![]() |
تقول أحلام إن سنة واحدة كافية لتتخلصي من الحب تماماً .. بينما إستغرقني هذا الأمر سنوات وحدكَ من يعلم عددها .. هل كنتُ غبية لأتوسلك على أرصفة الحكايا الباكية .. متأملة في النهايات .. متناسية إن النهايات لايمكن أن تكون بدايات .. ألوّح لسنين أضعتها لأجل الوفاء .. ربما .. أو لتعلم إني أبقيتُ عليك حتى بعد النَفَسَ الآخير للحب .. أو لأسجل عمر صبري في موسوعة جينس .. هل كنت تضحك من سذاجتي بينك وبينك ..؟! ربما .. لن أكرر خطيئتي في حقي .. أبداً .. |
ليس أجمل من أن تعود لك وقد تحررتَ من شرنقة الماضي ..! |
أشعر بدهشة الأشياء .. والرغبة في الحياة .. والإلتصاق بروح .. تلوّن لي الفضاءات .. بألوان العشق ..! |
لستُ متعجلة .. الأهم الأن هذه المشاعر التي تغمرني .. هدوء يصل لحدّ الإسترخاء .. وإسترخاء يمنحني الراحة .. وراحة تنتشي بها حواسي .. فتستسلم مساماتي .. وتصدّر كل ذلك لخلاياي .. فترق دواخلي .. عادت لي طفولتي التي فقدتها في زحمة أوجاعه .. تغريني أوراق السوليفان وأتلذذ بقطع الشوكولاته .. والطفلة التي بداخلي عادت لتمارس شغبها .. بجنون .. أهدتني مساحات من روحها .. لأقطع طريق النسيان بسرعة ربما .. أشتاق أن أكبر بين يدي حب مختلف .. يدلل طفولتي ! |
أنا ورفيقي الجديد النسيان .. كنتُ أظنه صاخباً .. فوجدته هادئاً وهو يأخذني في دروبة .. تعرفت على مدينته .. مدينة بيضاء من غير سوء .. في دواخلي فرحة أعرفها لأول مرة .. أنا المريضة بداء الذكرى .. كان شفائي على يد النسيان .. تساقطت ذكريات .. دون أن أحس بأي أوجاع .. كأن نصيبي من العذاب إستنزفته السنوات .. ومضى هو و الذكريات إلى عمق الغياب ..! |
رغم كل شيء .. كان نبيلاً معي .. وكنتُ نبيلة في حزني .. صدقتُ مع حروفي وصدّقتني .. كنتُ وفية لها فمنحتني أجمل أبجديتي .. والأن .. إنتهت صفحات لتبدأ غيرها .. هكذا هي الحياة .. تأخذ منك لتعطيك .. ويبقى الرضا ديدني .. مهما بدوت ثائرة .. أحيانا .. خِيرة لأني عرفتُ إني أملك طاقة هائلة من الصبر ومثلها من التحمل .. خِيرة لأن أدركتُ إن الرحيل قرار إرادة .. وإسدال الستار .. يعني النهاية في كل الأحوال .. خِيرة لأن تعلمتُ الدرس الأقسى إن هناكَ من يحبك ولكن يحب نفسه أكثر منك .. خِيرة لأني أصبحتُ أقوى .. ربما .. خِيرة لأن النصيب أخذني أخيراً في طريق النسيان .. |
قد يبدو الرضا حالة من التصالح مع الذات .. لايصل إليها الكثير .. ولكنها فاجأتني في توقيت ماتوقعته .. كنت أشعل كل ليلة شموع الذكرى .. وأنزف أبجدية التوّق .. وأغني للغياب .. إنتزعني من كل هذا .. ليهديني حتى شكل إبتسامتي .. كان النسيان كريماً معي ..! |
الذاكرة العشقية ذاكرة سقيمة تستدعي كل الذكريات الجميلة وتُلغي ماعداها .. كأن الحياة في زمن الحب كان لها طعم السكّر ولون الطيف وشكل الورد .. ألوان .. ألوان .. لذا يبدو فرارنا من الرمادي ضرورة تبيحها الكآبة حتى لانسقط في عمقها .. ونتناسى إننا في قرار الحزن الأعظم .. لذا لابدّ من التعامل مع هذه الذاكرة المريضة بقدر من الوعي الصحي .. الذي يرتب الأولويات .. ويستنجد بالكبرياء .. ويفكر في الأتي بإيجابية .. لابد من تقليص وقت الإهتمام بالذكريات .. من هنا يبدأ العلاج .. تحويل الكل إلى جزء .. إبعاد الذكرى من الواجهة .. الإنغماس في العمل .. الهروب منها بالحيل النفسية .. وتقديم رسائل إيجابية للروح .. (أنا أجمل .. لن يجد مثلي .. يوما ما سيعود ولن أغفر له ..) والإكثار من الدعاء .. |
الساعة الآن 02:05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.