![]() |
اقتباس:
* إبراهيم الكوني – مراثي أوليسhttp://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif .! |
روعة التأمّل في طريقة التفكير
الكاتب:عقلي هو فلسفتي العنوان:أطلالي من هنا وهناك هنا سأضع بعض أطلالي التي لا زلت أقف عليها متأملاً .. أطلالي المتناثرة هنا وهناك لكنها رغم هذا التناثر موجودة بداخلي تلتصق بي مرة وتهرب مني واعتنقها مره وادفعها عني مرات .. أطلالي حول الحياة والدين والحب والصداقة والفن والنفس البشرية وكل ما عشته وأعيشه واقف عليه حائراً متأملاً (معتنقاً له مرة وشاكاً به مرات لان الشك هو القانون الذي يحرك هذه الحياة ) عندما يؤمن الإنسان بقضية تصبح هي المنطق لديه .. *** الشك الصادق ..إيمان صادق . *** الحقيقة المطلقة لا تختلف كثيراً عن تعاطي الحشيش.. لا وجود للحقيقة الفعلية او المطلقة في أذهان بشر ترى الأشياء من نشوتها التي تنطلق من مفاهيمها ورؤيتها وثقافتها واعتقاداتها الشخصية .. لا وجود للحقيقة المطلقة في رؤية البشر للأشياء والتفاصيل من خلال مبدأ واعي ولا واعي في نفوسهم يقول " أن الأشياء والتفاصيل هي في كيف يرونها او يريدون رؤيتها وليست في كيف تبدو فعلاً " *** اليقين المطلق غباء ..والنكران المطلق غباء أيضاً .. *** ليس ذنبنا أبداً أن نولد أغبياء ثم نحاسب على غبائنا.. وعجز عقولنا ليس كفراً لان الكفر هو أن نرفض ما نعلم حقيقته .. *** لطالما كانت حاجات البشر هي سر معظم إيمانياتهم ..فيؤمن الغالبية لأنهم بحاجة إلى الإيمان.. كحاجة الإنسان إلى سبب ومبرر لوجوده .. وحاجته إلى مؤنس لوحدته .. وحاجته إلى شيء يمتص كل ما يصيبه .. وحاجته الى مبرر لكل ما يقع له كان الخوف والضعف هو اكبر الحاجات التي لجئ إليها معظم البشر إلى الإيمان .. الإيمان حتى بالأموات والأحجار *** أتساءل دائماً ..كيف يكون الناس دائماً راضيين شاكرين لأقدارهم ..كانوا تعساء او سعداء ..أليس من حق التعساء أن يعاتبوا القدر على شقائهم ..؟ أليس من حق التعساء أن يسألوا لمَ قدر لهم هذا الشقاء ؟ ام هو مجرد تخدير والسلام .. *** الناس لا تحب الحقيقة لأنها غالباً تسلبهم هويتهم ..وتقوم بتعرية معظم ما يعتقدونه.. الحياة مملوءة بالعبث .. لكن البشر يحاولون صنع وتطريز معناها اللاعبثي من خلال معظم ما يمارسونه من اعتقاد .. *** الحياة مليئة بالصدمات لأولئك الذين لا يستعدون لها او يتجاهلون ويرفضون حقيقتها .. أولئك الغارقون في أحلامهم وأوهامهم .. يتبع * الشوك في الورود يخبرنا بأن الجمال من حقه أن يبقى .. اننا نخاف من الجمال أحياناً أكثر من خوفنا من القبح العلم الدماغي والمادي يؤمن بأن الواقع مختلف عن ما بأدمغتنا وخلف حواسنا وان الواقع هو ذلك الكم الذي يكمن بداخلنا ونقوم بترجمته وتفسيره وتحليله بداخلنا ** الحقيقة كثيراً ما تكون هي نتاج روح فكرنا الذي نحمله وروح تلك العقلية التي نحملها ونحمل تراكماتها الثقافية والتقليدية والسلوكية والتي من خلالها تبدو لنا الأشياء ومضامينها .. ** الحقيقة هي حالات نفسية تخلقها عوامل كثيرة تتراكم على شخصياتنا وعلى أذهاننا فتتحول إلى سلوك ورؤية.. ** يقال" بأن الجنون هو أن تكون عاقلاً بين مجموعة من المجانين" .. أي أن تكون شاذاً بعقلك ومنطقك حتى وان كان هو الأصح .. لذلك سيظل العقلاء والفلاسفة والمفكرين والمبدعين في نظر الناس مجانين مرضى يعانون اتهاماتهم حتى يرتقي الناس إلى عقلياتهم .. او العكس ** أحياناً يجب على المجنون بالعبقرية والمجنون بالسبق العقلي أن ينتظر زمن عاقل ليبرهن ما يريد من حقيقة عاقلة .. ** اني أعجب من شعوب ترعبها الكتب والمعرفة والاطلاع .. حقاً هم مهووسون بالخوف والتخويف ..