![]() |
الحديث ذو شجون
والمقال يحتاج إلى صفحات عديدة وأخشى ما أخشاه أنه ليس بحاجة للحبر لنكتبه بل هو بحاجة ماسة للدماء لكي تسطره فأمة لا تحتفي بلغتها هي في آخر صفوف الأمم لأنها هزمت وذهب ريحها وفقدت هويتها وأوغلت في الضياع والإنكسار والاضمحلال وتستحق أن تبكي عليها حروفها قائلةً إلى أين يا تائهين إلى أين يا تائهين ! منذ ألف وخمسمائة عام والقرآن الكريم وحد لهجات العرب رغم فصاحتهم وها نحن اليوم نفترق رغم كتابنا الواحد فأين يسير بنا الدرب وأين ينتهي المصير فالله أعلم تقبل عاطر التحية ووافر التقدير أيها الزميل العزيز محمد البلوي وكل رمضان ونحن إلى الفصاحة أقرب فكم هي رائعة وأسرة لغتنا الأم الفصيحة |
اللغة الفصحى مورد ثري موائم لكل زمان، و مكان،حتى اختارها الله لغة خالدة،و هو العليم الخبير بكل التغييرات التي ستستجد على العالم، بتداخلات علومها أو جهالاتها، و بلغاتها المتناسلة بعضها عن بعض،و بكل ما ستتأثر به عند الغير و بكل ما ستؤثر منه،و هذا أعظم دليل بين ظهرانينا يقول أنها لغة لا تبور، مهما استجد الجاهلون بها من أعذار و تبريرات، حين يعجزون عن الإتيان بها، و تسخيرها لأنفسهم و الآخرين في ميادين العلوم و الحياة. و ما التقصير فيها اليوم و التنائي إلا تقصيرا من أبنائها غير الأوفياء، المبهورين بجديد غيرهم، المستقلين بما بين أيديهم من فضل، و نعمة عظيمة،إستدراكا لصونها من جديد، تتطلب الكثير من العزة بهذه اللغة، و الاعتزاز بها، و نشرها و تعلمها التعليم الصحيح،و عدم ادخار التقنيات الحديثة لنشرها، و تحبيبها من جديد، بسلاسة توائم الأفهام و العقول الجديدة؛ لتغدو أصيلة، و قريبة من بداياتها، و متقدمة في آن. شكرا لفاره الضوء هنا، و مساحة تجلت لتفضي الخير الكثير دنانا نحو السماء. محمد سلمان البلوي : فائق التقدير و العرفان دمت بخير و سعادة. |
اقتباس:
بارك الله فيك، يا العزيزة بلقيس، وأتم نعمه عليك. أصبت، يا أختاه، وأحسنت! ولكن ما من الفصيحة بدٌّ ولا مفرٌّ عند اختلاف اللَّهجات واللَّكنات؛ لأنَّها القادرة على الإفهام وإيصال معاني الكلام ومقاصدة دون لبس أو خلط. وقد قيل: على المقال أنْ يناسب المقام، من غير تكلُّف ولا تفريط ولا تطرُّف، والزِّيادة أُخت النُّقصان، وخير الكلام ما قلَّ ودلَّ وناسب الحال والغرض من غير إخلال ولا شطط. حفظك الله، ولك شكري وتحيَّاتي وتقديري. :icon20: |
اقتباس:
يا سلام عليك يا أستاذة إيلياء أشرت بمهارة الخبير إلى موضع الدَّاء: إنَّنا، إلى جانب إقحام اللُّغات الأجنبيَّة في عقول الأطفال العرب والتَّلاميذ، لا نستعمل الفصيحة استعمالًا دائما ولصيقًا، ويقتصر استعمالنا لها على بعض مناحي الحياة، مع ما يشوب ذلك الاستعمال من نقص وقصور ولحن وكسر، فالعقل أقدر على استحضار المحكيَّة بوصفها لغة أولى ورئيسة ألفها واعتادها وتمرَّن عليها وبرع فيها، بينما يتعثَّر استحضاره للفصيحة، وقد يتعذَّر، ويحتاج تعامله معها وبها ومعالجته لها إلى وقت أطول وجهد أكبر. مجتمعاتنا مجتمعات محكيَّة بالدَّرجة الأولى، ومدارسنا مقصِّرة، وإعلامنا يعتمد، ويا للأسف، على المحكيَّة واللَّهجات المحلِّيَّة بوصفهما