![]() |
. . . . مساء الياسمين .. موضوعٌ شيق .. ! # هل يمكن للنقد أن يكون ......... ؟! لا يوجد شيء موضوعي في هذه الحياة .. فمهما كان المرء منصفاً في حياته وفي ما يتعاطى معه .. لابد وأن يتسرب شيء من الذاتية إلى أحكامه وحياته . المرء لا يمكنه أن يستغني عن ذوقه الشخصي في معرفة مستويات الجمال والقبح .. والذوق غالباً ما يسير بصاحبه نحو الإدراك لا المعرفة وذلك لأن الذوق أمر شخصي بينما المعرفة أمر عام .. والذاتية معرفة فردية خاضعة للذوق .. الموضوعية الخالصة غالباً ما تكون في مجالات البحث العلمي كونها متعلقة بالآخرين لكن هذا لا يعني أن الناقد أو الكاتب لا يمكن أن يكون موضوعياً في رأيه وفي كتاباته لكن .. الموضوعية والذاتية لديه وحدة متجانسة .. أي أن الموضوعية هنا .. خاضعة للذاتية .. شريطة ألا تتنافى مع الضوابط والمعايير المتعارف عليها والتي جبل عليها النقاد من قبله .. # ما هي طبيعة العلاقة ....... ؟! في وقتنا الراهن .. علاقة غير واضحة الملامح .. لا يمكن أن نعول عليها أدبياً وأخلاقياً .. لكن .. من المفترض أن تكون هذه العلاقة وثيقة ومتينة كون كلا الطرفين صورة واعية ومتضافرة للآخر في سبيل تقديم عمل أدبي يليق بهما .. فكلاهما مكمل للآخر .. العلاقة عبارة عن مجموعة من العمليات فائقة التركيز .. قائمة على كل ما يرتبط في الجنس الأدبي من شكلا ومضمونا .. بلغة هادئة ومهذبة ورزينة يتم فيها ملامسة الإبداع بكفاءة وحياد .. حيث يتم توظيف كل من العقل والثقافة والذوق لـ تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية والسلبية في العمل الأدبي وتبيان نقاط القوة ونقاط الضعف .. بعيدين كل البعد عن الغلو والمحاباة الصادرة من الرضا والتعاطف أو السخرية والتجريح الصادرة من السخط والغضب .. متخلصين من الضغوطات المتأثرة بالانطباعات المحكومة من قبل الأهواء الشخصية الفردية المتحيزة تجاه الجنس الأدبي ومؤلفه . # أيهما أقسى ....... ؟! سأختار تجاوزاً الخيار الأول .. التجاهل .. ! لكن في حقيقة الأمر لا قسوة للتجاهل أو النقد اللاذع .. في عوالم الكاتب المبدع ..! القسوة الحقيقية .. هي تلك القسوة التي يشعر فيها النقاد حينما يحاولون عبثاً قراءة ونقد نص المبدع أو تجاهله . # هل للنقد دور ...... ؟! كلاهما يحتاج الآخر .. النقد يحتاج النص .. والنص يحتاج النقد .. في سبيل تقديم تحفة فنية متضافرة .. وكما تقوم النصوص برسم ملامحها يقوم النقد على اعادة تشكيل تلك الملامح وتلوينها . شُكراً للجميع ..! :34: |
اقتباس:
بانتظار نقاشك حول تلك العوامل احترامي |
1- هل يمكن للنقد أن يكون موضوعيا صرفا؟ في حالتين ربما الأولى أن لا يكون الكاتب أعلى شأنا من الناقد أعني أدبياً وهذا خاضع لأبعاد نفسية لا يستطيع الإنسان العادي أن يسيطر على أبعادها وهذا من ناحيتين : الأثر الأول على الكاتب وهو المتلقي الذي قد لا يقبل النقد أو قد يستخف به إلا إن كانت له تلك النفس الكبيرة التي تحدثنا عنها في المقدمة الأثر الثاني على الناقد والذي قد يبحث عن مدخل يتصيد به أي خطأ ولو كان الخطأ مطبعياً بحيث يسعى لتبيانه ، متناسياً الهدف من وراء النقد أما الثاني فهو أن يكون الكاتب بنفس مستوى