![]() |
نسائنا متى ترملنّ لاينتظرنّ رجلًا أخرًا لأجل أن يعرفنّ كيف يعشن هنّ وأبنائهنّ
وفتياتنا متى تأيمنّ يزدْن هيبةً وأنْفةً وعزّة فلايأتي من يكسر أقدامهنّ لأجل أن يبني بهنّ عرشه :: |
عائلتان تتراصان في سيارة ( وانيت ) وتدرك أنّ : الضيق في الأنفس
عائلتان تعيشان في بيتٍ واحدٍ من طابقٍ واحدٍ فقط ويجتمع في الغرفة الواحدة التي لاتصل لـ 4 × 4 حدود العشرين نفس وتدرك أنّ : الضيق في الأنفس ينامُ بعضنا على السرير المتهالك والأخر على الأرض والبقية موزعين حسبما فُسحة المكان وندرك أنّ : الضيق في الأنفس نجتمعُ كل يوم عدا الاجازة الاسبوعية في ( الفان ) فتيات تعدين العشر لايوجد النحيلة منهن سواي وأخرى ونسير في طريقٍ طويل يمتدّ لساعةٍ ونيّف وندرك أنّ : الضيق في الأنفس http://www.ab33ad.info/up/uploads/im...f3614769ee.jpg فعلًا : الضيق في الأنفس |
صالح الشملاني : أهلًا بك
اقتباس:
نورتي همس |
عثمان ..
1380 - 1960
واحدٌ وخمسون عاما ، قضى حتى سنّ العشرين في بيوت الطين ، والمعلّم القاسِ ، والأبّ الجاف الذي يضرب على كل صغيرة وكبيرة ، والوجبات القليلة التي لاتكفيه غير لقمة واحدةٍ فقط ، والنوم في ( السطح ) والركلة توقظة ! عاشا ماعاش بكدٍ فكان يعمل ويدرس ويقرأ ويكتب ، كان يعيش مع أمه وأخواته الثلاث ، وبعد تخرجه من الجامعة وكان يُعتبر أنذاك بمثابة( أ د ) ، اشتغل في مدرسةٍ ابتدائية وأخذ يعلّم النشء ومازال يعيش مع أمه وأخواته والطريف في الأمر أن أمه الحقيقة تزوجت وتركته عند جدتي ( خالتها ) وكانت أمه من الرضاعة أمي وخالاتي أخواته من الرضاعة وبنات بنت عمتهنّ ! كنّ يحافظن عليه وكأنه أخاهنّ من ذات البطن لو كان ، كنّ يعطينه للحافهنّ في أيام البرد حتى لايشعر بالبرد ، وكنّ يقاسمنه كل شيء . بعدها ذهب لأمريكا في بعثةٍ ودرس وعاد رافع الرأس الجميع فرح له والأكثر أمه وأخواته الثلاث ، لم تعد تستوعبه قريتنا الصغيرة فذهب للعاصمة الرياض وعمل هناك وثم أكمل دراسته وأخذ يتقلب في المناصب حتى وصل لمنصبٍ كبير . عاش حياته الجديدة ، تزوج بمن تناسب مستواه وهي بنت عمّه ، وجميعنا أسرة واحدة لكنّ ثمة فرع من الأسرة كان مُترفًا في زمن الفقر ، أعطاهم الله المال الوفير من مهنة التجارة فولدوا أبناء ذاك الفرع منعّمين ومتحررين . لكنّه للأسف أخذ الحظ العاثر من أسرته التي ربتّه ، رغم علّو منصبه ورفعة حياته الظاهرية إلا أن وجهه حزين وفي قلبه جرحًا أبدًا لن يلتئم ، كلما رأيته عرفت ذلك وإن لم يتكلم . وبقي وفيّا لأمي وبناتها لأني نسيت أن أقول أن والدي كان بمثابة والده ، فوالدي هو وجدتي ربيا أيتاما كُثر ، والدي رباه وهو لم يتزوج بعد وكان يأخذ بيده للمدرسة ولا يأبه لبكائه وصياحه ، كان يحضر له ما يحاتجه وبقي معه حتى درس وكان قد تزوجت والدي . لم يزل وفيّا لأقصى حدّ لنا ، مازال يُحضر أبنائه لأمي خاصة ويقول لهم : هذه اختي العزيزة ، عثمان الرجل المحبوب في بيتنا أحببناه لحب أمنّا وأبينا له وكأنه أخٌّ حقيقي لأمي وابنٌ لأبي نسي قريتنا التي تربّى فيها ولم ينسى جدتي وأمي وأبي ، نسي بضع قرابتنا ولم ينسانا ، حتى في صلب أفراحه يقول لأخواته من أمه : بنات خالي ابراهيم فوق أي اعتبار وفوق أي أحد . عيشة الفقر التي عشتها لم تغيّر روحك الجميلة وإن علاها الحزن وكثّفت الضباب حولها الاوجاع ، رغم كل شيء لازلت تبادلنا الحبّ الصادق ، ووجهك يتهلل كثيرا كلما رأيت أمي وأبي أو إحد أبنائهما وفرحتك لايشطرها أي شيء . فهل تعلم أني أني الأن أكتب فيك حديثًا ! :: |
سأحشو لك خبزةً بالحديد وأنت مجبرٌ أن تأكلها يابنيّ ، فكلها وأنت راضٍ لأن الرضا سيعلّمك أن تقضمه جيّدا دون أيّة أذيّة .
:: |
لأجلك أنت يغدو فقري ماضيًا أقطف منه ما يشبعك ...
أحيانًا
يكون قطف الثمرة عن شجرة اعتنى بها والداك لأجلك أصعب من زرع بذرة * |
فقيرة غير أنّ :
يداي صنبور ماءٍ
وعروقي بندقية :: |
أسمع جيّدا يابنيّ :
أنت في هذه الدنيا أمرءٌ تملك جسدًا كاملا وقويا وتملك عقلًا ميّزك الله به عن البهائم فتصرف طبقًا لهذه الهبات ، لاتمدّن يديك لغير الذي خلقهنّ ولا تعر لسانك لتملق من أجل منحة ، ولا تكبر فيك الدنيا فتصير أنت الصغير ولا تظنّ أنّ رعون الجبال مطلب كل طالب أرب ! أصعد من الأسفل ولا نتظر للأعلى ، وكن الماء الذي يملؤ الكأس ولا تكنّ شارب الكأس كلّه لأنك في محنة ! نم قرير الفكر لأنك إنسان ولا تستيقظ خدر العين لأنك شقيّ وأثناء سيرك لاتنظر للأسفل حتى لاتخاف ، ولاتنظر للأمام مباشرةً حتى لاتدهس من بالأسفل كن موزّع النظرة شاهق الفكرة . :: |
الساعة الآن 10:37 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.