منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   أسـرار (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=26005)

معجب الشمري 12-18-2010 02:20 AM

http://www.wesaalup.com/wesaal1/wesaal_28498111.png

قلوبنا التي تنبض طويلاً لم تشعر بالتعب من العبور، تذكرت حديثي في العقد الماضي من عُمري وكيف كنت اطوف من الحيّ الذي يقع منزلنا في منتصفه، كنت اخرج من امام قصر الطين دون أن اعرف جهتي، المهم ان اخرج الى اي جهة اُخرى.. (البستان) كان المكان المُفضّل بالنسبة لي لكن المسافة التي سأقطعها لأصل اليه تبدو مُخيفة قليلاً لأن العودة ستحتاج الى وقت أطول ولأنني سأكون بغير قوتي التي أتيت بها لأنني مشيت طويلاً. الفكرة المفضلة لديّ أن لاأكون برفقة احدهم، فأنا لااستطيع هضم اسئلتهم المتكررة ولااُحب ان يُطرح عليّ ماأفعله لذلك كانت خطواتي فارغة من الاصدقاء، في احد الايام اتجهت الى البستان وانا على يقين بأن المساء سيأتي قبل ان اعود، كانت المجازفة الاكبر في مساحة عمري الصغيرة، عندما وصلت الى شجرة الورد الأبيض وقفت امامها في حيرة، اُريد ان اعرف ماذا يقول الغصن عندما اقطف منه (وَرْدُهْ) ؟ حاولت ان اعرف اجابة لكن الصمت حال بيني وبين قطفها لااتذكر كيف انتهى بي المطاف في المساء لكنني اتذكّر جيداً انني وضعت يدي على اسفل الغصن لأكسره ف جاءت نحلة لاتعرف لها مرسى حتى كان هبوطها فوق الوردة البيضاء، لم اجِد مايُشغلني الا اسئلتي التي لم تغفو منذ ذلك الزمن، هل كنت سأكسر شيئاً مما اتخذته لها وطن، كبرت وانا لااعرف حتى اكتملت فصول العقل بي، لاُعيد شريط الذكريات وافهم الآن بأننا قد نكسر في لحظة ماسُهِر عليه سنين.

معجب الشمري 05-07-2011 06:46 AM

يخيفني الصمت لأنه يجلب لي ذاكرتي المملتئة بك، ذاكرتي التي تعرض عليّ شريط اللحظات منذ ان التقينا امام مقهى الحُب. يخفيني الصمت لأنه مُر، لأن سُكّر الصبر اصابني بالاعياء الشديد، ولازلت اضع في فمي كسرة من بقايا الصمت، فقط كي لاأكون رجُلاً عاصي في دستور الذات، انا لااُحب نفسي كثيراً لكنني احترمها جداً.. واحياناً نموت ليعيش الصمت، ونعيش بقلوب اماتها الصبر.

معجب الشمري 05-07-2011 06:48 AM

الشتاء غُربة.. ووطن للباحثين عن اقصر المسافات الى الهروب، الشتاء هُم وبقايا/هم، الشتاء نحن عندما لانعود في ذاكراتنا الى الخلف خوفاً من سياط تجلد اجسادنا التي لانستطيع لمسها، الشتاء ذكرياتنا، لأننا نواجه صعوبة قصوى في العودة الى الزمن القديم ولأنننا نحتاج الى اكبر جهد ممكن للتغلب على دمع الحنين اصبح الشتاء لغة (البـَرْدْ) الباكية. الشتاء ايدينا التي جففت ملامحهم بعد ان نادوا الى الذكرى.. الشتاء أنا عندما اُبيح حدود الاعتراف علناً بأنني لم اخشع في صمتي لكنني توضأت من الذكرى ولم يجف وجهي حتى الآن.

