![]() |
. . هل العدل وهم ؟! كنتُ أظن أن العدل كتاب مفتوح ! لكنني رأيته يتحوّل إلى قفلٍ بلا مفتاح كنتُ أظن أن المحاكم ميزان لكنني رأيتها تتحوّل إلى مسرحٍ يصفّق فيه القاضي للمتنفّذ !! في الجاهلية كان السيف هو السيف . وفي الحاضر السيف مغطّى بأوراقٍ مختومة . لكن الجرح وااااحد : إنسان يصرخ ولا يسمعه أحد !! . . |
. . كنتُ أظن أن النذر يحفظني من الغشّ وأن الوفاء له درعٌ يحمي ظهري من الخيانة لكنني رأيتُ حضارة اليوم تضع النذر في قفصٍ من القوانين وتحوّله إلى ورقةٍ تُباع وتُشترى .. حتى الصدق !! صار عقدًا يحتاج إلى توقيع وشاهد كأن القلوب لم تعد تكفي .. . . |
. . في الجاهلية كانوا يرفعون السيوف . وفي الحضارة البيضاء يرفعون الشعارات .. لكن الضحية واحدة : إنسان يُذبح وهو صامت لأن النذر الذي قطعه على نفسه يمنعه أن يصرخ فيبدو كالمذنب ! وهو في الحقيقة المذبوح !! . . |
. . وحين نظرتُ في المرآة .. لم أرَ وجهي !! بل وجوههم جميعًا الذين باعوا كرمهم باسم الحذر .. والذين وأدوا نواياهم باسم العقل .. والذين جعلوا من النذر سلّمًا ليتسلّقوا ظهري !! سألت نفسي : هل أنا من أخطأ حين صدّق ؟ أم أن الحضارة كلّها خدعة مرايا ؟! . . |
. . في الجاهلية . كان الخائن يُعرف من سيفه .. أما اليوم ، فالخيانة تكتب على الورق : قرارٌ / ختمٌ / توقيع .. خيانة أن تُسلب خمسون سنة من عمرك باسم القانون خيانة أن يُقطع رحمك باسم النظام خيانة أن يُحرم ابنك من أصله !!! وتُقال لك بابتسامةٍ باردة : ( هذا عدل ) ! . . |
. . كتبتُ نذري على تراب الوطن : أن أبقى وفيًّا حتى آخر نفس .. لكن التراب نُفض عني كما يُنفض الغبار عن كتابٍ قديم . سُلبت هويتي ، وابتلعت الغربة أولادي !! صرنا نعيش كالأشباح : أحياء بلا أسماء . نذرُنا صادق لكن الحضارة كذّبتنا ...... . . |
اقتباس:
. . سأجيب بلا مواربة : نــــــــــــــــــــــعـــــــــــــــــــــم جاهلية الأمس كانت أشرف من حضارة اليوم لأن الظلم الصريح أهون من عدلٍ مزيف لأن السوط على الظهر أخفّ من ابتسامةٍ تذبحك باسم القانون ولأن النذر عند الله لا يضيع . وفي مكان ما يُدفن تحت الأقنعة البيضاء .. . . يا الله .. إن كانوا قد حوّلوا حضارتهم إلى أقنعة وحوّلوا قوانينهم إلى قيود ، وحوّلوا النذر إلى تهمة . فأنت وحدك الذي لا يُزوَّر عندك شيء . خذ نذري كما هو : دمٌ سال على الصبر وقلبٌ لم يخن رغم الخيانة . واجعل شهادتي عليك أغلى من شهاداتهم المزيفة . فقد اكتفيت أن يعرفك نذري حتى لو جهلني العالم كلّه ..... . . |
. . استراحة بين لهبين : !!!!!!!!!!!!!!!! بين أرضٍ عطشى لم تُنبت وسماءٍ تُؤجِّل مطرها كأنها تختبر صبر الجذور أتنفّس كمن يترقّب القيامة .. لا أدري : أهو صمتُ ما قبل الصيحة أم مهلةٌ قصيرة يراجع فيها القلب نذوره ؟! الرماد حولي يضحك من الحياة لكنّه في سرّه يُخبّئ بذورًا تنتظر لحظة الانبعاث والصمت يوهمك فراغًا . لكنّه في حقيقته طبولٌ مكتومة تقترب من الانفجار .. ليست حياةً تُزهر ، ولا موتًا يُريح ! إنها وقفة بين لهبين : لهيبٌ مضى فالتهم أيامي ولهبٌ آتٍ يلوّح من بعيد !! كأن الأرض كلّها حبست أنفاسها وكأن الساعة على طرف النفس .. وما كُتب هنا .. لم يكن ختامًا بل وقوفًا عند بوابة الصمت الأخيرة . هناك حيث تبدأ القيامة من رجفة قلب . لا من انفجار سماء . وما بعد هذا : (( يُنتظر ، لا يُكتب )) . . |
الساعة الآن 11:23 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.