![]() |
. . مــــا بُـنـــي عـلى الـصــــدق لا يـسـقــط بـضـربــة هـــــواء .. . . أخـــــاف : أن يراني الناس بهلولًا ! بينما الحقيقة أنهم لو انكسروا مكاني لـظهــروا مـجــــانـــيـــــن أمـــــام الـمـــــــرآة .. . . . |
. . كلما حاولت أن أكون طيبًا .... خُــــذلــــت .. كلما أطلقتُ نيّةً صافية صارت تُقرأ كخطةٍ مظلمة ! صار الكرم ضعفًا والتسامح انحناءً .. بعض الناس لا يزعجهم أن أكون سيئًا لكنهم لا يحتملون أن أكون طيبًا على طريقتي .. فإذا عجزوا عن فهم قلبي / شوّهوه .. وإذا رأوا ضوءًا في يدي / أطفأوه .. ثم التفتوا إليّ بوقاحةٍ يسألون : : لماذا الطريق مظلم ؟! ! ( لا تكن فقير الفهم ) ! |
. . ليس أشدَّ من فقر الحاجة إلا أن يُشوَّه الكرم في عيون المحتاج ! وذلك يحدث حين يتسلل منافقٌ بارعٌ . يحتكر الطيبين لنفسه . يخيفهم من الناس ويوسوس في آذانهم : ( هؤلاء لا يستحقونك ... هؤلاء لا يحمدون ) ... العطاء ذلّ والرحمة تُهين صاحبها . ... يفعل ذلك لا حبًا في الكرم ولا غيرةً على الطيب . بل خوفًا من أن تصل الرحمة لغيره أن يراه الطيب عاريًا بلا قناع .. إنه لا يريد للكرم أن ينتشر . يريد الطيب له وحده ولو مات الناس على الأبواب عطشًا !! . . |
. . هكذا يُشوَّه الكرماء !! ويُكسر قلب المحتاجين .. ويُترك الطيب يتردّد بين الناس لا يثق بأحد . تُقتل النخوة باسم الحذر ويُربّى الجفاء باسم الحكمة ويُغلق باب الرحمة باسم العقل .. النتيجة : أن يعتذر الفقير عن فقره وأن يتنكّر الكريم لطيبته .. وأن يوزّع المنافق شهادات الامتنان على نفسه ! كأنه هو من منع الشمس من الغروب .. . . ( لا تكن فقير الفهم ) .. |
. . الكريم الحقّ لا يردُّ طالبًا .. لكنَّ المنافق يردّه باسمه ثم يعود إليه ليمتدح “ حكمته ” في المنع !! فـ يا كريمًا حقيقيًا : لا تستوحش طريقك .. حتى لو تقاسمت نعمتك مع ذئاب متملقة . فالنية تعرف صاحبها ، والله لا ينسى من أعطى لله .. ولو نُسب عطاؤه لغيره ألف مرة .. ... .. و المحتاج لا يُذلّه الفقر .. بل تُذلّه النظرة المسمومة التي زرعتها البطانة حين قدّموه كعبء .. لا كإنسان !! فـ يا فقيرًا موجوعًا: إن شعرت أن العطاء بات مرًا في فمك ، فلا تكره النعمة .. بل ابحث عن الطريق الذي مرّت منه وسلّم على الكريم الصامت بقلبك .. . . |
. . لستُ نادمًا على أنني احتجتُ يومًا لكنني تعلمت أن الكسر يفضح من حولي . وأن اليد التي لا تمتد إلا حين تنكسر : هي مرآة قاسية تكشف عن سوء النوايا في لحظة ضعف !! ولعلّنا نُبتلى بالحاجة لنُبصر أن الذين كنا نظنهم سندًا كانوا يستمتعون بدور الجدار حين نسقط فقط .. في النهاية الوجع معلّم ، والخذلان غربال وكل انحناءةٍ أُجبرت عليها ستُقيم لاحقًا ظهري بكرامةٍ لم تكن لهم يد فيها .. . . |
. . بعضهم لا يراني أهلًا للرحمة !! إلا إذا رأى رقبتي مكسورة وعيني مطرقة أستجدي الحياة من تحت قدميه كأنني أسرقها لا أطلبها .. لا يمنحني عونًا بل يُلقّنُني درسًا بالنعمة يريد من عطاءه أن يُربّيني لا أن يُعينني ويحسب الكسر ( تأديبًا ) .. والتذلل ( شرطًا ) للمعونة .. . . |
. . وهنـــــــــــــــــاك .. من لا يُخرج خبزه إلا حين يشمّ رائحة انكساري !! لا يُطعمني حبًا ، بل يُطعِمني درسًا في الخضوع يُراقب دمي وهو يختلط بالرجاء .. ثم يرمي بفضله كأنه تفضل علي أن أنجو بصمت .. إنه يرى لحظة انحنائي لا حاجتي !! فرصةً ليُوثّق فيها أنه الأعلى ولو لساعات : ) وكأن الرحمة عنده لا تنضج إلا على موقد الإذلال !! . . |
الساعة الآن 07:35 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.