![]() |
قالت عنه ذات مرة :
إنه يفكر كثيرا، يفكر في كل شيء، يفكر حتى في وجودنا وكرامتنا الإنسانية، -- هل تخفين عنه شيء ؟ يبدو لي ذلك، الإعتراف قسوة، ولا أحب أن أكون قاسية تجاهه، ثم كيف أجعله يعاني وهو القريب إلى قلبي ؟ -- هل يفهمك جيدا ؟ هو لم ولن يفهمني، وهذا محزن حقا، لن يفهم أني أخاف، أخاف كل شيء، أخاف أقل الأشياء وأصغرها، وأكثر ما أخافه وجودي مع الآخرين والحديث معهم، هو لن يفهم هذا، لن يفهم أنني لا أستطيع الاعتياد مع نفسي بأي حال من الأحوال، لن يفهم أنني أجهل نفسي تماما، لن يفهم أنني أريد الهروب من كل شيء، أريد الخروج من كل شيء، -- هل تدركين هذه الحقيقة ؟ لقد قضمت الحقيقة روحي . وها أنا ذا - أعيد القراءة - أشعر بالحزن، وما أكثره في قلبي . |
حين أجلس لأكتب ... فلكي أهز الموتى،
أختار الكتابة عوضا عن حياة لم أجرؤ حتى على الحلم بها، أكتب كي أترك مساحة مقنعة يتحرك فيها من يأتون بعدي لكي يروا كم كنت بطلة بلا نياشين، كم ناضلت من أجلهم وانكسرت وجعا وبؤسا، عزيزي القارئ لا تسأل عن حقيقة وصدق أي شيء، أقسم لك أنني ولدت في عصر الديناصورات وعاصرت البشر، تلك الكلمات ضمن سرب الأصوات البائسة والتي تبحث عن مهرب، وسوف يأتي يوما ويقول أحد المارة ... " هنا يا عطر ترقدين" |
قالت وهي تحاورهم : أنا لا أقل جنونا عن أي منكم ،
أقسمت بأنها ستقطع الشعرة التي تربطها بالعقل ، بذاك البريق الناري ، بتلك الملامح الملتوية بالألم ، بذاك العرق المملح ، بهذا الصوت المحاصر بالشظايا الخشنة ، كثيرا كنت أجلس وأجرب الألم ، بي شيء أعمق من الألم ، أقسم لك أيها القارئ بأن رأسي ينبت فيها أشجار مظلمة ، أشياء مكشوفة بلا ترقيم ، تهديدات لا تتوقف ، أسرار سحيقة ، هي أشبه باللعنة التي تأكلها الدود ، "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا " يا حمقى يسقط الأصحاء موتى بين ليلة وضحاها ، أفلا تعلمون ؟!! |
--ليلة موحشة أخرى يا عطر
-- وما الجديد، لا بأس -- تقفين مثل ريح تتكسر صيفا يا ضائعة -- الشمس لا تنحني للأصوات -- روحك مثقلة بالغضب -- صوت الموت يدوي في صدري -- تكتبين عن الحب والحياة لا تريدك -- الجثة لا تنتفض، ودوري ألا سلام علي -- أطلقي روحك يا عطر واربطي على قلبك -- سأعرج على الهلاك إن يك ظني صادقا . |
هاروت وماروت ضلوا طريقهما
يا حمقى : نحن هنا ، حبر وأمزجة . |
قالت : يا فسحة الخيال، يا كثافة البوح، يا انعكاس النفس، يا دفق العواطف، يا احتجاج التيار،
توقفت قليلا ثم قالت : يا قسوة في صرامة من أي اغتراب جئت ؟!! |
لَا تَشْتَكِي الشَّوْق مَا بُعْدِي مِنَ الْمَلَلِ
وَلَا سَــلَــوْتُ وَلَا جُـــرْحُــي بـِمـنْـدَمـِـلِ لَكِنَّ هُوَ الـدَّهْـرُ يُـعْطِيـنَـا وَيَـمْـنَـعُـنَا فَالْأَمْسَ فِي جَذَلٍ وَالْيَوْم فِي وَجَلِ لِذَات وَصْلٍ أَتَتْ سُرْعَانَ مَا ذَهَبَتْ كَـأَنَّـهَا حُـلْـمٌ يَـمْـضِـي عَـلَـى عَـجَـلٍ وَالْـحُـزْنَ مِـثْـلُ الـضَّـبْـعِ يَأْكُـلَني حَيًّا وَيُنْضِجنِي وَيْلِي عَلَى مَهَلٍ فِي غُرْبَةِ الرَّوْحِ صَارَتْ مُهْجَتي مَزَقَا مَـا عُــدْتُ أَصْــبُــو وَلَا أَرْتَــاحُ لِـلْـغَــزَلِ مِنْ غَرْبَةٍ قَتَلَتْ فِي النَّفْسِ صَبْوَتَهَا وَأَلْـبَـسَـتْ رَوْحُ حُـب لـبْـسَــةِ الْـمَـلَـلِ دُنْيَاَي تُبْعِدُنِي شَوْقي يُسَهدُنِي فَمَنْ يُسَاعِدُنِي كُفي عَنِ الْعَذْلِ ؟!! |
ولم أرجو منك إلا أن تكون هنا بمعنى من المعاني،
ولم أطلب إلا مكانا قصيا، وهل سألتك إلا أن ترتب البيت الخرب الذي بداخلي ؟ |
الساعة الآن 09:17 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.