منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   لقاء رباعيّ الأجواء/نازك (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=40111)

رشا عرابي 11-24-2018 09:56 PM



المساءُ بك مزدانٌ يا نازكي،

سـ نبدأ بالجزء الأول من لقائنا
رؤية عن قُرب

*********

نازك
الـ تُحاور السطر بـ هدوء
والتُشاوِرُ المُفردة قبل اعتمادها
نازك، الكاتبة الهادِئة حيناً
الناقِمة على المجريات حيناً
والمُسلّمة للأمر في كل حين

عرّفينا على نازك كـ كاتبة
ما هي هويّتك الأدبية ....؟

نازك 11-24-2018 10:20 PM

أهلاً بكِ مجدداً
ممم أصعب سؤال هو أول سؤال
وللبدايات ومهما تصاغرت رهبتُها, وسؤالك هذا أعتبره في الصميم وأجدني متحيرة في الإجابة عليه لسبب بسيط جداً
أنني وحتى لحظتي الراهنة لا أصنفُني ككاتبة وأجدها مفردة لها ثِقلها الذي لطالما طمِحتُ لأكون أهلاً له
وفي الحقيقة لم أمسك بالقلم يوماً وفي نيتي الكتابة الأدبية بل لطالما لجئتُ لها على سبيل التنفُّس بطريقةٍ صِحيّة ترتِّبُني
أخالها ورقة تبغ ألفُّ فيها أوجاعي وأتناساها بمجرد وضع النقطة
وأجدُني أميل للكتابة السوداء غالباً, لا أدري ثمة علاقة وطيدة بين حرفي والحزن الأبيض كما أُسمّيه (:
ولطبيعتنا البشرية نخترعُ سُبل الإستشفاء في أُطرِ فيزيائيتنا الإنسيّة الطامحة للكمال أو التوهّم بالوصول إليهِ على نحوٍ ما
وذاك ومهما كانت نتائجه خيرٌ من النزوع للكآبة والمكوث على لوحة الصمت كحجرٍ أجوف
ولتوأمتي والرسم التشكيلي أجدني في كل كتابة تطيشُ حروفي وتبالغ في التحليق كلوحة سُريالية مُبهمة التأويل, غالباً
وبس ياستي يبدو أني ثرثرتُ كثيراً لأضع النقطة .

رشا عرابي 11-24-2018 10:23 PM



بل إن المساحة لك ولقلمك يا حبيبة ثرثري واسترسلي :)


على سبيلِ تنفّسي للشعر وشغفكِ بقراءَتِه،
في وقتٍ ما كنتُ وإيّاكِ ندوزِن الحرف على بحرٍ من الشعر بـ تفعيلاتٍ رشيقَةٍ
مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن

كانت تلكَ الأُوَيقات بـ مثابةِ وميضِ برقٍ يسبقُ المطر ...
هل أمطر الحرف النازكي شِعراً أو بعض شعر ...؟!

نازك 11-24-2018 10:43 PM

تعلمين عن حُبي للثرثرة وإياكي وإنني أُفرَّمِلُ حتى لا نُثقِل على رواد المكان وحسب
أووه ذاك يا مرآتي كان ياماكان, وما أكثرها المشاريع المؤجلة في قيد متى !
أجل لديَّ شغف قديم للكتابة المدوزنة وتأسرني موسيقى الشعر ولا أملُّها قراءةً واستماعاً
وبعد محاولات بائت بالفشل الضليع انتهيتُ لخلاصة أو قناعة بأن أتركه لأهله
فهي ملكة فطرية بحتة تجري على اللسان بتلقائية وإنما يتعهدها من أُوتي مفاتِحها بالتمرُّسِ والنزوع للتوحد بها فتتدوزن من تلقائها
وذاك ما لم أجده لديَّ فحملتُ عدّتي وعتادي وعدتُ لقالبي السهل السلس .. للنثر
أتذكرين تلك الأيام ومن شدة حرصي على حضور حصص التقطيع التي كانت بمثابة حصة حساب وضرب وجمع
مما طفح أثرهُ على لغتي فكنت أخاطبكِ بالتنوين في مجرى كلامي ك لبيبتن وفطينتُن هههه

رشا عرابي 11-24-2018 10:52 PM



:) ولا زلتِ لبيب (تن) ....
وجميل (تن) ....


تُديرينَ ظهركِ للعالَمِ بُغيَة الكِتابة!

