![]() |
إن النقد المنبعث من رغبة الناقد في تحليل النص لتجلية مواطن قوته وجماله وكذلك نقاط ضعفه للقارئ يعتمد في نظري على أمور: أولا: تمكّن الناقد من أدوات النقد وتحليل النص أدبيًا .ثانيًا : المدرسة النقدية التي ينتمي إليها ذلك الناقد . ثالثًا: ذائقة الناقد الخاصة التي تجعله ينسجم مع نص ما وينفر من آخر حتى إن كان نصا مستوف لعناصر وشروط الصنف الأدبي الذي ينتمي إليه ( قصة ، شعر ، رواية ). رابعًا: موضوعية الناقد وموقفه من كاتب النص أي قد ينقد النص على خلفية جنسية الكاتب أو مذهبه أو توجّهه السياسي والفكري وهنا لايتعامل الناقد مع النص كحالة مستقلة عن كاتبه ، لذا فإن نقده للنص قد يتأثر سلبا أو إيجابا بحسب موقفه من الكاتب. لذلك أعتقد أن على الكاتب ألا يركن إلى رأي ناقد بعينه بحيث يجعله الحَكم على كل نصوصه ، بل يعرض نصوصه على نقاد آخرين ليرى مالذي يتفقون و يختلفون عليه . مثلا قبل سنوات نشرت قصة في منتدى أدبي كان فيه قاص كبير يعلّق على جميع القصص بلا مجاملة وذات يوم وضعت قصتي في المنتدى فلم تعجبه وانهال عليها بالذمّ حتى أنني خلته سيخرج من شاشة الكمبيوتر ليصفعني جزاء كتابتي لتلك القصة، وعندما أصدرت مجموعتي القصصية الأولى ( سرداب التاجوري ) في 1428 لم أنشر فيها تلك القصة التعيسة بناءًا على رأي ذلك الأديب فيها ، ولكنني فوجئت عندما نشرت نفس القصة في منتدى آخر فيه قصّاص كبار؛بأنهم أثنوا على القصة . كذلك كتبت قصة ذات مرة بعنوان ( خادم ) ونشرتها في منتديات فلم تعجب أغلب الزملاء وقالولي : يامريم كل قصصك أجمل من هذه القصة ومع ذلك لم أركن إليهم وغامرت وتقدمت بتلك القصة لمسابقة منتديات أوطان الثقافية وفزت بالمركز الأول ولله الحمد ، ومنذ ذلك اليوم لم أعدّ أحصر نصوصي تحت مجهر ناقد بعينه . فالنصوص الأدبية ليست نصوص مقدسة بل هي كتابات بشرية تختلف تأويلاتها كما تختلف الزوايا التي ينظر منها النقاد للنص .
|
مريم .. شكراً .. ما اكثرك يا مريم مداخلة ثرية , ستجعلني - عن قناعة - أتتبع قديمك وانتظر جديدكِ يا الله , صار مسائي أجمل . |
الأساتذة: إبراهيم الشتوي, علي الحسني, عبد الإله المالك..
حضوركم إثراء للنقاش لذا فالدعوة ما زالت قائمة احترامي |
اقتباس:
شكرا لك لإثراء النقاش مودتي |
عزيزتي سهير : سَلِمتِ. هذا من لطفك ونبلك .
