![]() |
كانَ يحلمُ
و كانت، هي أيضًا، تحلمُ و في معادلةٍ عجيبةٍ (تعجزُ عن تفسيرِها كلُّ علومِ العالم و يشرحُها، بكُلِّ بساطةٍ، بائعُ وردٍ متجوِّل) التقيا كما لو في حلمٍ و حينَ تعانقت أصابعُهُما لأوَّلِ مرَّةٍ ابتسما ابتسامةً كبيرة مثلَ قمرٍ اكتمل بنجمتيْنِ: يدُهُ و يدُها المشبوكتانِ بوردةٍ حمراء. سوزان عليوان \..:icon20: |
هذي القصائد في غرامك فاسمعي
كالمسك أو نفح العبير الأروعِ فلتنسجي منها لقلبك معطفاً ينجيه من برد المشاعر... أو دعي لن تعدمي مني قصائدَ عاشقٍ كالدرّ في الجيد الفريد الأتلعِ باهي بها ؛ قولي: حبيبي شاعر ٌ إنّي لديه لَفي المقام الأرفعِ يا جنةَ الدنيا غرامُك لم يزل منذ انقداح الحب أكرمَ مفزعِ هاتي يديك حبيبتي فلنا غدٌ يختال في أفق المدى فامضي معي أحمد مطر الزهراني |
https://www.sayidaty.net/sites/defau...15/02/10/0.jpg - أما زلتِ تحبينني؟ - لو كان حبي حنجرة لعمّ القارات نشيد الفرح لشيللر كما لحّنه بيتهوفن، ولتنهدت رئة الليل خلسةً على أرصفة الفوضى الباهرة. - ولكن حبكِ صار سوراً، واغتلتِ الحوار! - كيف أحاورك والأصوات موصدة؟ أنا بحاجة للانفراد بذاكرتي، لغاية في نفس "يعقوبة". أتأمل ذكريات السنة القادمة، والعالم المبني للمجهول، وحين تمطر داخل محبرتي، أكتب زمننا الآتي بالأثير فوق الريح. - هل أحببتِني ذات يوم، ذات أبدية دامت لحظة حب؟ - لا لوسامتك أحببتكَ، لا لنهرَيْ العسل واللبن في شفتيك، لا للجمر اللاهب في مواطئ قدميك، لا لموسيقى "التام تام" التي تقرع طبولها داخل دورتي الدموية حتى تمسك بيدي فأغرق في ذلك العناق الملتيس الملّقب بالمصافحة. أحببتكَ لأني حين أخطو إلى عينيك أمشي في غابات السر. - ما الذي شدّكِ إليَّ؟ - أحببتُ ازدواج شخصيتك. لم تكن لتتستر على حقيقية بدهية هي أننا جميعاً "الدكتور جيكل" و "المستر هايد" في آن وبدرجات متفاوتة؛ ثم إنين لست أفضل منك، وفي أعماقي قبيلة نساء يتعايشن بصعوبة! لعلّي أحببتكَ لأنك الغموض، لأنني لا أعرف من أنت، أعرف من ليس أنت! أحببتكَ لأنك الركض المستمر خلف شارات الاستفهام المشعة، لأنك الزلزال لا التثاؤب، لأنك الرجل لا يُحصى، لأن الثلج لا يستطيع أن ينسى آثار خطاك حتى بعد ذوبانه، لأنك حقول تستعصي على الحصاد. لقد حلّق بي حبك ذات يوم وأصبت بدوار المرتفعات. مأساتي أنني لا أبوح بحبي إلا بعد أن ينقضي. - هل تحقدين عليّ؟ - ها هي أيامنا تنمو وتزدهر بعد الفراق، وتتبدى مفاتنها عبر ثياب الذكريات. حبي لك لؤلؤة تقرّ بأنها كانت حبة رمل، قبل أن تغزل حولها ضياءك القمري. قبل حبك / الطعنة، كان حرفي مبة رمل في صدفة منسية قرب قاع البحر. النسيان خيانة عظمى! - ألا تكرهينني؟ - ارتكبت الحياة والحرف ولم أعاقر الكراهية، لكنني أتقنت فن اللامبالاة. ثمة لحظات أركل فيها الكرة الأرضية بقدمي ككرة قدم ولا أبالي. أراقبها تتدحرج على السلالم المظلمة لتدخل في مرمى الفتور. أقوم بدور حارس المرمى وأنا أتثاءب! - أكرر: ألا تكرهينني أحياناً؟ - أكرهك دائماً لأنني أحبك. ففي كل حب كبير مقدار هائل من الكراهية. - لماذا؟ - ربما كي يقدر المرء على أن يتعايش مع نفسه ونرجسيته، وربما من أجل بقائه، فلا حياة بلا حد أدنى من الحرص على الذات... والحب تشجيع على نهب الحبيب لنا. - لماذا هجرتني؟ - لأنني أحببتكَ كما أنت بكل نجومك وثقوبك، وأحببتَ أنتَ ما سأكون عليه بعد أن تُدخِل تعديلاتك على تضاريسي الروحية، وتُدخلني في قوالب مزاجك. لقد أحببتَ فيَّ امرأة أخرى تريد أن تصنعها من "مواديّ الأولية" وعناصري. لقد زرعت مخبريك في شبكتي العصبية، ووضعت عدّداً على دقّات قلبي، وصرت تحصي عليّ أصواتي وأمواتي ومصابيح روحي وتذكاراتي. - وماذا في ذلك؟ ألم تكوني حبيبتي؟ - كنتَ مثل أحمق يحاول تعليم السنونو استعمال البوصلة، أو يحلم بلعب دور مهندس الصوت داخل صدفة بحرية، أو دور قائد الأوركسترا لسمفونية الموج الجامح. الحب عندك مرادف للقفص لا الأجنحة! - وهل يدهشك ذلك؟ أنا رجل شرقي حتى رؤوس شاربيّ وخنجري. - لم يعد ثمة ما يدهشني، حتى إذا جاءت فراشة ولسعتني كعقرب. كل شيء صار يبدو لي مألوفاً! - ولكنكِ أحببتِ أبجديتكِ أكثر من حبك لي.. لماذا لا تعترفين بذلك؟ - الكتابة طوق نجاة، وحبك بحر الأخطبوط وسمك القرش. الكتابة مظلة، وحبك عواصف مفاجئة. الكتابة آخر قوس قزح في جعبتي، وحبك سماء معبّدة بالإسفلت. - ولكنك تقترفين أحياناً كتابة ما وراء الخطوط الحمر والأسلاك الشائكة المحرّم تجاوزها. - ثمة فارق بين الكتابة بماء الذهب والكتابة بماء الروح! - ألا تخافين؟ - حين سقطتُ سهواً على هذا الكوكب، اكتشفتُ أن حقوقي لا تتعدى حق الأكل والشرب والإنجاب والموت، فقررت أن أضيف إليها حقّي في الطيران! أكتبُ.. أكتبُ، وآخر الليل تتحوّل الورقة البيضاء فجأة إلى حقل شاسع من الثلج وأنا أنزف وحيدة في وسطها... ريثما أفرك القلم السحري ويأتي جنيُّ الكتابة من القمم ليسامرني. - ألا تخافين الوحدة؟ - أخاف الرضوخ للخوف منها. لست مهجورة، لكنني هاجرة لكل من حولي ريثما أجد أبحدية تقنعي. - ألا تخافين الموت وحشةٌ؟ - لقد جرّبت الموت ولم يضايقني كثيراً. ألا ترى أنني سجينة داخل جثتي؟ وحده الموت يطلق سراحي، صلتي بموتي شبه ودية لا تخلو من الفضول من طرفي. أكرر: حين أموت، أوصيك أن تكتب على قبري: "هنا ترقد امرأة ماتت غرقاً في محبرة!". غادة السمان و حوار مع رجل لا يُحصى https://www.hekams.com/image/%D8%BA%...9%86_11389.jpg |
