![]() |
اقتباس:
الا ان ومضتك الرائعه حول علاقة الفكر بالادب اثارت انتباهي بشدة وقربت الي صورتك عن العلاقه بينهما فانت ترى ان انتشار الفكر يتم عن طريق امتطائه لصهوة الادب ايا كان هذا الفكر حيث نحوله من فكر سياسي مثلا الى ادبيات سياسية كما نصفها احيانا انت هنا تعامل الفكر كفكرة مترسخة في العقل لا وجود ادبي لها عندها ستحتاج الى من يخرجها الى النور بصورتها الادبيه محولا اياها من دار مية التي في العلياء (العقل) حيث لايمكننا مشاركتها الى دار مية التي في السند (المتن) حيث بالامكان تداولها وتناقلها , وما بين داري مية وبحث النابغة الذبياني عنها يكون الادب هو الهودج الذي تنتقل فيه افكارنا متحولة الى ارث معرفي لغيرنا . ما كنت اقصده في المقال عن الفكر والادب ان الفكر اشمل من الادب من حيث اهتمامه بكل انواع العلوم والثقافات والاداب والفنون , اما الادب فهو مختص بالنشاط الوجداني او الغنائي كما يصفه سوفوكليس حيث لا يمكننا ان نطلق صفة الادب على بعض الكتابات كالشعر التعليمي والملخصات العلمية رغم اننا نطلق عليها سمة الفكر.. شكرا لدقة وصفك يا نواف وشكرا لعطائك |
اقتباس:
فالكرم هو وسط بين البخل والاسراف والشجاعة هي وسط بين الجبن والتهور ان حبل الوصل هو الوسطية فلا اغراق في البكاء على الاطلال ولا انسلاخ تام عن ماضينا والتمسك بحاضر زائف قد لا يكون مناسبا لنا لاننا لم نسهم في صناعته بفعل عوامل مرحلية . ان دور المثقف هو عن طريق امساك العصا من الوسط مما يمنحنا الفرصة لاقتفاء اثر من سبقنا واللحاق به دون فقدان خواصنا الجوهرية التي نحاول الحفاظ عليها . شكرا لرقيك يا عائشة |
اقتباس:
واعلم يقينا ان الرغبه المستمرة في التغيير هي شان كل مثقفي الضاد وقد شهدنا في القرن الماضي قفزات نوعية على كافة مستويات الادب ابتدات بالتملص من بحور الخليل ولم تنتهي بقصيدة النثر , كذلك فان باقي صنوف الادب قد شهدت هزات مشابهة شكليا او جوهريا. ما اتمناه هو ان تكون هذه النقلات موضوعية وليست شكلية فقط اي ان علينا ان لا نلبس الحداثه للقديم لتبرير استمراره على بليه بل ان نجدد روحية الادب ونبعث فيه روح الماضي بعنفوان الحاضر شكرا لحرفك المتجدد والمتفائل يا حمد |
ومن التجديد ايضا ان يصار الى رفد الواقع الادبي بكل ما يستجد في الحياة من تقنيات وافكار تنفع في رفع هذا الواقع الى مستوى ملائمة البيئة التي يخاطبها
وهذا واضح على مستوى استعمال المفردة مثلا , فالمفردات التي نستخدمها في اللغة واحده عبر الزمان والمكان لكن شيوع مفردة معينه في زمن ما واستخدام غيرها شيء واضح , ونرى في واقعنا الادبي احيانا من يكتب بلغة تكاد تقترب من لغة القرن الرابع رغم انه يوجه خطابه الينا نحن المتلقين لا الى النخبة او الخاصة ممن يريد لهم ان يحتاروا في الفهم ليتجنب النقد وهي طريقة يمارسها الكثير من الادباء عابثين بلحى النقد بعد ان اوغل النقد غير العلمي بامتصاص جهودهم وتسطيح ارائهم لذا يلجا هؤلاء الضحايا الى التعالي بالمفردة وتشفير المعاني لمنع اختراقها من قبل هاكرية النقد , هذا النمط من الاجتراريمكن لنا ان نطلق عليه اسم الاجترارالهدام (كاتابوليك) وهو اشبه بالخلايا الجذعية التي تجدد نفسها على حساب الجسم او مانسميه بالاورام الخبيثة حيث تبقى هذه الاورام عصية على العلاج بسبب انعدام الارضية المشتركة بين المتلقي والفكرة , وهو هنا لايضيف الى الفكر والادب والرصيد المعرفي شيئا بقدر ما يضيف الى مجده الشخصي , وهذا النوع من الاجترار يسء للتراث اكثر مما يسيء للحداثة لانه يقدم لنا التراث بعيوننا الحاليه وهي مساله لا تخلو من الخطورة فنظرتنا الحاليه للقيم الابداعيه في الماضي تختلف عن نظرة اهلها اليها من حيث شمولية المعرفة لدينا واتساعها مقارنة بمدركاتهم الابداعية البسيطة , لذا اظن ان مقارنه اي ابداع ماضي باجترار حالي هو نوع من الغبن لطرفي المعادلة يتحمل الكاتب والناقد وزره . التجديد يجب ان يكون على اسس علمية تستند الى علم وذائقه شفافة وقوة تعبير لا الى رغبة جامحة في التعالي على الواقع العام كما يمارسها بعض اقطاب الفكر باعتبار ان الاسهاب يمنع اللاحقين من اللحاق ويمنع الواقفين من الادراك , وتجديد خلايا الفكر والادب لدينا هو حاجة كما قلنا ناهيك عن كونه سمة لابد من حصولها , ويكفينا مجرد توجيه الدفه لقيادة هذه العجلة في اتجاهها الصحيح . |
الساعة الآن 12:12 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.