هل للكِتابة وُجهة غير تلكَ المأهولة بالتفاصيل المُزدحمة بـ ضوضائها ..؟
عن وُجهَتِك (ذاتك كتابة) حدّثينا؟

نازك 11-24-2018 11:14 PM

لكُلٍّ مِنّا قناعات تتنامى ومُعترك الحياة لتغدو مُسلَّمات يتوحّد بها حتى أنها تنطبع على ملامحهِ وصفاته فيتطبُّع بها ودونما تكلّف
وما أسعدهُ ذاك الإنسان الذي يفهم ذاتهُ ويُصادِقُها بينهُ وبينه
وصدقيني ربما كل ما أسرفتهُ من عمرٍ في الكتابة لم يكن سوى محاولات داخلية تلحُّ عليّ دوماً بالوقوف أمام ذاتي وبالتالي تهميش كل هذا العالم المليء بالمبهمات ولم أزل أسعى ومن خلال الكتابة وأدواتها للركون حيثُ تلك الوجهة التي تؤوب إليها حواسّي في عمليةٍ تشبه خلق أجنحة مرهونة بقيدٍ زمنيّ وإن كانت سريعةُ الذبول
وعلى امتداد العصور والأزمان كان الإنسان ولم يزل في بحثٍ دؤوب عن ذاته وكمالهِ كاسراً قوانين نيوتن ومتسللا من بين تلك العقارب البشرية التي تحكم عليه في كثيرٍ من الأحيان كيما يبقى رهن أتراسٍ تدورُ وتطحنه
لذا يا مرآتي وبشفافيةٍ شديدة وجهتي هي حيثُ تلك الجهة التي تُقِلُّني باتجاهها بوصلة الروح وحسب .

رشا عرابي 11-24-2018 11:21 PM


وإن لزم الأمر تغدو كل المداءات
وغيرها لا تؤمّ الروح

شفيفة يا نازكي

السؤال الـ ما قبل الأخير (تحمّليني) :)

(الفَرائِد مَصائِد)
هل حَدَثَ وصادَت خاطِرَكِ فريدةٌ في حين لم يتأتّى لكِ منع انسكابِ أبجد من قواريرِ إلهامك..؟

ثم، حدثّينا عن أكثر ما يُمكنُهُ أن يستفزّكِ حِبراً نازِعة فرح أم لحظة شَجَن تستَدعي الشّجو ..؟

نازك 11-25-2018 12:24 AM

وعن الفرائد الأدبية فسأحدثك ولن يسعفني الوقت...
لا شك أن كل من يملك ملكة الكتابة تختبي في عروقه نهمُ القراءة ولا يكتفي منها ولا يملّ
بل هي الشُريانُ الذي يغذّي نهمهُ حين تُجدِبُ رياضُ فِكره فتجدهُ كمن يستنجِدُ من رمضاءِ جفافهِ بنمير القراءة لتلك الأقلام التي تجعلهُ يقرأها
بتلك الدهشة التي تكبرُ في عقله حبوراً وهو يردد في سرّه , نعم إنّه يتحدّثُ بلسان حالي !
أولئك الماضون الذين تركوا إرثهم الحبري الأدبيّ بين أيدينا لا تبرح كلماتهم تتردد أصداؤها في دواخلنا ومنها ماهو كالوشم في صدر الورق
كرسائل جبران لميّ زيادة
ومنها تأتى عنوان مدونتي, وكم أدينُ لهُ تلك الغبطة التي تتخلّق لديّ ما أن أعيد قراءة رسائله تلك التي أخالُني حفظتها من فرطِ شغفي بها
ويحضرني الآن قوله في إحدى رسائله لميّ ( أنا ضباب، يا ميّ، أنا ضباب يغمرُ الأشياء ،ولكن لا يتحِدُ وإيّاها !)
وقوله وهو في قمة المُنى .. ( وفي هذه الرابطة يا ميّ , في هذه العاطفة النفسية ، في هذا التفاهم الخفي ، أحلام أغرب وأعجب من كل ما يتمايل في القلب البشري – أحلام طيّ أحلام طيّ أحلام .
وفي هذا التفاهم يا " ميّ" أغنية عميقة هادئة نسمعها في سكينة الليل فتنتقل بنا إلى ما وراء الليل ، إلى ما وراء النهار ، إلى ما وراء الزمن ، إلى ما وراء الأبدية .
وكذا الرافعي وجمال تصويره وبراعة أخيلتهِ والمنفلوطي صاحب السبك اللغوي الفريد جداً
كل أولئك وكثر غيرهم تأثرتُ بهم ونهلت من معين ادبهم مِمّا صقل لغتي ومنحني الكثير
وأتعجّبُ من أولئك الذين يدّعون المعرفة الذاتية ويكتبون تحت معرّفاتهم وبالخط العريض ( لا أقتبس)
برأيي الإقتباس فنّ لا يعني النسخ واللصق .. لا
يعني تلاقح القرائح, يعني انفجار نيزك خامل من خلال عبارة تلامس الوجدان فيتمخّض على إثرها كتابة جديدة قائمة بذاتها وبروح كاتبها وشخصيته وسَمْته
وفي الحقيقة كثيراً ما تسترعيني آية قرآنية تلامس شعوري فأجدني أتسمَّر أمامها إجلالاً وإكباراً
وبعد نتاج تفكُّري بها ربما تولد خاطرة ما تتناسب وموقف لحظيّ .. وهكذا
,
,
هذا كان جزء من إجابتي على سؤالك وأستميحك عذراً لإتمامه في الغد بحول الله
شكراً لرحابة صدرك ولحصيف فكرك صديقتي
ليحرسك الله


الساعة الآن 11:29 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.