..


ينابيــع الأدب والشــعر .. ألف أهلا وألف سهلاً .. لما بيني وبين
ما ينتج فكرك الراقي من ألفــة عبر عديد من المواقع الأدبيـة

هنا أسعد بقربي من شاعرة سعودية تمثل تجربة فريدة ومثالاً
بارزاً في الأدب الأنثوي السعودي ... بصفتي أحد من
يهتمون بتجربة المرأة السعودية الأدبية لإمتاع ذائقتي أولاً
ولإثراء فكري ثانياً ولفائدة البحث العلمي ثالثاً ..

تشـرفت بالانتساب لهذا الصرح الذي تميزه النخبوية فما لاحظته
يؤكد أن هذا المنتدى ولد للإرتقاء بالأدب فقط .. وله هدف سام ٍ
يبعده عن تجارب كثيرة تخلت عن أهدافها للمجاملات وللمصالح
على حساب الأدب فانحطوا بـه ودللوا على أمانتهم ونزاهتهم
بأبخس الأثمان ...

لرقي هذا الصرح .. ولوجودك أختي الفاضلة أحببت الانتساب
لأبعاد .. لكي لا أكون بعيداً عن تتبع تجربتـك الشعرية .. سواءً
كشاعرة شعبية أو شاعرة فصحوية .. فأملي أن لا أفقدك
............ ( تحقيـق ذاتـك ) تحقيق لذات الأدب الأنثوي السعودي
............. من خلال شعر وفكر أعذب ينابيع الكلمة العذبة

انا امـرأه وابغـى أحقـق كيانـي
وادخل مجالات الأدب وارفع الراس
ربما كان المطلع ( أنا أمرأة ) يوحي كأنه اعتراف بما لا يحبه المخاطب
ويفسر ذلك إحساس الشاعرة بذكورية الساحة وحدة من يتسيدونها في
أحكامهم على شاعرية المرأة ورفضهم لها أو نظرتهم الدونية للشاعرة
تلك النظرة الناتجة من عقول متسرطنة تتعامل مع الأدب بقليلٍ من الأدب



تحقيق ذاتي فـي الأدب والمعانـي
ماهي دواره داخل اسواق واعراس
هذا البيت هو قطع لحبال الشك وقطع للطريق على أولئك المتسرطنين
فالشاعرة ترى ذاتها في الأدب الرفيع والذي يرتقي بالفكر .. فكان هذا
الشطر كالسد المنيع بين أقوالهم وبين رؤية شاعرتنا للشعر والأدب ..
الشطر الثاني حمل رؤية نقدية اجتماعية .. مررتها الشاعرة بكل دهاء
فبعد أن بينت أن ذاتها تتحقق من خلال الأدب وفنونه .. ثارت بهدوء وعقلانية
على من سيقول أن دور المرأة يقتصر على وظيفتها كربّة منزل .. مهامها الأساسية
طبيخ ونفيخ وعجن وخبز .. وأكبر همومها وأبعد أهدافها .. معرفة ورؤية ما تجلبه
محلات الأقمشة والملابس والعطورات والماكياج .. من خلال جولاتها الدورية على
المجمعات التجارية ...
هنا شاعرتنا ترفض هذه النظرة التي تسيء إلى المرأة وتقلل من شأنها ودورها
في المجتمع السعودي .. انا ابغى اثبـت وبجـداره مكانـي
واكتب معاني مـا تقـدر بألمـاس

بعد تلك الثورة على نظرة المجتمع .. كان لا بد لها من تخفيف حدة الخطاب
لكي تكسب التعاطف والتأييد ..من خلال هذه العبارة التي جاءت كمهدئ
وملطف للأسلوب ( أنا ابغى ) ... هي فقط تريد إثبات مكانة المرأة السعودية
من خلال إثبات مكانها كأديبة سعودية ..
( ما تقدر بألماس ) لم تأت الألماس لتكون قافية وإتماماً للمعنى .. لا بل جاءت
لتـوضح وتؤكد قوة رغبة الشاعرة .. فمن المعلوم ماذا تعني الحلي والمجوهرات
من فضة وذهب وألماس .. لدى المرأة .. فالمرأة منذ طفولتها تحب الحلي والألماس
وتحلم باليوم الذي تمتلأ يداها بأجمله وأغلاه .. لتتزين به في المناسبات وتتباهى
بعظم قدرها وعلو شأنها عند من قدمه لها .. سواءً كان والدها أو زوجها إن كانت
متزوجة ..
هنا شاعرتنا تعلـن مؤكدة عظم حبها للأدب وتصور مكانة الأدب في نفسها فقد فاقت
كل ثمين .. واكتب معاني نابعـه مـن حنانـي
واكتب محبّه في الوطن تنفع الناس
وانقش على صدر الزمن يا عساني
اكتب ويبقى ما كتبتـه بقرطـاس
ويسطـر التاريـخ عالـي مكانـي
ويعطيني حقي واثبته فوق نبراس


الأبيات الثلاثة المتبقية لا تقل عما سبقها وتحتاج أيضاً إلى قراءات وتأملات في دلالتها
ومعانيها ... لكني سأتوقف مستسلماً للتعب .. ومعتذراً للرائعة ينابيع السبيعي عن كسلي
ربما سأعاود المجيء إن راق لها ما دونته وإذنت لي بالعودة .. قارئاً متذوقاً لجميل القول
والثمين من المعاني الممتزجة بحروف ليست مثل ولا فيها شبه ..

ولد الحرف هنا هكذا ولم أشأ أن أأده .. هو كما ولدته أمّـه

ما لحـرفك حرف يشبه .. رغم عن حصر الحروف
....
سـرّه بـورده وعشـبه ... وفــوح عـطره للأنــوف
...

كل قلــبٍ ينتعـش بـه ..... ومعـجبـه تصفـق كفـوف


شكراً لكرمك ولرحابة صدر أبعاد الأدب .. وعذراً عن شغب حروفي





لروحي أقول خارجاً :العابر توقف.. فجسر العبور قد نسفه المرتزقة بجشعهم .. عذري وفقري يا هشاام .. بيننا شيدوا حائل