الحُبُّ
تَقبيلُ الحَمامِ لبعضهِ فوق المآذن ليسَ يسألُ بعضهُ من أيِ طائفةٍ أتيتَ وأي مدينةٍ قَبلَ العناق.. أن يَسقطَ الناقوسُ مغشياً عليهِ من الغرامِ بساق مئذنة المدينة.! .. زكي الياسري . |
؛ماذا فعلتِ وأنتِ لستِ بشاعره
في شاعرٍ حتى استبحتِ مشاعره وجمعتِ في كفيه كل وديعة كانت على كتف السماء مسافرة وضممتِ أشلاء الحنين كأنها من قبل قلبكِ لم تكنْ متناثرة فأتاكِ يحمل في هواكِ فؤاده يروي عليك مع الشجون مآثره فلأنتِ إنْ قال القصيدة لحنها ولأنتِ إنْ قال الجمال الفاخرة * . عبد الرحمن السالمي . |
قولٌ تبدَّى في الفؤادِ سهاما
فصبا بِهِ القلبُ الجريحُ وهاما وتفتقٓ الجرحُ القديمُ بِمُهجتي وتحولت أوهامُهُ ... آلاما وغدت بهِِ نارُ الجوى تجتاحني يا ربُ برداً قُل لها .. وسلاما فالروحُ عَطْشَى والديارُ طريحةٌ والفِكرُ ذاوٍ .. والحُلولُ يتامى والرأيُ مصلوبٌ على أعتابنا والقولُ فحلٌ والفِعالُ أيامى! 🖊 عبدالواحد الكامل |
أتنهدك
في المسافة بين سنغافورة وباريس، سقطت بي طائرتي فوق طاولة كتابتك على شاطئ الروشة البيروتي واستقبلني كفك باللوز والسكر.. وكانت تمطر. قلت لنفسي: زيارة "ترانزيت"، لكن قلبي أعلن العصيان وأطال البقاء، تركك تلملم بشفتيك غبار السفر عن أصافع تشرده، مستمتعاً بالمؤقت الدائم. تُمسك بي من جناحيّ وتغطس جسدي في ماء البحر كمن يغطس قلماً في محبرة، فأحيا. أتنهدك. أتنفسك. بك أبداً موتاً جديداً . بحراً جديداً. مطراً جديداً. زوبعة جديدة. لستَ نقطة النهاية على السطر الأخير في صفحة سابقة. أنت كلمة نادرة على سطر جديد في صفحة جديدة بيضاء. إلبسني، ولن تجد نفسك كملك الأسطورة عارياًَ... غادة السمان \..:icon20: |
القرار
إنّي عشِقْتُكِ.. واتَّخذْتُ قَرَاري فلِمَنْ أُقدِّمُ - يا تُرى - أَعْذَاري لا سلطةً في الحُبِّ.. تعلو سُلْطتي فالرأيُ رأيي.. والخيارُ خِياري هذه أحاسيسي.. فلا تتدخَّلي أرجوكِ، بين البَحْرِ والبَحَّارِ.. ظلِّي على أرض الحياد.. فإنَّني سأزيدُ إصراراً على إصرارِ ماذا أَخافُ؟ أنا الشّرائعُ كلُّها وأنا المحيطُ.. وأنتِ من أنهاري وأنا النّساءُ، جَعَلْتُهُنَّ خواتماً بأصابعي.. وكواكباً بِمَدَاري خَلِّيكِ صامتةً.. ولا تتكلَّمي فأنا أُديرُ مع النّساء حواري وأنا الذي أُعطي مراسيمَ الهوى للواقفاتِ أمامَ باب مَزاري وأنا أُرتِّبُ دولتي.. وخرائطي وأنا الذي أختارُ لونَ بحاري وأنا أُقرِّرُ مَنْ سيدخُلُ جنَّتي وأنا أُقرِّرُ منْ سيدخُلُ ناري أنا في الهوى مُتَحكِّمٌ.. متسلِّطٌ في كلِّ عِشْقِ نَكْهةُ اسْتِعمارِ فاسْتَسْلِمي لإرادتي ومشيئتي واسْتقبِلي بطفولةٍ أمطاري.. إنْ كانَ عندي ما أقولُ.. فإنَّني سأقولُهُ للواحدِ القهَّارِ... عَيْنَاكِ وَحْدَهُما هُمَا شَرْعيَّتي مراكبي، وصديقَتَا أسْفَاري إنْ كانَ لي وَطَنٌ.. فوجهُكِ موطني أو كانَ لي دارٌ.. فحبُّكِ داري مَنْ ذا يُحاسبني عليكِ.. وأنتِ لي هِبَةُ السماء.. ونِعْمةُ الأقدارِ؟ مَنْ ذا يُحاسبني على ما في دمي مِنْ لُؤلُؤٍ.. وزُمُرُّدٍ.. ومَحَارِ؟ أَيُناقِشُونَ الدّيكَ في ألوانِهِ ؟ وشقائقَ النُعْمانِ في نَوَّارِ؟ يا أنتِ.. يا سُلْطَانتي، ومليكتي يا كوكبي البحريَّ.. يا عَشْتَاري إنّي أُحبُّكِ.. دونَ أيِّ تحفُّظٍ وأعيشُ فيكِ ولادتي.. ودماري إنّي اقْتَرَفْتُكِ.. عامداً مُتَعمِّداً إنْ كنتِ عاراً.. يا لروعةِ عاري ماذا أخافُ؟ ومَنْ أخافُ؟ أنا الذي نامَ الزّمانُ على صدى أوتاري وأنا مفاتيحُ القصيدةِ في يدي من قبل بَشَّارٍ.. ومن مِهْيَارِ وأنا جعلتُ الشِعْرَ خُبزاً ساخناً وجعلتُهُ ثَمَراً على الأشجارِ سافرتُ في بَحْرِ النساءِ.. ولم أزَلْ - من يومِهَا - مقطوعةً أخباري.. يا غابةً تمشي على أقدامها وتَرُشُّني يقُرُنْفُلٍ وبَهَارِ شَفَتاكِ تشتعلانِ مثلَ فضيحةٍ والنّاهدانِ بحالة استِنْفَارِ وعَلاقتي بهما تَظَلُّ حميمةً كَعَلاقةِ الثُوَّارِ بالثُوَّارِ.. فَتشَرَّفي بهوايَ كلَّ دقيقةٍ وتباركي بجداولي وبِذَاري أنا جيّدٌ جدّاً.. إذا أحْبَبْتِني فتعلَّمي أن تفهمي أطواري.. مَنْ ذا يُقَاضيني؟ وأنتِ قضيَّتي ورفيقُ أحلامي، وضوءُ نَهَاري مَنْ ذا يهدِّدُني؟ وأنتِ حَضَارتي وثَقَافتي، وكِتابتي، ومَنَاري.. إنِّي اسْتَقَلْتُ من القبائل كُلِّها وتركتُ خلفي خَيْمَتي وغُبَاري هُمْ يرفُضُونَ طُفُولتي.. ونُبُوءَتي وأنا رفضتُ مدائنَ الفُخَّارِ.. كلُّ القبائل لا تريدُ نساءَها أن يكتشفْنَ الحبَّ في أشعاري.. كلُّ السّلاطين الذين عرفتُهُمْ.. قَطَعوا يديَّ، وصَادَرُوا أشعاري لكنَّني قاتَلْتُهُمْ.. وقَتَلْتُهُمْ ومررتُ بالتاريخ كالإعصارِ.. أَسْقَطْتُ بالكلمَاتِ ألفَ خليفة.. وحفرت بالكلمات ألف جدار أَصَغيرتي.. إنَّ السفينةَ أَبْحَرتْ فَتَكَوَّمي كَحَمَامةٍ بجواري ما عادَ يَنْفعُكِ البُكَاءُ ولا الأسى فلقدْ عشِقْتُكِ.. واتَّخَذْتُ قراري.. نزار قباني. |
الساعة الآن 04:23 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.