معجب الشمري 05-07-2011 06:48 AM

وجوههم قبيحة، اختبئوا طوال السنين خلف ارائك يكسوها الظلام لأن خوفهم من المرآة عظيم، هُم الاوراق الخاسرة في تاريخ العُمر.. هم كذبات ابريل، هُم الاغصان اليابسة في حدائق الحياة الطريّة، هُم اصحاب الرسائل السوداء، هُم العاهات المستديمة في جسد العُمر.. هُم وقت الكسوف في تقويم الأرض، هُم الخطوط الحمراء في اسفل الجُمل المُعربة، هُم الارقام السابقة للصفر، هُم المساحات الباقية في الارض حتى وإن اتخذنا الرحيل وطن، حتى في محاولة الطيران الى السماء.. هُم البقع السوداء الكبيرة في سطح الارض.

معجب الشمري 05-07-2011 06:50 AM

برمجة الارواح والتصاقها ببعض هي اقرب ماتكون الى تكوين سكة القطار الحديدية وآلية العبور في الممرات المتواصلة به. في الغالب محاولة السير على على التراب ستصنع كارثة قد تودي بحياة كل من على متنه، بينما الفرز في اختيار اما اليمين او الشمال في اخذ المنحينيات هو الخيار الذي تُحدده الوجهة المقصودة، ف محاولة العبور بجميع المسارين هي طريقة مستحيلة لايمكن لها ان تحدث ابداً، تماماً مثلما يحدث في ارواحنا عندما نُفكّر ان نتخذ الارواح ك سكك حديدية للسير في اكثر من جهة، لذلك دائماً ما نسمع بأن رجُلاً يخون فتاة وانثى تُحب الف رجُل.

معجب الشمري 05-07-2011 06:51 AM

انتِ طفلة، طفلة لاتكبر ابداً.. ظننت التاريخ يرصد عمركِ في كل عام بإتجاه الصعود الى الاعلى لكن الظنون لاتُصيب الا نادراً.. لااُخفيك سراً يامُدللة انني تمنيت ذلك كثيراً، تمنيّت أنكِ كما انتِ الآن.. فأنا احببتك طفلة، والتصقت بك طفلة، ثم اقسمت امامكِ طفلة، وكبرت بكِ طفلة، حتى انني سأموت معكِ طفلة، هل تعلمين لماذا حدث كل ذلك..؟ فقط لأنكِ طفلتي التي لااريدها ان تكبر ابداً.

معجب الشمري 05-07-2011 06:52 AM

قُل لي: كيف تكون الصابر وانتَ تشكوا اليها ضعفك، قُل لي: كيف تكون العزيز وانتَ الذليل في غيابها،قُل لي: كيف تكون الزاهد وانتَ الطامع في قُربها، قُل لي: كيف تُريد ان تكون، وانتَ لم تُبقي لكَ شيئاً من قلبك..؟ لاتمنحني اجابة اضعها في (حصالة) السنين فأنا منذ ان خُلِقت وانا جاعلها حبيسة القفل كي لاتخرج منها رائحة الاكتفاء، انا انتظرت طويلاً لأعرف اين ستكبر طفلتي، انتظرت طويلاً لأعرف مع مَن سأكبر، انتظرت طويلاً لأعرف متى س أستطيع ان ارى ملامح وجهك وانتِ تبتسمي في وقوفي من بين وجوههم، في انتصاف جسدي لزحام كتوفهم وانا ارفع اوراقي التي كتبتكِ بها، انا انتظرت طويلاً فقط لأقرأ سِرّك وانتِ تصرخين من بين الحضور بصوت عالي: هذا الرجُل حبيبي.

معجب الشمري 05-07-2011 06:53 AM

- لماذا افشل في كل محاولة للهرب عنك..؟
- لأنكِ تسلكين الطُرق التي تؤدي اليّ.
- لاسبيل لي بذلك، فأنا اعتدت على وجهك في ممرات ايامي.
- لكنكِ تهربين.
- اهرب عنك.. لأنني على يقين بأنكَ ستكون الملاذ.
- وماذا عن الملاجئ..؟
- هجرتها منذ ان عرفتك.
- كيف اثق بأنكِ لن تفعلي ذلك معي.
- مثلما وثقت بأنكَ لم تتخذ من قبلي ملاذاً.
- احتاج فقط لشيء واحد..
- ماهو..؟
- ان اُصدّق.
- وانا احتاج لشيء واحد..
- ان تستطيعي نسياني..؟
- لا، فقط احتاجك انتْ.


الساعة الآن 12:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.