الناقد أو أدنى منه أدبياً فهو ذو أبعاد أخرى فليس من الضروري أن يكون الكاتب ناقداً ، وإذا ما كان مدركاً لأبعاد النقد فإما أن لا يفهم خصائص النقد الواقعة على نصه فيستطيع النهوض من خلالها لما هو أفضل وأسمى ، فيرى أن النقد لشخصه وليس لنصه وبالطبع إن كان ملماً فيستطيع احتواء الأمر كيفما جاء وإن لم يكن النقد موضوعياً استطاع تقويمه إن قدر له وإن لم يقدر فذلك شأن آخر . برأيي الإجابة على هذا السؤال تحتاج شخصية متزنة أخلاقياً وأدبياً عدا ذلك لن يتحقق الأمر المرجو من النقد . ربما لي عودة ذات قدرة على إتمام ما أستطيع . حسين |
- ما هي طبيعة العلاقة بين النقد والمبدع؟
هنا اختلف محور الحديث فالرابط هنا المؤثر والمتأثر والنتيجة هي الأثر ( بين النقد وليس الناقد ) كحالة مفردة يتحتم على الكاتب أن يتقبلها لوجودها في داخله فطريا وإن جهل معرفته بها . والمؤثر هي حالة النقد وإن كانت الأداة هي ذات الشخصية البشرية غالبا والتي قد تكون ذات الشخص أو أي شخص آخر ،التي تتصف بكل تلك السمات التي سبق ذكرها في الإجابة على السؤال الأول ، إلا إن تمكن الكاتب من التشبث بالقرآن الكريم ليقوم بلاغته وأدبياته وثقافته على طريقه وهذا الأمر أصعب مما يبدو عليه القول بالنسبة لأي كاتب أو ناقد أيضا . بالنسبة لي هي حالة أشبه بمحاسبة النفس عن ما اقترفت ومراجعتها عما فعلت وهي حالة استيعابية لمدى تماسك النص وقدرته البلاغية بين الكاتب ونصه وقد تكون على طريقتين الأول : أن يقرأ الكاتب نقداً وقع على كاتب آخر فيستطيع تطبيقه على نصوصه الأدبية ولهذه الطريقة فاعلية أكثر في التأثير على نتاج الكاتب وإبداعه . الثاني : أن يقع النقد على نص الكاتب مباشرة ، وهذا الأمر له أبعاد ذكر بعض منها وهي بطبيعة الحال تستوجب كمالية صاحب النص ومدى تقبله وطريقة النقد بأي كيفية أتى . أما المؤثر : فهو المقياس لبيئة النقد ومدرسته كما أسلفت الأديبة مريم ، فما ينطبق على ثقافة معينة ليس من الضروري أن ينطبق على جميع الثقافات ، والجهل بالشيء أقرب إلى نبذه . أما المتأثر : فهي حالة أشد صعوبة نتيجة لإختلاف الأصوات والمفاهيم ، وربما تضاربها على الكاتب فقد يعيش دوامة من التخبط في ظل عدم التمييز بين المدارس والبيئات الثقافية . الأثر : 1- هي حالة صراع الكاتب مع مالم يستطع فهمه من ناحية وهذا قد يؤدي إلى تراجع واضح في مستوى تقدمه وإبداعه حين تضارب البيئات والمدارس ( في حالة جهله بالنقد ) 2- في حالة كان ملماً بالنقد وأبعاده قد تثمر عن أديب له إحدى نكهات أدبائنا الكبار . جميل الشكر لإبنة الظلال ولبقية الأدباء على جميل ما قدموه جل احترامي وتقديري حسين |
اقتباس:
ما ذكرته من قواعد للنقد لا غبار عليها, ولا خلاف فيها أيضا, والنقد كونه نتاج بشري يتعامل مع نتاج بشري فلا شك أنه لن يكون موضوعيا صرفا، فالتعامل لن يكون باعتبار النص المطروح خاضع لمعادلات كيميائية أو رياضية، ومما لا شك فيه أن الذائقة تشكل أساسا أوليا وواسعا للنقد، ولكن على الناقد أن يحاول أن يكون حياديا قدر الإمكان فيما يذهب إليه في نقده. ولا يفترض بالكاتب أن يركن كما أشرتِ إلى نقد معين سواء أكان هذا النقد سلبا أو إيجابا ولكن عليه فيما