لغة التَّخابر الغالبة والتَّواصل، إلَّا ما ندر، مع ما يصاحب ذلك من كلمات أجنبيَّة وتراكيب غريبة بغرض التَّغريب أو الاستعراض. وكلُّ هؤلاء يفتقرون، غالبًا، في استعمالهم للفصيحة إلى اللُّغة السَّليمة والفصيحة والبليغة، رسمًا ونطقًا وبناء، مع أنَّها الدُّول العربيَّة كافَّة تتبنَّى العربيَّة لغة رئيسة وأولى ورسميَّة. أُحيِّيك، أ. إيلياء، على هذه المداخلة القيِّمة، وأشكرك، وأُثني عليك. والله يحفظك :icon20: |
اقتباس:
ما من شكٍّ، يا أستاذة سيرين، أنَّنا جميعًا مقصِّرون! جهة تبني، وجهات تهدم، والجهد المبذول، أصلًا، متواضع جدًّا ومحدود. وإصلاح حال اللُّغة يحتاج إلى تضافر الجهود، من قمَّة الهرم إلى قاعدته، ويحتاج إلى العزيمة والإصرار والمثابرة، وقبل هذا إلى إخلاص النِّيَّة واستنهاض الهمَّة. والله المستعان. شكرًا جزيلًا لك والله يبارك فيك ويحفظك :icon20: |
اقتباس:
بارك الله فيك، أستاذة ابتسام، وشكر لك قد أحسنت، يا ماجدة، بمداخلتك القيِّمة! فجيلًا بعد جيل يستفحل الأمر ويعمُّ الضَّرر، ما لم يُتدارك الأمر، ويُعالج أصل المشكل. وأطفالنا بحاجة إلى كلِّ جهد ممكن لتعليمهم لغتهم الأُمّ وتمكينهم من ناصيتها، وكذا علينا تعليمهم الاعتزاز بها، صونًا للنَّفس وللهويَّة وللدِّين. وحفظك الله. ولك التَّحيَّة والتَّقدير. :icon20: |
اقتباس:
قد صدقت، يا أستاذنا العزيز، وأصبت، إنَّ المأساة تكتب بالدِّماء لا بالمداد! ولكن بحفظ الله لقرآنه العظيم حفظ العربيَّة الخالدة، ولا خوف عليها بإذن الله تعالى، ورغم تكالب المحن والفتن إلَّا أنَّني متفائل، بل إنَّني أجد في استحكام البلاء بشرى بين يدي الخلاص، والعودة إلى صحيح الدِّين تصاحبها عودة قويَّة إلى العربيَّة الفصيحة، ورغم تفرُّق الأُمَّة وانقسامها واختلاف فرقها وجماعاتها وتداعي الأُمم عليها إلَّا أنَّها الصَّحوة آتية لا محالة والوحدة كائنة. أشكرك، جزيل الشكر وجميله، يا العزيز، وأُحيِّيك، وبالخير العميم أدعو لك. حفظك الله، وبارك فيك، وأعانك، وتقبَّل منك، وجعلك من رحماء الشَّهر المبارك وعتقائه والمغفور لهم. :icon20: |
اقتباس:
أسعدك الله، يا أستاذة نادية، وأعزَّك، ورفع مقامك، وبارك فيك، وأكرمك. قد أشرت في مداخلتك القيِّمة إلى نقطة حسَّاسة ومهمَّة وتهمة خطيرة وموجعة يتَّهمون العربيَّة بها زورًا وبهتانًا وهي منها براء، إذ يدَّعي من يتجنَّى عليها أنَّها لغة معقَّدة وعقيمة وغير قادرة على مواكبة مستجدَّات العصر ومُتطلَّبات العلم والحضارة، مع أنَّها العربيَّة أُمُّ اللُّغات وولَّادة، لا ينقصها شيء، ولا يعيبها شيء، ولا يُعجزها شيء، بل إنَّها قادرة على الإحاطة بكلِّ أمر مهما عظم أو دقَّ وعلى احتواء كل جديد، لكنَّه التَّقصير، كما تفضَّلت، والإهمال، كما أشرتِ، وأجزم أنَّني لا أُضيف جديدًا حين أقول من قبيل التَّذكير: إنَّ الهجوم على العربيَّة، في أساسه، هو هجوم على الدِّين الإسلامي ذاته. أسعدتنا بمداخلتك الرَّائعة أستاذة نادية فشكرًا جزيلًا لك، ولك التَّحيَّة والمودَّة والتَّقدير. :icon20: |
الساعة الآن 10:11 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.