقررت ومنعا لكل هذا الإحراج المُتوقع أن أُعد له ما يحب المشكلة ليست في أنني أعرف أو لا أعرف كيف أعد كل هذه الأكلات ولا في أنه سيخالف شروط علاجه بتناوله هذه الأكلات المشكلة كانت في اللحم الحلال الذي يجب أن أذهب إلى منطقة تبعد ساعة ونصف بالسيارة لإحضاره :eek: وفي صباح اليوم الأول من رمضان وبعد أن انتهى أبي من جميع تمارينه وجلسات علاجه جلس في الشرفة المطلة على الحديقة بعد أن صلى الظهر وبدأ يقرأ القرآن غادرته بعد أن أخبرته أنني سأعود وقت المغرب بالفطور وصلت إلى المحل التركي واشتريت كمية تكفي لأربعة أيام قادمة رجعت إلى الشقة وبدأت إعداد الطعام :rolleyes: ووضعت كل اللحم والدجاج الباقي للأيام القادمة في أكياس ووضعتها في الثلاجة الكبيرة الموجودة في سرداب ذلك الفندق ولأن المنطقة من المناطق الباردة جدا حتى في الصيف فهم لا يستعملون الثلاجات أو البرادات بشكل كبير ولكني طلبت من مدير الفندق أن استعملها لأسبابي المهمة التي تعرفونها طبعا :) المهم .. مر اليوم بشكل جميل فطر أبي مع أصحابه كبار العمر الذين يتلقون العلاج في نفس المستشفى وفطرت أنا في غرفته لوحدي لا يهم .. المهم أن الثريد أعجبه جدا والحمد لله :D في اليوم الثاني وفي الساعة الثانية ظهرا نزلت إلى السرداب لأحضر اللحم من الثلاجة ولكني لم أجد شئ فيها مما تركت :rolleyes: فيها أشياء كثيرة ولكن ليست أشيائي يا المصيبة :eek: احتاج لـ 3 ساعات للذهاب والعودة والطبخ والذهاب بالفطور إلى المستشفى واخذ أبي إلى صالة الطعام حتى يفطر مع أصحابه ماذا أفعل .. أين ذهب اللحم والدجاج !! :( بالتأكيد أن أحدا أخذه بالخطأ هو ليس مهما ولكن الوقت مهم جدا يوجد عندي تونه وخضروات :D ولكن المشكلة أن أبي رجل متعود على الهامور ولا يحب التونة ماذا أفعل .. ضاقت بي الدنيا كلها وأنا أقف أمام الفندق أنتظر سيارة الأجرة أرى جارتنا نورة تأتي من ناحية المستشفى وهي ترفع يدها لي بأن انتظرها وصلت وتصافحنا :) وقبل أن أقول أي شئ سألتني إذا كنت قد بدأت في إعداد أي شئ لفطور اليوم أخبرتها بأنني ساُعده لاحقا .. مازال هناك وقت لدي ( وأنا حزينة لا أعرف من أين سآتي بالوقت :( ) لا تطبخي أي شئ الفطور علي اليوم قالتها بابتسامة يا الله .. كان فرجا من الإحراج من أبي ونحن في هذه الغربة :D المهم ذهبت إلى تلك المدينة في اليوم التالي لإحضار اللحم الحلال |
الغربة ورمضان
دمعة .... |
رائعة كعادتك
جميل ما سطرتيه لنا هنا الكثير من الحب والألم الغربة ورمضان متابعة وحب |
بعد الليل ....
" الصمت في حرم الجمال .. جمال " .. . . ممنوع التوقف !! |
* قرأت على عجَلٍ.. وَ وَجدتني.. أتوقّف.. للتأمّل.. الغريب.. في الأمر.. أنّ عمليّة التذكّر.. تُشعرنا.. بالحُزن.. مهما.. كانَ مانتذكّرهُ.. جميلاً..! ربّما.. لأنّ الماضي.. لا يعود.. أبداً.. والحاضر.. فقدَ.. طعمهُ.. صفحاتكِ جميلة يابعد الليل.. جداً.. |
الساعة الآن 06:49 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.