![]() |
. . ومن ظن أن عطاءه لم يثمر ليـتــفـقـّد البـــذور ... لا التراب . ربما سُرقت الثمار قبل أن تصل .. وربما وضع المتملقون أسماءهم على سلال عطائك دون أن تعلم ! : : |
. . ... كل صباح ... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أرتدي كلمة : ( بخير ) . كقناعٍ ضيّق يضغط على وجهي حتى أختنق وكأنني أُخفي جثتي عن الناس وأمشي بينهم بملامح حيٍّ مزيف !! . . ... ( أنا بخير ) … ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أفتح عيني على يومٍ جديد فأجد نفسي أوقّع شهادة زور باسمي : ( أنا بخير ) … بينما الحقيقة أن قلبي يضع وردةً على قبره كل صباح .. . . ( أنا بخير ) هذه الكلمة : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أصبحت جريمة داخلية تُرتكب كل صباح .. وكأنني أُجبر على نفي موتٍ يحدث لي علنًا !! . . |
. . 2443 جمعة مرّت كقوافل عطشٍ لا تصل رفعتُ يدي حتى تشققت الأصابع وصار الدعاء هواءً يملأ الصدر ولا ينقذ !! كل جمعةٍ كانت جنازةً لحلمٍ لم يولد وصمتًا يشيخ في العينين بلا بريق .. الجدران تعرف دموعي أكثر من وجهي والسجادة أحصت سجداتي أكثر من خطواتي . ومع كل ذلك علّمتني الجُمَع أن الزمن ( خصمٌ عنيد ) لكنه لا يملك أن يطفئ نذرًا أقوى من الخذلان !! . ! |
. . 2443 جمعة كانت محطات انتظارٍ ثقيلة ( ومازالت !!) كلّها تعيد قسمي القديم ولا تكسره ارتجفت يداي حتى حسبتُ العروق تبكي معي وفي السجود يتكوّر الليل داخلي كجرحٍ لا يندمل . الصمت يشتعل كلما دعوت والدموع التي سالت عبر السنين صارت بحرًا بلا سفينة . ومع ذلك أبقى أرفع كفّي المرهق وأكتب بالوجع ما لم يسمعه أحد كأن الألم نفسه صار ديني ..!! . ! |
. . يا الله .... 2443 جمعةٍ وأنا أرفع يدي إليك لا طلبًا لزينةٍ ولا دنيا بل بحثًا عن رحمةٍ تسند قلبًا أثقله الوفاء .. يا واسع الرحمة لا تجعل دعائي يتيه بين أبوابٍ مغلقة ولا تتركني غريبًا في سجودي كمن ينادي ولا يُجاب . اللهم إن كان العمر كله امتحانًا فلا تحرمني أن أراك قريبًا في هذا الوجع وأن تردّ على ندائي ولو بطمأنينةٍ تُطفئ حرقة السنين . واجعل دموعي التي سالت في كل جمعةٍ جسورًا إليك لا أنهارًا تضيع في صمت الأرض .. . . (كم من : آآآآآآآآآآآآمين . احتاج لهذا الدعاء ؟ ) .. |
. . سؤال جارح : ( هل جاهلية الأمس أشرف من حضارة اليوم؟ ) هذا السؤال ليس مقارنة زمنين ، بل مقارنة قيم : هل ما يسمى ( حضارة ) اليوم حافظت على كرامة الإنسان أم سلبتها تحت أقنعة النظام والتقدم؟ ! . مثلا : سلمان الفارسي رضي الله عنه عندما جاء من بلاد فارس يبحث عن الحق ومرّ بكهنة ورهبان ظلموه واستغلوه حتى وجد النبي عليه أفضل الصلاة واتم التسليم .. كان يقول : ( ظللت أتنقل من رجل إلى رجل كلما وجدت فيه نفاقًا تركته ، حتى هداني الله إلى الإسلام ) . هنا المفارقة : سلمان وجد النقاء في الإسلام بينما نحن اليوم نرى كيف تلطّخ الدين بأقنعة السلطة والمصالح !! تخلّى عن حضارة فارس العظيمة ليجد صدقًا في خيمة بسيطة بالمدينة .. هل حضارة اليوم أوفت بما أوفت به تلك الخيمة؟ . ؟ و : : |
. . و : بلال بن رباح رضي الله عنه العبد الحبشي ، كان في الجاهلية بلا قيمة يُباع ويُشترى . لكن في الإسلام صار مؤذن الرسول عليه أفضل الصلاة واتم التسليم . وصوته صار رمزًا للحرية .. واليوم كم من ( بلال جديد ) يُهان ؟ لا لأنه عبد جسدي ، بل لأنه محروم من حقوقه !! الجاهلية أهانت جسد بلال . لكن حضارة اليوم تهين الروح والكرامة تحت لافتة : ( النظام ) و( القانون ) ! ! . |
. . في الجاهلية الأولى كان السوط على الظهر واضحًا ، والعبودية تُشترى بعلانية لكن في حضارة اليوم ، يُسلَب الإنسان حقَّه باسم النظام وتُباع الكرامة بأختامٍ رسمية !! كان الجاهلي يفتخر بظلمه أما اليوم فالظالم يكتب خطبة عن العدل قبل أن يذبحك بالقانون ! فأيّهما أشرف ؟ ظلمٌ صريح ؟ أم قناعٌ أبيض يخنقك باسم الرحمة ؟ . . |
الساعة الآن 03:18 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.