![]() |
أيتُها .. الريَاحُ العَاتية والبِحَارُ الْهَائجة والْقَمَرُ الْمُكْتَمِل والْشَمْسُ الْمُشرِقة والْخُطَى الْمُتَعثرة والطيُورُ الْمُهاجِرة والضوضَآءُ التِي بِدَاخِلِي تِلْكَ التِي لاتَصْمِت إنِّي أَنَا .. هُنَا ذاكَ الْجَالِسُ علَى رَمْضَآءُ صَخْرٍ يَنْتَظِرُ مَغِيب شَمْسٍ وقَد أنهَكهُ الْحَنِينُ إلى مجهول الأيامِ ورَاحِل الزَمَن |
عِندما أرى تساقط أوراق الأشجار على ذاك الرصيف المُمّتدّ أمامي بلا نهاية أشعر بكآءبة المنظر ووحشة المكان وحِين شعُورٍ بحزن أُعِيدُ النظر فثمّ جمالٌ يأسرني في تلكَ الألوان الذهبية تِلكَ التي تحتضنُ جذوع الأشجارِ مع إنعكاس أشعة الشمّس فأشعرُ بالدفء كأنّما أُعيدت الروح إلى الجسد وأحدّثُ نفسي بأنّها الحياة كما نشآءُ تكون وأنّ الجمالَ وكذلك السُوء من حولنا نحنُ من يصنعهُ بأفكارنا المُسبقة عن الكون وعن الحياة وطبيعة الأشيآء أنا لن أغير المحيطَ الذي أعيشَ فيه ولكنّي إن شئتُ قادراً على تعظيم قيم الجمال من حولي وتجاهل تلكَ التفاصيل الصغيرة التي قد تزعجني فأجابتني نفسي بعد تأمّل رُبّما إنِ إستطعت أن تحيا واقعاً كما تعيشُ حُلماً لاتصحو منه إنّ أضغاث الإحلامِ تتكسر على صخور الواقعِ دوماً فأين أنت ! |
قال مُحدِّثي : هل ترى ذاكَ الأفق البعيد ؟ فعلِمتُ بأنّي بينَ خيارين أن أجِيب بنعم ! وسأستمعُ إلى حديثٍ طويلٍ لن ينّتهِي فأخْترتُ لا قالَ كذلِكَ نحنُ حِينَ نرَى خطواتنا ونحنُ مُطرقي الرؤوس ونجهلُ الغايةَ منها فعلِمتُ أنّي قد وقعتُ في فخِ السؤال ! فقلتُ مهلاً أظُنُّ أنّي أراه فقال لي : إنّ الظنّ لايُغنِي من الحقِّ شئياً قلتُ عُذراً إنّي أراهُ كما أراك قالَ صِفّ لي ماترى ؟ فعلمتُ أن لافِكَاكَ فكانَ الصّمتُ جواباً والأفقُ مُمّتدٌ لاينتهِي قالَ لي : علِمتُ إنزعاجَ نفسك ولا تضطربُ النفس إلاّ حِينَ إضطراب الروح فتذّكرْ بأنّي لمْ آتِي إليكَ وإنّما أنّت قَدْ أتيتَنِي |
|
لَنْ أكُونَ كمَا أنّتَ ولَنْ تكُون كَمَا أَنَا طرِيقُكَ مُخّْتَلِف ودرُوبِي تَخّْتَلِف فأنّتَ تعِيشَ ُ الواقِعَ بكُلِّ تَفاصِيلهِ وَأَنَا أَمْتَطِي الْخَيالَ وَأُعَانِقُ السَّحابَ رُبَّمَا أَشّْبَهَت رُوحُكَ رُوحِي ذَاتَ زَمَن ولكنّ المَلامِحَ تَخْتَلِفُ حِينَ يَخْلُدُ الْجَسَدُ إلَى الأَرْضِ وَيَنْسَى |
وَانتَهَى الوهْمُ وَتَدحّْرَجَتْ كُلُّ الأَساطيرِ كَصُخُورٍ تَدَحرجت مِنْ قِمّةِ جَبَل فتَوقفت قَدمَاهُ أَمَامَ عَقَبةٍ كؤودٍ ونَادتهُ الحقيقةُ أنْ تَقدّم فليسَ كُلُّ سرابٍ بقيعةٍ يحْسبهُ الضمآنُ مَآءً يروي مِنْ عَطَشٍ فاحّْتارت نَفسّهُ فسَآءلَها أنْ يانَفّْسُ مَضَيتِ بِي دَهْراً وَأسّْكَركِ الوهمُ فأصابكِ العَشى وَحِينَ رُؤيةٍ جَفَلْتِ ورَاعَكِ ضَوءُ الشّمس قَالت : خِفتُ مِنْ رُؤيةِ الحَقِيقةِ فأَصّْحُو بعد سُكر فإنّ الحَقآئقَ تَبْقَى والأَوهام تَغْدُو حُطاماً فَتَفّنى حِينَ تَغْدُو |
https://www.youtube.com/watch?v=yCkuYS8oYKs إنّ من يقرأ التاريخَ لابُدَّ وأن تزدادَ تجارِبهُ تَجَارِب ويُدرِك مالَمْ يُدْرِكهُ نُظَرَآءهُ فِي العُمْرِ والتَجرُبة لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَاب |
ضميرُ المُخاطب وضميرُ المُتكلم .. الرُوحُ هِيَ
عِنْدَمَا تُغادر المَكَانَ الذِي عبَرْتَهُ فاعلَمْ يقينَاً أنَّكَ لنْ تَعُودَ إليهِ أبَداً وإنْ مَررتَ بهِ ورأيتَهُ ذاتَ زَمَنْ لأنّ الزَمَنً ليسَ هُو زَمنُكَ الأول الذي عَبَرَ بِكَ وحِين نَراهُ يأخُذُنَا الحنِينُ إلى زمنٍ مضى لنْ يعُود فَتبكِينا مَشاعِرُنَا ونَبكِيهَا حُزنَاً وحَنِيناً لِمَاضيٍ غادرنَا وحِينَ نَمضِي سنَبكي اللحظة التي جمعتنَا مِن جَديدٍ لأنّهَا سَتُغادِرنَا ولنْ تَعُود .. .. إلى يومِ يُبعَثُون |
الساعة الآن 08:46 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.