|
هلا ابنة الظلال في هالطرح الرائع
وقدأفاد من قبلي واجاد ماشاء الله ولكن أحببت أن أقول ان العمل الأدبي يخضع في المقام الأول لروح الأدب فيه فالشاعر والكاتب الذي يترك الأحساس يكتبه يحصد الاعجاب من الكثير وما معايير النقد الا لتلمس مواطن الجمال والخلل يعني تغلغل في احساس الكاتب واقتباس من فكره ومشاعره وهيمنت موهبته على نبض قلمه فلم ياتوا بجديد وانما يقرءون الكاتب وهذه ماتسمى بالذائقه وهي في نظري أعم فائده من النقد المجرد والخاضع لقواعد علميه ولذلك لايجب ان نسلم سريعا برائي فلان من الناس عن نصوصنا ونقول انه الحكم الفاصل فيحطمنا من قراءة تعود لذائقته هو الخاصه ولا يجامل أعمالنا انطلاق من تلك الذائقه فيزيف وجه حقيقة العمل الأدبي فكما كان النقد البحت مدارس التذوق الأدبي لجماليات النصوص مشارب ويجب ان ناخذ المفيد ونترك مايعوق سيرنا نحو الأتقان بشرط بان لا نهضم حق مشاعرنا وبوحها تحت رائي احادي النظره بل نسعد بأعمالنا ونميز بين النقد الهادف وسواه ولانجعل النقد عقبه ونركز على (ذائقة )الناقد ومنها نعرف هل فعلا يملك فن قراءتنا وفهمنا؟ هل فعلا يستطيع سبر أغوار بوح مشاعرنا على الورق؟ قبل ان يغرق اعمالنا بالنقد العلمي الجاف فنأخذ برائه ونستفيد او نشكره أونكمل سيرنا لقناعتنا بأن كل انسان يكتب ذاته بحسب قدراته وامكانياته ولايطعمها بالتكلف لتروق لفلان او فلان بل لترضي ذاته اولا تحياتي لك وتقبلي مروري ولي عوده للمناقشه لأني وجدت اكثر النقاد اليوم اصحاب حرفه وليسوا أصحاب تذوق فني عميق وقراءة أعمق |
اقتباس:
1- إذن ما يزال هذا السؤال موضع جدل, فطه حسين يرى أنه يستحيل على النقد أن يكون موضوعيا صرفا، باعتبار الناقد ينطلق من ذائقته أولا, فينقد ما فضل ولكنه مع ذلك عليه ألا ينسى مواطن القوة أو الضعف دون إجحاف أو مبالغة. وهذا ما عنيته بقولي أن نكون حياديين فيما تسمح به حدود بشريتنا, ففي النهاية نحن بشر ونتعامل مع نتاج صادر عن بشر, وليس كالعالم الذي يتعامل مع مركبات وتفاعلات. 2- أنا أيضا أتفق معك من هذه الناحية. 3- النقد لا بد أن يبتعد عن التجريح وإلا يكون عندها قد سقط في هوة الانتقاد الذي لا طائل منه إلا إثارة النفوس الغضب. ردودك كانت بوابة واسعة نحو مزيد من النقاش الثري... طيبي نفسا مودتي |
محاور جميلة جدًا يا ابنة الظلال
أعود مجددًا لهذه المحاور المتخصصة والأكاديمية المبدعة، والتي أحييكِ عليها: مداخلات الأخوة والأخوات أثرت الموضو تماماً المحور الأول: لا يمكن للنقد أن يكون موضوعيًّا صرفًا حيث أنّهُ عمل إنساني فالموضوعية الصرفة غير موجودة في أي عمل إنساني خاضع لمتغيرات النفس البشرية. ولكنها قد توجد في العلوم الطبيعية البحتة. المحور الثاني: طبيعة العلاقة بين النقد والإبداع أو المبدع هي علاقة وطيدة وعلاقة حميمة علاقة الدارس والمدروس وعلاقة المنتج والمتلقي وعلاقة العلم بموضوعه. وقد قال د/ صلاح فضل ..النص الجيد يلامس الروح، والنص الرديء يجسد للنقد حالة الضرب بالسِّياط!. والنقد يبدء من حيث ينتهي المبدع ولا ضير من استفادة المبدع من النقد .. على أن اللحظة الإبداعية هي لحظة متمردة على كل الأنساق والقوانين. المحور الثالث: هما أمران أحلاهما مرٌّ كما يقال، فتجاهل النقاد هو ظلم إن كان ما كتب إبداعًا .. أما النقد اللاذع من النقاد فإن كان وجيهاً فهو باعث للتطوير وتحفيز القراء على المتابعة والكتب على تطوير الذات والمكنونات.. فالمتنبي قد تعرض للكثير من ظلم النقاد وما ضره في ذلك في شيء وفي عصره حيث أنه كان يبرّح إبداعًا .. ويقذف تُهماً المحور الرابع: النصوص تقدم نفسها بنفسها لا النقد هو من يقدمها. لكن النقاد يلعبون دوراً كبيرًا في إبراز مواضع الجمال والإبداع فيكون هذا نوع من الترويج والتسويق للكاتب حيث يصبح مصدراً للدراسات وتلقف اصداراته من قبل القراء فيخدم هنا الكاتب بصورة أكبر.. وشكراً |
الساعة الآن 10:19 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.