مهووسين بالانطواء على ما يعتقدون وعلى ما يعيشون ويفكرون ..ويخافون المرتفعات المعرفية التي تطل على الآخر وفكر الآخر وتطل على العلوم التي تفجعهم أحياناً .. ** هنالك عادة بشرية لا يستطيع الكثير التخلص منها وهي التصاقهم بمبادئهم واعتقاداتهم بقوة من ما يجعلهم يشعرون أن المبدأ هو جزء من ذواتهم فينتقلون من حالة النقاش او الحوار من اجل المبدأ إلى حالة من الدفاع من اجل الذات ** لو سألت شخص يعتنق بدع دينية غير منطقية ومعقولة بالنسبة لك لماذا تفعل كل هذه الأشياء الغير منطقية؟ فسيجيبك لأنني أرها هي المنطق وربما سيجادلك بكل قوته .. والسبب هنا لأنة لم يفصل نفسه وشعوره منها ليفكر من الخارج بصواب الشيء او عدم صحته بل توحد معها بشكل تقليدي وغير واعي ** الاستقرار ليس النهاية الفعلية للبحث او التغيير الفكري بل هو حالة من الاستسلام وطلب الراحة من تعب ذلك التغير الذي يخلق فيه كل يوم .. الإنسان الحقيقي لا يستطيع إلا أن يتغير ما دامت المعارف والحياة من حوله تمارس التغير وتمارس النسبية والغموض ** أن أولئك الذين لا يتغيرون هم أناس جامدون لا يمكن أن يبدعوا الحياة ولا يمكن أن يبدعوا أنفسهم فكيف يبدعون وهم يعتبرون الإبداع بدعه محرمه وكل بدعة ظلاله ** الإنسان في معظم حالاته فضل راحة البال على الحركة الشكية التي يبني من خلالها معارفه وأفكاره وحضارته.. لذلك كان الصراع الأزلي بين الشك واليقين هو صراع من اجل الحركة واللاحركة .. من اجل الاطمئنان.. ومن اجل الثورة بهذه الطمأنينة من اجل الحقيقة والإبداع .. ** الشك حركة واليقين سكون .. فإما نتحرك نحو إبداع ذواتنا وإبداع الحضارة بشك مؤلم ومفجع أحياناً واما نقبع باطمئنان بداخل يقيننا دون حركة ..اما التفكير واما التخدير ** يصبح العقل غير قابل للتعلم عندما يتوقف عن النقد والشك والتحليل ومن جهة أخرى سيظل العقل غير قابل للتعلم ما دامنا نلتزم بتسميته اللغوية بشكل حرفي " العقل " أي ما دام يعقل أفكار أصحابه ويلجمها ..دون أن يفك له العنان ليتعلم بحرية ** أجد اننا دفنا أجسادنا وحقيقتنا حتى أصبحنا نستحي منها ونحرم وجودها كما هي وكأنها شيطان يتلبسنا ** أجد الكثير من البشر يجعلون أسماء آلهتهم تعبيراً آخر لآهاتهم!! فيرمون عليها كل أوجاعهم وآلامهم وفجائعهم .. حتى انهم لا يترددون بتحميلها كل ما يحصل لهم من شقاء وظلم وعناء .. !! ** البشر يرقصون منذ البدء .. فجميع ما يمارسونه من الم وصراخ وطبول وفنون وصلوات وطقوس وأناشيد وتقاليد والمزيد من ذلك .. لم يكن إلا عبارة عن ممارسات راقصه تحمل تعبيراً وجودياً عن وجودهم وتعبيرا عن مشاعرهم السعيدة والمؤلمة والخائفة والحائرة في هذا الوجود.. ** اني أتساءل هل وجدت الأديان لتقوم بكل هذا التمزيق والتفريق الذي نعيشه ؟ هل وجدت ليدعي الجميع تلك الأحقية ويمارس الجميع تلك الأحقية بذلك الشكل العنصري الساذج .. هل يراقبنا الله ونحن نتقاتل ونتقاذف العنصرية ونتجادل من اجله ؟ هل يرضيه كل هذا..! ** هنالك حالات كثيرة من القتل والتفجير والانتحار والكره والبغض والصراع والأخلاق الهستيرية .. في معظمها ليست إلا نتيجة لذلك التهيج الذي تخلقه فيهم تلك المخاوف والإطماع الميتافيزيفية التي بدورها تصنع سلوكهم .. ! يتبع * ليس الحب الحقيقي مجرد مغامرة عابرة..بل هو أن تحب فعلاً وتلتزم بكل مسئوليات هذا الحب او لا تحب أبدا ً.. ** يبقى في الحب تفاصيل لا يمكن أن نتصورها ..لأننا لا نملك قلوب من أحبونا ** يبحث الإنسان دائماً عن ما يشعره بوجوده فيلجئ للحب لأن الحب هو من أعمق الأشياء التي تشعرنا بوجودنا .. ** من يحب فعلاً هو ذلك الذي يدافع عن من يحبه أكثر من دفاعه عن نفسه .. ** هنالك أنانية يتبادلها الناس يسمونها أحياناً حب ! ** أعمق واصدق الحب هو ذلك الذي يتبادله الناس دون أي وساطة - ميتافيزيقية - تدفعهم لحب بعظهم خوفاً او طمعاً ... ** الحب أولاً وأخراً اعتراف ..قبل أن يكون طقوس ومراسيم زفاف .. ** الحب في أوطاننا يولد مخنوق بالعادات والمعتقدات والتقاليد التي تساق ضده .. وان نجئ فأنه يعيش مشوه مختبئ لا يظهر إلا في انصاص الليالي .. ** الحب يرجم كل يوم لأنهم يعلمون أن القلوب المحبة هي وحدها من تعيش ووحدها من تصنع ثورة الحياة ..ووحدها من تناضل من اجل البقاء .. يتبع.. في إطلالات تحمل أجزاء أخرى |
اقتباس:
* إبراهيم الكوني – مراثي أوليسhttp://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif .! |
عطر وجنّة شكرا لبساتينك المغروسة هنا عن ابراهيم الكونيّ أتذكّر هذا الاسم جيّدا كوني قد نُصحت به تحيّتي لـ روحك |
يقتلني إبداعكِ حبيبتي , بقلم القاصّ و الأديب خيري حمدان : كان يعتبر نفسه أكبر مدافعٍ عن النساء، ولم يكن يترك مناسبة أو محفل دون أن يدلي برأيه ويصرخ بملء صوته دفاعاً عن المرأة!. هي الوردة والحلم المنشود. هي الفرح القادم من صمت الحياة الثقيل. سألته عن اسمه فَرِحَة، فأجاب: - سامِر. ودسّ في يدها بطاقة صغيرة تحمل رقم هاتفه. لم تمانع بالطبع من أخذها وبخجل شديد أخفتها في حقيبتها الصغيرة. - أرجو أن تستخدمي المعلومات الموجودة في البطاقة .. المرأة يجب أن تتمتّع بكامل حقوقها وأن تختار طريقة حياتها بحريّة مطلقة. لا تتركي قلبك وحيداً في زخم العواطف يا زينب. هذا هو اسمك على ما أظن. أليس كذلك؟ هزّت رأسها موافقة، ما أجمل حديثه؟ هذا رجلٌ مختلف تماماً. كانت زينب شجاعة ومرحة وتفكّر بطريقة مختلفة عن قريناتها، وقرّرت سبر أغوار هذا الرجل .. قرّرت قراءة روحه والسباحة في مياهه العذبة. كانت تتوق للتواصل معه ومجادلته ومقارعته والنظر الى عينيه طويلاً. وكانت تتوق أن تضيع يداها الصغيرتين بين كفّيه القويّتين. كانت تتطلّع الى شفتيه وكأنّها نجم صباح تهتدي بنوره الى عالم اللّذة والإبداع والتألّق. - ما أعذب حديثك .. أنت رجلٌ مميّز. طوّقها بذراعه ومسّد شعرها طويلاً ولامست أصابعه ثدييها الناهدين .. وعندها أخذ الرجل يتحدّث عِوَضاً عن سامر. - سحرك لا يقاوم يا زينب. وغرقت شفتاه في فمها. تراجعت قليلاً .. أصابتها الدهشة حين شعرت بعالم الرجل يحتويها دون مقدّمات أو إشارات أو حتّى .. - كنت أظنّك مستقلّة! هل تخشين من الحريّة يا زينب؟ - لا .. أنا لا أخشى حريّتي ولكنّي لا أرغب المضيّ الى السرير بهذه السرعة. أدرك سامِر بغريزته أنّ الوقت لم يَحِنْ بعد لامتلاكها. لقد تسرّع بعض الشيء. إنّه اللقاء الأوّل. بعد بضعة أيام دعاها لمشاهدة إحدى المسرحيات الفكاهية. لبّت دعوته على عجل، ولم تسمح له بعد ذلك سوى الامساك بيدها. طبعت قبلة على خدّه قبل أن يغيّبها الظلام ليس بعيداً عن المنزل. لم يهاتفها خلال الأيام القليلة القادمة، ولم يتواجد في الأماكن المألوفة حتى لا يصادفها أو يقابلها على عجل. شعرت بالإهانة واحتارت في تصرّفاته. وقرّرت الاتصال به فربّما كان مريضاً. - لا يا زينب .. أنا بخير. ولكنّي بصراحة .. أشعر بأنّك تهضمين حقّي معك كرجل. أنا أحبّك وأعشق كلّ ما فيك حتّى غضبك ومشاكساتك ورفضك الخجول. - لقاءنا الليلة .. لا الآن .. هذه اللحظة. قالت زينب وقد أسقط في يدها. أخذها بين ذراعيه وضغط جسدها ملهوفاً وسرعان ما تعرّى الجزء العلويّ من جسدها. كان يعصر ثدييها وينتقم للجوع الكامن في كلّ خلاياه الشرقيّة. كان يقبّل وجهها وشفتيها .. ارتدّت الى الخلف فَزِعَة وصاحت قائلة وقد ضمّت يديها الى صدرها: - انا عذراء يا سامِر .. أنت مسؤول عنّي الآن. هل نسيت بأنّي امرأة شرقيّة؟ ماذا سأفعل دون عذريتي في هذه الغابة؟ - وحريّة المرأة المنشودة، والتمرّد والارتقاء .. - لا .. هذا كثير يا سامِر .. تزوّجني أرجوك. - حسناً .. ولكنّي سأمتلكك قبل ذلك. - هل ستقدم على الزواج منّي حقّاً؟ - نعم .. أنا أحبّك وهذا جلّ ما أريد. وكان له ما أراد. امتلكها تلك الليلة وفضّ بكارتها وأشبع رغبته، وفي اليوم التالي سارع لانجاز معاملات الزواج بعد أن حصل على موافقة أهلها. وبعد شهرٍ من الزمان أصبحت زوجته رسميّاً. شعرت زينب بالراحة فقد تزوّجت الرجل الذي كانت تتمنّى ان تمضي ما تبقّى من حياتها برفقته. وأخذت تكتبّ القصص وتنظم الشعر. وكانت مفاجأته كبيرة حين أدرك بأنّ زينب أصبحت سيّدة المنابر وأخذت صورتها وقصصها تتصدّر الصفحات الأولى للصحف واسعة الانتشار. - لماذا أجدك يا سامر حزيناً؟ أنت ستصبح أباً بعد بضعة أشهر. - آه .. هذا ابني الذي تحملينه في بطنك وأحشاءك! وكأنّه يعني عكس ما يقول. شعرت بالحزن والخوف يسيطر على روحها وكيانها .. إنّه يشكّ في إخلاصي له .. إنّه يظنّ بأنّ الطفل الذي أحمله بين أحشاءي ليس من مياهه. ربّما كانت مشاعرها خاطئة ولكنّه صاح في وجهها يوماً: - حان الوقت ان تختاري ما بيني وبين المنابر والصحف. عليك أن تتخلّي عن كلّ هذا البريق الكاذب الذي اختلقته حول شخصك التافه يا زينب؟. يا لها من صفعة .. سامر يخشى حريّتها وقدرتها على البقاء بعيداً عنه وعن عالمه. هي التي كانت وما تزال ترافقه الى قاعات المحاضرات وصالات المراكز الثقافية بالرغم من التعب الذي كان يُنْهِكها كانت تسارع الى المطبخ بعد ذلك لتعدّ له الطعام بينما يقضي هو ساعات طويلة في إجراء مكاملات مع أصدقاءه ليستمع الى كلمات منمّقة تعظّم شخصه وعبقريته. والآن تصبح زينب المرأة الضعيفة المتعبة والحامل في شهرها الخامس نجماً ساطعاً في سماء الأدب والإعلام. - أريد مشاهدة بريدك الإلكتروني الخاصّ. نظرت الى عينيه بازدراء وقالت بحزم واضح: - لك ذلك. وسأذهب لأحضّر لك القهوة. كتبت كلمة السرّ على عجل وظهر الرقم الذي يشير الى عدد الرسائل التي تنتظر القراءة والردّ. 