![]() |
الزميلة العزيزة نادية المرزوقي
في البداية اود ان اشكرك علي مرورك و اهتمامك بالادلاء بدلوك طبعا اتفق معك في كل ما ذكرت لكني اريد ان اسألك سؤالا بفرض ان شريك الحياة حسن النية و غير اناني و يريد لي الافضل و يحبني بحق و كل شيء علي ما يرام.. ألن يأتي وقت_ في خلال فترة المحاولة للتغير _ و اسأل نفسي لماذا انا أتغير ؟ و لمن؟ و هل حقا بتوافر الامكانيات و الوقت المناسب و الظروف المساعدة يتحقق التغيير حتي مع غياب القناعة؟ لا أظن ذلك ..الا اذا كنت تقصدين بالوقت المناسب، وقت توافر العزيمة و الرغبة الداخلية للتغيير ففي هذه الحالة تكون كل الظروف و الامكانيات و الحث من الشريك مجرد وسائل مساعدة تحياتي و خالص التقدير |
الزميلة الغالية رشا
اقتباس:
انت في منتصف الوقت الغير مناسب للتغيير .. هههههه أو لعلك خالية من كل العيوب في غالب الظن;) (مبدأ اللي مش عاجبه يشرب م البحر) تحياتي لروحك المرحة يا السامقة |
رغم صدق الطرح وتمسكه بالحرية الداخلية وحق الإنسان في تقرير مصيره، إلا أنني أرى أن المقال يغفل بُعداً هاماً في العلاقات العاطفية: أن طلب التغيير من الحبيب لا يعني بالضرورة رفضاً لجوهر الآخر، بل قد يكون حباً عميقاً في صورة رجاء، بحثاً عن نسخة أجمل من المحبوب، تليق بالمكانة التي يحتلها في القلب.
صحيح أن التغيير لا يكون إلا عن قناعة، لكن أليس الحب أحد أقوى المحفزات للتغيير؟ يقول نيتشه: "من لديه سبب يعيش من أجله، يمكنه تحمل أي كيف."، والحب سببٌ وجوديّ، حين يكون صادقاً، يحملنا على النمو لا الانكماش. طلب الحبيب لتغيير ما، حين يصدر عن رغبة في المساندة والتكامل، لا منطق الهيمنة، هو في جوهره إشعار بأن العلاقة تحتاج إلى مساحة مشتركة من النضج. فكما أن الحب قبول، هو أيضاً بناء مشترك، ولا يُبنى بيتٌ على أسس رخوة باسم "أنا هكذا"، لأن الرفض المطلق للتغيير قد يكون شكلاً من أشكال الكِبر المقنَّع بالصدق. في الفلسفة الوجودية، يقول جان بول سارتر: "الإنسان مشروع، لا شيء سوى ما يصنعه بنفسه"، لكن هذا المشروع لا يكتمل في عزلة. العلاقة نداء للتماهي الجميل، لا للفناء، بل لصقل الذات على سندان الآخر، دون فقدان جوهرها. الحب الحقيقي لا يطلب تغييراً قسرياً، لكنه يدعو للتطور، وذاك فرق جوهري. فكما قال المهاتما غاندي: "كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم"، أحياناً، يكون الحبيب مرآتنا النقية التي ترى فينا ما لا نراه، وتوقظ فينا ما خمد. نعم، يجب أن ينبع التغيير من الداخل، لكن لا ضير أن يشعل الآخر شرارته، خاصة إن كانت تلك الدعوة مبنية على حب، لا على رفض. فأجمل ما في الحب ليس أن نُقبل كما نحن، بل أن نُحب بما يكفي لنُصبح كما ينبغي أن نكون. وختاماً، كما يقول المثل الصوفي: "الحب لا يُلقيك أرضاً، بل يُعيد تشكيلك على هيئة نور." |
رغم صدق الطرح وتمسكه بالحرية الداخلية وحق الإنسان في تقرير مصيره، إلا أنني أرى أن المقال يغفل بُعداً هاماً في العلاقات العاطفية: أن طلب التغيير من الحبيب لا يعني بالضرورة رفضاً لجوهر الآخر، بل قد يكون حباً عميقاً في صورة رجاء، بحثاً عن نسخة أجمل من المحبوب، تليق بالمكانة التي يحتلها في القلب.
صحيح أن التغيير لا يكون إلا عن قناعة، لكن أليس الحب أحد أقوى المحفزات للتغيير؟ يقول نيتشه: "من لديه سبب يعيش من أجله، يمكنه تحمل أي كيف."، والحب سببٌ وجوديّ، حين يكون صادقاً، يحملنا على النمو لا الانكماش. طلب الحبيب لتغيير ما، حين يصدر عن رغبة في المساندة والتكامل، لا منطق الهيمنة، هو في جوهره إشعار بأن العلاقة تحتاج إلى مساحة مشتركة من النضج. فكما أن الحب قبول، هو أيضاً بناء مشترك، ولا يُبنى بيتٌ على أسس رخوة باسم "أنا هكذا"، لأن الرفض المطلق للتغيير قد يكون شكلاً من أشكال الكِبر المقنَّع بالصدق. في الفلسفة الوجودية، يقول جان بول سارتر: "الإنسان مشروع، لا شيء سوى ما يصنعه بنفسه"، لكن هذا المشروع لا يكتمل في عزلة. العلاقة نداء للتماهي الجميل، لا للفناء، بل لصقل الذات على سندان الآخر، دون فقدان جوهرها. الحب الحقيقي لا يطلب تغييراً قسرياً، لكنه يدعو للتطور، وذاك فرق جوهري. فكما قال المهاتما غاندي: "كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم"، أحياناً، يكون الحبيب مرآتنا النقية التي ترى فينا ما لا نراه، وتوقظ فينا ما خمد. نعم، يجب أن ينبع التغيير من الداخل، لكن لا ضير أن يشعل الآخر شرارته، خاصة إن كانت تلك الدعوة مبنية على حب، لا على رفض. فأجمل ما في الحب ليس أن نُقبل كما نحن، بل أن نُحب بما يكفي لنُصبح كما ينبغي أن نكون. وختاماً، كما يقول المثل الصوفي: "الحب لا يُلقيك أرضاً، بل يُعيد تشكيلك على هيئة نور." |
الساعة الآن 10:01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.