![]() |
عيناكِ ِ والليل ُ متشابهان ْ . تلتقي فيهما .. فَرْحة ٌ ودمْعَة ! * * وإنيّ كَفرت ُ في بردُك ِ أشتعلي .. ! فإن الحب ُ شمعة ٌ يُطفِئها البْرود ْ ! |
*
* أصعقيني بِقُبلة يديك َ فإني أمشّط ُ أرصفة شوارع الشوق ِ باحثاً عن قنديل ُ جبينك ِ دون جدوى . أه ٍ ياقنينة ُ أفكاري , ويامرآتي الريفية ُ المكسورة ! وياصمتي . وياحديثي المتشعب ُ إلى آخر حدود اللاصمتْ . إني أغرق . إني أشجب ُ أني مستسلم ٌ جِداً لـصفعة الريح ْ ! أني أمرّرُ خديّك ِ على شطآن ُ ذاكرتي . أني أصفصف ُ من التمتمة مالا تحتمله ُ موانئ ُ أفكاري ْ . أفيقي .... أو أُقتليني ْ وقبّليني ْ وأنحبيني ْ . فما عُدُت ُ حِملاً لصحوة خمرة ُ أنهارُكِ الثلجية النيزكية ْ ! |
* * [1] أُرّبت على يدّي . [2] أُطبطب ُ عـلى كَتِف ُ الحزن ْ * [] ياالله ياربي ... ضُعفاء نحن ُ فلطفك بنا . |
وأَنا الغريب بكُلِّ ما أُوتيتُ من
لُغَتي . ولو أخضعتُ عاطفتي بحرف الضاد ، تخضعني بحرف الياء عاطفتي ، وللكلمات وَهيَ بعيدةٌ أَرضٌ تُجاوِرُ كوكباً أَعلى . وللكلمات وَهيَ قريبةٌ منفى . ولا يكفي الكتابُ لكي أَقول : وجدتُ نفسي حاضراً مِلْءَ الغياب . وكُلَّما فَتَّشْتُ عن نفسي وجدتُ الآخرين . وكُلَّما فتَّشْتُ عَنْهُمْ لم أَجد فيهم سوى نَفسي الغريبةِ ، هل أَنا الفَرْدُ الحُشُودُ ؟ وأَنا الغريبُ . تَعِبْتُ من ” درب الحليب ” إلى الحبيب . تعبتُ من صِفَتي . يَضيقُ الشَّكْلُ . يَتّسعُ الكلامُ . أُفيضُ عن حاجات مفردتي . وأَنْظُرُ نحو نفسي في المرايا : هل أَنا هُوَ ؟ هل أُؤدِّي جَيِّداً دَوْرِي من الفصل الأخيرِ ؟ وهل قرأتُ المسرحيَّةَ قبل هذا العرض ، أَم فُرِضَتْ عليَّ ؟ وهل أَنا هُوَ من يؤدِّي الدَّوْرَ أَمْ أَنَّ الضحيَّة غَيَّرتْ أَقوالها لتعيش ما بعد الحداثة ، بعدما انْحَرَفَ المؤلّفُ عن سياق النصِّ وانصرَفَ المُمَثّلُ والشهودُ ؟ وجلستُ خلف الباب أَنظُرُ : هل أَنا هُوَ ؟ هذه لُغَتي . وهذا الصوت وَخْزُ دمي ولكن المؤلِّف آخَرٌ… أَنا لستُ مني إن أَتيتُ ولم أَصِلْ أَنا لستُ منِّي إن نَطَقْتُ ولم أَقُلْ أَنا مَنْ تَقُولُ له الحُروفُ الغامضاتُ : اكتُبْ تَكُنْ ! واقرأْ تَجِدْ ! وإذا أردْتَ القَوْلَ فافعلْ ، يَتَّحِدْ ضدَّاكَ في المعنى … وباطِنُكَ الشفيفُ هُوَ القصيدُ بَحَّارَةٌ حولي ، ولا ميناء أَفرغني الهباءُ من الإشارةِ والعبارةِ ، لم أَجد وقتاً لأعرف أَين مَنْزِلَتي ، الهُنَيْهةَ ، بين مَنْزِلَتَيْنِ . لم أَسأل سؤالي ، بعد ، عن غَبَش التشابُهِ بين بابَيْنِ : الخروج أم الدخول … [ محمود درويش رحمه الله ] |
الساعة الآن 02:52 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.