إذا انتشرت ثقافة الطغيان في الأمة, وساد التخاذل والتكاسل عن النهوض, فلاغرابة أن يتزعزع الوضع من الداخل, ويتسلل العدو من الخارج عبر هذه الثغور, التي هي أشد فتكاً من جيش جرار . فلنتغذى بالإيمان والعلم, ولنتداوى بالتوبة والتناصح .

إن نصرة العلماء ونشر العلم الشرعي والدعوة، أساس من أساسات هذه الدولة، والمنزلق الخطير في هذه النصرة ألا يكون لمصالح سياسية أو تجييش طرف على حساب طرف، أو الخروج من مأزق خارجي أو داخلي، فليست أقطاب المجتمع ديكة تتصارع يتضاحك ويتسلى المترفون بها.
وفي الجانب الآخر ليكن هم كل تيار البناء والولاء والتنمية، ولايفرح بانتصار ساعة، أو يحزن بانك...سارها .مشاهدة المزيد

الأحزاب في مصر سواء الإسلامية أو العلمانية أو الوطنية ترمي السلفية عن قوس واحدة، وهذا الفعل يقدح في أدبيات الثورة التي يتغنى بها الجميع، وينقل مصر من بلطجية الأيدي إلى بلطجية الأفكار التي هي أشد وأنكى وتخلق ثقافة الإقصى في الفرد بدلاً من ثقافة الحوار والتعايش .
قاتل الهوى وأصحابه قلوبهم شتى وعلى الحق يداً واحدة .

المراهق يهتم بمقدمات الأمور دون النظر في عواقبها، فيركب موجة المغامرة، والراشد يهتم من خواتمها دون النظر في أسباب مقدماتها، فلذا يغلب الحذر في مقابلة كل جديد .
والمهم في الأمر ألا تتسم ثقافة أي مجتمع بأحد الاتجاهين، فيعيش إما مغامراً تتوالى عليها النكسات، أو حذراً يتقادم به الزمن فيهرم ويتمزق، والتوازن لايكون إلا مع مشاركة جميع الأطيا...ف في صناعة الرؤية واتخاذ القرار .

الشعوب التي يهيمن عليها الاستبداد, يترسخ في أفرادها طبائع وثقافات من أبرزها : العجز الذي يُميت الفاعلية والقدرة, والقابلية للاستعمار بدلاً من رفضه ومقاومته, والاهتمام بالأشياء واستهلاكها بدلاً من انتاجها, والمطالبة بالحقوق دون القيام بالواجبات, والاختلاف حول الأشخاص بدلاً من الاختلاف حول الأفكار, التي هي أهم وسيلة في حل مشكلة التخلف و أهم لبنة في أساس النهضة .
إن الفرد في هذه الشعوب, يلزم عليه حين يريد التغيير, أن يَعرف نفسه كإنسان, ويَعرف الآخرين كأناس مثله, وينقي معدنه من رواسب العجز والتخلف .