منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   أسـرار (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=26005)

معجب الشمري 05-09-2011 06:14 PM

!
اُسافر بعيداً عن ارضي.. متغرّب عن كل الاشياء التي انتمي اليها الا وجوههم في ذاكرتي، رائحة العطر في ثوبي الابيض
والمسبحة التي اُلقي بها على صغيري لـِ يأتي بها اليّ ثانية، حياتهم، فوضاهم، صخب المنزل وزواياه المشحونة بالحياة والضحك..
كل ذلك لم يمنعني أن أصرخ بأعلى صوتي في مدائن الحنين لأتخذ قراري..
فإما الانكسار حُزناً، او العودة واحراق اوراق البُعد.
ادركت حينها أن الغُربة: سُم يُشوّه، لكنه لايقتل.

معجب الشمري 05-09-2011 06:15 PM

!
لايأخذكِ الحنين الى ابوابي، انا بعيد جداً عن منازله، انا في المدينة التي لايستطيع الوصول اليها الشعراء
لم اعُد اسكن باريس، ولم تعُد تغريني مدريد، لاتبحثي عنّي..
انا راحل بلا جواز سفر يسمح لي بعبور الحدود، راحل بهويّة دنّسها تاريخ حبكِ الموبوء بجسدي
انا المعضلة التي ستواجه ممراتك، الحكاية التي لن تنتهي في كتاب مستقبلك..
لأنني لم اُخلق في جزء، ونهايتي لاتُكتب في جزء.
انا السحر الذي ستحاولين ان تقرأي عليه طويلاً لتُحلّ عُقده
.لكن.. دون جدوى.

معجب الشمري 05-14-2011 03:39 AM

ايها العُمر المشلول في محطات الغياب.. لم تعُد رحلاتك قابلة لقص التذاكر والركوب بها
لم تعُد رائحة الحنين تطير.. كل شيء بنا كبُر، وجه امي، غضب ابي، حتى الغياب لم يعُد
كما كان اصبح الغياب اكبر، واكثر الاوفياء في مسرح الحُزن الاصيل.
ايها العُمر المشلول في ساحات الحنين.. ماذا نفعل بأوراقنا القديمة، بشوارعنا التي مشينا بها طويلاً
ب ضحكاتنا التي حُنِّطت في متحف الخلود.
ايها العُمر المشلول في حضرة البُكاء.. ماذا نقول لأطفالنا القادمون، كيف نُخبرهم عن ابائهم
العاجزين عن النسيان.
ايها العُمر المشلول في اعيننا.. قد يُحدث الله امراً لانعلمه، لكننا لن نعود بعد أن سقطنا من مضاجع دمعنا..
لن نعود الا للطين.. الا لقبورنا.

معجب الشمري 05-14-2011 03:40 AM

!
لم اجِد عذراً امحو به حبر فراقنا، صنتكِ كما يفعل الجندي في قَسَم الولاء لوطنه، اخترتكِ من بين عشيرة النساء وانا البعيد عنهن، اقتربت حتى لم يبقى لي من نفسي شيئاً الا ووهبتكِ اياه حتى ايقنت بأن الظلال لايكون الا للهاربين عن النور، تركت كل شيء خلفي وخرجت من حجرتكِ الصغيرة، اطفأت انوار الحنين ثم خرجت لأوصد من خلفي باب الحُب واقفله، لم اعود حينها منذ ان علّقت على المنزل: هذا المكان لايسكنه احد لكنه ليس للبيع ولم يكن يوماً للإيجار.

معجب الشمري 05-14-2011 03:43 AM

!
كنت صغيراً على الادراك لكنني ملكت عقلاً يجعلني ارفض الصدقات منهم، فضلّت الجوع على ان اخذ من ايديهم قطعة حلوى في العيد وانا طفل يجهل نفسه التي تتدثر بالعزّة عن شتاء انفسهم الدنيئة، لم احزم حقائبي وارحل ، لكنني لم ابقى امام اعينهم اتقاسم مع وجوههم الضجر، كنت طفل لايعصي لكنه لايطيع دائماً، يعرف كيف ينسحب كما تفعل ابرة جدته عندما تدخل وتخرج في دوائر الصوف، يترك كل شيء من اجل ان ينال لحظة يمسح بها على جبين امه المُتعبة من غياب والده، يقرأ الصبر في خصلات رأسها البيضاء بعد كل محاولة تقوم بها وهي تدسها تحت غطائها الاسود كي لايراها احدهم، تهرب من بين اعينهم لتملؤها بصبغ اسود فقط لتقنع نفسها بالمرآة ان هذه الامرأة لازالت صالحة للحياة، احببت امي كثيراً دون أن يُخلط بحبي برّها، كان حُباً يحدث ان يكون لانسانة تمنحها العُمر طويلاً، انسانة تقتبس من جرائد الغياب اخبار الرحيل، رحيل زوجها الذي تعرفه المُدن عابراً يطوف شوارعها دون ان يمكث بها طويلاً، وابنها الذي كبر على ذات السؤال : لماذا يسافر أبي كثيراً..؟
اصبحت بحاجة العودة لشراء جرائدنا القديمة اريد ان ارتديها في ليل حاجتي اليك وانتِ بعيدة، منحتكِ هبة الانتماء، ومنحتني هبة البُكاء.

معجب الشمري 05-14-2011 03:45 AM

!
بخيل جداً لدرجة أنني لااُسقط دمعي الا عليك
وكريم جداً لدرجة أنني انفقت ثورة الحُب وسجلّتها باسمك.
قوي جداً لدرجة أنني أكلت من الانتظار جمرا، وضعيف جداً لدرجة أني لااشتكي منك الا اليك.

معجب الشمري 05-15-2011 11:42 AM

!
ياغربتي انا املك بركان لا يثور، كان مختبئاً في عينيّ طويلاً، لم تستفيق حممه الثائرة الا من بعد أن جلبوا حديث السفر.
ياغُربتي انا اكره النظر الى الحقائب، أنا عدوها الأول والقديم منذ ان آمنت بأننا ك صخور البراكين، إن تدحرجت من فوق جبالها لاتعود الى الاعلى ابداً، ونحن عندما نثور، لن نستطيع ان نتوقف ابداً.

معجب الشمري 05-15-2011 11:11 PM

!
أنا عجوز تجاوز العقد السابع من جوع الصبر.
وأنتِ رغيف حُزن لايُسمن ولايُغني من جوع.


الساعة الآن 12:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.