![]() |
رسالة إلى الحياة .. (١) أما مللتِ من صفعي ..؟ أتهالك كي لا أبين ضعفي .. لكنني فعلا ضعيفة .. تعبت المحاربة يا دُنيا .. ربما الاستسلام للتيارات أفضل من محاربتها .. لأن طاقتي نفذت .. لن أحارب الريح .. بل سأطلق ذراعيّ لها .. لربما حملتني لأرض بعيدة .. بهيجة .. أو صَيّرَتْني ضوءاً أو مطر .. المهم أن أنْحّلّ عن طيني .. مللتُ البشر .. و هم يزدادون قباحة و حَيْوَنَة .. . . . أتعلمين يا دُنيا ؟؟ الحيوان لا يأكل إلا خوفاً من الموت جوعاً .. و الإنسان ينهشك إذا شبِع ..! |
(٢) الأَمرُ أشبه بأُفعوانية كبيرة .. و أناملي مقيدة بوجع .. و لا صوت لي .. كلما هزتني الحياة .. كلما شعرتُ بهشاشتي و غبائي .. لا زلتُ أصدق بالحق .. الخير .. و الجمال .. لكن لا حقّ في هذي الحياة .. فالظالم فقط هو من يملك كل شيء .. و لا خير في أحد .. فأنت كالذبيحة و البشر ذئاب تنتظر أن تدير ظهرك .. لتختار أضعف عضو فيك لتجمل به ما بين أسنانها .. و لا جمال قط .. فالنساء وجوههن خزفية .. و ابتساماتهن مزيفة .. و أجسادهن بلاستيكية محشوة بألف مادة و مادة ... فكلهن لهن ذات الفك .. ذات الفم .. و ذاك الأنف المجدوع .. أين الريموت كنترول ؟؟؟ |
3 . أسرار الوسادة
مهما غرقت بيومك ... و نسيت روحك .. طوال اليوم .. تظل تلك الوسادة .. هي الكائن الوحيد .. الذي يضم شهقاتك .. و يمتص دموعك .. و يبرد نيران القهر ال.. تسكنك .. تظل تلك التي تحضنك .. و توشوشك .. غدا .. يوم جديد! |
إني أتساقط نُدَفاً ... و أكفُرُ بكل ما آمنتُ به ... كنتُ أظنّ النضوج جميل .. فالكبار يعلمون كلّ شيء .. إنهم يفعلون ذلك ... لأن الصدمات جعلت عيونهم عميقة .. و مخيفة و بها مسحة حزن كبيرة .. فلأنظر إلى عيوني ... إنها عميقة ... و مخيفة ... و بها مسحة حزن كبيرة .. و تسيل منها دموعاً .. تؤلم أذني في الصباح ! |
كبرت كثيراً خلال هاذي الشهور القليلة ... و كأن عمري مئة عام مما يعدون .. إدراك كل شيء .. دفعة واحدة .. كثير جدا .. عليّ .. لكنها أقدار .. تسيرنا .. و هأنذا أخطو فيها برضا .. تعبتُ محاربة كل شيء .. تعبتُ العواصف والعواطف و البلل ... تعبتُ جنوني و هدوئي و شِعري و كل رموزي .. الآن أسكن إلى جوفي .. أنتظر حتفي .. و كفى ... |
أعترف ... لي جسد ضعيف .. ضعيف و يجعلني أشعر بعدمية كل ما أملك .. فلا صحة لديّ .. و من كان له تاريخ طويل مع المرض .. يفهم أن اعترافي هذا هو الأصعب عليي .. فمثلي لا يحب الاعتراف بضعفه و حاجته .. لكني فعلا ضعيفة .. و الأمراض تصفعني و تطوحني في المستشفيات لفترات طويلة .. كم أشعر بالوحشة .. بالضعف و انعدام الحيلة .. و الحياة عندي معارك مستمرة .. و من يرى ابتسامتي لا يصدق ما يحدث لي .. كأن المرض يقتل الضحكة في روحي ... لكنه لا يفعل .. بل إني أخبئ مرضي و تعبي .. و أعزو نحولي و اصفراري إلى الدنيا و مصاعبها .. إلى الحياة و متاعبها .. و أضحك طويلا و أخبئ وجعي لتلك الوسادة .. أنفث دمعي قبل المنام ... لكنني لا أنام ! |
كلما نظرت لروحي ... رجعتُ تلك الطفلة الصبيانية .. ذات النظارة الكبيرة و الصمت الطويل .. خسرتك يا صغيرتي .. ففي جوفي شيء لا أفهمه و لا أقدر انتزاعه .. شيء عصي على الفهم أنتِ يا أنا ! |
أنا لست أنا ... سعيدة بغربتي .. مرتاحة بوجودي هنا ... تغيُر كل ما فيي جعل عليي قشرة يابسة .. تقاوم الضعف و الألم و اليأس .. أنا بخير .. لأنني لستُ أنا ...! |
الساعة الآن 05:02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.