تدير عنا وجهها كلما لهثنا خلفها
فكيف لنا ان نعشقها وماعلمنا سوى شكل قفاها ~ الدنيا

\..:35:

لأن الشبابيك موصدة بالغياب
أحاديثها الصامتة ، مواعيدها العابرة ،وئدت دون ذنب ..
لأن الشبابيك مصلوبة لاترد السلام
ولا تتقن البوح ، لا تنعش الروح- غدوا رواح-، ولاتمنح البائسين الحياة .
كسرنا مزاليجها والزجاج ، أقمنا جدارا يصد الغرام ، وحزنا مكينا يهد الكيان ..

وكأننا زاداً لأيامك يا سنين
تحتطبين منّا دون رأفة دون مِنّة
نحترقُ الهُوينا
وتذرونا الحادثات في أثيرِ مجرياتٍ أتين بقدر

حنانيك يارب العباد
ضعفاء نحن وقد مسّنا الضرر

عندما جمعنا الأيام في كف موعد
وأدنا الصمت بابتسامة ميّتة !
ألجمنا الحنين بأمل كاذب
وكأن الأغنيات نشاز موجع
في لونٍ من ألوان التأبين
حسنا أظننا على موعد جديد مع الأمل !

سدى لحظاتنا ماتت ، وأربكها الخريف ،
ليست خطيئتنا ، سنقول ذلك ، كي يهدأ بنا عصف التحسف والتأسف وال...
نخلع عن الأمس القريب ملاءته
نكشف عن الجرح القديم وسطوته ..
لم نقترف ذنبا ...!
هي عزلة ، آمنت تبرؤ سقمنا ،
"فعانقيني مرة .. أو مرتين!!
لكي أضيء وأنصرف"*

* مقتبسه : للشاعر / محمد يعقوب

ولا يزالُ الواقع يدرّب القلب على احترام النسيان !

الغرق الحرّ
ذاك الوجع المتمادي في أعماقنا بغرور !