أعتقد أن يعمل الفكر فيما ذهب إليه الناقد قبل أن يتخذ أي ردة فعل تجاهه، وطريقة الناقد الذي أشرت إليه لم تكن بأي حال من الأحوال قاعدة عامة ويكفي أنها عبرت عن طريقته ولا شك أن نظرته كانت قاصرة للنقد، فحتى لو كان النقد قاسيا يتوجب أن يعرض بطريقة عادلة. خلاصة القول أنه علينا - معشر الكتاب والنقاد_ أن نؤمن دوما بأننا صنوان وأننا نتكامل سوية ولا يفترض بطرف أن يناصب العداء لطرف آخر باعتبار أن الخلاف في الرأي لا يفسد أبدا للود قضية. شكرا لك ولهذا الحضور الثري... احترامي |
اقتباس:
مرحبا بك وبمداخلتك الثرية فعلا.. إذن نحن نتفق على أن النقد لن يكون موضوعيا مئة بالمئة, ولكن الناقد الجيد يحاول أن يكون كذلك قدر استطاعته, ولا بد أن لا يستسلم المبدع لرأي ناقد واحد بل يستمع إلى كل الآراء ويفكر بها حتى لو كان النقد قاسيا فلربما كان مفيدا أيضا.. مرة أخرى شكرا لك مداخلتك الغنية والتي لا أجد أني أزيد عليها شيئا, غير أننا سنكون بانتظار نقاشك لحال النقد والنقد في الآونة الأخيرة احترامي |
اقتباس:
صحيح أن النقد لا يمكن أن يكون موضوعيا, على أن ذلك يجب ألا يكون عذرا للنقاد.. فعليهم أن يلتزموا الحيادية ما أمكنهم ذلك. أتفق مع رأيك بأن العلاقة بين النقد والمبدع يجب أن تكون وطيدة, ولكن هل هي هكذا على أرض الواقع حقا؟ ما زال النقد في الساحة الأدبية العربية يبدو بحاجة إلى تنشيط، فالأعمال الأدبية كثيرة ويبدو النقد قاصرا عن اللحاق بها.. ربما كانت النصوص هي التي تقدم نفسها ولكنها أحيانا بحاجة إلى النقد ليجعلها أكثر بريقا خاصة إن كانت نصوصا تستحق التخليد والوقوف عندها.. شكرا جزيلا لك على كريم مرورك وسخاء طرحك احترامي |
3- ما هو الأقسى على الكاتب: تجاهل النقاد أو نقدهم القاسي للنص؟
فقط إن كانت الإجابة حكراً على هذين الأمرين فأظن أن الأمرين في مرتبة واحدة فكلاهما عامل مؤثر وفعال بالنسبة للكاتب وإن كان التجاهل قد يسبب حالة أشد ، لأن النص الذي يتعرض للنقد هو أهل للوقوف عنده . أولا : تجاهل النقاد إذا ما كان النص عريقاً متجذراً في الإبداع فمن الظلم أن يتم تجاهله هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى النص القادر على مزاحمة النصوص والصعود إلى قمة الإبداع لن يكون بالإمكان تجاهله ولكنه سيضيء بالرغم من العوائق التي ستعترضه ولو بعد حين . هذا بالنسبة للنص . أما بالنسبة للكاتب نفسه : فربما يكون ذلك ذو أبعاد تعيده إلى نقاط الصفر من جديد ليحاول أن يعيد صياغة قالب جديد يدعو النقاد إلى الإلتفاف حول نصوصه الأدبية ، أو الكف عن ممارسة الكتابة . ثانياً : بالنسبة إلى النقد اللاذع 1- بالنسبة للنص لا أعتقد أن أي ناقد قد يقف على نص ويعطيه الإهتمام إلا إذا كان النص جديراً بالوقوف على ضفافه . 2- و بالنسبة للكاتب هو أمر يعتمد على شخصية الكاتب وثقته بنفسه فإذا ما كان الكاتب مدركاً لأبعاد الثغرات التي وقع النص فيها سيحاول ترميم عثراته ، وإن كان هشاً ستكون هذه البداية لخاتمته كأديب . بشكل أدق في تصوري إن الأكثر قسوة على الكاتب هو أن يتم ظلم النص الأدبي بأي شكل كان . حُسَيْن |
الساعة الآن 11:20 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.