120 رسالة وبعد ثوانٍ أصبح العدد 122 رسالة. تركته وذهبت لتحضّر القهوة. عادت إليه بعد بصف ساعة ووجدته واضعاً يديه على خدّيه وكأنّ نهاية الدنيا قد حانت. - من هو عوض عبد الفتاح. من يكون سمير طبيل وأبو فريد والاستاذ سنان؟ - لا أدري يا سامِر. بعضهم كتّاب ومثقفين ومنهم المعجبين والمنافقين. - وكيف حصلوا على عنوانك البريدي؟. - نشرته في بعض المواقع من أجل التواصل الإبداعي .. ولكن كما ترى فأنا الآن لا أفتح الرسائل أو أرمي بمعظمها الى سلّة النفايات الإلكترونية. أردّ على جزء صغير منها فقط. أردّ على الرسائل المتعلّقة بكتاباتي وأقرأ العروض المقدّمة من دور النشر والصحف والمجلات. لم يشرب قهوتها ذلك المساء، ومضى الى الفراش وحيداً دون ان يحادثها وأدار لها ظهره الليل كلّه. لم يهنأ بنومٍ هادئ تلك الليلة وكان يتقلّب كالملدوغ في الفراش .. وشخر وضرب حافّة السرير في حلمه وشتم وعربد واستيقظ والعرق يتساقط من جبينه. - كان من السهل عليك التخلّي عن عذريتك دون زواج يا..... .. اليس كذلك؟ - لا .. لم يكن من السهل التخلّي عن حياتي وخياراتي يا سامر. وانا لست ....... هو الخيار الأول والأخير الذي اتّخذته في حياتي. خيار أن أكرّس حياتي من اجلك. كنت وما أزال لك وَحْدَك، لم انظر الى رجل آخر ولم اعرف سوى شفتيك وعالمك. لطمها على وجهها وصاح: - لا منابر، لا رجال، لا قصص ولا إبداع زائف .. هل هذا مفهوم؟ - عند المساء سنتحدّث. - لا يوجد هناك مساء ولن اعود عن كلامي. ومضى غاضباً مزمجراً. تركها شاحبة وحيدة كما لم تكن في يومٍ من الأيام، كانت كالغريق الذي يبحث عن قشّة في خضم المياه العاتية. كيف تقنعه بأنّها إنسان يعشق البيت الذي بناه ولن تحيد عن عشّ الزوجية؟ كيف تقنعه بأنّ الكتابة والإبداع هو حقّها الطبيعي وجميع هذه الرسائل لا تعني شيئاً. إنّه التواصل البسيط والحديث مع عوالم تحلم هي الأخرى في خلق جسرٍ من تبادل الآراء والتجارب؟ إنّها الحياة بيومياتها الحلوة والمرّة. هل هذا هو الرجل الذي عرفته قبل بضعة سنوات .. المدافع عن حريّة المرأة وحقّها في الوجود؟ لقد قرر وضعها في جحرٍ ضيّق وحكم عليها بالوحدة والعزلة المطلقة. ويحاول الآن انتزاع غذاء الروح من بين يديها. إذا كانت خطيئتها أنّها وافقت على معاشرته قبل وضع توقيعها رسميّا على وثيقة الزواج، فهي على استعدادٍ تامّ للذهاب الى مكّة وطلب الغفران والتوبة برفقته. لكنّها ليست على استعداد للتخلّي عن عالمها وأدبها مهما كلّفها ذلك من ثمن باهظ والذي قد يكون حياتها الزوجية. عند المساء وجد ورقة على الطاولة وبجانبها وردة. كانت قد كتبت له بالبنط العريض: - أرجو يا زوجي العزيز ان ترسل هذه الوردة الى حبيبي سامر . |
اقتباس:
* جُبْران خَليل جُبران http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif |
الفاعل قصة قصيرة جدّاً بقلم الأديب و الصّحفي طلعت سقيرق :
اصطف الطلاب .. دخلوا بنظام .. جلسوا على مقاعدهم بهدوء .. قال المعلم : درسنا اليوم عن الفاعل.. من منكم يعرف الفاعل .. ؟؟ رفع أحد الطلاب إصبعه .. وقف .. تثاءب .. قال : الفاعل هو ذلك الذي لم يعد موجوداً بيننا .. ضحك الطلاب .. وبكى المعلم .. |
الساعة الآن 06:47 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.